جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-20@00:11:33 GMT

"طوفان الأقصى" ونتائج قمع الوعي العربي

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

'طوفان الأقصى' ونتائج قمع الوعي العربي

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يُعرِّف علم النفس نظرية قمع الوعي بأنَّها "طريقة لإبعاد الذكريات أو الأفكار أو المشاعر غير السارة لتجنب التعامل معها. والذكريات المكبوتة هي ذكريات يتم تخزينها في العقل اللاواعي ولا يمكن للعقل الواعي الوصول إليها. وقد لا يُدرك الفرد حتى إنه يقوم بقمع ذكريات أو أفكار أو عواطف مُعينة.

ويُعتقد أنَّ القمع هو آلية وقائية تساعد الأفراد على تجنب الألم العاطفي أو الصدمة".

يتبينُ لنا مما ورد أعلاه أن طريقة قمع الوعي في الأساس، هي طريقة ووسيلة علاج لمن يعانون من تراكم الذكريات والمشاعر السلبية، عبر مراحل عمر الإنسان والتي لا تخلو منها نفس، ولا ينجو منها إنسان. ومن هنا يمكننا التسليم بأنها طريقة علاجية لحالة نفسية معروفة لدى علماء النفس والمشتغلين به.

لكن الإنسان بطبيعته وعبر مراحل تاريخ الحضارة الإنسانية، بين شغفه بتوظيف العلوم والمعارف بطرق أخرى في سياق الصراع بين الخير والشر؛ فالعالِم السويدي ألفريد نوبل مثلًا اخترع الديناميت لكي تساعد الإنسان في التغلب على تحديات الطبيعة من جبال وصخور ووديان سحيقة، ولكن من أتى بعد نوبل وجدها سانحة لتطوير الديناميت إلى قنابل وأسلحة مدمرة للبشر والشجر والحجر، لهذا كفَّر نوبل عن غلطته متأخرًا بتخصيص جزء من ثروته لجائزة تحمل اسمه تُخصص للساعين لإحلال السلام، والتي تفرَّعت بعد مماته إلى أفرع علمية أخرى ثم حولها الغرب إلى أداة لشراء الذمم واستقطاب من يخدم أجنداتهم، فتحولت جائزة نوبل من هدف نبيل إلى نوايا سيئة، حين تم توظيفها في الصراعات الحضارية بين الغرب والآخر.

وبالعودة إلى عنوان المقال، يمكننا القول إن نظرية قمع الوعي وظَّفها الغرب كذلك وحوَّلها من نظرية وطريقة علاج نفسي، إلى نظرية وطريقة تفريغ الذاكرة الجمعية للشعوب المستهدفة وإعادة تشكيل وعيها؛ بما يُمهِّد لسكب وعي بديل، يتقبَّل الطرح الغربي ويتجنب موروثه وقيمه تحت شعارات براقة وفضفاضة. صراعنا الوجودي مع الغرب كأمّة عصِيَّة في ضعفها وعصِيَّة في قوتها، لم يخلْ يومًا من مفردات قمع الوعي حتى يتمكن الإلحاح من إحلال الوعي الجديد في عقول ووجدان أبناء الأمة قسرًا.

لم يتمكن مخطط قمع الوعي من تحييدنا من موروثنا القيمي، ولا من إعلاء شأن الموروث الآخر عليه فحسب؛ بل تمكن المخطط من إيصالنا إلى مرحلة التجاسر على الموروث والثوابت بصورة جارحة ومستفزة. وقد أُوكلت هذه المهمة للأسف إلى من يُرجى منهم تحصين الوعي والدفاع عنه وقيادته؛ وهم فئة النُخب الفكرية، والتي مارست بث مفردات ثقافة البؤس والفجيعة بين أجيال الأمة بذريعة الغيرة والاستنهاض، وبغرض آخر غير مُعلن وهو المكانة والحظوة والوجاهة الفكرية.

"طوفان الأقصى" اليوم لم يكتف بإظهار عوارنا السياسي والعسكري والاقتصادي رغم القدرات والخيارات التي لا تُحصى فحسب؛ بل أظهر حجم العوار الفكري والاستلاب اللذين تحولا إلى أعمال وسلوك على الأرض وجعلنا نتجرع الهزائم الفكرية قبل الفعلية وننتجها بجدارة. لهذا أصبح حالُنا شبيهًا بحال جُحا في التراث العربي، حين هاجمه اللصوص وهو حامل للسيف في يمينه والعصا في يساره؛ حيث برر عدم مقاومته للصوص بانشغال كلتا يديه بالسيف والعصا، فهل يُقاتل اللصوص بأسنانه؟! فحين تنقسم الأمة وتختلف في تعريف العدو والمحتل، والمظلوم وصاحب الحق، وتساوي بين الجلاد والضحية، ويتعذَّر عليها فهم المصطلحات وتفسيراتها، وتختلف على فهم الثابت والمتحول، والخلاف والاختلاف، والأصول والفروع، فهذه دلائل دامغة على وصولها مرحلة مُتقدمة من أعراض قمع الوعي وبلا وعي منها.

قبل اللقاء.. يسعى الغرب عبر قاعدته المُتقدمة واستثماره الاستراتيجي المسمى بـ"إسرائيل"، إلى إطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من الوعي لدى عرب زماننا عبر ما يُسمى بـ"السلام والتطبيع" وأخواتهما.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فرنسا تهاجم نظرية إنريكي «4 في 10»!

 
أنور إبراهيم (القاهرة)

أخبار ذات صلة إنزاجي: الإنتر يحتاج إلى تحسين إنهاء الهجمات فليك: أشعر بالذنب قبل مباراة موناكو!


أعرب الصحفي الفرنسي دانييل ريولو مقدم برنامج «After Foot»، على شبكة راديو وتليفزيون مونت كارلو سبورت، عن خيبة أمله في البداية التي استهل بها باريس سان جيرمان مباريات دوري الأبطال الأوروبي، بلقاء جيرونا الإسباني، والفوز عليه بصعوبة بالغة 1-صفر، بخطأ من حارس الفريق الضيف في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وقال ريولو الذي كان ضيفاً على برنامج «Apolline Matin» على نفس الشبكة، إن الأداء السلبي لسان جيرمان، وافتقاده للفاعلية الهجومية، رغم كثرة الفرص التي لاحت للاعبيه، يرجع في جانب كبير منه إلى رحيل كيليان مبابي نجم الفريق وهدافه التاريخي، إلى ريال مدريد هذا الصيف.
وأضاف ريولو إن نتيجة المباراة الهزيلة تثير قلق جماهير«حديقة الأمراء»، فيما يتعلق بإمكانية مواصلة مشوار المنافسة على الفوز بدوري الأبطال، الحلم الذي لم يحققه بطل فرنسا حتى الآن.
ويعترف ريولو بأنه لا يتصور أو يتخيل قدرة هذا الفريق على استهداف لقب الأبطال، والحصول على كأسه ذات «الأذنين الكبيرتين»، وقال: لا أحد يقتنع بهذه البداية لسان جيرمان في البطولة، فهي الأسوأ من بداياته في أي نسخة سابقة.
ورغم ذلك، شدد ريولو على أنه لن يتمادى في الهجوم ويحتفظ بهدوئه، لربما تتحقق المفاجأة، وينجح الباريسي في الوصول للمباراة النهائية، وإن كنت لا أعرف الكثير عن المفاجآت من هذا النوع، صحيح إن سان جيرمان واجه فريقاً إسبانياً جيداً، ولكنه نتاج المستوى الرابع في القرعة، كما إنه خسر جهود عدد غير قليل من أفضل نجومه الذين رحلوا هذا الصيف.
وتابع ريولو: سان جيرمان لم يعد يملك لاعباً بنفس مواصفات مبابي وإمكاناته الفنية وقدرته الفائقة على تسجيل الأهداف، مشيراً إلى أن نقص الفاعلية الهجومية ظهر بوضوح في الكرة التي أضاعها عثمان ديمبلي، وهو منفرد بالمرمى أمام جيرونا، ويمكن القول إن هناك لاعبين جيدين، ولكن ليس بينهم هدافون كبار.
وسخر ريولو من الإسباني لويس إنريكي المدير الفني الذي قال إنه من الأفضل أن يكون لديه 4 لاعبين يسجل كل منهم عشرة أهداف، بدلاً من لاعب واحد يسجل 40 هدفاً، واعترف ريولو بأنه لا يفهم نظرية إنريكي وقصة «4 في 10».
وأنتقد ريولو المشروع الرياضي الباريسي الذي لم يكلف خاطره استقدام صفقات من العيار الثقيل ونجوم سوبر، بحجة إن خطة إنريكي تستهدف تكوين فريق «سوبر» خلال عامين.
واعترف ريولو بأن الجناح الشاب برادلي باركولا لا يمكن أن يعوض رحيل مبابي، وحقيقة الأمر أن سان جيرمان لم يعد يملك نجوماً «سوبر» في الوقت الحالي، بينما كان لديه الكثيرون منذ عشر سنوات، وهل ينسى أحد زلاتان إبراهيموفيتش، وأدينسون كافاني، وأنخيل دي ماريا وغيرهم.

 

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ350 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بيت الفقيه بالحديدة
  • الحديدة.. مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” بمديرية بيت الفقيه
  • مديرية شعوب تشهد مسيراً شعبياً مسلحاً احتفاءً بالعيد العاشر لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة
  • فرنسا تهاجم نظرية إنريكي «4 في 10»!
  • الوحدة 8200.. فرقة استخبارات إسرائيلية فشلت في طوفان الأقصى فهاجمت لبنان
  • تطورات اليوم الـ349 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الإسلاميون والقوميون والسابع من أكتوبر: مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق
  • تطورات اليوم الـ348 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • اليوم.. الإعلان عن الفائز بجائزة "باول إرلش" في فرانكفورت