واشنطن ـ لندن ـ “راي اليوم” ـ (د ب ا)- وافق البيت الأبيض الأمريكي رسميا اليوم الجمعة على تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية. أوردت النبأ شبكة يورونيوز الأوروبية مساء اليوم. ويضغط نظام كييف، على خلفية الشلل الذي مني به في “هجومه المضاد”، من أجل الحصول على القنابل العنقودية من واشنطن، على الرغم من خطورة هذه القنابل على المدنيين التي قد تستمر لسنوات عدة.

وبعد أشهر من المداولات حول هذه القضية، من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قيام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإرسال هذه الذخائر الخطيرة إلى الجانب الأوكراني. وتعتبر القنابل العنقودية من الأسلحة الخطيرة نتيجة تهديدها آلاف المدنيين، وتصنف من الأسلحة الفتاكة ذات المدى الطويل، حيث يبقى تأثيرها المتفجر لسنوات بعد انتهاء الصراعات، وهو ما لوحظ في منطقة الشرق الأوسط بعد استخدام أمريكا وحلف الناتو لهذه الأسلحة. القنابل التي وصفها مراقبون بـ”القاتل العشوائي”، بسبب احتوائها على آلاف القنابل الصغيرة المتفجرة، قد تسلمها واشنطن للجانب الأوكراني ضمن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة والتي تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار، وفقًا لمصادر نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية. وأشارت المصادر إلى أن سحب الأسلحة المثيرة للجدل من مخزونات وزارة الدفاع بموجب بند من قانون المساعدات الخارجية سيتم الإعلان عنه اليوم الجمعة، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض. ونوّهت بعض المصادر إلى أن هذه الخطوة ستتجاوز القانون الأمريكي الذي يحظر إنتاج أو استخدام أو نقل الذخائر العنقودية بمعدل فشل يزيد عن 1%. ومع ذلك، فإن ذلك سيسمح لبايدن بتقديم المساعدة العسكرية في تحد للقوانين الحالية أو قيود تصدير الأسلحة، طالما أن القرار يعتبر في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، حسب ما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية. ما هي القنبلة العنقودية؟ استلهمت القنبلة اسمها من طبيعة عملها، حيث تحتوي القنبلة الواحدة على “عناقيد من القنابل”، وتفتح في الهواء لتخرج منها قنابل صغيرة. وعند سقوط هذه القنابل في الهواء، تنتشر وتتباعد بسبب بعد تساقطها عن سطح الأرض، لتشكل أمطار من القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة جدا. وقد تسقط هذه القنابل في التربة وتبقى على حالتها القابلة للانفجار لسنوات طويلة، وتتخفى بين الأحجار والأتربة، الأمر الذي يجعها آلة قتل للأطفال بالدرجة الأولى، وهو ما حدث لأطفال العراق بعد قصف بعض المناطق بطائرات أمريكية. النوع الرئيسي من الذخائر العنقودية التي يُقال إنه تم تسليمها لنظام كييف هو قذيفة المدفعية “M864″، التي تم إنتاجها لأول مرة في عام 1987، ويتم إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، والتي قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بضخها إلى أوكرانيا بالفعل. ولدى قذيفة المدفعية هذه معدل “فشل” يبلغ 6%، وفقا لآخر تقدير متاح للجمهور صادر عن “البنتاغون” منذ 20 عاما. وهذا يعني أن ما لا يقل عن أربع من الذخائر الصغيرة الـ 72، التي تحملها هذه القذيفة، من المحتمل أن تظل غير منفجرة، ومنتشرة على مساحة تقارب 22500 متر مربع. ونقلت التقارير عن مسؤول دفاعي لم يذكر اسمه، قوله: “نحن على علم بالمعلومات… التي تشير إلى أن بعض الذخائر الذاتية الدفع الثنائية الغرض ذات العيار 155 ملم، لديها معدلات تفجير أعلى”. القتل مشرّع في أمريكا “بنسب محددة” واستخدم مسؤول “البنتاغون” الاسم المختصر لما يسمى بالذخائر التقليدية المحسنة الثنائية الغرض (DPICM)، وهي عائلة من الذخائر العنقودية الخطيرة. وفي وقت سابق، نُقل عن “البنتاغون” قوله إن التقييمات المحدثة بعد اختبار الذخائر العنقودية ثنائية الأبعاد في عام 2020، كشفت عن معدل فشل لا يزيد عن 2.35%، وهو ما يتجاوز حد 1%. وتمنع تفويضات “الكونغرس” التي يعود تاريخها إلى عام 2017، الولايات المتحدة الأمريكية من تصدير الذخائر العنقودية التي يزيد معدل فشلها عن 1٪. وزعمت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين “يختارون” الذخائر ذات معدل خطأ 2.35% أو أقل لنقلها إلى أوكرانيا، بحسب المتحدث باسم البنتاغون، ومع ذلك، فإن الافتقار إلى أي شفافية حول كيفية تحقيق هذا المعيار النسبي “المنقح” للذخائر غير المنفجرة الناتجة عن الذخائر العنقودية الفتاكة، يثير مخاوف كبيرة لأن السلاح لا يزال شديد الخطورة. “القنابل العنقودية” باب كييف لإخفاء فشل “الهجوم المضاد” ورفض بايدن مرارًا طلبات نظام كييف بتقديم قذائف عنقودية للجيش الأوكراني، وعلى الرغم من أن الذخائر محظورة على نطاق واسع، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحظرها. أما الآن، وبعد أن فشل جيش نظام كييف في تحقيق أي نتائج ملموسة في بداية هجومه المضاد المزعوم الذي تم الإعلان عنه والترويج له كثيرا، نشرت تقارير بشكل متكرر تؤكد وجود نقاش حول إرسال هذه الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، وهي أيضًا دولة غير موقعة على اتفاقية الذخائر العنقودية، وهو أمر يجمع بين المجرم ومانح سلاح تنفيذ الجريمة. دول أوروبية تعارض بشدة منح نظام كييف قنابل عنقودية أعربت عدد من الدول الأوروبية عن رفضها إرسال قنابل عنقودية إلى نظام كييف، مؤكدة أن اتخاذ هذه الخطوة قد يشكل تهديدا طويل الأمد للمدنيين. وقال وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، اليوم الجمعة، إن النمسا تعارض توريد الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا بسبب التهديد طويل الأمد للسكان المدنيين الناتج عن استخدامها. وأضاف: “لدينا موقف واضح. نحن من الدول التي تتصدر عملية نزع السلاح. هذه الأسلحة والذخائر محظورة دوليا لأن مبدأ عملها مشابه للألغام المضادة للأفراد. القنابل العنقودية تبقى مبعثرة لسنوات، وقد شهدنا ذلك في الشرق الأوسط، ولا يزال من الممكن أن تسبب ضررا كبيرا للمدنيين لسنوات بعد الصراع”. وبدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، أن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا. وقالت بيربوك، في تصريحات صحفية، خلال مؤتمر للمناخ في فيينا، إن ألمانيا تعارض ذلك بصفتها من بين الدول الموقعة على الاتفاقية التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية. روسيا تعتبرها خطوة لتصعيد الصراع وصرح فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، للصحفيين بأن “إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بالذخائر العنقودية سيكون خطوة أخرى نحو التصعيد”. وقال نيبينزيا، ردا على طلب للتعليق على نية الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بهذه الذخائر: “هذه خطوة أخرى باتجاه تصعيد الصراع”. وقالت رابطة الحد من التسلح، أمس الخميس، إن احتمال نقل الذخائر العنقودية من قبل واشنطن إلى كييف يهدد بتصعيد الصراع ويمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد الضحايا.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: القنابل العنقودیة الذخائر العنقودیة الولایات المتحدة الیوم الجمعة إلى أوکرانیا نظام کییف

إقرأ أيضاً:

البرهان وحميدتي.. “سباق الحكومتين” يعقد فرص حل الصراع في السودان

تتجه قوات الدعم السريع في السودان إلى تشكيل حكومة تضم مجموعة من القوى السياسية والحركات المسلحة في مناطق "قوات الدعم السريع"، تكون "موازية" للحكومة التي يقودها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وتعمل من مدينة بورتسودان.

وذكرت وسائل إعلام سودانية، أن "القوى السياسية والحركات المسلحة التي تؤيّد قوات الدعم السريع أرجأت للمرة الثانية، الثلاثاء، التوقيع على الميثاق السياسي الممهّد لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة القوات بناءً على طلب تقدم به رئيس الحركة الشعبية شمال، عبد العزيز الحلو، وذلك خلال فعاليات المؤتمر التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي.

وتم تأجيل مراسم توقيع وثيقة الإعلان السياسي المؤسس للحكومة الموالية للدعم السريع إلى، يوم الجمعة المقبل، لإتاحة الفرصة لمزيد من المشاورات.

وبعد نحو أكثر من 20 شهراً من القتال الطاحن بين الجيش والدعم السريع، ينتقل الوضع إلى مربع جديد يحمل معه تغييراً "جيوسياسياً" بحثاً عن شرعية وخلق مشهد جديد لصالح أحد الطرفين.



خارطة طريق البرهان وميثاق حميدتي
خارطة الطريق، التي أعلنها رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، قبل أسبوعين، تشمل تشكيل حكومة تصريف أعمال، "الغرض منها إعانة الدولة على إنجاز ما تبقى من الأعمال العسكرية، والمتمثلة في تطهير كل السودان من المتمردين"، وفق البرهان.

ولفت البرهان إلى أن "تعديلات الوثيقة الدستورية تجعلها مختلفة عما كانت عليه مع الشركاء السابقين الذين أصبحوا أعداءً اليوم"، مشيراً إلى أنه "بعد إجازة الوثيقة الدستورية سيتم تشكيل الحكومة، واختيار رئيس وزراء ليقوم بمهام في إدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون أي تدخل".

وفي هذا الصدد، قال رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك أردول، وهو أحد المشاركين في الدفع بوثيقة الحكم لرئيس مجلس السيادة لـ"الشرق"، إنه من "الضروري حالياً التركيز على الحوار بين السودانيين الذي سيفرز وضعاً دستورياً".

وأضاف أردول: "بحسب الخطة التي قُدمت ستكون هناك فترتين، تأسيسية وأخرى انتقالية، الأولى تمتد عاماً على الأقل، من أجل ترتيب الأوضاع، وتقودها حكومة تصريف الأعمال، بمشاركة القوى السياسية الأخرى".

وشدد على أن "الأطراف المشاركة تحدد عبر آليات بعينها، منها مجلس الحكماء لاختيار شاغلي المناصب الدستورية بما فيها رئيس الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي الانتقالي".

في المقابل، يرى النبي محمود، رئيس حركة تحرير السودان الديمقراطية، وأحد المشاركين في وثيقة التأسيس التي تدعمها قوات الدعم السريع، في حديثه لـ"الشرق" أن "الحكومة التي ستتمخض عن الوثيقة التأسيسية لن تؤدي إلى تقسيم السودان، وهي تتضمن توافقاً سياسياً وعسكرياً بين أطرافها الموقعة"، التي يعتبرها بأنها "أساسية وشرعية".

حكومات في الميزان
ولفت الكاتب الصحافي والمحلل السياسي عثمان ميرغني، إلى أنه "من الواضح أن رئيس مجلس السيادة لا يرغب في تكوين حكومة حالياً". وأضاف في حديث مع "الشرق"، أن "البرهان يلتف على ذلك بعد لقاءات بين القوى السياسية التي تدور في حلقة مفرغة"، مشيراً إلى أن هذه القوى عاجزة عن إنتاج حلول.

ويشدد ميرغني على أن إعلان حكومة موازية "خطير"، مضيفاً بأن" الخطوة ستؤدي لا محال إلى تقسيم البلاد لدويلات عدة متحاربة، كما أنها تؤثر على المفاوضات المقبلة لإنهاء الحرب".

وأعربت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، عن أسفها لتنكر الحكومة الكينية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومعاهدة منع الإبادة الجماعية، وذلك باستضافتها لمناسبة توقيع ما وصفته بـ"اتفاق سياسي بين المليشيا، المسؤولة عن جرائم إبادة جماعية مستمرة في السودان، وأفراد ومجموعات مؤيدة لها"، وفق الخارجية السودانية.

واعتبرت الخارجية السودانية أن "الهدف المعلن لهذا الاتفاق هو إقامة حكومة موازية في جزء من أرض السودان"، مشيرة إلى أن هذا يساهم في تقسيم الدول الإفريقية، معتبرة أن "احتضان قيادات المليشيا هو تشجيع لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد المدنيين على أساس إثني"، لافتة إلى أن هذه التظاهرة الدعائية لن يكون لها تأثير على أرض الواقع.

اعتراف دولي غير مضمون
وأشارت صباح موسى، الكاتبة المتخصصة في الشؤون الإفريقية في تصريحاتها لـ"الشرق"، إلى أن "خطوة الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية لا تستند إلى قواعد حقيقية، وهي تتقارب في شكلها مع تحالف صمود الجديد، ولا تعدو أن تكون مجرد إعلان فقط، ولن تتحول إلى حكومة ما لم تُسيطر على الفاشر شمال دارفور وهذا شأن آخر".

ورأت موسى، أن أي "المنتظم الدولي لن يعترف بالحكومة التي تشكلها قوات الدعم السريع". وأضافت: "في حالة البرهان، فإنه مشغول بأولويات أخرى عوضاً عن تشكيل حكومة في الوقت الحالي، وأجملت أولوياته في استعادة المزيد من المدن وتحقيق الأفضلية في الميدان، وهو لا يربط تكوين حكومته بحكومة حميدتي".

حمدوك خارج الحسابات
وأكد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، على عودة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، الذي يصفه بعض المراقبين بـ"المتقلب" في التحالفات السياسية عقب توقيعه اتفاقاً مع الجيش والدعم السريع بعد إجراءاتهما التي حلت حكومة قوى الحرية والتغيير، قبل أن ينتقل إلى تنسيقية تقدم ثم تحالف "صمود" الذي جاء رافضاً لتكوين حكومة لكونها "لا تعدو أن تكون انقساماً يلوح في الأفق".

وعلى النقيض من ذلك، وفي مقابل اتهامات التي توجه لحمدوك، بشأن فقدان التأييد الشعبي، والانحياز لطرف في الحرب، بعد توقيع إعلان مع الدعم السريع، رأى مراقبون أنه "لا يزال يتمتع بقبول أطراف دولية مهمة، وأنه يشكل صوتاً للاعتدال في خضم الحرب السودانية".

وفي هذا الخصوص، أشار المحلل السياسي عثمان ميرغني، إلى أن رفض البرهان لحمدوك، يأتي من كون "البرهان لا يتبنى موقفاً سياسياً ثابتاً أو مبدئياً، ورفضه له مرتبط بتصحيح خطابه السابق، عقب رفض البرهان لأي محاولة تقارب مع التحالف المدني السابق".

ويشرف الاتحاد الإفريقي على حوار سوداني يضم القوى السياسية المتنافرة في محاولة لإنتاج مشهد سياسي متجانس يهدف إلى نزع فتيل الأزمة.

ورأى مراقبون، أن "أطراف الصراع لا تبالي بأوضاع المدنيين في مناطق القتال والنزوح واللجوء، وأن المنافسة الحالية لا تعدو كونها تنافس على الحكم، ثمنه فقدان البلاد لمواردها الطبيعية والبشرية".

بورتسودان -الشرق/ أحمد العربي

   

مقالات مشابهة

  • والتز ينتقد كييف بعد “إهانة غير مقبولة” لترامب
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • هل تنبأ المنجم الفرنسي نوستراداموس باصطدام “قاتل المدن” بالأرض قبل 500 عام؟
  • تحديث جديد من ناسا.. فرص اصطدام الكويكب “قاتل المدينة” بالأرض ترتفع بشكل قياسي
  • أدق صور للكويكب “قاتل المدن” بعدسة تلسكوب أرضي
  • “جوريلا إنرجي” تدشن مصنعا لمشروبات الطاقة في دبي
  • تسليح القابضة وSWS Inntech الماليزية توسعان تحالفهما الاستراتيجي
  • البرهان وحميدتي.. “سباق الحكومتين” يعقد فرص حل الصراع في السودان
  • ماذا قال ترامب عن محادثات الرياض بين أمريكا وروسيا.. ونشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا؟
  • البيت الأبيض: الرئيس ترامب قدم مقترحا مبتكرا للغاية بشأن الصراع في أوكرانيا