روسيا تعرض أكثر من 250 نموذجا من فخر صناعاتها الجوية في "معرض دبي للطيران"
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تشارك روسيا بشكل فعال في "معرض دبي للطيران"، المنعقد هذا الأسبوع في الإمارات، حيث تعرض أكثر من 250 نموذجا من المنتجات المرتبطة بمجال الطيران العسكري والمدني.
ويترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف الوفد الروسي المشارك في الحدث، وتشارك روسيا بجناح وازن حيث تعرض نماذج من أحدث ما توصلت إليه صناعة الطيران الروسية.
وقال مانتوروف إن "روسيا تعد مشاركا تقليديا في المعرض الدولي، وتجذب منتجات الطيران الروسية المعروضة اهتماما كبيرا بين (الخبراء) الأجانب. وقدمت بلادنا هذا العام أكثر من 250 نموذجا من المنتجات، من ضمنها الطائرات العسكرية والمروحيات الحديثة وأحدث الصواريخ الموجهة للطيران والطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي".
إقرأ المزيدوأشار إلى "روس أبورون أكسبورت"، المسؤولة عن صادرات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، تعرض في إطار مشاركتها في الحدث معدات ذات أهمية استراتيجية ونماذج واعدة ومنتجات جديدة لحوالي 20 شركة روسية شملت منتجات إلكترونية ودفاعية وفضائية.
وكشف مانتوروف عن أن بلاده تجري مفاوضات لتصدير منتجات الطيران إلى الدول الإفريقية، وقال: "نعرض بالضبط ما يهتم به عملاؤنا المحتملون والأشخاص الذين أرادوا ببساطة رؤية هذه العينات من (صناعة الطيران الروسية) التي ستشارك في برنامج الطيران على الهواء مباشرة. ويشمل ذلك طائرات "إيل-76" ومروحية "كا-52" والطائرة الطبية "أنسات". بالمناسبة، لدينا عدد كبير من العملاء المحتملين، حيث نجري مفاوضات مكثفة ليس فقط مع الشرق الأوسط بل مع إفريقيا أيضا، حيث بدأنا بالفعل في توريد هذه المروحية (كا-52)".
وانطلقت اليوم النسخة الـ18 من معرض دبي للطيران الذي سيستمر من الـ13 وإلى 17 نوفمبر 2023، وسط توقعات أن يصل عدد الشركات المشاركة فيه إلى أكثر من 1400 من 95 دولة.
ويستضيف المعرض الذي يقام في مطار دبي و"ورلد سنترال"، الشركات من جميع أنحاء العالم لمناقشة الحلول التي ساهمت في انتعاش ونمو قطاع الطيران في السنوات الأخيرة، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط التي تواصل نموها الكبير على صعيد عدد المسافرين من وإلى المنطقة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كا 52 أبو ظبي أسلحة ومعدات عسكرية الاستثمار الحكومة الروسية الطيران دبي موسكو معرض دبی للطیران أکثر من
إقرأ أيضاً:
«مجتمع دولة الإمارات».. وثيقة ملهمة تقرأ الماضي وتستشرف المستقبل
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
في عالم يموج بالتغيرات السريعة والتحديات الكبرى التي تطال المجتمعات كافة، يشكّل كتاب «مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الحادي والعشرين: قضايا وتحديات في عالم متغير»، لمعالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أطروحة فكرية رصينة لرصد وتحليل واقع المجتمع الإماراتي في ظل هذه التحولات.
يقدّم الكتاب رؤية شاملة تدمج بين قراءة الماضي واستشراف المستقبل، موضحاً كيف استطاعت الإمارات، بقيادتها الحكيمة ومجتمعها المتماسك، أن تواجه التحديات المتعددة، بدءاً من الحفاظ على الهوية الوطنية في زمن العولمة، وصولاً إلى تمكين المرأة، وبناء اقتصاد المعرفة، وترسيخ قيمة التسامح كجزء أصيل من الثقافة الوطنية، وأن تكون الدولة نموذجاً فريداً استطاع الجمع بين الأصالة والحداثة، وبين التمسك بالهوية والانفتاح على العالم. ومن هذا المنطلق يقدم الكتاب في سبعة فصول قراءة معمّقة في تجربة الإمارات، ويحلّل التحديات التي تواجهها، والفرص التي يمكن استثمارها لبناء مستقبل مستدام.
الهوية والعولمة
يفتتح الكتاب بنقاش مهم حول الهوية الوطنية الإماراتية، وكيف استطاعت الدولة الحفاظ على قيمها ومبادئها في ظل الانفتاح الهائل على العالم. فرغم التنوع السكاني والثقافي الكبير داخل الإمارات، حرصت القيادة الرشيدة على غرس قيم المواطنة، والانتماء، وتعزيز الهوية من خلال المناهج التعليمية ووسائل الإعلام، لتظل الإمارات محتفظة بروحها العربية والإسلامية الأصيلة. ويشير الكتاب إلى أن التنمية السياسية في الإمارات، قامت على نهج متوازن يجمع بين التدرج في الإصلاحات والحفاظ على الاستقرار. فقد تبنّت الإمارات نموذج «التمكين السياسي»، عبر تعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي، وتمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرار تدريجياً. وهذا التدرج المحسوب جعل الإمارات تتمتع بواحد من أكثر الأنظمة استقراراً في المنطقة، حيث تجتمع القيادة مع الشعب في رؤية مشتركة للمستقبل.
وخصّص معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مساحة مهمة للحديث عن المرأة الإماراتية، التي أصبحت اليوم شريكاً رئيساً في التنمية. فمنذ قيام الاتحاد، تم تمكين المرأة عبر التعليم والعمل، واليوم نجدها في مواقع قيادية، كوزيرة وسفيرة وقاضية، إضافة إلى دورها المهم في المجالات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية. ويرى الكتاب أن المرأة الإماراتية أصبحت نموذجاً عالمياً في التوازن، بين الحفاظ على القيم المجتمعية والمشاركة في صنع القرار.
اقتصاد المعرفة
يناقش الكتاب تحول الاقتصاد الإماراتي، من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد المعرفة والابتكار، من خلال استراتيجيات مثل رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، حيث سعت الدولة إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة. ويؤكد الكتاب أن التعليم والبحث العلمي هما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق هذه الرؤية، مع ضرورة تشجيع الشباب على الابتكار وريادة الأعمال.
واحدة من أهم النقاط التي يتناولها الكتاب هي قيمة التسامح التي أصبحت سمة إماراتية أصيلة. فالإمارات التي تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات، أطلقت وزارة التسامح، واحتفلت بعام التسامح، تأكيداً على التزامها بنشر ثقافة التعايش. وفي عالم يزداد فيه التطرف، تبدو تجربة الإمارات نموذجاً عالمياً لكيفية بناء مجتمع متعدد الثقافات قائم على الاحترام المتبادل.
التعليم والمستقبل
يشير الكتاب إلى أن التعليم هو الأساس في بناء مجتمع قوي ومتماسك. فمنذ تأسيس الاتحاد، استثمرت الدولة في تطوير المدارس والجامعات، وأرسلت البعثات إلى الخارج، وركزت على التعليم التقني والتكنولوجي. ويؤكد د. جمال السويدي أن هناك حاجة لمزيد من التطوير في مواءمة التعليم مع سوق العمل، وتعزيز مهارات التفكير الإبداعي والابتكار لدى الطلاب لمواكبة متغيرات العصر.
يختتم الكتاب بالتأكيد على أن الإمارات نموذج فريد، لدولة استطاعت تحويل التحديات إلى فرص. فمن خلال قيادة حكيمة، ورؤية مستقبلية، ومجتمع متماسك، تواصل الإمارات مسيرتها نحو مستقبل مشرق. ويبقى التوازن بين الأصالة والتطور، وبين الهوية والانفتاح، هو السّر الذي يجعل من الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى به.
رسالة الكتاب
من خلال صفحات الكتاب، تتأكد حقيقة أن الإمارات لم تكتفِ ببناء ناطحات السحاب والبنية التحتية الحديثة، بل حرصت على بناء الإنسان الإماراتي المتسلّح بالعلم والقيم الوطنية. ويُعد الكتاب مرجعاً مهماً لكل باحث ومهتم بالشأن الإماراتي والعربي، ولكل من يسعى إلى فهم كيف يمكن لدولة أن تجمع بين قوة الاقتصاد، وانفتاح المجتمع، وثبات الهوية.