كتاب ومفكرون عرب: قمة الرياض العربية ـ الإسلامية كانت دون مستوى الحرب ضد غزة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أكد كتاب ومفكرون عرب أن نتائج القمة العربية ـ الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض أول أمس السبت بشأن الحرب الدائرة في غزة، لم ترق إلى ما هو مطلوب فلسطينيا وعربيا، وهو في حده الأدنى إنقاذ الجوعى والمرضى من أهل غزة.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون في حديث مع "عربي21"، أن نتائج القمة العربية ـ الإسلامية كانت تحت المستوى المطلوب، ولم يبينوا أنه يمكن أن يكون للعرب دور برسم مصير غزة والقضية الفلسطينبية.
وقال: "كان على الأقل أن يتم فرض إدخال المساعدات إلى غزة وأن ينقذوا حياة المرضى والجوعانين، وأن يبينوا أنهم غير مستسلمين للأمر الواقع، أو أن يظلوا مراهنين على استجابة الدول الكبرى لمناشداتهم.. أي أن يكونوا طرفا فاعلا وليس مناشدا للآخرين سواء دول كبرى أو منظمات".
وأشار غليون إلى أن "الصراع اليوم عنيف بغزة وأن الرهانات أكبر من غزة.. فالأمر يتعلق بموقع إسرائيل في الشرق الأوسط.. إذا انهزمت إسرائيل سيكون للعرب موقع آخر.. وإذا نجحت إسرائيل في تحقيق أهدافها وهي أخطر من إنهاء حماس، وهي إعادة السيطرة على غزة وطرد أهلها منها.. إذا نجحت في ذلك ستكون هزيمة عربية".
وأضاف: "وفق هذا المنظور فإن الرد العربي على حرب الإبادة في غزة ضعيف.. وأعتقد أن توسيع الدائرة في اتجاه الدول الإسلامية لا تعزز من مصداقية العرب، وإنما تخفف منها.. كما لو أنهم يوزعون المسؤولية على دول عديدة كبيرة، وليس لها علاقة أحيانا بالحرب الدائرة".
وحول الرأي القائل بأن ما يجري من معارك بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية يمثل انتصارا للمقاومة، قال غليون: "لا يجب أن ننادي بالانتصارات، إسرائيل وراءها الغرب، والغرب له قدرات موجودة فينا، ومتغغل فينا، بسبب انتكاسة إسرائيل في غزة لا نعلم ردات فعله".
وأضاف: "صحيح تحطمت أسطورة إسرائيل القوة الرادعة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يأتي شخص أكثر عدوانية من نتنياهو.. ثم إن العدو ليس إسرائيل فحسب، والمواجهة ليست مع إسرائيل، إسرائيل هي القاعدة المتقدمة لتحلف غربي كولونيالي"، وفق تعبيره.
أما أستاذ العلوم السياسية خالد الدخيل فاكتفى بنشر تغريدة على صفحته على منصة "إكس" قال فيها: "كانت غولدا مائير، ثاني رئيسة لحكومة إسرائيل، تعترف أنهم يقتلون الأطفال. وكانت من الصفاقة لتبرير ذلك أنهم مجبرين على ذلك. من الذي أجبرهم؟ تجيب بقولها "لن نغفر للعرب أبدا أنهم أجبرونا على قتل أطفالهم". حسب الصحفي الإسرائيلي البارز جدعون ليفي"..
كانت غولدا مائير، ثاني رئيسة لحكومة إسرائيل، تعترف أنهم يقتلون الأطفال. وكانت من الصفاقة لتبرير ذلك أنهم مجبرين على ذلك. من الذي أجبرهم؟ تجيب بقولها "لن نغفر للعرب أبدا أنهم أجبرونا على قتل أطفالهم". حسب الصحفي الإسرائيلي البارز جدعون ليفي
— خالد الدخيل (@kdriyadh) November 12, 2023لكن الكاتب السعودي الدكتور تركي الفيصل الرشيد اعتبر أن أهم نتائج القمة العربية ـ الإسلامية في الرياض، هي الاتفاق على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال الرشيد في تغريدة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "عُقدت القمة العربية الإسلامية أمس بالرياض في ظرف دقيق استدعى اتفاق الجميع على ضرورة فرض مجلس الأمن قراراً حاسماً يوقف الحرب على غزة ويدين إسرائيل، وإن كنت لا أظن أن يكون هذا الأمر متاحاً أو أن يتحرك مجلس الأمن إلا إذا رأى إسرائيل متورطة وغارقة في رمال غزة ويائسة من تحقيق النصر، فالصين وروسيا بكل ما لهما من وزن وثقل في المجتمع الدولي فشلا في استصدار مثل هذا القرار، إلا أن القمة بما شهدته من حضور كثيف من 57 دولة عربية وإسلامية نجحت المملكة في جمعهم تحت مظلة واحدة مثّل اجتماعهم واتفاقهم تفويتاً للفرصة على الامريكيين في الإيقاع بين شعوب المنطقة وما يروجونه من إشاعات عبر وسائل إعلامهم من أنهم قد اتفقوا مع هذه الدولة أو تلك على خطوات معينة تخص القضية، فالكل قال كلمته علناً مدينين جرائم إسرائيل رافضين اعتبارها دفاعاً عن النفس بل وتشكيل لجنة لحصر تلك الجرائم وتوثيقها ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق فيها".
وأضاف: "غير أن أهم بنود القمة باعتقادي والقابل للتحقق شريطة وقوف كل دول القمة خلفه تمثل في البند الثالث بقرار كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، وهو الأمر الذي يحتاجه أهل غزة بشكل ماس والذي سيشكل تحقيقه عاملاً فارقاً في كسر عزلة المدينة وخطوة أولى في منح أفق لحل سياسي للأزمة وللكارثة الإنسانية بالقطاع".
عُقدت القمة العربية الإسلامية أمس بالرياض في ظرف دقيق استدعى اتفاق الجميع على ضرورة فرض مجلس الأمن قراراً حاسماً يوقف الحرب على غزة ويدين إسرائيل، وإن كنت لا أظن أن يكون هذا الأمر متاحاً أو أن يتحرك مجلس الأمن إلا إذا رأى إسرائيل متورطة وغارقة في رمال غزة ويائسة من تحقيق النصر،… pic.twitter.com/Xcjsi7Vuwl
— د. تركي الفيصل الرشيد (@TurkiFRasheed) November 12, 2023لكن الكاتب والإعلامي الفلسطيني ياسر الزعاترة رأى في تغريدة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أن نتائج اجتماعات الرياض كانت مرضية لإسرائيل.
وقال الزعاترة: "من الآخر عن اجتماع الرياض.إعلام "الكيان" وساسته سعيدون بنتائج الاجتماع.لخّصوا الأمر بالقول: بيان دون إجراءات ملموسة.كيان دأبه الاستخفاف بالقرارات الدولية، فما بالك ببيانات عربية أو إسلامية.ليس الأمر بلا قيمة، فالسياسة ليست كذلك.لكن في حالتنا الراهنة؛ لن يوقف بيان الإبادة"، وفق تعبيره.
من الآخر عن اجتماع الرياض.
إعلام "الكيان" وساسته سعيدون بنتائج الاجتماع.
لخّصوا الأمر بالقول:
بيان دون إجراءات ملموسة.
كيان دأبه الاستخفاف بالقرارات الدولية، فما بالك ببيانات عربية أو إسلامية.
ليس الأمر بلا قيمة، فالسياسة ليست كذلك.
لكن في حالتنا الراهنة؛ لن يوقف بيان الإبادة.
أما وزير الخارجية التونسي الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام فقد ثمّن بيان القمة العربية ـ الإسلامية بشأن فرض فك الحصار المفروض على غزة.
وقال عبد السلام في تغريدة نشرها على صفحته على منصة "إكس": " بيان القمة العربية الإسلامية في عمومه أفضل من المتوقع، وربما هذا ما يفسر غياب محمد بن زايد الذي يعد الوجه الأبرز للتطبيع والمطبعين في المنطق".
وأضاف: "البيان تضمن مواقف قوية من دون آليات تنفيذ، ولكنه أدان العدوان وطالب بوقف الحرب ورفض التهجير،وهذا أفضل بكثير من التورط في إعطاء شرعية للمحتل."
ورأى عبد السلام أن "حضور تركيا وايران قد أعطى شيء من الزخم للقمة، ولو ترك الأمر للعرب وحدهم لكان السقف أدنى بكثير".
وأنهى تغريدته قائلا: "لقد وصلنا إلى مرحلة مجرد صدور بيانات الإدانة والشجب يعتبر شيئا جيدا لأن المطبعين العرب باتوا يجرون الأمور باتجاه تصويب السلاح إلى صدور الفلسطينيين والعرب والمسلمين جنبا إلى جنب مع المحتلين"، وفق تعبيره.
بيان القمة العربية الإسلامية في عمومه أفضل من المتوقع، وربما هذا ما يفسر غياب محمد بن زايد الذي يعد الوجه الأبرز للتطبيع والمطبعين في المنطقة.
البيان تضمن مواقف قوية من دون آليات تنفيذ، ولكنه أدان العدوان وطالب بوقف الحرب ورفض التهجير،وهذا أفضل بكثير من التورط في إعطاء شرعية… pic.twitter.com/KxSjwtT6jY
وكان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، قد أكد أنه ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام فإنه لا يمكن لإسرائيل ولا أي دولة أخرى في المنطقة أن تنعم بهما.
ودعا بيان القمة المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، أول أمس السبت، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة كيميائية.
وطالب البيان المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة من قبل إسرائيل.
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت.
كما طالب بكسر الحصار عن غزة وإلزام دخول قوافل المساعدات فورا.
وأيضا دعا الدول إلى "الوقف الفوري لتصدير الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون لقتل الفلسطينيين".
وأكد القادة تمسكهم بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم بشكلٍ عادل وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
كما أكدوا ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريا لإطلاق عملية سلمية جادة وحقيقية لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بكامل عناصرها.
وتم تكليف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والأمين العام للجامعة العربية بمتابعة تنفيذ البيان وعرض تقرير بشأنه.
ومنذ 38 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء على رؤوس ساكنيها"، وقتل أكثر من 11180 فلسطينيا بينهم 4609 أطفال و3100 سيدة و678 مسنا وأصاب أكثر من 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى صباح الأثنين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحرب غزة الفلسطينية مواقف الاحتلال احتلال فلسطين غزة مواقف حرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القمة العربیة ـ الإسلامیة القمة العربیة الإسلامیة على صفحته على الإسلامیة فی عبد السلام مجلس الأمن على غزة
إقرأ أيضاً:
استراتيجية الحركة الإسلامية .. لتصفية الثورة وتفكيك الدولة تحت غطاء الحرب (2-3)
محمد عبدالله إبراهيم
Mohammedabdalluh2000@gmail.com
في خضم نيران هذه الحرب الضارية، تتكشف ملامح المشروع الإسلامي المناهض للثورة بأوضح صورة، حيث لا ترتكب جريمة ولا يقمع صوت، إلا وتحت إشراف عقل مدبر يعمل في الخفاء حيناً وفي العلن حيناً آخر، لاسترداد ما خسرته النخبة الإسلامية بعد ثورة ديسمبر المجيدة، فهذه الحرب ليست مجرد صراع مسلح، بل تمثل ذروة مشروع إسلامي شمولي يسعى لاغتيال حلم الشعب السوداني، وإعادة هندسة الوعي الجمعي تحت فوهات البنادق ومنابر التحريض.
لقد أُطلقت يد الفوضى، وانتشرت كتائب الإسلاميين المؤدلجة في مختلف مناطق سيطرة الجيش، وهي تشكيلات كتائب عسكرية عديدة ومتعددة المهام أنشأها النظام البائد، وتلقت عناصرها تدريبات عسكرية متقدمة منها في إيران وباكستان والشيشان وروسيا وتركيا، وشاركت في عمليات حربية وإرهابية داخل وخارج السودان، فمنذ تسعينيات القرن الماضي، شاركت تلك الكتائب في حروب الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، مدفوعة بأيديولوجيا دينية لا تقيم وزناً لحياة الإنسان، وهي لا تمد الى الدين باي صلة، وانما تتغذى على خطاب الكراهية وثقافة القتل والتعذيب، وذلك بحكم تربيتهم الفكرية والسياسية والعقائدية.
ولم تتوقف ممارسة الحركة الإسلامية في الداخل، بل امتدت استثمارات الحركة الإسلامية الحربية إلى دول الجوار، باعتراف قادتها أنفسهم، من محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1996، إلى التورط في الحرب الليبية، حيث أقر البشير بأن قواته كانت بين أول من أسقط طرابلس في يد الجماعات الليبية المتطرفة، بل ذهبت وزارة الخارجية السودانية آنذاك إلى حد التحريض على المواطنين السودانيين في ليبيا، بزعم انتمائهم للحركات المسلحة الدارفورية المتمردة، وللمفارقات هي ذات الحركات التي تتحالف معها اليوم في هذه الحرب، وامتدت مخططات ومؤامرات الاسلاميين إلى الحرب في تشاد وأفريقيا الوسطى وإريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان، وصولا الى حرب اليمن، التي شهدت لأول مرة مشاركة الجيش السوداني في حرب أهلية خارجية مدفوع الثمن وبعيداً عن أي مصلحة وطنية.
منذ نشأتها، بنت الجبهة الإسلامية مشروعها السياسي على صناعة العنف والتعبئة، مستغلة العاطفة الدينية لدى ملايين السودانيين، لا سيما في عهد الحرب في جنوب السودان، التي وفرت لها بيئة لتوسع نفوذها وسط فئات الطلاب والشباب، عبر ماكينة إعلامية ضخمة سخرت لها كافة مقدرات الدولة، وكرست الخطاب الديني التحريضي وسط المجتمعات السودانية لتأجيج النعرات القبلية، مما أسهم في إشعال الانقسامات والحروب بين القبائل، وفي مناطق التماس الإثني على طول الحدود بين شمال وجنوب السودان، استغلت القبائل وقامت بتحريضهم وتعبئتهم تعبئة عنصرية ودينية وزجت بهم في حرب الجنوب، التي أفضت لاحقاً إلى انفصال الجنوب عام 2011، في مشهد لم يهز مشاعر الإسلاميين ولم يعني لهم شيئاً.
بعد انفصال الجنوب، ورغبة من الإسلاميين في استثمار الحروب الاهلية ضد مواطنيهم، قاموا بإشعال الحرب في جبال النوبة في 6 يونيو 2011، والنيل الأزرق في 5 سبتمبر 2011، تحت ذريعة "محاربة المتمردين من الحركة الشعبية والجيش الشعبي"، بدأت مرحلة جديدة من فصول الحرب، وللمفارقات كان من بين المستهدفين فيها نائب القائد العام الحالي للجيش مالك عقار، الذي يقاتل اليوم في خندق واحد مع الإسلاميين أنفسهم، وللمفارقات أيضا كانت ذرائع تلك الحرب هي ذات الذرائع التي تستخدم اليوم لتبرير الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، "محاربة تمرد الدعم السريع"، في تكرار مأساوي لمشهد الحرب الأهلية الذي لم يعرف للسودان استراحة منذ عقود.
لقد نجحت الحركة الإسلامية، خلال ثلاثين عاماً من الحكم، في تحقيق أخطر أهدافها في السودان؛ وهو السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة وثروات البلاد، وكان الاستثمار الأول لها هو الحرب، التي وسعت من دوائرها لتشمل كل أطراف السودان، "حروب أهلية وتطهير عرقي وإبادة جماعية وجرائم حرب ..الخ"، جرائم موثقة وأسماء مطلوبة لدى المحكمة الجنائية الدولية، "البشير وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين وضباط آخرون من القوات المسلحة والمليشيات المتحالفة مع الإسلاميين، خاصة في دارفور"، وفي المدن، لم تتوقف حرب الإسلاميين ضد بنات وأبناء الشعب السوداني، حيث استمرت عبر آلة القمع في استهداف النشطاء والنقابيين والطلاب والمتظاهرين السلميين في جميع انحاء السودان منذ ذلك الحين والى الان.
لم يكتف الإسلاميون بإشعال هذه الحرب، بل هم أحد أركانها الأساسية، يخططون ويمولون ويجندون ويروجون لها عبر آلة إعلامية وخطب دينية تنضح بالحقد والكراهية، ويوظفون النصوص الدينية لتبرير القتل وكافة الجرائم، وألبسوا مشروعهم الدموي ثوب الجهاد، من جديد، في محاولة جديدة لاستقطاب الشباب وتسويق الحرب تحت شعارات مضللة تستخدم فيها العقيدة كطريق إلى الجنة.
ان الخطر الحقيقي للإسلاميين لا يكمن فقط في حجم الحرب والدمار، بل فيما يزرعونه في أعماق المجتمعات السودانية من بذور نزاعات لا تنتهي، ويسعون الى تقسيم السودان لا على أساس تنوعه المشروع، بل وفق خطوط الكراهية والانقسام، وتحويله من وطن يسعى للمدنية والحرية والسلام والعدالة، إلى أرض محروقة تعبث بها جماعات الموت والإرهاب والمصالح الضيقة.
يتبع ...
والمجد للساتك"