البيت الأبيض يوافق على تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية.. “قاتل عشوائي” أباد أطفال الشرق الأوسط.. دول أوروبية تعارض وروسيا تعتبرها خطوة لتصعيد الصراع
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
واشنطن ـ لندن ـ “راي اليوم” ـ (د ب ا)- وافق البيت الأبيض الأمريكي رسميا اليوم الجمعة على تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية. أوردت النبأ شبكة يورونيوز الأوروبية مساء اليوم. ويضغط نظام كييف، على خلفية الشلل الذي مني به في “هجومه المضاد”، من أجل الحصول على القنابل العنقودية من واشنطن، على الرغم من خطورة هذه القنابل على المدنيين التي قد تستمر لسنوات عدة.
وبعد أشهر من المداولات حول هذه القضية، من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قيام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإرسال هذه الذخائر الخطيرة إلى الجانب الأوكراني. وتعتبر القنابل العنقودية من الأسلحة الخطيرة نتيجة تهديدها آلاف المدنيين، وتصنف من الأسلحة الفتاكة ذات المدى الطويل، حيث يبقى تأثيرها المتفجر لسنوات بعد انتهاء الصراعات، وهو ما لوحظ في منطقة الشرق الأوسط بعد استخدام أمريكا وحلف الناتو لهذه الأسلحة. القنابل التي وصفها مراقبون بـ”القاتل العشوائي”، بسبب احتوائها على آلاف القنابل الصغيرة المتفجرة، قد تسلمها واشنطن للجانب الأوكراني ضمن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة والتي تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار، وفقًا لمصادر نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية. وأشارت المصادر إلى أن سحب الأسلحة المثيرة للجدل من مخزونات وزارة الدفاع بموجب بند من قانون المساعدات الخارجية سيتم الإعلان عنه اليوم الجمعة، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض. ونوّهت بعض المصادر إلى أن هذه الخطوة ستتجاوز القانون الأمريكي الذي يحظر إنتاج أو استخدام أو نقل الذخائر العنقودية بمعدل فشل يزيد عن 1%. ومع ذلك، فإن ذلك سيسمح لبايدن بتقديم المساعدة العسكرية في تحد للقوانين الحالية أو قيود تصدير الأسلحة، طالما أن القرار يعتبر في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، حسب ما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية. ما هي القنبلة العنقودية؟ استلهمت القنبلة اسمها من طبيعة عملها، حيث تحتوي القنبلة الواحدة على “عناقيد من القنابل”، وتفتح في الهواء لتخرج منها قنابل صغيرة. وعند سقوط هذه القنابل في الهواء، تنتشر وتتباعد بسبب بعد تساقطها عن سطح الأرض، لتشكل أمطار من القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة جدا. وقد تسقط هذه القنابل في التربة وتبقى على حالتها القابلة للانفجار لسنوات طويلة، وتتخفى بين الأحجار والأتربة، الأمر الذي يجعها آلة قتل للأطفال بالدرجة الأولى، وهو ما حدث لأطفال العراق بعد قصف بعض المناطق بطائرات أمريكية. النوع الرئيسي من الذخائر العنقودية التي يُقال إنه تم تسليمها لنظام كييف هو قذيفة المدفعية “M864″، التي تم إنتاجها لأول مرة في عام 1987، ويتم إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، والتي قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بضخها إلى أوكرانيا بالفعل. ولدى قذيفة المدفعية هذه معدل “فشل” يبلغ 6%، وفقا لآخر تقدير متاح للجمهور صادر عن “البنتاغون” منذ 20 عاما. وهذا يعني أن ما لا يقل عن أربع من الذخائر الصغيرة الـ 72، التي تحملها هذه القذيفة، من المحتمل أن تظل غير منفجرة، ومنتشرة على مساحة تقارب 22500 متر مربع. ونقلت التقارير عن مسؤول دفاعي لم يذكر اسمه، قوله: “نحن على علم بالمعلومات… التي تشير إلى أن بعض الذخائر الذاتية الدفع الثنائية الغرض ذات العيار 155 ملم، لديها معدلات تفجير أعلى”. القتل مشرّع في أمريكا “بنسب محددة” واستخدم مسؤول “البنتاغون” الاسم المختصر لما يسمى بالذخائر التقليدية المحسنة الثنائية الغرض (DPICM)، وهي عائلة من الذخائر العنقودية الخطيرة. وفي وقت سابق، نُقل عن “البنتاغون” قوله إن التقييمات المحدثة بعد اختبار الذخائر العنقودية ثنائية الأبعاد في عام 2020، كشفت عن معدل فشل لا يزيد عن 2.35%، وهو ما يتجاوز حد 1%. وتمنع تفويضات “الكونغرس” التي يعود تاريخها إلى عام 2017، الولايات المتحدة الأمريكية من تصدير الذخائر العنقودية التي يزيد معدل فشلها عن 1٪. وزعمت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين “يختارون” الذخائر ذات معدل خطأ 2.35% أو أقل لنقلها إلى أوكرانيا، بحسب المتحدث باسم البنتاغون، ومع ذلك، فإن الافتقار إلى أي شفافية حول كيفية تحقيق هذا المعيار النسبي “المنقح” للذخائر غير المنفجرة الناتجة عن الذخائر العنقودية الفتاكة، يثير مخاوف كبيرة لأن السلاح لا يزال شديد الخطورة. “القنابل العنقودية” باب كييف لإخفاء فشل “الهجوم المضاد” ورفض بايدن مرارًا طلبات نظام كييف بتقديم قذائف عنقودية للجيش الأوكراني، وعلى الرغم من أن الذخائر محظورة على نطاق واسع، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحظرها. أما الآن، وبعد أن فشل جيش نظام كييف في تحقيق أي نتائج ملموسة في بداية هجومه المضاد المزعوم الذي تم الإعلان عنه والترويج له كثيرا، نشرت تقارير بشكل متكرر تؤكد وجود نقاش حول إرسال هذه الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، وهي أيضًا دولة غير موقعة على اتفاقية الذخائر العنقودية، وهو أمر يجمع بين المجرم ومانح سلاح تنفيذ الجريمة. دول أوروبية تعارض بشدة منح نظام كييف قنابل عنقودية أعربت عدد من الدول الأوروبية عن رفضها إرسال قنابل عنقودية إلى نظام كييف، مؤكدة أن اتخاذ هذه الخطوة قد يشكل تهديدا طويل الأمد للمدنيين. وقال وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، اليوم الجمعة، إن النمسا تعارض توريد الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا بسبب التهديد طويل الأمد للسكان المدنيين الناتج عن استخدامها. وأضاف: “لدينا موقف واضح. نحن من الدول التي تتصدر عملية نزع السلاح. هذه الأسلحة والذخائر محظورة دوليا لأن مبدأ عملها مشابه للألغام المضادة للأفراد. القنابل العنقودية تبقى مبعثرة لسنوات، وقد شهدنا ذلك في الشرق الأوسط، ولا يزال من الممكن أن تسبب ضررا كبيرا للمدنيين لسنوات بعد الصراع”. وبدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، أن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا. وقالت بيربوك، في تصريحات صحفية، خلال مؤتمر للمناخ في فيينا، إن ألمانيا تعارض ذلك بصفتها من بين الدول الموقعة على الاتفاقية التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية. روسيا تعتبرها خطوة لتصعيد الصراع وصرح فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، للصحفيين بأن “إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بالذخائر العنقودية سيكون خطوة أخرى نحو التصعيد”. وقال نيبينزيا، ردا على طلب للتعليق على نية الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بهذه الذخائر: “هذه خطوة أخرى باتجاه تصعيد الصراع”. وقالت رابطة الحد من التسلح، أمس الخميس، إن احتمال نقل الذخائر العنقودية من قبل واشنطن إلى كييف يهدد بتصعيد الصراع ويمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد الضحايا.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: القنابل العنقودیة الذخائر العنقودیة الولایات المتحدة الیوم الجمعة إلى أوکرانیا نظام کییف
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تصد لهجوما روسيا بطائرات مسيرة على كييف ... وتأسر 27 جنديا في كورسك
عواصم "وكالات": قال مسؤولون إن الدفاعات الجوية في العاصمة الأوكرانية كييف تصدت اليوم لهجوم روسي بطائرات مسيرة.
وذكر شاهد من رويترز أن انفجارات دوت في كييف خلال زيارة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للمدينة.
وأوضح المسؤولون أن الهجوم لم يسفر عن إصابات، لكن سيارة تضررت بسبب الحطام المتساقط في إحدى المناطق.
وتطلق روسيا بشكل متكرر طائرات مسيرة عبر أوكرانيا. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية الخميس أنها أسقطت 34 من أصل 55 طائرة مسيرة أطلقت في هجوم الليلة الماضية، ولم تبلغ 18 مُسيرة أخرى أهدافها.
مهاجمة مستودع وقود
قالت السلطات المحلية اليوم إن النيران اندلعت في مستودع وقود روسي بمنطقة فارونيش جراء هجوم بمسيرة أوكرانية.
وقال حاكم المنطقة، أليكسندر جوسيف، عبر تطبيق تليجرام إن الهجوم الذي استهدف المنشأة في مقاطعة ليسكنسكي لم يسفر عن إصابات.
وهرعت العشرات من عربات الإطفاء لإخماد الحريق الذي قال جوسيف إنه ناتج عن "سقوط" المسيرات.
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه جرى اعتراض 27 مسيرة أوكرانية ليلا في مناطق بيلجورود وفارونيش وتامبوف وكورسك.
والهجوم الذي وقع في منطقة تامبوف استهدف مصنعا لبارود الأسلحة، بحسب قناة "شوت" الروسية عبر تليجرام.
ولم تتوفر معلومات بشأن الضرر الذي لحق بالمصنع. واكتفت الإدارة المحلية بالقول إن سقف منزل خاص قد تضرر.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض 34 من أصل 55 مسيرة مقاتلة روسية كانت تقترب أثناء الليل. وجرى تحييد 18 طائرة مسيرة بدون متفجرات عن العمل عن طريق الإجراءات الإلكترونية المضادة.
أسر 27 جنديا روسيا
أعلن الجيش الأوكراني في بيان الخميس أسر 27 عسكريا روسيا في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر قواته على جزء منها منذ أغسطس 2024.
وقالت قيادة قوات الهجوم المحمولة جوا في بيان على فيسبوك "تم أسر 27 عسكريا معاديا في الأيام الأخيرة خلال المعارك" في منطقة كورسك.
وأرفقت المنشور بفيديو يُظهر رجالا ببزات عسكرية متجمعين في ما يبدو قرية، يعرفون عن أنفسهم بالروسية أمام الكاميرا.
وأوضح البيان أن هؤلاء العسكريين "ضباط ورقباء وجنود" من وحدات مختلفة يتحدرون من مناطق متعددة من روسيا ومن شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014.
وتابع البيان "في وضع قتالي صعب، قاموا بالخيار الصائب: اختاروا تسليم السلاح، ما أنقذ حياتهم. جميع الجرحى تلقوا على الفور العناية الأولية" مضيفا "ندعو الجنود الآخرين في الجيش الروسي ... إلى تسليم أنفسهم".
وشنت أوكرانيا في أغسطس هجوما مباغتا في منطقة كورسك الروسية الحدودية، في وقت تواجه منذ ثلاث سنوات الغزو الروسي.
ولا تزال كييف تسيطر على مئات الكيلومترات المربعة في كورسك، في أول احتلال لأراض روسية يقوم به جيش أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية.
وتؤكد كييف وسيول وواشنطن أنتشار آلاف الجنود الكوريين الشماليين الذين أرسلتهم بيونغ يانغ إلى كورسك لمساندة القوات الروسية.
وأعلنت أوكرانيا مؤخرا أسر عدد من العسكريين الكوريين الشماليين في كورسك، عارضة على بيونغ يانغ عملية تبادل لقاء عسكريين أوكرانيين أسرى في روسيا.
مقدمة
رئيس الوزراء البريطاني يصل إلى أوكرانيا لإجراء محادثات أمنية مع
زيلينسكي
كير ستارمرفي كييف
وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أوكرانيا لإجراء محادثات أمنية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أيام من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن ستارمر وزيلينسكي سيوقعان معاهدة "شراكة لمدة 100 عام" في كييف، تشمل مجالات مثل الدفاع والعلوم والطاقة والتجارة.
وتأتي زيارة ستارمر غير المعلنة كأول رحلة له إلى أوكرانيا منذ توليه منصبه في يوليو. وكان قد زار البلاد في عام 2023 عندما كان زعيم المعارضة، وعقد محادثتين مع زيلينسكي في مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داونينج ستريت منذ أن أصبح رئيسا للوزراء.
وتعتبر المملكة المتحدة واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا، حيث تعهدت بتقديم 8ر12 مليار جنيه إسترليني (16 مليار دولار) كمساعدات عسكرية ومدنية منذ بدء الحرب الروسية الشاملة قبل ثلاث سنوات، كما قامت بتدريب أكثر من 50 ألف جندي أوكراني على أراضيها.
ومن المقرر أن يعلن ستارمر عن تقديم 40 مليون جنيه إسترليني إضافية (49 مليون دولار) لدعم تعافي الاقتصاد الأوكراني بعد الحرب.
ولكن دور المملكة المتحدة يتضاءل مقارنة بدور الولايات المتحدة، وهناك حالة من عدم اليقين العميق بشأن مصير الدعم الأمريكي لأوكرانيا بمجرد تولي ترامب منصبه في 20 يناير. فقد أعرب الرئيس المنتخب عن تحفظه على تكلفة المساعدات الأمريكية لكييف، وقال إنه يريد إنهاء الحرب بسرعة، ويخطط للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أبدى إعجابه به منذ فترة طويلة.
وسارع حلفاء كييف إلى تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا قبل تنصيب ترامب، بهدف وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن لأي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الحرب.
وأشار زيلينسكي إلى أنه في أي مفاوضات سلام، ستحتاج أوكرانيا إلى ضمانات بشأن حمايتها المستقبلية من جارتها الأكبر حجما.