(ترياق ضد الحرب) بألعاب بيئية وكتابات الإبداعية..!! بقلم: صديق السيد البشير
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
siddigelbashir3@gmail.com
(1)
أربعون عاما أمضاها صالح عبدالقادر في محراب الثقافة السودانية، تنظيرا وممارسة، أثمرت هي الأخرى باقة منتقاة من أعمال فنية وثقافية ملأت الدنيا وشغلت الناس، حيث تزينت بها شاشات التلفزيون وموجات الأثير وخشبات المسارح، فصالح الأستاذ المشارك بجامعة النيلين، فهو القادم من العاصمة السودانية الخرطوم، ميمما وجهه شطر مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، بهدف تقديم حزمة متكاملة من برامج، كمشروع أسماه والمخرج ناصر يوسف (ترياق ضد الحرب) ويجمع بين ألعاب بيئية مستمدة من البيئة المحلية وعروض متواصلة لفيلم يوسف الموسوم (إبرة وخيط) الذي يعالج قضية زواج القاصرات في السودان، والمشارك في مهرجانات خارجية، والحائز على عدد من الجوائز في مهرجانات إقليمية ودولية، بجانب ورشة يحاول من خلالها عبدالقادر تمليك المشتغلين في حقل الثقافة والإعلام المفاهيم الأساسية للتفكير الناقد قبل الشروع في الكتابة الإبداعية والإخراج.
(2)
أربعون دارسا ودارسة من الفاعلين في المشهد الثقافي والإعلامي، أسهمت الورشة في زيادة معارفهم بزوايا المعالجات للنصوص الإبداعية، والقوى المنتجة للإبداع، إلى جانب التعرف على أساسيات العمل الإبداعي، كالجمال والفكرة والمعرفة، ما قد يسهم مستقبلا في إنتاج أعمال إبداعية تخاطب العقل والقلب والوجدان.
(3)
يلا يا أطفالنا نرسم
لوحة لوطن السلام
بحروف صادقة وأوتار صادحة وصوت عذب، هكذا كان الموسيقى الدكتور محمد عصامي يرسم تحت ظلال الورشة، لوحة فنية بمحبة وصدق وتفاؤل، عنوانها الأبرز التغني لسودان المحبة والأمن والسلام، كأنه يؤكد أن على أرض السودان ما يستحق الإحتفاء، إختفاء يخرج بإبداع ومؤانسة وإمتاع، يحدث ذلك رغم الحرب ومشاهدها الحزينة، من دماء ودموع.
(4)
وأسهمت الورشة في تعريف الدارسين والدارسات بالمصادر المعرفية للكتابة الإبداعية، كالملاحم والأساطير والخرافة والأحداث الكونية والتجارب الذاتية، ما أنعكس إيجابا في العروض العملية المقدمة، خاصة تلك التي استلهمت الموروث الشعبي السوداني، في بعديه، المحلي والكوني.
(5)
وتأتي الفعالية نتاج تعاون مثمر وبناء بين منظمة (معا) للتنمية والمساعدات الإنسانية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية النيل الأبيض، ما قد يسهم في تقديم أقلام جديدة، تنتج هي الأخرى مجموعة من الأعمال الإبداعية بجمال وفكرة ومعرفة، تحدث نقلة نوعية في الحركة الثقافية داخل وخارج السودان.
(6)
وكانت عوالم البناء الروائي حاضرة في مداولات الورشة، كالسرد والوصف والأحداث والشخصيات والعقدة والمكان والصراع، إلى جانب عناصر الإثارة والتشويق، ولكن من القصص القصيرة والروايات، إلى الفضاءات المسرحية والمقالات، تحاول هذه ترسيخ مفاهيم أساسية في الكتابة الإبداعية، بمنهجية وفكرة ومعرفة.
*صحافي سوداني
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام
يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العاملتعرف حجم الكارثة التي تسببت فيها
بقلم/ أوهاج م صالح
انا لست من المتابعين الراتبين لمسلسل دلالة المواسير التي في العادة يبث في رمضان، ولكن هذه السنة قد ارسل لي احد المتابعين اولى حلقات دلالة المواسير التي بدأت في أول يوم رمضان هذا العام. وكان المرسل متأثر جدا لدرجة انه يكاد يبكي واصر عليَ ان اشاهدها، لأنه يقول انها حركت في نفسه ذكريات اليمة للغاية قد مر بها مع بداية حرب البرهان القذرة. على العموم جبرت بخاطره امتثالا للقول المأثور" من سار بين الناس جابرا للخواظر حماه الله من المخاطر" بالإضافة الى ان جبر الخواطر من القيم الإسلامية النبيلة التي يحث عليها الدين الإسلامي، وقد اشير الى جبر الخواطر في آيات قرآنية كثيرة وابرزها أول 4 آيات من سورة عبس، والتي جبرت بخاطر ابن مكتوم الأعمى الذي توجه للنبي صلى الله عليه وسلم ليسأله في أمر ما وكان النبي مشغولا عنه بدعوة صناديد قريش مما جعله لا يستمع إليه.
وجبرا للخاطر مني قررت مشاهدة هذه الحلقة بعنوان (حلب اعصاب/ اعتلال مصرح)، واعتقد ان المقصود بالعنوان (حرب اعصاب/واحتلال مصرح) ولدهشتي لاحظت الكم الهائل من التعليقات التي تجاوزت ال 700 تعليق خلال اقل من 3 ساعات، ففتحتها لأرى العجب العجاب، حيث ان معظم المعلقين من الذين ذكرتهم هذه الحلقة بتجاربهم القاسية التي مروا بها عند اندلاع حرب البرهان القذرة، ومعظمهم قد زرف الدمع مدرارا، ومنهم من ذكرتهم انسان اعزاء عليهم فقدوهم في هذه الحرب القذرة، ومنهم من ذكرتهم طريقة خروجهم الخطرة من الخرطوم تاركين خلفهم كل شىء عدا ملابسهم التي يرتدوها، ومآسي لا حصر لها. وانا على الرغم من انني لم اكن موجود بالسودان اثناء اندلاع هذه الحرب القذرة، الا انني تذكرت تجارب اسرتي الصغيرة التي كانت تحكي لي عندما اتواصل معهم للإطمئنان عليهم، وكيف انهم كانوا محاصرين لعدة ايام داخل البيت والطائرات تطلق صواريخها عندما تكون في محاذات منزلنا، فيضطروا ان يحشرون انفسهم اسفل الأسرة، وانهم لم يروا الشمس لعدة ايام. وقد لاحظت ايضاان هناك جنسيات اخرى ايضا شاهدت الحلقة ومنهم من دعى الله بأن يرفع عن الشعب السوداني هذه الغمة، وان معلقاً مغربيا اضاف في تعليقه ان الشعب السوداني شعب طيب و لا يستحق كل هذا.
يا برهان، انك والكيزان والدواعش والمشتركة والدعم السريع، بحربكم القذرة هذه قد تسببتم بمآسي لا يمكن حصرها ولو ظللت اكتب عنها مائة عام لأجاري فيها مساعدك ياسر كاسات لم استطعت ان اوفيها حقها. وان كمية التعليقات التي لاحظتها خلال اقل من ساعتين من بداية المسلسل كفيلة بأن تغنيك عن معرفة حجم المصائب التي مر بها هذا الشعب المغلوب على أمره. لذلك ادعوك انت والذين من حولك من البلابسة، والجهويين والعنصريين والدبابين والبرائين والدواعش والمشتركة وغيرهم من الذين يصرون على استمرار هذه الحرب القذرة ان يشاهدوا هذا المسلسل ويتقوا الله في هذا الشعب الذبيح وهذا الوطن المحتل الجريح. وحتما اذا كان فيكم من في قلبه ذرة رحمة وانسانية سوف يسعى بكل جد لإيقاف هذه الحرب القذرة. لأن استمرار هذه الحرب اكثر من هذا سوف ينتهي الأمر الى مرحلة لا وطن والى لا شعب. وكلكم يعلم ما يدور هذه الأيام من سيناريوهات تهجير اخوتنا الفلسطينيين والتي يكون احداها تهجيرهم الى ارض السودان شمالا، حيث تحتل جارتنا الشمالية اجزاء واسعة من أراضينا بعد الحرب وقبل الحرب (حلايب وشلاتين وابو رماد) يا سجم الرماد.
اكتفي بهذا القدر لأنقلكم وادعوكم لقراءة مقالا للكاتبة القديرة الأستاذة/صفاء الفحل بعنوان " عصب الشارع" لتعرفوا حجم الكارثة التي ستقودوننا ايها بحربكم القذره هذه. حيث تناولت في مقالها موضوع خطر جدا الكاتب الصحفي المصري محمود عمارة والذي يحرض فيه (السيسي) لشراء الأراضي السودانية. واليكم جزء من نص مقال الأستاذة صفاء، وآمل ان تسمح لي بهذا الإقتباس.
مقتبس المقال (الصحفي المصري المعروف محمود عمارة وهو كاتب راتب بصحيفة يومية يكتب بكل (بجاحة) محرضا (السيسي) بتأسيس شركة مساهمة عامة لشراء (عشرة مليون فدان) من الأراضي السودانية محددا حتي السعر ب (١٥٠ مليار جنيه مصري) ومعللا ذلك بالانفجار المطرد للسكان بمصر والذي سيصل الي (مائة وستون مليون) خلال العشرة سنوات القادمة مع شح المياه بسبب سد النهضة واحتياج مصر للمياه ويعترف بان مصر تشتري قمح ب (١٥ مليار) سنويا بمعني ان هذا المبلغ (التافه) سيعود لمصر خلال عشر سنوات ويرتفع تدريجيا مع إضافة سلع اخري يتم استيرادها الي (١٠٠ مليار) بمعني ان مصر يمكنها استرداد هذا في عام ونصف حسب حساباته الموضوعية.
ولم يكتف الكاتب المصري وأحد المفكرين والمستشارين الاقتصاديين بمقترحه للرئيس السيسي والذي يقول بانه تفكير جمعي لكل الشعب المصري (معترفا) بأن العالم كله يتجه للسودان لتامين غذائه اليوم ولم يكتف بذلك فقط، بل قدم اساءات غير مقبولة للسودانيين بان السودان الموجود حاليا لن يكون له وجود في المستقبل القريب والخطوات متسارعة وسيباع لروسيا والصين ودول الخليج وأن مصر (أحق) منهم جميعا مذكرا بان السودان اساسا كان يتبع لمصر وان هناك حق تاريخي لمصر في أراضيه).
اختتم مقالي هذا بسؤال اخير للبرهان ورهطه، هل يا جماعة انتم مدركون لحجم الكوارث التي ستقودوننا اليها بحربكم القذرة هذه؟ الظاهر قدوقدو مالك جدادة معتق اوي.
لا للحرب،لا للجهوية، لا للعنصرية، لا لتقسيم السودان، لا لإحتلال السودان. كلنا سودانيين ويضمنا وطن واحد ولا يهمنا ان ننتمي الى هذه القبيلة او تلك (رحم الله البطل الوطني/ علي عبد اللطيف).
أوهاج م. صالح
awhaj191216@gmail.com