مع اقتراب مرور 40 يوما على الإبادة الجماعية والحصار التام الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تستمر معاناة المواطنين من انعدام الموارد والتموين الغذائي.

وشدد الاحتلال من حصاره لقطاع غزة، وعمل على قطع الماء والكهرباء وإغلاق كافة المعابر ومنع دخول الوقود والمواد الغذائية، مع التهديد بقصف أي شاحنات تمر عبر معبر رفح مع مصر إلا بموافقته.



ترصد "عربي21" السبل والطرق التي يتبعها المواطنون في غزة من أجل عدم الموت جوعا وعطشا.

يقول ثابت (33 عاما) إنه منذ عشرات الأيام لا يتوفر في بيته الذي بقي فيه داخل مدينة غزة سوا الطحين والزعتر و"الدقة" (نوع مقبلات أو طعام خفيف مقترن بالزعتر من حيث طريقة الأكل).

ويضيف ثابت لـ"عربي21" أنه يعد من الطحين فراشيح أو رقاق يخبز على آنية منزلية فوق منصب متنقل كان معدا للشواء، وذلك بعد اقتراب نفاد الغاز لديه، والذي يبقي آخره للطوارئ، مضيفا بسخربة "مش عارف إيش فيه طوارئ أكثر من اللي إحنا فيه".

ويوضح أنه يستخدم الأوراق والكتب من أجل إشعال النار، التي كان يغذيها في البداية بما توفر لديه من أخشاب وحطب وأغصان، ثم أدوات المطبخ الخشبية من مغارف كبيرة، وأخيرا بما توفر من أثاث منزلي صغير الحجم.


ويذكر أن "سندويشة الزعتر أو الدقة هي كل ما نملك، لا يوجد حتى خضار إلا نادرا وبسعر أضعاف وأضعاف ما كان قبل الحرب، حتى المعلبات غير موجودة".

بدوره، يقول سليمان (43 عاما) والذي نزح الى مدينة خانيونس بعدما كان يسكن في شمال مدينة غزة إنه اضطر لشراء كيس الطحين بسعر يتجاوز 150 شيكل (38 دولارا) بعدما كان 30 شيكل (7 دولار).

ويوضح سليمان لـ"عربي21"، أنه "في بداية وصولي إلى مركز الإيواء كانت البضائع متوفرة، لكن حركة النزوح المتزايدة قضت على كل شيء وارتفعت الأسعار بشكل كبير".

ويشير إلى أن العديد من الأيام مرت على عائلته دون توفر طعام، قائلا: "مش لأنه أنا ما بدي أوقف في طابور الخبز الطويل، لكن في أول الأيام ومع الازدحام كان أطفالي مع زوجتي لا يستطيعون تدبير أمورهم.. كان الخوف يسيطر عليهم في كل خطوة، ولهذا كنت منشغلا بهم، لكن الآن تعودوا.. للأسف".

من جهته، يقول محمد (37 عاما)، إنه أوصى أفراد عائلته النازحين إلى بيت أصدقاء مقربين له أن الطعام سيكون وجبة واحة في اليوم وهي الغداء، ويمكن خلال الصباح تناول البسكوت إذا توفر.

ويضيف محمد لـ"عربي21" أنه أنشأ مع أصدقائه نظاما لإدارة الموارد المتاحة حاليا، ويتلخص بإطالة وجودها إلى أطول فترة ممكنة، قائلا: "ما زال يوجد لدينا غاز للطهي لكننا لا نستخدمه، ونسخدم الفحم والحطب والخشب وعلبه نعد طعامنا".

ويبين أن النظام المتبع هو "رغيف خبز واحد لكل شخص في اليوم من الخبز البيتي المعد على فرن الطينة في منزل مجاور"، كاشفا أن ابنة صديقه قالت بصوت منخفض لأمها أثناء فترة الليل "بدي خبزة.. والله كسرت قلبي، أعطيتها ربع الرغيف الذي أبقيه لي من رغيفي اليومي.. ثم قلت صديقي مازحا سأخصمه منك غدا".


أما صفاء (23 عاما)، وهي أم حديثة لطفل يبلغ من العمر أكثر من ست أشهر بقليل، فهي تحظى بأكبر نصيب من الغذاء في المنزل الذي نزحت له باعتبار أنه غذاء لشهرين.

وتضيف صفاء لـ"عربي21"، أن طفلها  لم يحصل على تطعيمات مهمة له في سن ٦ شهور بسبب الحرب، وفي البيت يحرصون على توفير كل ما يلزم من غذاء لكي تستمر في عملية الرضاعة ظنا منهم أنه يمنحه المناعة اللازمة.

وتقول "أنا متعلمة وثقفت نفسي كثيرا خلال فترة الحمل، صحيح أن حليب الأم يمنح المناعة للطفل، لكن ذلك خلال الست شهور الأولى من عمره وبعد ذلك يجب أن يتلقى التطعيمات.. حليب الأم يعمل الآن على تغذيته وتقويته، لكنه ليس دواء.. ربنا يخلص الحرب وما يضر ابني ولا أي طفل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الطعام الغذاء غزة الاحتلال الغذاء الطعام التجويع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس الوزراء ووزيرة التضامن يطلقان قافلة مساعدات لدعم أهالي غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب نائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، ووفد رفيع المستوى من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، والسفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية قافلة مساعدات  مقدمة من مكتب وزراء الشؤون الاجتماعية العرب من العريش لغزة لدعم أهالي القطاع.

وتفقدت  وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب والحضور قافلة المساعدات الإغاثية والإنسانية، كما تم تفقد المراكز اللوجيستية للهلال الأحمر المصرى بمدينة العريش.

يأتي ذلك في إطار الوقوف على جهود الهلال الأحمر المصري في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي استمرت منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اللحظة، حيث أقيمت تلك المراكز اللوجيستية لدعم قطاع غزة، وتشرف هذه المراكز اللوجيستية على استقبال الشاحنات الإغاثية التى تحمل كافة المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة.

وستتضمن الزيارة تفقد معبر رفح البري، والحجر الصحي بالمعبر، ومستشفيات محافظة شمال سيناء، للتأكد من انتظام العمل، وكفاية أعداد الفرق الطبية، وتوافر جميع الأدوية والمستلزمات، وذلك بحضور عدد من قيادات وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي، ووفدًا من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

مقالات مشابهة

  • الهلال الأحمر: جهود إنسانية لدعم أهالي غزة عبر جسر بري من المساعدات
  • عريضة عربية فلسطينية ضد التصفية وتهجير أهالي غزة.. نداء فلسطين
  • فتح: مصطلح إصلاح منظمة التحرير الذي تم تناقله "خطير" 
  • أهالي قرية أبو دياب شرق بقنا يستغيثون لحل أزمة المياه.. صور
  • عربي21 تتحدث إلى عائلات أسرى محررين.. فرحتهم منقوصة
  • «التضامن»: 30 ألف متطوع من الهلال الأحمر يدعمون أهالي غزة
  • وزيرة التضامن تشارك فى إطلاق قافلة مساعدات عرببة لدعم أهالي قطاع غزة
  • نائب رئيس الوزراء ووزيرة التضامن يطلقان قافلة مساعدات لدعم أهالي غزة
  • لافتة كبيرة على مدرجات نادي المكناسي المغربي ترفض تهجير أهالي غزة
  • مصدر رسمي: مصر توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة