أبو العينين: الصناعات الصغيرة عصب الاقتصاد.. ولابد من منحها الرخصة الذهبية
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، أن هدف مصر يجب أن يكون كيفية بناء دولة صناعية متقدمة، وأن نندمج فى صناعات المستقبل ذات القيمة المضافة العالية، والنهوض بالصادرات الصناعية.
جاء ذلك فى كلمة النائب محمد أبو العينين، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أثناء مناقشة تقرير عن مشروع القانون المقدم من الحكومة، بتعديل بعض أحكام قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر الصادر بالقانون رقم 152 لسنة 2020.
وأشار "أبو العينين"، إلى أن تحقيق ذلك الهدف يتطلب توطين الصناعة فى جميع المحافظات من خلال مناطق صناعية متخصصة وفق موارد وإمكانات كل محافظة بما يخلق تخصصا إنتاجيا، ووضع منظومة جديدة لتشجيع وتحفيز الصناعات الصغيرة لكى تكون صناعات مغذية ومكملة وبما يسهم فى تعميق الصناعة وزيادة القيمة المضافة فيها ويرفع انتاجيتها ويزيد تنافسيتها وقدرتها على التصدير وفتح أسواق جديدة.
وأضاف وكيل مجلس النواب، أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى العمود الفقرى لأى اقتصاد، لافتا إلى أن النهوض بها يتطلب توطينها فى مدن صناعية متخصصة تجمع الصناعات الصغيرة والكبيرة لكى تعمل الصناعات الصغيرة كصناعات مغذية ومكملة، مؤكدا على ضرورة أن تتوافر بهذه المدن جميع الخدمات من مدارس فنية وجامعات متخصصة ومراكز تكنولوجية وأماكن سكن وبنوك ومعارض.
وأضاف أن المدن المتخصصة ستخفض العبء عن الصناعات الكبيرة وستزيد إنتاجيتها وتنافسيتها وقدرتها على التصدير، كما ستؤدى لاجتذاب الشركات العالمية فى الصناعات عالية القيمة المضافة وهذه الشركات ستأتى بتكنولوجيات جديدة وتسهم فى فتح أسواق جديدة.
وأشار الى ضرورة وجود خريطة صناعية واستثمارية لمصر تتوطن فيها المشروعات على أساس الموارد الطبيعية والبشرية للمحافظة مما يخلق تخصص انتاجى.
وطالب وكيل مجلس النواب، بإطلاق مبادرة كبيرة لدعم الصناعات الصغيرة على غرار مبادرة "ابدأ" التى أطلقها الرئيس السيسى لإزالة كافة المعوقات التى تواجه هذه الصناعات وخاصة المعوقات البيروقراطية، متسائلا “إذا كان قانون الاستثمار سمح لكافة المشروعات الكبيرة أن تتقدم للحصول على الرخصة الذهبية فلماذا لا يكون ذلك متاحا أيضا للصناعات الصغيرة والمتوسطة؟”.
وناشد النائب، “لا بد من برنامج لبناء القدرات الإدارية والفنية والتسويقية لتمكين الشباب ليصبحوا رواد أعمال وأصحاب شركات ناشئة وصناعات صغيرة ومتوسطة قادرة على التصدير”، داعيا إلى إنشاء شركات خاصة لتشجيع تصدير منتجات الصناعات الصغيرة، وإنشاء موقع للتجارة الإلكترونية لتسويق منتجات هذه الصناعات محليا وعالميا.
وأكد ضرورة تخفيف العبء التمويلى الذى تتحمله المشروعات الصغيرة واتاحة بدائل مختلفة للتمويل وأهمية وجود بورصة نشطة قادرة على توفير التمويل ميسر لهذه المشروعات.
وأوصى بإعادة النظر فى قانون المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفيما يتضمنه من حوافز لتشجيع الصناعات الصغيرة فى إطار تقييم ما حققه خلال السنوات الثلاث الماضية، مطالبا بإعادة النظر فى تعريف الصناعات الصغيرة والمتوسطة الوارد بالقانون.
وقال إن القانون يعرف المشروع الصغير بأنه الذى تتراوح حجم أعماله بين 1 - 50 مليون جنيه سنويا، موضحا أن هذه الارقام انخفضت قيمتها الحقيقية كثيرا خلال الفترة الاخيرة فى ضوء ارتفاع معدلات التضخم.
وأشار الى ضرورة وجود برنامج متكامل لتشجيع اندماج القطاع غير الرسمى. وأهمية وضع برنامج لتحفيز المشروعات الصناعية القائمة على زيادة صادراته وفتح أسواق جديدة ولتشجيع الشركات العالمية على التوطن فى مصر خاصة فى الصناعات عالية القيمة المضافة وصناعات المستقبل والصناعات المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أبو العينين النائب محمد أبو العينين مجلس النواب قانون المشروعات المتوسطة والصغيرة الصغیرة والمتوسطة الصناعات الصغیرة القیمة المضافة أبو العینین
إقرأ أيضاً:
البلدان الصغيرة تتعلَّم التحوُّط في عصر ترامب
في الظروف العادية تجذب جزر كوك اهتمام الأزواج الجدد الراغبين في قضاء شهر العسل وناشطي حماية البيئة والدبلوماسيين النيوزيلنديين فقط. ذلك لأن هذا البلد النائي في المحيط الهادي لديه اتفاقية أمنية مع نيوزيلندا (وبالتالي مع الحلفاء الغربيين) وبه شواطئ مذهلة تحفها أشجار جوز الهند ومهددة بارتفاع مستوى مياه البحر. لكننا لا نعيش في أوقات عادية. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوّض النظام الجيوسياسي الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وهذا الشهر شرع مارك براون رئيس وزراء جزر كوك في عقد صفقة استثمار مع الصين. ذعرت حكومة نيوزيلاند وعلا صراخها خوفا من رد ترامب. لكن يبدو أن أهل الجزر لا يأبهون لذلك. وهكذا أصبحت هذه الجزر الضئيلة في المحيط الهادي التي تتشكل منها كوك رمزا قويا للكيفية التي تتحرك بها الرمال الجيوسياسية.
مع اجتياح عاصفة ترامب للعالم هنالك مسألتان أصبحتا واضحتين. فقادة أمريكا عازمون على تعزيز النمو الاقتصادي للولايات المتحدة بأي ثمن سواء كان بيئيا أو اجتماعيا أو دبلوماسيا. كما أنهم مصرُّون بنفس القدر على استخدام قوتهم المهيمنة مع الجمع العشوائي بين المصالح العسكرية والمالية والتقنية والتجارية. نتيجة لذلك تواجه البلدان الأخرى ثلاثة خيارات. فهي إما تصير تابعة للنفوذ الإمبراطوري الأمريكي أو معارضة له بالتحالف مع منافسي الولايات المتحدة كالصين وروسيا أو استنساخ ما فعلته جزر كوك ومحاولة اتخاذ تدابير تحوطية.
في الواقع لقد حدد بعضها خياره سلفا. لنأخذ نيكاراجوا على سبيل المثال. في الشهر الماضي ووسط تهديدات ترامب بغزو بنما وطرد الصين من قناتها الشهيرة عدَّلت حكومة نيكاراجوا دستورها للسماح بإنشاء ممر بحري يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادي. هذا الممر يمكنه تقديم بديل لقناة بنما ويوضح أن نيكاراجوا تعزز وجودها في معسكر الصين.
على الجانب الآخر من الطيف اختار رئيس الوزراء الياباني شيغيرو ايشيبا التقريظ وتقديم العطايا. ففي خلال زيارة له إلى واشنطن هذا الشهر مدح جهود ترامب «لجلب السلام إلى العالم». ووعد باستثمار تريليون دولار في الولايات المتحدة وشراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال. وأتوقع أن تحاول طوكيو قريبا أيضا تقوية عملة الين (استجابة لشكاوى الأمريكيين من التخفيضات التنافسية مقابل الدولار) وربما حتى شراء أذونات خزانة طويلة الأجل أو دائمة (لسداد تكلفة الحماية العسكرية الأمريكية.)
في الأثناء زار ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند واشنطن هذا الشهر وتعهد بزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال والطائرات من الولايات المتحدة. كما وقفت بريطانيا إلى جانب أمريكا في قمة الذكاء الاصطناعي في باريس.
عندما تبادلتُ الحديث مع فام مينه تشينه رئيس وزراء فيتنام في دافوس مؤخرا كان أيضا يفكر في التنازلات التي يمكن أن يقدمها لترامب في محاولة لصرف انتباهه عن حقيقة أن فيتنام لديها الآن ثالث أكبر فائض في تجارة السلع الثنائية مع الولايات المتحدة (يعود ذلك في جزء كبير منه إلى نقل الشركات العالمية إنتاجها إلى هناك لتجنب العقوبات الأمريكية على الصين.)
يقول «نحن نسعى إلى شراء 50 إلى 100طائرة (من الولايات المتحدة) إلى جانب منتجات تقنية رفيعة أخرى.» وأشار إلى أنه أيضا سيلعب « الجولف طوال اليوم» مع ترامب في منتجع مارا لاجو «إذا كان ذلك يخدم المصلحة الوطنية.» كما لديه «هدية» أخرى أيضا. ويقال في دوائر الدبلوماسيين أن ترامب حريص على استثمار كبير في الكازينوهات. فإذا كان ذلك كذلك قد يكون مدخلا مهمَّا.
لكن مشكلة فيتنام مثلها مثل أي بلد آخر تقلب ترامب الحالي الذي لا يمكن أن يتيح لأي أحد أن يتأكد من أنه في مأمن. وبلغة التجار من المستحيل وضع سعر ثابت للصفقة لفترة طويلة بالنسبة للحكومات والمستثمرين على السواء.
وهكذا يتزايد الإغراء باتباع استراتيجية «عليك أن تنحني للحاكم ثم تسلك طريقك الخاص بك» كما تقول الحكمة «البُخاريَّة» المأثورة والتي راجت في وقت ما وسط تجار طريق الحرير في آسيا. بكلمات أخرى قَدِّم تنازلات شكلية وتحوَّط في الأثناء.
في الواقع ربما هذا هو الشيء الوحيد المعقول الذي يمكن أن تفعله معظم البلدان، بحسب مشروع تخصيص رأس المال. (هذا المشروع موقع خاص بأبحاث النفوذ الاقتصادي المهيمن ويزخر بالرسوم البيانية المفيدة التي توضح أي البلدان أكثر هشاشة أمام النفوذ المُهيمِن الأمريكي والصيني.) فتنويع المدخلات، كما يذكر الموقع، بالغ الأهمية للبلدان إذا أرادت تعزيز «أمنها الاقتصادي» في عالم متقلِّب.
تترتب عن نزعة التحوط هذه عواقب. إحداها تعاظم التجارة بين البلدان الأخرى بخلاف الولايات المتحدة. وهذا ما يزيد من حجم التجارة العالمية الإجمالية بصرف النظر عما يفعله ترامب. وثانيها إطالة وتمديد سلاسل التوريد مما يمكن أن يعني ضمنا زيادة التكاليف. وثالثها تمدُّد قرون استشعار النفوذ الصيني في الخفاء حتى إلى السواحل البعيدة في المحيط الهادي مع تعاظم التوقعات، كما يبدو، بتحول بكين إلى قوة عولمة. وللمفارقة هذا يخالف رغبة ترامب المعلنة بقصقصة أجنحة بكين.
في الواقع قد يصف مؤرخو المستقبل استراتيجيته كلها بأنها تحمل بذور فشلها. لكن في الوقت الحالي يبدو ترامب مقتنعا بأن نفوذه يرتكز على التصرف بطريقة لا يمكن التكهن بها وإمبريالية (توسُّعية.)
ربما سيدرك ترامب في نهاية المطاف أن هذه التكتيكات التي يتبعها تُوجِد أيضا حاجة إلى التحوط وذلك بالضبط لأن لا أحد يمكنه « تحديد سعر ثابت» للسلام أو الثقة بالولايات المتحدة. لكن لا تراهنوا على ذلك. وفي الأثناء توقعوا استمرار تلك التنازلات الشكلية لترامب بمصاحبة ابتسامات زائفة.
جيليان تيت محررة وكاتبة رأي في الفاينانشال تايمز