سودانايل:
2025-04-07@03:39:51 GMT

التحرك السياسي الحصيف يتوارى في ظل حرب الوكلاء

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

هذه حرب مدمرة وسلاحها المتطور في ايادي جهلاء صراعهم من أجل السلطة والثورة وليس من أجل العدالة والحرية والسلام .
ليس من أجل التنمية المتوازنة وليس من أجل الهامش كما يدعي البعض ولا الديمقراطية ولا استرداد مسار الثورة . أنما أطراف الحرب تتنافس من أجل أن تنال اكبر عدد من الوكالات الدولية (أن تكون وكيلا للقوى الدولية في بلدانهم) وكما تفعل الشركات التجارية في تكريب سيرتها الذاتية والمشاريع التي قامت بها عندما تحاول أن تنال توكيلا لعلامة تجارية عالمية أو لتفوز بمناقصة محلية .

وطبعا الوكالات مقسمة بحيث يكون هناك وكيلا في الإقليم ثم وكيلا في المنطقة ثم وكيلا حصريا في البلد ووكيلا في المدينة ثم موزع معتمد وكل صاحب مصلحة يسعى ليضع مقدراته أمام تلك القوى بالتدريج لينال نصيبه من تلك الوكالة وكل يسعوا لتكبير كومه التجاري من الثروة .حتى يكون الاقوى ويبدأ في تكوين مملكته الخاصة وحتى يصل إلي مرحلة الاستيلاء على الدولة ويخوض في ذلك كل المعارك حتى يصل إلي مرحلة صراع الفيلة .
علينا هنا أن ننظر الي الوكلاء الإقليمين والوكلاء المحليين والوكالات الحصرية والموزعين في ظل واقعنا في السودان.
بالطبع مسألة المصالح المشتركة بين الشعوب وبين الدول والتي يجب أن تحكمها قوانين دولية وعلاقات دبلوماسية لا تنتقص من قدر اي مواطن من مواطني الدول ولا تتعدى على حقوقه وحقوقه هذه بما فيها نصيبه من ثروات بلاده التي في باطن الأرض وفوقه وكل مصدر من مصادر دخل الدولة.
ويمضي الأمر هنا كما تنظر له الشركات الدولية اسواق ومراكز للثروات الطبيعية يجب الاستحواذ عليها في ظل جشع الشركات العالمية ونظرتها اللانسانية لسكان السودان ورؤيتهم الدونية لهم اذ يعتقد قادة الدول المسمية بالعظمى أن هولاء السكان في تلك البقع من الأرض لا يستحقون الحياة الطبيعية لأنهم اقل منهم في درجة الإنسانية لذلك لا يستحقون الاستمتاع بالثروات التي على أراضيهم حتى ولو كانت ملكهم وبالتالي أيضا ليس لهم حق في الاستفادة من منجزات البشرية العلمية والتي تسرع في زيادة وعيهم وتوعيتهم بقضاياهم بل ترمي لهم من منتجات تلك الثروات البشرية بالمستهلكات من التكنولوجيا المستهلكات التي تلهي الإنسان وتجره الي حد الإدمان عليها لتأخذ جل وقته وتتركه انسان محاصر في العالم الافتراضي غير آبه بالواقع الذي حوله ، فتسهل تداول تلك المنتجات العلمية وتحاول تضعها بديلا اجتماعيا لتمحو الاجتماعي المباشر وتقلل من دوره .
أنه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ،انها العنصرية وأنها النازية والفاشية في القرن الواحد والعشرين . بل بمقايس الماضي أن الإبادة الجماعية الان هي الافظع والابشع والتشريد والنزوح في السودان هو الأكبر على مستوى العالم في تاريخه المكتوب...
قوانين الطبيعة تؤكد أن المادة متحركة ولا تعرف الثبات وكذلك التاريخ وبمعنى اخر الحياة مستمرة لا تتعطل وان لكل فعل رد فعل مواز له ، ففي حالة سوداننا الحبيب كلما تحركت قواه الحية وانتفض انسانه متتطلعا نحو حياة كريمة بامتلاكه القرار السياسي والاقتصادي والسيادة الوطنية على أراضيه تحسس الوكلاء العالمين جيوبهم وخزاناتهم وقاموا بالتحرك نحو وكلاءهم المحليين يغدقون عليهم بالوعود بالمناصب ويوهموهم بمقدراتهم على إدارة شؤون بلادهم وأنهم حتى ولو لم يستطيعوا فاصحاب الوكالة سيقفون معهم حتى يقفوا على أرجلهم ويتمكنوا من السيطرة. إذن فهي ذات التجربة التجارية التي ذكرناها هي ذات الوكالة التجارية وهرمها التسويقي الذي يسعى لزيادة نسبة تواجده في تلك الأسواق باي شكل حتى وإن كان السيطرة على البلاد بأكملها .
ومن ضمن سياسات الوكلاء التجاريين سياسات تجفيف الأسواق وتصفيتها من اي سلع واي عقبات يرونها هم قد تعيق عملهم . وبالذات السلع المنتجة محليا فتسخر الوكالات أموالا تحت بند التسويق لتسيطر على التجار والأشخاص المؤثرين وتتغلغل في البلد بشتى الطرق .
.فلنا أن نستوعب ع أن تلك الشركات العابرة للحدود كما تنظر للبشر كمستهلكين وتبيع لهم السلع تفعل في شعبنا ذات الفعل وتعمل لتجفيف أسواقنا من الإنتاج المحلي الذي بالتأكيد لن يوفر لها أي ربح أو فائدة أو سيطرة لذلك تدعم من يقبلون وكالاتها الذين سينفذون سياساتها وهذا ما يقوم به طرفي الحرب وما يسعى له مسوقي الحلول الوكالية التي تلبي طلبات تلك الدول وتشاركها فتات الأرباح.
ففي غمار هذا الصراع السوداني لا يظهر السياسين السودانيين وحدهم بل يظهر التجار وأصحاب الوكالات التجارية والعسكر والمليشيات وينخفض ويتوارى صوت السياسين أمام ضجة التسويق التجاري والتنافس حول من يفوز بثقة الوكيل الإقليمي الذي سيمتع الوكيل الحصري بكفالته كما يحدث الآن . فمعركة الاسواق معركة حياة وموت الوكيل يبذل فيها قصارى جهده وإمكانياته فيها من تبيض الوجه ومحاولة تنقيح وتنقية فاشلة لقادة تلوثت أياديهم بالسرقة وبدماء الأبرياء وتسخير الآلة الإعلامية حتى الدعم اللوجستي الحربي اللامحدود . إضافة لشغل المنافسين ومحاولات كسب اكبر قدر منهم لصالح الوكيل لتسهيل أموره .

تصفية السوق أو تجفيفها يكون بتصفية كل ما هو مقاوم لذلك وحدث هذا في اتجاه تصفية ثورة ديسمبر منذ بداية تشكلها في تصفية قياداتها من الشباب والكهول فيها برصاص القناصة ومدافعهم ثم بمحاولات تصفيتها عبر انقلاباتهم التي وجدت المقاومة القوية رغم نفوذ وكلائهم المحليين الذين تبنوا صوت الشارع اسميا وليس فعليا مما جعل اصحاب الوكالات أن يكفروا بشكل الشراكة التي فرضوها ووضح لهم خبل وعدم أهلية متطلعي الحصول على وكالاتهم مما اضطرهم اي الوكلاء مواصلة استخدامهم لكل السبل في سبيل السيطرة على الثروة والسلطة وكبح جماح الثورة التي تشكل لهم هواجس وسدا منيعا أمام وصولهم لاطماعهم.
فاشعل وكلائهم المحليين الحرب وفي اعتقادهم أنهم بها يصفّوا المحلية فخاضوا صراع الفيلة امام اصحاب الوكالات اللذين يستلذون بتكفلهم برعاية هذه الحرب كما يفعلون في تبني تسويقاً لمتنجاتهم منافسات صراع الثيران .
ويظل الدور الغائب هو دور القادة المحليين من أصحاب المصلحة الحقيقية في هذا المشهد ، القادة الذين بطرحهم يمكن أن يلتف حولهم معظم السكان ، فالمسألة مسألة وطن ووجوده وعندما نبحث عن القادة لا ينتفي دور جماهير الشعب بل الجماهير هي التي تصنع القادة وجماهير بهذه التضحيات والمقاومة موجودة وتقاوم بشتى الطرق وواضح رفضها لكل مايدور. لكن تواجد قياداتها الحكيمة الماسكة بزمام الأمور مهم وملهم لها. ولا يعفي هذه القيادة عدم المباشرة أو البعد عن الوكلاء المحليين وتركهم للأعداء وحدهم فعندما تتقدم الشعب وتكون في طليعته حتى اعداءك وجماهيرهم من المؤيدين هم من بنات وابناء الشعب فهم جزء لا يتجزاء إن كنت قد طرحت برامج لشعبك يجب أن تضعهم في عين الاعتبار وتضعهم من ضمن أهدافك وتخطط خططك وترسم تكتيكاتك لتاخذهم من انياب وحوش العالم لكن كلما بعد عنهم ستتركهم لقمة سهلة هم والوطن فقوموا انهضوا ايها القادة واتركوا السكون المميت فالحصة وطن والحرب لازم تقيف .

abdelrahimhassan299@hotmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

معركة الكوفة.. لحظة التمكين السياسي للصدر وانعكاساتها الداخلية

بغداد اليوم - بغداد

سلّط الأكاديمي مجاشع التميمي، اليوم الجمعة (4 نيسان 2025)، الضوء على معركة الكوفة التي وقعت في الرابع من نيسان 2004، معتبرًا إياها لحظة فاصلة ونقطة تحول بارزة في مسيرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حيث أسهمت في ترسيخ صورته كرمز للمقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، وفي بلورة مشروع سياسي ذي طابع شعبي وثوري.

الكوفة في ربيع الاحتلال

وقعت معركة الكوفة في خضم التوترات التي أعقبت سقوط النظام السابق عام 2003، حين كانت القوات الأمريكية تعيد رسم المشهد الأمني والسياسي في العراق، وسط تصاعد حركات المقاومة الشعبية. في ذلك الوقت، برز التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر كقوة صاعدة تُعبّر عن الغضب الشعبي، خصوصًا في المناطق الشيعية التي شعرت بالإقصاء والتهميش من قبل الإدارة الأمريكية المؤقتة.

بدأت المواجهة حين أصدرت سلطات الاحتلال أمرًا باعتقال الصدر وحظر صحيفة "الحوزة" التابعة له، ما اعتبره أنصاره إعلان مواجهة مفتوحة. وشهدت مدينة الكوفة – المعقل الرمزي والديني – اشتباكات عنيفة بين "جيش المهدي" في حينها والقوات الأمريكية، استمرت لأسابيع، وخلفت عشرات القتلى والجرحى، ورفعت من شعبية الصدر داخل الأوساط الشعبية كقائد مقاوم.

لحظة التحوّل السياسي

وأوضح التميمي، في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، أن "تلك المرحلة كانت بمثابة محطة تمكين سياسي للصدر، إذ تجاوزت فيها الحركة حدود المواجهة العسكرية لتتبنى خطابًا عامًا يركز على محاربة الفساد وتجاوز الانقسامات الطائفية، عبر منهج أكثر تنظيمًا ووضوحًا في المواقف السياسية".

وأشار التميمي إلى أن "بعض الانتقادات التي تُوجَّه للصدر، لعدم تبنيه مواجهة مماثلة ضد الفصائل المسلحة أو الجهات المتهمة بالفساد، تعكس حجم التعقيد في المشهد العراقي اليوم"، مبينًا أن "الصدام مع أطراف داخلية قد يؤدي إلى تفكك إضافي في الجبهة الوطنية، وهو ما يضعف فرص بناء مشروع سياسي جامع".

تحولات داخلية وإعادة توزيع النفوذ

وانتقل التميمي في حديثه إلى ما وصفه بـ "التحولات الداخلية" في التيار الصدري، موضحًا أن انشقاق عدد من القيادات البارزة خلال السنوات الماضية يمكن فهمه ضمن سياق صراع الرؤى واختلاف الطموحات بشأن مستقبل الحركة، إذ سعى بعض المنشقين إلى تثبيت وجودهم السياسي أو العسكري ضمن ترتيبات ما بعد الاحتلال.

وأضاف أن "تلك الانشقاقات أسهمت لاحقًا في ولادة قيادات جديدة ضمن الإطار التنسيقي"، لافتًا إلى أن "بعض هذه القيادات أقام علاقات استراتيجية مع إيران، ما مهّد لتشكيل جماعات مسلحة ضمن الحشد الشعبي، وأدى إلى إعادة رسم خارطة النفوذ والتحالفات داخل الساحة العراقية"، وفقا لقوله.

مقالات مشابهة

  • مصر: السُّلطوية ونفي المواطنة عن الجسد السياسي (3)
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر وغزة بين الدعم الإنساني والدور السياسي
  • بالصور.. مدير عام المنتجات النفطية الاستاذ حسين طالب رفقة معاونيه وكادره المتقدم من رؤساء هيئات وأقسام يتبادل تهاني عيد الفطر المبارك مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط والسادة الوكلاء في مقر الوزارة .
  • رئيس الشاباك يتّهم نتنياهو بالتدخل السياسي في الأمن
  • السنة يتقدمون الشيعة في حماس الاقتراع وتحذيرات من المال السياسي 
  • حراك انتخابي خجول في طرابلس والمكاتب السياسيّة تستعدّ
  • باحث: الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في غزة لخدمة بقاء نتنياهو السياسي
  • باحث: الاحتلال يرتكب إبادة جماعية بغزة لخدمة بقاء نتنياهو السياسي
  • معركة الكوفة.. لحظة التمكين السياسي للصدر وانعكاساتها الداخلية
  • مصرف لبنان المركزي يعلن استقلاله عن "التأثير السياسي"