سويلا برافرمان تصادق إسرائيل وتعادي فلسطين
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
طلبت برافرمان من مارك رولي، المفوض العام للشرطة البريطانية، تفسيرا لامتناع الشرطة عن اعتقال من رفعوا شعار الجهاد، فكان جوابه، حسبما أوردت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن ضباط مكافحة الإرهاب في فريقه قاموا بمراجعة الشعارات التي رفعتها المظاهرة، ولم يجدوها مخالفة للقانون في بريطانيا، فكلمة “الجهاد” تحمل كثيرا من المعاني، وليس في القانون ما يجرمها، وهي إجابة لم تُرض الوزيرة على الإطلاق.
قبلها قامت برافرمان بخطوة رأى حقوقيون أنها تخالف القانون، وذلك عندما أرسلت مذكرة للشرطة البريطانية تلوح فيها بتجريم رفع علم فلسطين. إذ قالت برافرمان في مذكرتها، التي أوردتها صحيفة “الغارديان”، إنه “ليس فقط رفع رموز وشعارات مؤيدة بصورة واضحة لحماس أمر مثير للقلق”، بل إن “رفع العلم الفلسطيني قد يكون غير قانوني” إذا كان يهدف لتمجيد “الإرهاب”.
وضربت مثلا بشعار “فلسطين حرة من النهر إلى البحر”، وهو ما يجب أن يفهم، حسب ما قالت برافرمان، على “أنه تعبير عن رغبة عنيفة في إزالة إسرائيل من الوجود”.
لا شك أن محاولة برافرمان محاصرة الفعاليات المناصرة لفلسطين، التي شارك فيها مئات الآلاف في لندن وحدها، وجهودها المستمرة لإسكات الأصوات التي تطالب بحقوق الفلسطينيين، إلى درجة تخالف القوانين التي تضمن حرية التعبير والتظاهر في بريطانيا، يثير تساؤلات واسعة عن جذور موقفها.
في الواقع تبدو مواقف برافرمان متفقة مع دوائر سياسية تجتمع معها على مناصرة إسرائيل، أبرزها مجموعة “أصدقاء محافظون لإسرائيل”، وهي مجموعة برلمانية مرتبطة بحزب المحافظين تسعى لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية بين بريطانيا وإسرائيل، وبشكل خاص بين حزب المحافظين وحزب الليكود في إسرائيل.
وقامت مجموعة “أصدقاء محافظون لإسرائيل” بتنظيم رحلة مجانية لسويلا برافرمان، ووزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إلى إسرائيل بعد ثلاثة أشهر فقط من انتخابهما لعضوية البرلمان البريطاني. جولة التقت فيها مسؤولين إسرائيليين، بينهم مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حينها.
ترى برافرمان أن إسرائيل “واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وأن الدفاع عنها لا يدخل في إطار الحروب الثقافية”، ولكنه “دفاع عن الإنسانية” حسب وصفها خلال مقابلة أجرتها مؤخرا مع دورية “جويش كورنيكال” اليهودية في بريطانيا.
ومن ثم، يبدو موقف برافرمان من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة متفقا مع اقتناعاتها، ومتفقا مع ارتباط قطاع كبير من حزب المحافظين، الذي تنتمي إليه، بإسرائيل. إذ تقول مجموعة “أصدقاء محافظون لإسرائيل” أنها تحظى بتأييد نحو 80% من نواب حزب المحافظين.
ولعل ارتباط برافرمان بالقومية الهندية يوضح سببا آخر من أسباب تأييدها لإسرائيل؛ إذ إن مساندة إسرائيل هي موقف التيار الغالب وسط القوميين الهنود في الوقت الراهن، ولا سيما في أعقاب وصول الحزب القومي الهندوسي “باهارتيا جاناتا” بقيادة ناريندا مودي إلى الحكم عام 2014.
ويتبنى القوميون الهنود خطابا مؤيدا بقوة لإسرائيل، برز مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عملية “طوفان الأقصى”، إذ عبر كثير منهم عن استعدادهم للقتال إلى جانب إسرائيل.
ويستند هؤلاء إلى منطق عبر عنه أحد أبرز رموز اليمين الهندوسي المتشدد، وهو “ياتي ناريسنج آناند” الذي بث فيديو يقول فيه إن اليهود والهندوس يواجهون عدوا مشتركا، وهو المسلمون، وإن إسرائيل تقاتل المسلمين نيابة عن الهندوس.
ويروج القوميون الهنود لفكرة أن إسرائيل تسعى لوطن قومي لليهود، كما يسعون هم لدولة هندية موحدة تضم باكستان وأفغانستان ونيبال. وهو ما يتناقض مع موقف الهند التاريخي من القضية الفلسطينية، إذ كانت أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني.
ومن ثم، اجتمعت عدة عناصر لتشكل موقف وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، فكل ما تحمله هو انحياز تام لإسرائيل، وعداء بذات القدر لفلسطين وشعبها، رغم معارضة مواقفها للحقوق المشروعة للفلسطينيين، وللمبادئ الثابتة في بريطانيا التي تضمن حرية التعبير. وقد تذهب جهودها جفاءً، فلا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.
وكالات
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
إيران تدين الغارات الأمریکیة - البریطانیة على اليمن.. وتحذر من استمرار الأعمال العدوانية في المنطقة
أدانت إيران بأشد العبارات الغارات الأمريكية-البريطانية على البنية التحتية لمحافظة صعدة شمالي اليمن.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان: إن استمرار وتكرار الاعتداءات الأمريكية والبريطانية والصهيونية على اليمن يعد انتهاكًا واضحًا لسيادة اليمن الوطنية ووحدة أراضيه ومخالفًا لمبادئ ومعايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وحذر بقائي، من أن هذه الأعمال العدوانية ستتسبب في مزيد من انعدام الأمن وعدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا.
وأضاف: كما ندين أيضًا استمرار الإبادة الجماعية التي ترتکب بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، واستمرار الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمریکیة وبریطانیا للكيان الصهيوني، والذي يعتبر بمثابة مشاركتهما المباشرة في ارتكاب الجرائم الدولية البشعة ضد أهل غزة.
وتابع: ونشيد بالموقف المشرف للشعب اليمني والشعوب الحرة الأخرى في إظهار التضامن والدعم للشعب الفلسطيني، لذلك ندعو المجتمع الدولي والدول الإسلامية وخاصة منظمة التعاون الإسلامي، إلى اتخاذ إجراءات أكثر جدية لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة ومساعدة النازحين واللاجئین في غزة.
بكري: الغارات الصهيونية على اليمن «اعتداء سافر» يستوجب المحاسبة
رغم الضربات الانتقامية على اليمن.. جماعة الحوثي تتحدى إسرائيل وتواصل استهدافها
صفارات الإنذار تدوي في عشرات المدن وسط إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن