مِن "مصر" لـ"غزة" "مسافة السكة"
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
بَذَلت "مصر" جهودًا جبارة لِنُصرة الأشقاء فى فلسطين، وقفت بجانبهم، قدمت المساعدات والتى تعدت الـ (٢٠٠) شاحنة مواد غذائية ودوائية، نجحت فى مساعيها الرامية بكل قوة لرفض مخطط تهجير أهالي غزة وتَرك أراضيهم لُقمة صائغة يلتهمها الإحتلال، كشفت عورات المنظمات الدولية التى تدعى حماية الأمن والسِلِم الدوليين وصممت على ضرورة عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وحقه الكامل فى إقامة دولة فلسطينية على أراضى ما قبل ٥ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، حاولت "مصر" بكل الطرق أن تقول للعالم إن قضية فلسطين عادلة بل هى أعدل قضية فى العالم، جهود دبلوماسية جبارة على الصعيد العربي والإقليمى والدولى، لم تتخل "مصر" عن مبادئها أبدًا ورفضت أيه إغراءات من شأنها كتابة نهاية للقضية الفلسطينية تضُر الفلسطينيين، وعملت بكل شَرَف وأمانة لخدمة القضية الفلسطينية على إعتبار أنها قضية العرب الأولي ولابد من حلها حتى يُكتب الإستقرار والأمن فى مُحيطنا الإقليمى.
"مصر" التى رفضت كل الضغوط من أجل قبول تهجير الأشقاء فى غزة من أراضيهم رفضت أيضًا كل ما ترتكبه قوات الإحتلال فى قطاع غزة من قتل وقذف الأبرياء المدنيين وقذف المستشفيات ومقرات المنظمات الدولية، "مصر" التى وقف رئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسى مُعلنًا للعالم رفض حل أى قضايا إقليمية على حساب مصر، "مصر" التى طالبت بفتح ممر إنسانى لعبور كل متطلبات الأشقاء فى غزة ووقفت أمام مُبررات الدول الكبرى لأن إرادة مصر أقوى من أى إرادة بِفضل العمل بإخلاص لخدمة القضية الفلسطينية.
كلنا يعمل على حماية وصَون الأمن القومى المصرى، لأننا نُدرِك أن مُهددات الأمن القومى المصرى كَثُرَت فى الفترة الإخيرة، فـ حدودنا الجنوبية إشتعلت مؤخرًا بعد الصراع الذى نسب فى السودان وتبذل "مصر" جهودًا مُصنية لعدم إنجرار السودان إلى المصير المجهول، وحدودنا الغربية مُشتعلة منذ سنوات وما أن تهدأ مؤقتًا حتى تعود للإشتعال مرة أخرى والجهود المصرية لتوحيد صف الأشقاء الليبيين مازالت مستمرة ولا تتوقف، وما ان إشتعلت المواجهات فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس كانت "مصر" فى حالة يقظة مستمرة وظهرت القُدرة الكامنة بداخل مؤسسات الدولة على إمتصاص أى تهديد للأمن القومى المصرى، وكانت كل المؤشرات تؤكد بأن ملف الحدود الشرقية هو الأهم لذلك أَولَت له أهمية خاصة، كانت الإستعدادات متميزة والتحركات سريعة وبتنسيق تام بين الأجهزة المعنية والدبلوماسية أثبتت أنها لا تعرِف المُستحيل أو الإحباط، لدينا شخصيات قادرة على التعامل بنجاح مع هذا الملف، لدينا خبرات طويلة فى التعامل مع هذا الملف بنجاح دون مساس لأراضينا أو ثوابتنا أو سيادتنا أو هيبتنا أو قِيَمنا او تاريخنا.
"مصر" لديها العقل الراجح الناضج الذى يعلم جيدًا ماهى مُهددات الامن القومى وكيفية علاجها او كيفية التصدى لها ؟، ولديها الثوابت التى لا يمكن التخلي عنها خلال معالجة القضية الفلسطينية، والدليل دون تحيُز أن "مصر" تتحرك دبلوماسيًا ويتحرك خلفها عدد من الدول، "مصر" تقول كلمتها المسموعة التى تُجلجل فى العالم وتَقنع الدِول بالحق والعدل الذى تُدافع عنه، "مصر" تحسِم موقفها ويتبعها فى ذلك عددًا من الدِول، فـ نحن الذين حاربنا إسرائيل وإنتصرنا بِشَرَف وأعادنا أرضنا ورؤؤسنا مرفوعة وصنعنا السلام بكل شَرَف وعقَدنا إتفاقية سلام وحريصين على إستمرارها
على ما يبدو فإن الأحداث الجِسام التى تمُر بها منطقة الشرق الأوسط كانت لها خطط تم التجهيز لها مُسبقًا وبعناية تامة، ولها أهداف مُحددة جدًا، ويتم الآن الحديث عن هذه الخطط فى العلن ودون مواربة ودون إخفاء، وللأسف الشديد هُم _ الآن _ يتحدثون عن تنفيذ هذه المخططات وكيفية تمريرها بأى طريقة ولا يتحدثون عن الأطفال الذين إستشهدوا تحت الأنقاض أو من جراء القذف الصاروخى حتى بعد أن وصل عددهم إلى أكثر من ٤ آلاف طفل، ولا يتحدثون عن الدمار الذى لَحق بشمال قطاع غزة أو القتل المُتعمد لموظفى المنظمات الدولية حتى بعد إن وصل عددهم ٣٩ موظف، ولا يتحدثون عن القذف الصاروخى المتواصل بعد أن وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ١٠ آلاف مواطن، لا يتحدثون عن منع الغذاء والدواء والوقود والمياه عن مواطنين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل من المُفترض أن القانون الدولى ومواثيقه تَحميهم وتُناصرهم.
"مصر" رفعت شعار (مسافة السكة) لتقديم المساعدات وعملت على علاج المصابين وأدانت قذف المستشفيات وسياسة الإبادة الجماعية التى يقوم بها الإحتلال وتطالب بحق الفلسطينيين وتحركت على كافة الأصعدة، فمتى يتحرك حاملي لواء الإنسانية والحرية والديمقراطية والعدل والحق ؟ ومتى تتحرك ضمائرهم ؟ ومتى يتخلون عن مناصرة المُحتل ؟ ظنى أن الله الحق العدل البصير السميع العليم سينصُر فلسطين وسينصُر شعبها الآبي، بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ) صدق الله العظيم.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء الأردن: الحكومة اتخذت إجراءات مرتبطة بفتح الحدود وبدء الدعم اللوجستي مع سوريا
أكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان أن عمان ستكون إلى جانب الشعب السوري في مساعدته على تحقيق طموحاته وآماله وتمكينه من تحقيق الأمن والاستقرار والسلام وسيادته فوق كل أراضيه.
وقال رئيس الوزراء خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، إن أمن سوريا واستقرارها وازدهارها هو أمن للأردن واستقراره وازدهاره، مشددا على أن الحكومة، وتنفيذا لتوجيهات الملك عبد الله الثاني، ستقدم كل الدعم الذي يحتاجه الأشقاء في سوريا، خصوصا فيما يتعلق ببناء القدرات المؤسسية إضافة إلى التدريب والتطوير في قطاعات الصحة والنقل والكهرباء والمياه.
ولفت حسان إلى أن الحكومة اتخذت منذ التحولات التي شهدتها سوريا، إجراءات فورية مرتبطة بالأمور اللوجستية وفتح الحدود وتقديم المساعدات الإنسانية وبدء التجارة، مثلما سيتم النظر في جميع القطاعات التي يمكن التعاون فيها مع الشقيقة سوريا.
وأشار حسان إلى التواصل السياسي مع الإدارة الجديدة في سوريا، حيث زار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي دمشق أمس الاثنين، وأجرى مباحثات مثمرة وإيجابية من المهم البناء عليها خلال الفترة القادمة لبدء التواصل القطاعي بين البلدين.
وناقش مجلس الوزراء خلال الجلسة السبل الممكنة لدعم الشعب السوري، في ظل المرحلة الانتقالية وتطورات الأوضاع هناك، حيث وجه رئيس الوزراء جميع الوزارات المعنية لبحث سبل التعاون والدعم الممكن في جميع المجالات.
وقدم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي إيجازا حول الجهود المبذولة لدعم سوريا وزيارته إلى دمشق، والتي تخللها إجراء مباحثات مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، حيث جرى الاتفاق على التعاون في مواجهة التحديات المشتركة.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن تحرك بتوجيه من الملك عبد الله الثاني مبكرا لدعم مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها، حيث استضاف الأردن اجتماعات العقبة التي هدفت إلى بلورة موقف عربي أكد على ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام إرادته وخياراته، إضافة إلى دعم عملية انتقالية سلمية تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.
وأكد الصفدي أن "الأردن مستمر بالتنسيق والتشاور مع الأشقاء في سوريا وكذلك الأشقاء العرب، لبحث السبل الممكنة لتقديم الدعم والإسناد لسوريا في مختلف المجالات، حيث سيتم تشكيل عدد من اللجان القطاعية لتأطير هذا الدعم والإسناد بشكل واضح خصوصا في مجالات التجارة والاقتصاد والطَّاقة والمياه، إلى جانب التنسيق الأمني المطلوب والضروري في هذه المرحلة".
بدوره، أكد وزير الطّاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، "القدرة على تزويد الأشقاء السوريين بجزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية، مؤكدا الاستعداد لإرسال فريق فني للمساعدة بالتأكد من جاهزية الشبكة في سوريا"، مشيرا إلى "استعداد الأردن للتعاون في مجال المشتقات النفطية بحيث يتم استيرادها عن طريق المملكة وتخزينها ونقلها إلى الجانب السوري".
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني يعرب القضاة إنه "تم البدء بتسيير قوافل المساعدات للأشقاء في سوريا بعد أيام قليلة من التحول الذي حدث في سوريا، وكانت في حينها من أولى قوافل المساعدات العربية التي تدخل إلى سوريا، كما عمل على فتح المعابر وتسهيل تبادل البضائع ودخول الشاحنات إلى سوريا، إضافة إلى الموافقة على طلب الأشقاء السوريين نقل البضائع السورية إلى معظم دول العالم عبر الأردن، حيث بلغ عدد الشاحنات التي عبرت بين الأردن وسوريا بالاتجاهين نحو 1000 شاحنة أردنية وغير أردنية، مؤكدا أن "هذه العملية لم يكن هدفها تحقيق مكاسب اقتصادية بقدر ما تهدف إلى مساعدة الأشقاء السوريين".
وأكد الجاهزية للعمل كنقطة انطلاق رئيسة للمساعدات الدولية باتجاه سوريا، إضافة لعملية التبادل التجاري بين الأردن ودول العالم وسوريا، لافتا إلى البدء بتهيئة البنية التحتية اللازمة لتعزيز حركة التجارة من خلال المعابر ومنطقة المفرق التنموية، بما في ذلك إنشاء مركز جمركي داخل المنطقة لتسهيل عمليات التخليص الجمركي والتخفيف عن المعابر الحدودية، وإنشاء مراكز تخزين عند الحاجة لتسريع الإجراءات وتجنب أي ازدحام وضمان سلاسة وسهولة وصول المساعدات الدولية.