سودانايل:
2024-10-03@10:56:26 GMT

مع محمد الامين

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

نعي الناعي صباح اليوم الفنان الكبير محمد الامين نسال الله له الرحمة و المغفرة. لم اكن محظوظا لكي اصبح احد اصدقائه ولكن الظروف جعلت لي تجربه معه لن انساها . اذكر في الاسبوع الاول من ابريل عام 1985 عدت من اجازة بالسودان الي الدوحة التي كنت مقيما بها .
كانت طائرتي اخر طائرة تغادر مطار الخرطوم بعدها مباشرة تم اغلاق المطار واعلنت حالة الطوارئ بسبب انتفاضة ابريل .


في مطار الدوحة وجدت عدد غير مسبوق من المستقبلين جلهم من الاصدقاء !! بعد التحايا و المطايبه اخذني الأخ محمد سليمان عبدالرحيم علي جنب و اسر لي بانني لن اذهب لمنزلي ! بل سوف اذهب معه لمنزله ، و سيشرح لي الامر فيما بعد . محمد كانت تقيم معه زوجته وعياله وانا رجل عازب و لي منزل تركت فيه باقي اغراضي ! . لم اسال او اعترض بسبب ثقتي في محمد و بقية الاصدقاء . الارتياب والاستفهام كانا يشتعلان في ذهني الي ان وصلنا منزله العامر الذي اعد فيه الرجل وليمة جمعت معظم الاصدقاء . محمد رجل كريم وباب منزله لا يوصد .
علمت ان الفنان محمد الامين تعاقد من احد الشركات التي يملكها سوداني لاقامة حفلات للجالية السودانية بقطر، و لسبب ما لم يوف الرجل بتعهداته لابو الامين و لم يلتزم حتي باقامته بالفندق و لحسن الحظ ان مفتاح منزلي كان مع صديقي الاستاذ ارباب الذي وجد الحل باستضافة الفنان وعازفيه بالمنزل .
ابديت سعادتي لاني كنت جزء من الحل .
لم تطول اقامة محمد الامين بالدوحة و لكنه اصر ان يكافئني بقعدة في منزلي في اليوم الثاني لوصولي ، غني فيها بمزاج فقد كان ممنونا و طلب مني ان اتواصل معه عند زياراتي للسودان . للاسف لم يحدث ذلك . التقيته بعد عقود في لندن في الحفل الثقافي للمدرسة السودانية في نهاية فبراير 2020 من المدهش انه بالرغم من طول المده الا انه تذكرني و تذكر تلك الايام التي اعتبرها ايام جميلة عرفته علي الفضلاء من ابناء الدوحة الذين وقفوا معه رغم ما حدث له من غدر .
ذهبت لتلبية دعوة أبو الامين و كنت ضيفا عليه بمنزلي انا و بعض الاصدقاء .
في صباح ذلك اليوم كانت صحيفة الراية القطرية و محررها النابه الاخ بابكر عيسي قد اعدت تقريرا مفصلا عنما يدور بالسودان من احداث بسبب الانتفاضة ، فقد كان لها السبق الصحفي بسبب انقطاع الاتصالات مع السودان وصعوبة معرفة ما يدور بالداخل .
كان من ضمن المدعوين في منزل محمد سليمان اخونا المرحوم الصحفي عبدالواحد كمبال . لاحظت انه كان كثير الاسئلة عن ما يدور بالخرطوم و مدني خصوصا . من حسن الصدف اني كنت متابع و حضرت معظم المظاهرات ،حتي اخر مظاهرة لرموز نظام مايو التي كان يقودها ابو القاسم محمد ابراهيم و دكتور ابو ساق و التي انتهتفي ميدان القصر و من هناك مباشرة ذهبت الي المطار لالحق باخر طائرة غادرت المطار .
بسبب حجم وبؤس المشاركين في مسيرة دعم النظام رغم توفير امكانيات الدولة لها مقارنة بمسيرات المناهضين للنظام ، تكونت لدي قناعة راسخة ان النظام ساقط لا محالة .
عبدالواحد كان يذهب لداخل صالون المنزل يتصل هاتفيا علي بابكر الموجود بدسك الصحيفة و يبدوا انه لخص له مجمل حديثي .
فوجئت الصباح بالعناوين التي كانت تتحدث عن كل صغيرة و كبيرة جاءت علي لساني سوي ما حدث بمدني اوالخرطوم !! مضافا الي كل حدث عبارة (وقد ذكر قادمون من السودان) .
كنت اظن انه كلام ليل و طق حنك ، لكن فقد احسن عبدالواحد له الرحمة و زميله بابكر متعه الله بالصحة و العافية الصياغة و حسنوا من لغتي التي كانت لغة مؤانسة و مجالسة الي لغة ادبية و صياغة صحفية رفيعة .
الان مرت اكثر من 38 عام علي ذلك المشهد و الذكري باقية رغم وهن الذاكرة التي ظلت حافظة تفاصيلها لارتباط احداثها بقامة كبيرة في مقام الفنان محمد الامين و حدث عظيم مثل انتفاضة ابريل .
الفقد كبير خصوصا في ظرف فيه البلد تنزف و لا تتحمل المزيد . لقد كان محمد الامين قيثارة الحب و الوطن والثورات لذلك سيظل باقيا فينا .

gafargadoura@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: محمد الامین

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد

 

أكد معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن تخصيص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” يوم 28 من فبراير يوماً للتعليم في الإمارات يجسد المكانة المتميزة التي يحظى بها العلم والمعرفة في فكر سموه باعتباره الركيزة الأساسية في بناء وتطور المجتمعات وأداة مهمة لتمكين مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات.
وقال معاليه بهذه المناسبة: “يُترجم اليوم الإماراتي للتعليم رؤى صاحب السمو رئيس الدولة للاستثمار في رأس المال البشري القادر على مواصلة مسيرة الدولة نحو تحقيق مراكز متقدمة على مختلف مؤشرات التنافسية العالمية حيث وضع سموه التعليم على رأس الأولويات الوطنية لدوره المحوري في تأهيل أجيال شابة تمتلك القدرة على القيادة ومواجهة مختلف تحديات المستقبل.
وأضاف معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام أن هذه اللفتة الكريمة من صاحب السمو رئيس الدولة تؤكد تقدير سموه الكبير لأعضاء المنظومة التعليمية كافة وعلى رأسها المعلم .
وأكد أن اختيار الـ28 من فبراير يوماً للاحتفاء بالتعليم في الإمارات وهو اليوم الذي شهد فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وإخوانه حكام الإمارات تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات عام 1982 يجسد تقدير سموه الكبير للرسالة الحضارية للمعلمين باعتبارهم المسؤولين عن بناء أجيال المستقبل التي ستتولى قيادة مسيرة التنمية الشاملة وتترجم طموحات القيادة الرشيدة الساعية إلى تحقيق الريادة في مختلف القطاعات.
ونوه معاليه في ختام كلمته إلى أن دولة الإمارات تعمل على تمكين تعليم عصري متطور باعتباره القاطرة التي تقودنا بأمان إلى المستقبل وتحقيق رؤية الإمارات 2071 مؤكدا أن التعليم في الإمارات رهان صائب على المستقبل واستثمار مستدام العائد ساحته العقول وهو الثروة الحقيقية المكتسبة التي تضمن لنا الرخاء والسعادة والمكانة العظمى بين الأمم فالتعليم غدٌ نغرسه الآن”.


مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي:(34) تريليون ديناراً خسائر العراق بسبب العطل التي تجاوزت (140) يوماً في السنة
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • بعد انفصالها.. من هي "أم خالد" التي قلّدها المشاهير؟
  • ”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!
  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة أداء شرطة الأمم المتحدة الـ3 التي تستضيفها الداخلية
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية