وقع 100 مسؤول أمريكي، من وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية، مذكرة داخلية تنتقد البيت الأبيض بسبب "تجاهله حياة الفلسطينيين" ولإظهاره "عدم الرغبة في وقف التصعيد" في الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

وتمثل المذكرة دليلا جديدا على المعارضة الداخلية الشديدة لاستراتيجية بايدن في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المتواصل منذ 5 أسابيع، وفقام لما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكي وترجمه "الخليج الجديد".

فقد حافظ بايدن على دعمه القوي لما سماه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ردا على توالي الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى واستمرار الاحتلال والاستيطان.

وتلقي المذكرة، التي أفاد موقع أكسيوس بأن "دبلوماسيا مبتدئا" في وزارة الخارجية هو من نظم توقيعها، باللوم على بايدن لفشله في مواجهة "جرائم الحرب" الإسرائيلية في غزة، مشيرة إلى أن إدارة بايدن "ضاعفت المساعدات العسكرية الثابتة للحكومة الإسرائيلية دون خطوط حمراء واضحة أو قابلة للتنفيذ".

وفي المقابل، قطعت إسرائيل الكهرباء والمساعدات عن غزة، ما وصفته المذكرة بأنه "جريمة حرب بموجب القانون الدولي".

وقتل أكثر من 11 ألف شخص منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، حوالي 40% منهم من الأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ووفقًا لأكسيوس، فقد تم إرسال المذكرة إلى مكتب السياسات بوزارة الخارجية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجرى إرسالها عبر قناة معتمدة تسمح بالتعبير عن الشكوك الخاصة بشأن سياسة الحكومة الرسمية فيما يعرف باسم "البرقيات المعارضة".

اقرأ أيضاً

بايدن يدعم حرب إسرائيل.. فكيف يقنع الفلسطينيين بحل سياسي؟

وتهدف تلك البرقيات إلى السماح للدبلوماسيين بإثارة الاعتراضات على استراتيجية وزارة الخارجية دون خوف من العقاب، وتم إنشاؤها في أعقاب حرب فيتنام كشكل من أشكال الضوابط والتوازنات الداخلية، لكن بشرط أن تظل خاصة بعيدا عن الإعلام.

ويضيف تقرير أكسيوس حلقة جديدة إلى سلسلة من القصص التي تعطي إحساسًا بالخلافات الشديدة حول الحرب الدائرة داخل الإدارة الأمريكية، إذ كشفت صحيفة "بوليتيكو"، الأسبوع الماضي، عن محتويات مذكرة معارضة منفصلة من مسؤولي وزارة الخارجية تدعو الولايات المتحدة إلى المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

فيما ذكرت صحيفة "هافينجتون بوست" أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، التقى بمجموعة من الدبلوماسيين الساخطين، الشهر الماضي، للاستماع إلى إحباطاتهم بشأن السياسة الأمريكية الرسمية بشأن الحرب.

وتتهم أحدث برقية معارضة إدارة بايدن بالفشل في إعادة تقييم الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل في أعقاب الكارثة المدنية داخل غزة، وجاء فيها: "أظهر أعضاء البيت الأبيض تجاهلًا واضحًا لحياة الفلسطينيين، وعدم رغبة موثقة في وقف التصعيد، وحتى قبل [7 أكتوبر]، افتقارًا متهورًا إلى البصيرة الاستراتيجية".

ووجهت المذكرة انتقادات شخصية لبايدن، واتهمته بـ "نشر معلومات مضللة"، في إشارة إلى خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي بعد 3 أيام من "طوفان الأقصى"، والذي شجب فيه عمليات قتل مزعومة ارتكبتها الحركة، ووصفها بأنها "عمل من الشر المطلق".

اقرأ أيضاً

لمنع حرب إقليمية.. بايدن يرسل مبعوثه للشرق الأوسط لإسرائيل و4 دول عربية

المصدر | أكسيوس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن إسرائيل غزة البيت الأبيض أنتوني بلينكن وزارة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة

قلق حيال تزايد نفوذ " أوليغارشية التكنولوجيا"على البيانات الشخصية والتلاعب بحياة الناس

جنيف"وكالات": أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اليوم عن قلقه البالغ من "التحول الجذري" في توجّهات الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، منددا بـ"السلطة المطلقة" لـ"أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين".

وعبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلق عميق بسبب "تحول جذري" في توجهات الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.

وقال تورك إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومنزعج من تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.

وتابع قائلا "يجب أن تتوقف تحركات إسرائيل الأحادية وتهديداتها بالضم في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي.وقطعت إسرائيل مثل الولايات المتحدة صلتها بالمجلس وعللت ذلك بأنه منحاز ضدها.

وفي خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجّه تورك انتقادات تعد الأقوى التي تصدر عنه حتى اللحظة للتحوّلات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.

وقال "كان لدينا دعم من الحزبين في الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بحقوق الإنسان على مدى عقود طويلة". وأضاف "أشعرالآن بقلق بالغ من التحول الجذري في التوجهات محليا ودوليا".

وأوضح أن "السياسات الهادفة لحماية الناس من التمييز باتت تصنّف الآن على أنها تمييزية"، من دون أن يأتي على ذكر ترامب بالاسم.

وقال "تم إلغاء التقدّم الذي تحقق في ما يتعلق بالمساواة المرتبطة بالنوع الاجتماعي. يحمل التضليل والترهيب والتهديدات، خصوصا تجاه الصحافيين والموظفين الحكوميين، خطر تقويض عمل الإعلام المستقل وأداء المؤسسات".

وتابع تورك "يُستخدم خطاب مثير للانقسامات للتشويه والخداع وإثارة الاستقطاب.. يولّد ذلك الخوف والقلق في أوسط كثيرين" مؤكدا أن مكتبه سيواصل "تاريخنا الطويل في التواصل البنّاء بشأن هذه القضايا وغيرها".

ولم تشارك الولايات المتحدة في الجلسة، بعدما وقّع دونالد ترامب مرسوما بسحب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان.

- "غير منتخبين" -

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، وقّع ترامب 79 أمرا تنفيذيا بشأن مسائل تتراوح من السياسة الخارجية إلى حقوق المتحولين جنسيا.

وفي ظل امتلاك حزبه الجمهوري غالبية ضئيلة فقط في الكونغرس وسعيه للتحرك سريعا لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية، أصدر ترامب مراسيم تستهدف التجارة والحقوق المدنية والوظائف الفدرالية.

وعيّن مالك "إكس" و"تيسلا" إيلون ماسك رئيس ما أطلق عليها "إدارة الكفاءة الحكومية" "دوج" موكلا إياه مهمة خفض التكاليف.

وفي هذا الصدد، عبّر تورك عن قلقه حيال تزايد نفوذ "حفنة من أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين" قادرة على الوصول إلى البيانات الشخصية للناس، من دون أن يذكر اسم ماسك.

وفي تصريحات لا تقتصرعلى الوضع في الولايات المتحدة فحسب، حذّر مفوض الأمم المتحدة من أن أوليغارشية التكنولوجيا "يعرفون أين نعيش وماذا نفعل وجيناتنا وظروفنا الصحية وأفكارنا وعاداتنا ورغباتنا ومخاوفنا. يعرفوننا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. ويعرفون طريقة التلاعب بنا".

وحذّر من أن "أي شكل من أشكال السلطة غير المنظّمة يمكن أن يؤدي إلى الاضطهاد والإخضاع وحتى الطغيان: قواعد اللعبة التي يستند إليها المستبدون".ودعا دول العالم إلى "التأقلم سريعا" لمواجهة هذه التطورات.

وقال "على الدول تأدية واجبها المتمثل بحماية الناس من السلطة المطلقة والعمل معا لتحقيق ذلك".

من جهته، قدّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التراجع في عمليات التحقق من المنشورات وإدارة المحتوى على بعض الشبكات الاجتماعية يهدد بـ"الحد من حرية التعبير"، متخذا وجهة نظر معاكسة لإيلون ماسك ومارك زاكربيرغ، بعد إعلان رئيس "ميتا"، وهي الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، التخلي عن برنامج تقصي الحقائق في الولايات المتحدة.

كذلك، انضم جيف بيزوس، مؤسس أمازون ومالك صحيفة "واشنطن بوست" وشركة "بلو أوريجين" للفضاء، علنا إلى مواقف ترامب.وعلى غرار "ميتا"، انضم إلى الهجوم على سياسات "التنوع والمساواة والإدماج".

- روسيا والصين -

ولا يقتصر هذا الهجوم على الولايات المتحدة.وقال تورك "بشكل عام، أشعر بالقلق إزاء عودة ظهور أفكار سامة حول الذكورية في بيئات معينة. من الأنظمة الاستبدادية إلى الديموقراطيات، تُحرم النساء والفتيات من حقوقهن بطرق متعددة".

في الوقت نفسه، تستمر انتهاكات القانون الإنساني الدولي في كل أنحاء العالم فيما تتزايد الصراعات، من غزة إلى أوكرانيا مرورا بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أضاف.

وأشار إلى أن الحريات مهددة أيضا بسبب الهجمات ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، مثل روسيا حيث "اعتُمدت قوانين صارمة لخنق حرية التعبير".كما جدّد المفوض السامي التعبير عن "مخاوفه البالغة" بشأن الوضع في الصين، خصوصا في التيبت وشينجيانغ.

ومنذ توليه السلطة في 20 يناير، أصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لتفكيك وإيقاف برامج لدعم التنوع والمساواة والشمول في مؤسسات اتحادية وفي القطاع الخاص. كما أوقف برامج الوكالة الأمريكية للتنمية 90 يوما لحين مراجعة إدارته لمدى مناسبتها لسياسة "أمريكا أولا".

وسيتفاقم نقص التمويل المزمن الذي يعاني منه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب خفض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية. وتبرعت الولايات المتحدة بمبلغ 35 مليون دولار العام الماضي وهو ما يوازي نحو 15 بالمئة من المساهمات الإجمالية التطوعية في 2024.

وقال تورك "التخفيضات الكبيرة لشبكات الأمان الاجتماعي المحلية وتمويل ملفات تغير المناخ والمساعدات الأجنبية انتكاسة ضخمة لحماية حقوق الإنسان ولمنع الصراعات وللاستقرار العالمي".

وفي مراجعته لأوضاع حقوق الإنسان في العالم، حذر تورك من خطر انهيار جوهر نظام دولي، قال إنه أرسى استقرارا غير مسبوق، في وقت يشهد فيه العالم احتدام 120 صراعا.كما تطرق إلى مخاوف تتعلق بقوانين الأمن القومي التي تقلص مساحة العمل المدني في هونج كونج وقال إنه سيثير هذا الأمر وملفات أخرى مثل شينجيانغ والتبت مع السلطات الصينية.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تناقش مع السفير الأمريكي دخول قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيز التنفيذ
  • ضياء رشوان: تصريحات غامضة من البيت الأبيض عقب القمة العربية
  • البيت الأبيض يؤكد الاتصالات المباشرة مع حماس
  • البيت الأبيض: نُجري محادثات مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي
  • البيت الأبيض: تعليق المساعدات لأوكرانيا مؤقتاً
  • البيت الأبيض يؤكد: تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا مؤقتًا
  • غرائبية المشهد في البيت الأبيض
  • حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة
  • كاريكاتير.. مجنون أمريكا يطرد كلب أوكرانيا من البيت الأبيض