جريدة الوطن:
2024-09-18@23:59:55 GMT

رحاب: العدوان على غزة: محنة الأطفال

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

يستيقظ أطفال غزَّة كلَّ يوم على رائحة الموت والدمار، يشاهدون منازلهم تتحول إلى تراب، تختلط أعضاء الضحايا بمخلفات الأبنية، وتمتزج الدماء ببقايا لعب الأطفال، وتبقى الأطلال دليلًا على وحشية العدوان المستكبر، وتستمر الغارات الإسرائيلية تصبُّ الموت صبًّا جوًّا وبرًّا وبحرًا، لا يكاد الأحياء يسعفون الجرحى ولا يقدرون على دفن الشهداء.

يتفقد الأحياء منهم أصدقاءهم الذين صعدت أرواحهم إلى السماء، بينما يبحث بعضهم عن والديهم وأعضاء أُسرهم الذين غادروا. إنَّها الحرب التي لا تبقي ولا تذر، الجميع يعيشون حالة من الهول والذهول، وليس لدَيْهم الوقت ولا الفرصة للتفكير في مآلات الحرب القذرة التي تعيشها غزَّة من أكثر من شهر، لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه بقوَّة، هو: كيف سيكون مصير هؤلاء الأطفال؟ وكيف سيتمُّ تضميد جراحهم الجسيمة وعلاج صدماتهم النفسية؟ بل أي مستقبل ينتظرهم؟ تحرص «إسرائيل» على الإبادة الجماعية لجميع أطفال غزَّة ونسائها وتتعقب الكبار والصغار، لا تريد مطلقًا أن ترى إنسانًا في غزَّة، إنَّها حالة الهلع الأمني والنفسي الذي ابتلى به الله بني «إسرائيل» عبر تاريخهم الذي يحول قادتهم وجيوشهم إلى وحوش ترتدي زي البشر.
يتحدثون بلغة إعلام ناعمة، ويستخدمون أشرس آلات القتل والدمار، بينما يتفرج العالم وينسلخ من إنسانيته ويتفرج على ما يجري كما لو كان يتفرج على فيلم من أفلام العنف التي تثير في أعماقهم مشاعر الافتراس والقتل. يتوقف الأطفال عن الحياة وقد قصفت مدارسهم وتحوَّل بعضها إلى ملاجئ. إنَّني أتساءل كتربوي مع استمرار موت طفل فلسطيني كلَّ خمس دقائق ماذا ينتظر هؤلاء الأطفال إذا توقفت الحرب؟ وماذا بقيَ لهم من طفولتهم؟ وما هي مسؤولية العالم تجاه هؤلاء الضحايا؟ هل سيوفِّر لهم الرعاية والدعم النفسي للتعافي من آثار هذه الحرب المُدمِّرة؟ يا ترى كيف سيكون إيمان هؤلاء الصغار بالقِيَم والأخلاق والمُثل العُليا بعد الذي شاهدوه منذ يوم 7 أكتوبر 2023؟ ذكر تقرير لمنظَّمة اليونيسف بأنَّ 625 ألف طالب سيفتقدون فرصة التعليم وأنَّ الحرب قد منعت 22564 معلِّمًا من القيام بواجبهم، وذلك بعد أن أصاب الدمار 206 مدرسة في غزَّة، وهي تُشكِّل 39% من إجمالي المدارس في غزة ويتلقى التعليم فيها 215580 طالبًا ويعمل فيها 8499 معلِّمًا، وإزاء هذا الدمار الذي أصاب الأطفال وأُسَرهم ومدارسهم، فمن شأنه أن يلحقَ أضرارًا نفسية جسيمة بهؤلاء الأطفال. إنَّ العالَم الذي يسكت على ظلم «إسرائيل» ويتفرج على ما يحدث لهؤلاء الأطفال، سيدفع ثمن صَمْته المخزي وسكوته اللاإنساني على ما يحدُث في غزَّة.
يا ترى كيف سيتعامل العالم مع هؤلاء الأطفال؟ وهل سيفعل معهم مثل أطفال البوسنة الذين تم تهجيرهم أيام الحرب على البوسنة وسلخهم من ثقافتهم وهُوِيتهم؟ هل سيقوم أصحاب الضمائر الحيَّة بإنقاذ ما تبقى من أطفال ونساء وتقديم العون النفسي والإسعافي لهم حتى يستطيع هؤلاء الأطفال استئناف حياتهم من جديد؟
د ـ أحمد بن علي المعشني ✱
✱ رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: هؤلاء الأطفال م الذی

إقرأ أيضاً:

استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على غزة ورفح

استشهد 10 فلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات، اليوم الأربعاء، في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة ورفح جنوب القطاع.

تجاوزت الـ41 ألف شهيد .. ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، عن مصادر محلية قولها: إنه تم انتشال 8 شهداء على الأقل، وعدد من الجرحى، بينهم عدد من الأطفال والنساء، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ مدرسة ابن الهيثم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مشيرة إلى أن هناك العديد من الإصابات "الخطيرة جدا" وصلت إلى مستشفى المعمداني في المدينة.

وأشارت المصادر، إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة 10 آخرين على الأقل، إثر استهداف طائرة إسرائيلية مسيرة مركبة على الطريق الساحلي في رفح بمنطقة المواصي مقابل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة مزدحمة بالمواطنين والسيارات والنازحين، حيث تم نقل الشهيدين إلى مستشفى ناصر بخان يونس.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، إلى 41 ألفا و272 شخصا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما بلغت حصيلة الإصابات 95 ألفا و551 شخصا، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • لعبة غميضة تتحول إلى مأساة بعد مصرع أربعة أطفال اختناقا داخل ثلاجة
  • استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على غزة ورفح
  • مقتل 4 أطفال خلال لعبهم الغميضة في ناميبيا الأفريقية.. هذا ما جرى
  • أطفال المحافظات الحدودية يواصلون إبداعاتهم بمطروح ضمن أسبوع "أهل مصر"
  • الأنبا رافائيل يرسم شمامسة جدد بأكاديمية مفرح القلوب
  • الأونروا: نواجه تحديا لتزويد أطفال غزة بجرعة ثانية ضد الشلل
  • لازاريني: نواجه تحديًا لتزويد أطفال غزة بجرعة ثانية ضد شلل الأطفال
  • «الأونروا»: نواجه تحديا لتزويد أطفال غزة بجرعة ثانية ضد الشلل
  • رغبة في الحريك أم حملة مدبرة ؟؟…من يقف وراء التغرير بقاصرين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات