ناظر البجا يلمّح إلى انخراط شرق السودان في الحرب .. ملتقى أهل الشرق يسعى للتناغم مع فلول البشير في صفوف الجيش السوداني.
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
العرب الدولية:
حرب تخدم الفلول
الخرطوم – بدأ شرق السودان يعاني من توترات سياسية إثر لجوء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وعدد من قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل إلى التحصن في الإقليم، وهو ما يجعله قابلاً للانفجار خاصة أن مكونات أهلية محسوبة على نظام الرئيس السابق عمر البشير في شرق السودان لمّحت إلى الدخول في الحرب إذا سنحت الفرصة، ما ينقل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مناطق أخرى.
وقال رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، الناظر الأمين ترك، إن المكونات الأهلية التي يتزعمها “ستدافع عن الوطن والدين بالروح حتى آخر نفس”، وهو ما يؤشّر على أن قبائل البجا غير مستبعد أن تدخل الحرب إذا تعرضت فلول البشير لمخاطر في إقليم الشرق، الأمر الذي يبرهن على أن أطرافا محسوبة على الحركة الإسلامية تسعى إلى تسخير الإدارات الأهلية لإدخال الشرق دوامة الصراع.
وجاءت تصريحات ترك خلال ملتقى أهل الشرق الذي انطلق السبت واستهدف توحيد مواقف القوى المختلفة في الإقليم، بما يخدم مصالح بقايا نظام البشير الذين يسعون لتشكيل موقف موحد يمنع تكرار حدوث اشتباكات وقعت في سبتمبر الماضي بين قوات الجيش وأحزاب تحالف شرق السودان الذي يقوده شيبة ضرار.
ويعد الملتقى أحد أشكال الالتفاف على مخرجات اتفاق جوبا للسلام الذي طالب بعقد مؤتمر سياسي شامل خلال ستة أشهر من توقيعه في أكتوبر 2020 لمناقشة قضايا الشرق، وهو ما رفضه رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، وأدخل الشرق استقطابا قبليا حادا تخللته أعمال عنف وتجميد المسار في نهاية المطاف.
وانطلق بمدينة جبيت في ولاية البحر الأحمر ملتقى أهل الشرق لاستكمال مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية التي تم التوقيع عليها في كسلا، بمشاركة قيادات قبلية نحّت خلافاتها جانبا لتشكيل حاضنة شعبية تدعم فلول البشير، ما يفسر حضور الناظر ترك المحسوب على قبيلة الهدندوة، وناظر قبيلة البني عامر علي إبراهيم دقلل.
وأكد المحلل السياسي السوداني المهتم بشؤون شرق السودان أحمد خليل أن ترك لا يمثل كافة العموديات داخل مجلس البجا، لكن الواقع يشير إلى انخراط واضح لبعض الإدارات الأهلية في الصراع الدائر، لافتا إلى أن ترك عبر المواقع الأهلية التي يشغلها وعلاقته الوطيدة بالحركة الإسلامية أسهم في تقويض الفترة الانتقالية، وحشد كل ما يستطيع من قبائل لذلك، بينما هناك قطاعات عديدة في الشرق لا تتفق معه.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “أهالي الشرق لديهم استعداد لحمل السلاح إذا شعروا بأن بلدهم يواجه خطرا حقيقيا، لكن الحرب الحالية تخدم الفلول، وواجب الإدارات الأهلية في مثل هذه المواقف تحييد المواطنين وإبعادهم عن الاستقطاب الحاد في ظل أوضاع أمنية واقتصادية متدهورة”.
وذكر أن ترك لا يستطيع الدخول في معركة مباشرة ضد قوات الدعم السريع مع تقدمها عسكريا في الكثير من الولايات، وتندرج تصريحاته في إطار الاستعراض السياسي.
وتضمن خطاب ترك هجوما على قوات الدعم السريع واتهمها بـ”التمرد” على مؤسسات الدولة، ما يعكس توافق الرجل مع فلول البشير، ووجه أيضا اتهامات لقوى سياسية تسعى إلى تشكيل جبهة مدنية عريضة في إثيوبيا، وتعمد خلط رؤيته السياسية بشعارات دينية تجعله منسجما مع توجهات قيادات الحركة الإسلامية في السودان.
وقال ترك “الدين الإسلامي لا يمكن أن يُشترى بالدولار كما فعل المتواجدون في أديس أبابا”، في إشارة إلى القوى المدنية التي تجهز للإعلان عن الجبهة المدنية الديمقراطية (تقدم)، والتي ترمي إلى طرح رؤية متقدمة تحظى بتوافق سياسي يفضي إلى تسلّم حكومة مدنية السلطة في البلاد.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالتغطية على أنشطة مريبة لقيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل في شرق السودان عبر تسليح بعض القبائل دون أخرى لإشعال حرب أهلية في الإقليم، بغرض دعم الجيش. وقالت إن البرهان وأتباع النظام البائد يمارسون سياسات وألاعيب قديمة في الغش والخداع بمحاولة التغطية على نشاط عناصر المؤتمر الوطني في عدد من الولايات، خاصة في شرق السودان.
وقلل القيادي في مؤتمر البجا (تحالف الحرية والتغيير) محمد أحمد مختار من إمكانية أن تنخرط الإدارات الأهلية بالشرق في الحرب، ولم ينكر انحياز مجموعات إلى الحركة الإسلامية وعناصر تنظيم الإخوان، وأن هؤلاء قد يمثلون ظهيرا للجيش.
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن “انتقال الصراع إلى شرق السودان غير مستبعد، لكن احتمال حدوثه حاليا ضعيف؛ لأن الحسابات السياسية تمنع إشعال المنطقة التي لها حدود أو قريبة من دول مهمة مثل مصر وإريتريا والسعودية، وهي دول تدرك أن الصراع في هذه المنطقة له تداعيات خطيرة عليها”.
وذكر مختار أن خطاب ترك وسط مجموعات كبيرة من القبائل يستهدف تعزيز نفوذ الإسلاميين وعناصر المؤتمر الوطني في شرق السودان، ويعوّل الرجل على أن تكون هناك عودة جديدة لهؤلاء إلى السلطة تدعم حظوظه السياسية مستقبلا ليؤكد أن لدى أهالي الشرق رؤية في التعامل مع الأزمات التي يمر بها السودان.
وأظهر زعماء قبائل وسياسيون في شرق السودان عداء سافرا للحكومة المدنية التي تولاها عبدالله حمدوك، ولعبوا دورا لافتا في عرقلتها عندما أشرفوا على عملية قطع الطريق الواصل بين بورتسودان على البحر الأحمر والخرطوم لعدة أشهر.
ومؤخرا جرى حديث عن تشكيل سلطة سودانية في بورتسودان، غير متوافق عليها من قبل قوى سياسية عديدة، وهو أمر لم يتم إنزاله على الأرض منذ وصول البرهان إلى بورتسودان قبل حوالي شهرين وسط معارضة شعبية من قوى مدنية في الإقليم تعتبر أن الخطوة خطر داهم على الإقليم وشعبه ومستقبله، وهددوا بالوقوف في وجه هذا التوجه والعمل على صده حفاظًا على مواردهم.
https://alarab.co.uk/%D9%86%D8%A7%D8%B8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AC%D8%A7-%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%AD-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%86%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B7-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الإدارات الأهلیة المؤتمر الوطنی فی شرق السودان فی الإقلیم على أن
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
حين اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أبريل من العام الماضي، انطلقت معها حملات دعاية حربية منسقة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأغرَقتْها بمعلومات مضللة أضافت بُعدًا آخر للحرب، تحولت فيها منصات مثل «فيسبوك» و«إكس» إلى منابر لترويج المعلومات المضللة بشأن التقدم الميداني للأطراف المتنازعة أو تعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية لهذا الطرف أو ذاك وتقويض جهود الآخر.
التغيير _ و كالات
ومع تصاعد زخم المعلومات المضللة التي أثرت سلبًا في المتلقي، تصدى «مرصد بيم» لكشف شبكات التضليل من الطرفين، وتعزيز الوعي بمخاطر الدعاية الحربية.
وأعد مرصد”بيم ريبورت” تقريرًا مفصلًا بشأن الدعاية الحربية في السياق السوداني، أوضح فيه مفهوم المصطلح، وشرح كيف استُخدمت شبكات التضليل أو ما تُعرف بـ«شبكات السلوك الزائف المنسق» ضمن أساليب الدعاية الحربية.
كما أعد المرصد سلسلة من التقارير، سعى عبرها إلى الكشف عن شبكات تضليل متشعبة ومعقدة، تعمل على دعم الجيش السوداني ومهاجمة القوى المدنية، فيما تُبدي انحيازًا واضحًا إلى النظام السابق، عبر حسابات بعضها أنشئ حديثًا عقب اندلاع الحرب، وبعضها قديم ساهم من قبل في حملات استهدفت قوى الثورة والتحول الديمقراطي.
صفحات مضللةوبدأ المرصد هذه السلسلة بتقرير عن شبكة على رأسها صفحتان باسمي «نادر محمد البدوي» و«ساتا بوست نيوز»، إلى جانب حسابات عديدة تعمل على تضخيم المحتوى المضلل عبر سلوك زائف منسق.
صفحة سما السودانيكشف هذا التقرير عن إحدى شبكات التضليل المنسقة والمعقدة التي تهدف إلى دعم الجيش السوداني من خلال تقديم معلومات مضللة وتضخيمها وتوسيع انتشارها. قادت هذه الحملة صفحة باسم «سما السودان» أنشئت في يونيو 2023 – أي بعد اندلاع الحرب في السودان بشهرين، مما يرجح إنشاءها لأغراض تتعلق بالتضليل الحربي، وهو ما سيتضح، فيما بعد، من خلال نوع المحتوى الذي تقدمه هذه الصفحة والصفحات الأخرى التي تتشكل منها الشبكة.
تتكون هذه الشبكة من خمس صفحات رئيسة، يتابعها في المجمل أكثر من 787 ألف متابع، وتدار معظمها من تركيا وسوريا. فيما تعمل على تضخيم محتوى الشبكة مجموعة كبيرة من الحسابات، عبر الإعجاب ومشاركة المحتوى في «مجموعات» على «فيسبوك» في سلوك زائف منسق. وتدعم العديد من الحسابات شبكة «سما السودان» لضمان انتشار محتواها في الفضاء الرقمي السوداني، وبينما يدار بعض هذه الحسابات على نحوٍ طبيعي، يدار بعضها الآخر بطريقة تبدو أنها آلية.
السمات المشتركة بين الصفحات و الحسابات النشطة ضمن الشبكة:جميع الصفحات نشرت معلومات مفبركة أو مضللة من قبل.
و جميع الصفحات والحسابات تنشر محتوى يهاجم قادة تنسيقية «تقدم» وقوات «الدعم السريع».
جميع الصفحات والحسابات تناصر الجيش السوداني.
تتفاعل الصفحات والحسابات بعضها مع بعض عن طريق الإعجاب ومشاركة المحتوى.
تعمل الحسابات على إعادة نشر المحتوى المضلل فيما بينها لتعزيز انتشاره.
تعمل الحسابات على تضخيم وصول محتوى الشبكة لجمهور أكبر.
لدى معظم حسابات الشبكة صور شخصية موحدة (علم السودان أو صور منتجة رقميًا).
الصفحات التي تشكل الشبكة: سما السودان:أنشئت صفحة «سما السودان» في يونيو 2023، وتضم نحو 187 ألف متابع، وتدار من تركيا وسوريا. وتنشر الصفحة محتوى يدعم الجيش السوداني؛ كما تنشط، على نحوٍ مكثف، في نشر تحركات الجيش وتقدماته الميدانية، بالإضافة إلى مهاجمة «الدعم السريع» وبعض القوى المدنية بدعوى أنها متحالفة مع «الدعم السريع» في حربها ضد الجيش.
وضمن جهود البحث في نشاط الشبكة، اكتشف «مرصد بيم» صفحةً أخرى باسم «سما السودان» ولكن باللغة الإنجليزية «Sama Sudan»؛ ولاحظ أنها أنشئت في العام 2020 باسم الفنانة «إنصاف فتحي»، ومن ثم غُيّر اسمها إلى «محبي الفنانة إنصاف فتحي»، قبل تحويله إلى «Sama Sudan» في نوفمبر 2023. وتضم الصفحة نحو 268 ألف متابع، وتدار أيضًا من سوريا وتركيا، وتمارس نشاطًا مشابهًا لنشاط الصفحة الأولى، ويستخدم كلاهما الشعار نفسه.
كما أنّ المحتوى المقدم يكون في أحيان كثيرة هو نفسه، ولكن تعاد صياغته ليبدو مختلفًا. ونجد –على سبيل المثال– أن صفحة «سما السودان» نشرت تقريرًا مصورًا عن تحركات الوزير الإماراتي الشيخ شخبوط بن نهيان في إفريقيا – والتي قال التقرير إنها بهدف توفير الدعم والإسناد لقوات الدعم السريع. فيما نشرت صفحة «Sama Sudan» محتوى التقرير نفسه، ولكن بتصميم مختلف.
وتدعم الصفحتان الجيش السوداني وتهاجمان «الدعم السريع» وبعض القوى المدنية، مع التشجيع على استمرار الحرب. وتُعدّ الصفحتان نواة الشبكة التي تدعمها حسابات أخرى في نشر المحتوى المضلل وتضخيمه.
ولاحظ فريق المرصد أن صفحة «سما السودان» تنشر محتوى يدعم علاقات السودان مع كلًّ من الصين وتركيا.
عرب ميديا:لاحظ «مرصد بيم» نشاط صفحة أخرى باسم «عرب ميديا»، أنشئت في يوليو 2022 وتدار أيضًا من سوريا وتركيا – الموقع الجغرافي نفسه الذي تدار منه صفحة «سما السودان». وكانت صفحة «عرب ميديا» تنشر، قبل اندلاع الحرب في السودان، محتوى ناقدًا لأنظمة الإمارات والسعودية ومصر بالإضافة إلى النظام السوريّ، وداعمًا للتوجهات القطرية.
صفحة عرب ميدياومع أنّ الصفحة لم تكن تنشر في ذلك الوقت محتوى بشأن السودان، لكنها ركزت، منذ اندلاع الحرب، نشاطها على السودان ودعم الدعاية الحربية للجيش السوداني، بل صار نوع المحتوى الوحيد الذي تقدمه الصفحة، منذ مايو 2023، هو المحتوى المرتبط بمجريات الأحداث في السودان، والداعم لموقف الجيش وعلاقات السودان بدولة قطر، وهو ما يتوافق مع نهج صفحة «سما السودان» والمحتوى الذي تنشره.
دفاع السودان:من الصفحات الفاعلة أيضًا في الشبكة، صفحة «دفاع السودان» التي أنشئت في يونيو 2023 وتدار أيضًا من تركيا وسوريا، ويتابعها نحو 51 ألف متابع.
صفحة دفاع السودانوتنشر الصفحة محتوى مضللًا لمصلحة الجيش السوداني. كما تدعم الصفحة العلاقات مع مصر، لا سيما عقب التصريحات الأخيرة لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» التي صعد فيها لهجته ضد مصر، متهمًا سلاح الجو المصري بقصف قواته في منطقة «جبل مويا» غربي ولاية سنار.
وتتوافق أهداف صفحة «دفاع السودان» مع أهداف صفحة «سما السودان»؛ إذ تدعم كلتاهما الجيش على نحو منسق، كما نشرت صفحة «سما السودان» منشورًا شجعت فيه جمهورها على متابعة صفحة «دفاع السودان»، مما يُظهر الجهود المنسقة بين الصفحتين لتحقيق الأهداف المشتركة.
عاجل السودان:اعتمدت الشبكة على صفحات أخرى، ليس فقط في النشر، وإنما أيضًا في إنتاج المحتوى الذي يحقق أهدافها، ومن ضمنها صفحة «عاجل السودان» التي أنشئت في يونيو 2023، وتُدار من تركيا والإمارات العربية المتحدة، وتنشر محتوى مشابهًا للمحتوى الذي تنشره صفحة «سما السودان»؛ إذ تنشر دعاية حربية لمصلحة الجيش السوداني، وتهاجم الإمارات بوصفها «داعمة لقوات الدعم السريع»، كما تدعم العلاقات السودانية القطرية.
كيف اكتشفنا شبكة التضليل:لاحظ فريق المرصد أنّ محتوى شبكة «سما السودان» يُضخم من خلال عدة حسابات، تنشر على نحو منتظمٍ ومنسق، من ضمنها: «Tahama Zakaria» و«Amani Bourjeela» و«Hamed Saadab» و«Tibian Mahjor» و«رشيد حمد» و«صديق نافع».
وتعمل جميع هذه الحسابات على تضخيم محتوى الشبكة، من خلال نشره ومشاركته في «مجموعات» أوسع على «فيسبوك». وتنشر هذه الحسابات محتوى جميع صفحات الشبكة، سواء كانت «سما السودان» أو «عرب ميديا» أو «دفاع السودان» أو «عاجل السودان»، على نحو منسق ومنظم.
كما لاحظ فريق المرصد عاملًا مشتركًا آخر بين هذه الحسابات، وهو أن بعضها التي تحمل أسماء رجال، يضع أغلبها «علم السودان» صورةً تعريفية، في حين تظهر الحسابات التي تحمل أسماء نساء بصور رقمية بملامح سودانية. ويلاحظ كذلك أنّ حساب «Tibian Mahjor» صديق مشترك بين معظم هذه الحسابات.
وكانت تنشط حسابات، مثل «عبد الرحمن عثمان» و«جمعة الروبي»، في تضخيم محتوى صفحة «سما السودان»؛ وتعيد، بانتظام، نشر محتوى الصفحة على «مجموعات» على منصة «فيسبوك»، ولكن توقف نشاطها في نهاية العام الماضي، لتحل محلها حسابات أخرى تعمل على تضخيم محتوى الشبكة ونشره على «مجموعات فيسبوك» وتوسيع نطاق انتشاره.
فيما تنشط حسابات أخرى، على نحو منتظم، في تضخيم محتوى الشبكة وترويجه على «فيسبوك»، مثل حساب «Ahlam Badi» الذي يعمل، بانتظام، على نشر محتوى شبكة «سما السودان»، بما فيها نشر مقاطع فيديو من الصفحة على نحو متكرر. ولا يتضمن الحساب أيّ محتوى آخر غير مقاطع الفيديو التي يشاركها من حسابات أخرى، وأغلب هذه المقاطع داعمة للجيش.
كما ينشط حساب باسم «Ali Hamto» في تضخيم محتوى شبكة «سما السودان» وينشر بطريقة أقرب إلى أن تكون «آلية»، بمعدل منشور كل دقيقة تقريبًا. وفي حين ينشر حساب «Ali Hamto» محتوى «سما السودان» في «مجموعات» أكبر على منصة «فيسبوك»، لا يشارك الحساب المحتوى على صفحته، ويقتصر محتوى الصفحة على مشاركة مقاطع دينية وأخرى عن التطورات في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما فلسطين.
ومن ضمن الحسابات الفاعلة في شبكة «سما السودان» أيضًا حساب باسم «منال نصر الدين»؛ وقد لاحظ فريق المرصد منشورًا نشره الحساب في أغسطس 2023، تفاعل معه معظم الحسابات النشطة في شبكة «سما السودان» بإعادة نشره والتعليق عليه، ومن بين تلك الحسابات: «شعبان البدري»، و«جمعة الروبي»، و«عنتر رحمة»، و«Tibian Mahjor»، و«Hamed Saadab».
تضخيم المحتوى على «تيك توك» و «إكس»:في هذا السياق، رصد الفريق حسابًا على «تيك توك» باسم «دولة 56» ينشر محتوى صفحة «سما السودان». فيما ينشر حساب «سما السودان» على منصة «إكس»، على نحوٍ منتظم، محتوى يخدم أهداف الشبكة ويهاجم في أغلب منشوراته القوى السياسية ويُناصر الجيش السوداني.
الموقع الإلكتروني ومنسوبي النظام السابق:ترتبط صفحة «سما السودان» بموقع إلكتروني يحمل الاسم نفسه، ويقول المسؤولون عنه إنه «مؤسسة إعلامية سودانية يديرها كوكبة من الإعلاميين الوطنيين والمتمرسين انطلقت مع بداية العدوان على السودان والتمرد على الجيش السوداني تلبية لنداء الواجب الوطني».
وبالبحث في محتوى الموقع، وجد الفريق أنه ينشر، بانتظام، مقالات لشخصيات محسوبة على نظام «الإنقاذ»، من ضمنهم عبد الله الأزرق الذي خدم وكيلًا لوزارة الخارجية في النظام البائد، وكان سفيرًا للسودان لدى كل من المملكة المتحدة وإيرلندا، بالإضافة إلى أنه اشتهر بمهاجمة «ثورة ديسمبر» منذ العام 2018، والدفاع عن النظام في لقاءات تلفزيونية متعددة. ومن ضمن الكتاب أيضًا محمد عبد الله كوكو الذي شغل سابقًا منصب رئيس شورى الحركة الإسلامية في ولاية الجزيرة.
محتوى مضلل عملت الشبكة على نشره:عملت الشبكة على نشر معلومات مضللة تتماشى مع أهدافها. وكان «مرصد بيم» قد تحقق من جزء كبير منها؛ على سبيل المثال وجد المرصد أنّ عددًا من الحسابات تداولت خبرًا يتضمن تصريحًا منسوبًا إلى رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور «جاك ريد»، يقول فيه: «إن على قوات الدعم السريع أن ترضخ للأمر الواقع وتعلن عن وفاة قائدها رسميًا».
وهو ما تبين أنه تصريح مفبرك؛ ولكن صفحة «سما السودان» نشرته لأنه يتوافق مع أهدافها. فيما عمدت صفحة «دفاع السودان» على نشر معلومات مضللة، بما فيها مقطع فيديو يوثق قصفًا عنيفًا لبناية، مدعيةً أنها غارة جوية نفذها الجيش في أبريل 2024 على موقع القيادة والتحكم التابع لقوات الدعم السريع في الخرطوم، في حين أنّ المقطع قديم، إذ نُشر أول مرة في أبريل 2023، إبان اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
كما نشرت صفحة «دفاع السودان» مقطع فيديو آخر، ادعت أنه يوثق لمنصات صواريخ بعيدة المدى الإستراتيجية «شواظ»، نصبها الجيش السوداني على تخوم ولاية الجزيرة، وسط تقدم قواته على جميع المحاور؛ ولكن توصل فريق «مرصد بيم»، عبر البحث العكسي عن الفيديو، إلى أنّ المقطع قديم، نُشر في العام 2013 على صفحة غير رسمية تحمل اسم «القوات الجوية السودانية»، وذكرت أنّها راجمة صواريخ من طراز «WS-2» تابعة للقوات المسلحة السودانية، مما يبين كيف تستخدم الشبكة المعلومات المضللة لتحقيق أهدافها.
أهداف الشبكة:يمكن تلخيص أهداف شبكة «سما السودان» في الآتي:
دعم الجيش السوداني عبر الدعاية الحربية المضللة.
مهاجة بعض القوى السياسية المدنية.
تعزيز العلاقات السودانية القطرية.
دعم العلاقات السودانية التركية.
مهاجمة قوات الدعم السريع.
مهاجمة الإمارات العربية المتحدة.
جدول صفحة الشبكات جدول يوضح أهم الحسابات النشطة في شبكة سما السودان
نقلاً عن مرصد”بيم ريبورت”
الوسومتركيا دفاع السودان سما السودان سوريا شبكات تضليل مناصرة الجيش