الجزيرة:
2025-02-03@20:38:50 GMT

كيف أًصبح الثوب الفلسطيني رمزا للمقاومة؟

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

لا تكون الفتيات الفلسطينيات قد تجاوزن بكثير مرحلة الطفولة حينها، لكن ما إن يصبح بوسعهن الإمساك بالإبرة والخيط، حتى تأخذ الجدات في تعليمهن ذلك التطريز المميز، وتبدأ الفتاة في تزيين الثياب بأناملها الصغيرة، وتطرز على مهل أجمل أثوابها في انتظار عرسها، تتفنن في اختيار الألوان والغرز، وتسابق رفيقاتها في تطريز الغرز الأجمل، تمر الشهور وهي تطرز غطاء الرأس وأغطية الوسائد ومحارم العريس، وكأن براعتها في التطريز كنز تدخره لذلك اليوم، لتبدو مميزة أمام الفتيات الأخريات وعريسها القادم (1).

 

كانت الفلسطينية تنسج على ثيابها حكاية العمر، وقصة البلاد، الثوب بما يحمله من نقوش وألوان يشير إلى القرية وأحوالها ويشي بالكثير عن أحوال صاحبته وحياتها ووضعها الاجتماعي، كان التطريز جزءا مهما في حياة المرأة الفلسطينية، تزين به مقتنياتها وتعلمه لبناتها فينتقل عبر الأجيال.

 

وفي زمان النكبة، خرجت نساء القرى في فلسطين بتلك الثياب التي تحمل قصة أيامهن، وبقي الثوب، مع مفتاح الدار، إحدى الذكريات القليلة التي حملتها النساء، بعد ضياع الأرض. سيقف الزمن لسنوات حتى تلتفت الفلسطينيات إلى محاولات أخرى للسطو، إذ لم يسلم الثوب -مثل كل التراث الفلسطيني- من محاولات السرقة والطمس، وصار ميدانا لمعركة أخرى للسطو عليه والادعاء بأنه أحد الموروثات "الإسرائيلية"، لتجمع النساء في مواجهة ذلك قصة الثوب الفلسطيني، والتاريخ الذي طرزته كل امرأة فلسطينية عليه.

 

إرث قديم


 

لا يخلو التأريخ للتطريز الفلسطيني من بعض الصعوبة، إذ لا تقاوم الأقمشة والخيوط عوامل الطبيعة لفترات طويلة، فتهترئ مع مرور الوقت، لذا فإن أقدم الأقمشة والتطريزات التي أمكن البحث عنها والتأريخ لها تعود إلى بدايات القرن العشرين (2). ومع ذلك، تشير المصادر التاريخية إلى انتشار مشاغل النسيج في أنحاء فلسطين في العصور الإسلامية، وكانت غزة أقدم المدن التي اشتهرت بصناعة النسيج إلى جانب المجدل والناصرة (3).

 

كانت القرويات والبدويات يطرزن بخيوط الحرير والذهب والفضة منطقة الصدر والأكتاف والجوانب والأكمام في الثوب، يختلف الشكل بحسب المنطقة الجغرافية، وحين تتجمع النساء في الأسواق كان بالإمكان تمييز المنطقة التي تنتمي إليها كل واحدة منهن، من التطريز الذي يزين ثوبها، ويمكن حتى تحديد القرية من الرسوم والوحدات التطريزية وطريقة تنسيق الثوب (4).


رسمت نساء حيفا البرتقال، وفي الجليل بشمال فلسطين كانت الأزهار وأوراق الشجر المطرّزة بالخيوط الحمراء والزرقاء تميز الأثواب، في قرى نابلس وطولكرم يمكن أن نلاحظ كيف تقل التطريزات، وتُزين الاثواب بشرائط ملونة، وفي بيت لحم تُستخدم خيوط الذهب والفضة في تطريز زخارف نباتية وتصاميم على شكل حليّ، وفي الخليل نسجت النساء أشكال العنب والزيتون، وفي بئر السبع حيث تقل الأشجار استوحت النساء نقوش ثيابهن من السماء فزينّها بأشكال النجوم (5).

"إنه يُمثِّل فرحا بالحياة وإقبالا عليها وتجاوبا معها، حتى يكاد يبدو وكأنه وليد طقوس هي طقوس الخصب ورفض الموت".

جبرا إبراهيم جبرا، في تقديمه لكتاب التطريز الفلسطيني

كانت أيام التسوّق والأعياد فرصة النساء المثالية لتبادل الرسوم والتعرف على نماذج تطريز مختلفة، وكان الزواج بين الرجال والفتيات من قرى مختلفة فرصة أخرى لنقل الرسوم بين القرى المختلفة، ثم تطورت وسائل النقل من قطارات وحافلات وسهلت التنقل بين القرى وتزاور الأهل، وتبادل الرسوم التطريزية، وهكذا عبر الأجيال أكسبت التغييرات البسيطة الثوب رونقا متجددا، وأرضت رغبة النساء في خلق عالمهن الجمالي الخاص (6).

(الجزيرة)

أما عن الألوان فقد استوحى الزي الفلسطيني ألوانه من الطبيعة؛ من الزعفران كان اللون الأصفر، ومن لحاء الشجر كان اللون البني، ومن نبات النيلة جاء اللون الأزرق، ومن حيوانات الموركس الصدفية التي تُجلب من ساحل البحر المتوسط جاء اللون الأحمر (7).

 

في العادة كانت ألوان التطريز تحكي عن حياة المرأة؛ فالفتاة ترتدي ثوبا مطرزا باللون الأزرق، بعد الزواج تطرز أثوابها باللون الأحمر، والأرملة تغطي الغرزة الحمراء باللون الأزرق، وتطعّمها بألوان أخرى، وحين تكبر المرأة بالعمر تميل لاختيار تطريزات أخف، وتختار ألوانا داكنة (8).

 

أنواع التطريز والغرز كانت مميزة أيضا، في القرى التابعة ليافا ورام الله والخليل وغزة وبئر السبع لبست النساء الزي التقليدي، وكانت غرزة التطريز الفلاحي تُستخدم بكثرة، في مناطق أخرى من فلسطين مثل القدس وبيت لحم تظهر غرز أخرى مثل التحريرة والتلحمية، فيما كانت نساء المدن يلبسن لباسا متأثرا بالزي العثماني.

 

سنوات النكبة

 

بعد النكبة، ظهر في المخيمات، بفعل الاختلاط بين النساء من عدة قرى ومناطق، شكل جديد للثوب، مزج بين تطريزات الغرز والتنسيقات المختلفة. (الصورة: مواقع التواصل)

كانت الأحداث تُلقي بظلالها على النقوش والتطريزات التي يحملها الثوب الفلسطيني، وبينما حملت الثياب عناصر الطبيعة في كل قرية؛ الزهرة والسنبلة وعباد الشمس والنخيل وزهر البرتقال، أضاف كل جيل عنصرا تأثر به، ودخلت عناصر أخرى شيئا فشيئا، فمن وحي العَلَم العثماني مثلا ظهر في التطريز الهلال والنجمة (9).

 

لفترة طويلة، كانت الأقمشة محلية منسوجة يدويا، ولكن خلال فترة الانتداب البريطاني تأثر إنتاج الأقمشة محلية الصنع، وبدأ استيراد أنواع مختلفة من الأقمشة الأوروبية. ونتيجة لذلك، اختلفت أنواع الخيوط وأنماط التطريز. كان القماش المستورَد كان أكثر نعومة ودقة، لذا لجأت النساء إلى استخدام "الكنفا" ذات الفتحات العريضة لوضعها فوق القماش ليصبح التطريز أيسر، ودخلت خيوط القطن الدقيقة التي تصنعها الشركة الفرنسية "DMC" إلى السوق الفلسطيني (10). ظهرت حينها ألوان جديدة على التطريز الفلسطيني وأصبح بالإمكان استخدام أشكال ومجسّمات أكثر تعقيدا مثل الجِرار والحيوانات والطيور والأزهار، وشاع نقل الرسوم من مخططات ونماذج مختلفة (باترون) تنشرها المجلات والكتب.

 

وفي السنوات القليلة قبل النكبة، ومع تأثر كل مناحي الحياة في فلسطين، حالت الضائقة المالية دون الوصول إلى الأسواق وتوفر ثمن الخيوط والأقمشة التي اعتادت النساء الحصول عليها، وكان من النادر أن تنتج النساء أثوابا جديدة. وبعد النكبة، ومع الضائقة المالية، كان بعض نساء القرى يلجأن بسبب الحاجة إلى بيع أثوابهن إلى المتاحف، وكانت الباحثة الفلسطينية وداد قعوار إحدى مَن تسابقن للحصول على تلك الأثواب الثمينة، واليوم يبلغ عدد الأثواب التي تحتفظ بها في متحفها نحو ثلاثمئة ثوب عربي (11).

 

في مقدمة كتاب "التطريز الفلسطيني: غرزة الفلاحي التقليدية"، تقدم المؤلفات، وعلى رأسهن وداد قعوار، الشكر إلى الأخوات "أم صالح" و"أم إبراهيم" وغيرهن ممن قمن بالنسخ المتقن للنماذج التطريزية القديمة، ليمكن التعرف على الشكل القديم لها، تحكي قعوار عن متعة جمع الثياب وتأملها، تلك التي لا يضاهيها سوى الاستماع إلى الفلاحات، صاحبات تلك الثياب والحكايا التي يخبّئنها، تعلق أيضا على أن كثيرات منهن كن يرفضن بيع الثوب (12).

كتاب "التطريز الفلسطيني: غرزة الفلاحي التقليدية". (الصورة: مواقع التواصل)

بحلول نهاية الستينيات، كانت الأزمة المالية تنفرج نوعا ما بفضل سفر عدد من الفلسطينيين إلى دول الخليج، وتدفق الحوالات المالية إلى أسرهم، فعادت النساء لشراء الأقمشة والخيوط، وظهر كل ما اختزنته المرأة من معرفة بالتطريز تبادلتها مع رفيقاتها في المخيمات.

 

ظهر في المخيمات، بفعل الاختلاط بين النساء من عدة قرى ومناطق، شكل جديد للثوب، مزج بين تطريزات الغرز والتنسيقات المختلفة، وتوفَّر للنساء ألوان أكثر تنوعا، فظهر ما عُرف بـ"الثوب الجديد" الذي لم يخلُ من الطابع الفلسطيني، لكنه لم يعد بالإمكان تمييز المنطقة التي تنتمي إليها صاحبته (13).

 

السطو الإسرائيلي

في الستينيات ظهرت زوجة موشيه دیان، وزير الدفاع الإسرائيلي، بالثوب الفلسطيني في زيارة رسمية إلى البيت الأبيض، كما نشرت صورة لها في الموسوعة الإنجلیزیة وهي ترتدي ثوب الشلتة باعتباره ثوبا "إسرائيليا"، وجمعت عددا من الأثواب والمشغولات الفلسطينية وأقامت معرضا لها أرشفت محتوياته على أنها تراث "إسرائيلي".

 

بشكل مماثل، كان عدد كبير من المسؤولين في الحركة الصهيونية يصطحبون زوجاتهم في الزيارات الرسمية وهن يرتدين الزي الشعبي الفلسطيني. كما اعتمدت شركة طيران العال الزي الشعبي الفلسطيني زيًّا لمضيفاتها، ووزعت كتيبات تحمل معلومات عن التراث الفلسطيني وتقدمه للقراء على أنه تراث "إسرائيلي" (14)، وظهرت ملكات جمال العالم في الأرض المحتلة بالثوب التقليدي الفلسطيني باعتباره تراثا إسرائيليا (15).

 

تؤكد نادية الأغا، مسؤولة لجنة التراث في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مصر، لـ"ميدان" أن المعركة الثقافية والحضارية لا تقل أهمية عن المعركة حول الأرض، وتقول: "إننا نثبت الهوية، ونؤكد أننا أصحاب الأرض والحق" أمام محاولات الاحتلال لطمس الهوية وسرقة كل ما تصل إليه يداه، تحكي عن تسجيل الثوب الفلسطيني باسم إسرائيل في المجلد الرابع في الموسوعة العالمية عام 1993، وكيف احتاج الأمر إلى سنوات من المقاومة والإصرار لإعادة تصحيح وتسجيل الحقيقة وهو ما حدث عام 2007.

 

وتضيف أن المرأة الفلسطينية كانت أمينة في حرصها على نقل التراث الموروث الذي ارتبط بالأرض والشجر، إلى الأجيال الأخرى، وتؤكد أن الثوب الفلسطيني وثيقة وهوية وسلاح نحافظ به على التراث. وفي مواجهة التطريز الصناعي وحتى لا تندثر المهنة، يجمع الاتحاد عددا من الفلسطينيات اللاتي يُجِدْن التطريز، لعمل منتجات مختلفة وإقامة معرض سنوي ومعرض دائم داخل الاتحاد، وهو الشيء ذاته الذي تقوم به مؤسسات مختلفة حول العالم.

 

الثوب رمزا للمقاومة

ما عُرف بـ"الثوب الجديد" بدا وكأنه يوحد فلسطين، ولعب دورا مهما في الانتفاضة الأولى، فقد كان ارتداؤه بما يحمله من رمز للهوية الفلسطينية بديلا عن رفع العلم أحيانا، وراحت النساء يطرزن عليه خارطة فلسطين، والحروف الأولى من اسم منظمة التحرير الفلسطينية (م. ت. ف) بألوان العلم الفلسطيني الأربعة: الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، وحمل ثوب الانتفاضة نقوشا جديدة أبرزها أغصان الزيتون وحمامة السلام (16).

 

في عام 2021 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) "فن التطريز في فلسطين" على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي، لتحقق المقاومة الثقافية انتصارا آخر يحمي أحد أهم عناصر الهوية من محاولات السرقة الإسرائيلية (17).

اليوم، ربما حال ثقل الثوب وطوله وطریقة لبسه دون ارتدائه كما كان في السابق، لكن لدى كل امرأة أو فتاة ثوب مطرز أو شال مميز تحتفظ به للمناسبات المهمة، كما أن التطريز الفلسطيني حاضر في قطع أخرى كما تشير نادية الأغا، فمنذ تأسيسها عام 1963 حرصت رابطة المرأة الفلسطينية في مصر على عمل أكبر تجمع نسائي للحفاظ على التراث، كما تحرص الرابطة على تعليم الفتيات الصغيرات أنواع القطب وألوان الخيوط، وهي طريق الكثيرات لزيادة الدخل.

 

تكلفة التطريز اليدوي مرتفعة بالمقارنة بالأثواب المطرزة الصناعية، وهو ما يهدد التطريز الفلسطيني، لكن الجهود لا تتوقف لكي ليحمل كل منزل فلسطيني شيئا ما يعبر عن الهوية الفلسطينية، من حقائب أو ثياب أو صناديق ومرايا وغيرها من القطع التي تحكي عن فلسطين كما عرفها الأجداد والآباء والأحفاد.

"هذا التطريز فن أبدعه حب عارم لكل ما هو حي".

جبرا إبراهيم جبرا

—————————————————————————————————-

المصادر: مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين من خلال المحافظة على الثقافة والتراث الشعبي "التطريز الفلسطيني:"غرزة الفلاحية" التقليدية" مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين من خلال المحافظة على الثقافة والتراث الشعبي التطريز الفلسطيني -إرث وطني غني ومتنوّع مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين من خلال المحافظة على الثقافة والتراث الشعبي التطريز الفلسطيني -إرث وطني غني ومتنوّع مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين من خلال المحافظة على الثقافة والتراث الشعبي التطريز الفلسطيني -إرث وطني غني ومتنوّع "التطريز الفلسطيني:"غرزة الفلاحية" التقليدية" التطريز الفلسطيني -إرث وطني غني ومتنوّع المصدر السابق "التطريز الفلسطيني:"غرزة الفلاحية" التقليدية" التطريز الفلسطيني -إرث وطني غني ومتنوّع ثوب الشتلة التعمري بين التهويد والاندثار دحض مزاعم الاحتلال.. التطريز فن فلسطيني يدخل العالمية من أوسع أبوابها التطريز الفلسطيني -إرث وطني غني ومتنوّع فن التطريز الفلسطيني على لائحة التراث الثقافي لليونسكو

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة

 

الثورة /وكالات

عند الساعة الثامنة والنصف صباح يوم التاسع عشر من يناير 2025، كان المشهد في قطاع غزة مغايراً، حيث عمت الاحتفالات والابتهاجات الشوارع ومخيمات النزوح مع دخول وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة حيز التنفيذ.
لكن هذه الاحتفالات عكرتها خروقات الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد دخول وقت التهدئة سويعات في مناطق متفرقة من القطاع، أفضت إلى استشهاد 23 مواطناً وإصابة العشرات ممن كانوا يعدون الثواني للحظة انقشاع شبح الإبادة.
وتم رصد انطلاق العديد من المركبات في شوارع مدن قطاع غزة، مطلقين العنان لأبواقها احتفاء بوقف الإبادة، فيما علت تكبيرات مآذن المساجد بما في ذلك تلك المدمرة.
وشهدت غزة حالة ابتهاجات عارمة بصمود الشعب ومقاومته، في وجه أعتى حرب يشهدها العصر الحديث من قوة احتلال التف العالم حولها من أجل إبادة مليوني إنسان في جيب ساحلي ضيق. وخرجت مسيرات عفوية وسط هتافات داعمة للمقاومة، وإطلاق التحيات لكتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعاد الغزيون ترداد الشعار الذين لطالما تغنوا به في مواجهات سابقة مع الاحتلال، معلنين التفافهم حول الرجل الذي أعلن معركة طوفان الأقصى، “حط السيف قبال السيف كلنا رجال محمد ضيف”، ليقولوا بذلك عن وعي مطلق أنهم مع خيار المقاومة وإن عظمت التضحيات، وتكاثرت الجراح في جسد غزة المنهكة من الخذلان إلا من مقاومة في كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الأخرى التي هتف المبتهجون باسمهم “تحيا كتائب عز الدين”.
كما شهدت شوارع القطاع المثقلة بالصواريخ الارتجاجية بحثا عن المقاومة أنفقاها، انتشار الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لضبط الحالة الأمنية في القطاع، بعد أشهر من الإبادة التي كان عناصر الأمن على رأس المستهدفين، بحثا عن حكم عشائري يدين بالولاء للاحتلال، غير أن تلك العشائر لم تعط الدنية في فلسطين ومقاومتها وأفشلت خطة الاحتلال تلك ودفعت ثمنها من دم مخاتيرها.
وفي مشهد يبدو معتادا لأهل غزة، غدا كل مواجهة مع الاحتلال، لم يلبث عناصر المقاومة طويلاً حتى خرجوا ممتشقين أسلحتهم يجوبون محمولين على المركبات شوارع المدن، وسط حالة من الالتحام الشعبي. كما أطلق مواطنون الرصاص والألعاب النارية بكثافة، ابتهاجاً بوقف حرب الإبادة، واحتفاء بنصر المقاومة وفشل إسرائيل بتحقيق أي من أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على المقاومة.
وفي أزقة مخيمات النزوح المنتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، شرع مواطنون بتوزيع الحلوى على الأطفال الذين أنهتكم الحرب نفسياً وأذاب الجوع شحوم أجسادهم الصغيرة، وكانوا أكثر من دفع ثمن الإبادة من دمائهم وأطرافهم، ليعلنوا بكل صراحة أن اليوم يوم عيد ولهم الحق في الاحتفال بكل الطرق رغم بشاعة وهول ما تعرضوا له.
وفي مشهد آخر، بدأ مواطنون بتفكيك خيامهم والتحرك إلى أماكن سكنهم، رافعين إشارات النصر وأعلام فلسطين فوق أنقاض الأحياء السكنية المدمرة، كما علت الأغاني الثورية من قلب مخيمات النزوح تعبيراً عن حالة الابتهاج والفرح، والتحدي، في مشهد ينبض عزة وفخارا.

مقالات مشابهة

  • عمليات نوعية للمقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في الضفة المحتلة
  • الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • ريهام عبد الحكيم: أم كلثوم ستظل رمزا للتحدي الفني والنجاح الاستثنائي
  • رمضان 2025 في فلسطين: عادات وتقاليد تعبق بالروحانية والموروث الثقافي
  • برلمانية: مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • بيان عربي مشترك: لا لتهجير الشعب الفلسطيني.. وتأكيد قيام الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني
  • مفتي الجمهورية يثمن الموقف المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية
  • شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة