تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته
تخرج نساء ورجال من تحت الأنقاض، وهم يرفعون شارة النصر، ويحمدون الله.
القرار الأميركي ما زال متمسّكاً باستمرار الحرب، وعدم وقفها، مع «تخفيف» نسبي بعنوان هُدن مؤقتة، أو تكتيكية.
يتوجب الاجتهاد في تقدير الموقف كل يوم، لأن مشهد المجازر والدمار، كما جغرافيا توزيع نقاط المواجهة في الحرب البريّة، في حالة تغيّر مستمر كذلك.
كل تغيّر تفصيلي في خريطة المواجهة لا يقرّر مصير الحرب، وإنما الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير مصيرها، هو سلامة الجسم الرئيسي للمقاومة وقيادتها.
يجب أن نكون بمستوى المقاومة وقيادتها، في معنوياتنا ومواقفنا ودعمنا لهما، ولا نسمح لتفصيل جانبي لحركة جيش العدو، أن يطغى على التقدير الصحيح للموقف.
تحمّل أهل القطاع القتل والجراح والتجويع أذهل العالم، كما لم يحدث للعالم من قبل، وهو يشهد مثلاً، كيف يحمل والد ابنه الشهيد، وهو يحتسبه لله ولفلسطين.
القرار الصهيوني مستمر في استراتيجية الإبادة البشرية وتدمير القطاع ومحاولات إحداث اختراقات في جغرافيا القطاع حتى استعصى عليه تحقيق إنجاز عسكري واحد في 10 أيام منذ بدء الحرب البريّة.
* * *
إنّ الأوضاع والمعادلات في قطاع غزة تعكس المستوى الذي وصلت إليه الحرب في قتل المدنيين المتواصلة، ليلَ نهارَ، دون انقطاع، ودون تفريق بين منطقة وأخرى، وصولاً إلى التركيز على المستشفيات، حيث يحتشد الجرحى وعشرات آلاف طالبي الحماية.
وهي تعكس، أيضاً، المستوى الذي بلغته الحرب البريّة، وأين وصلت دبابات الجيش الصهيوني في شمال غرب القطاع ووسطه، وجنوبه وصولاً إلى الشارع الذي يوصل إلى مستشفى الشفاء.
الأمر الذي يوجب الاجتهاد في تقدير الموقف كل يوم تقريباً، لأن مشهد المجازر والدمار، كما جغرافيا توزيع نقاط المواجهة في الحرب البريّة، في حالة تغيّر مستمر كذلك.
فالقرار الأميركي ما زال متمسّكاً باستمرار الحرب، وعدم وقفها، مع «تخفيف» نسبي بعنوان هُدن مؤقتة، أو تكتيكية. والقرار الصهيوني مستمر في إستراتيجية الإبادة البشرية، وتدمير القطاع، إلى جانب محاولات لإحداث اختراقات في جغرافيا القطاع، حتى استعصى عليه تحقيق إنجاز عسكري ملموس واحد في عشرة أيام منذ بداية الحرب البريّة.
من هنا، يتوجّب تصعيد الحركات الشعبية الواسعة، عربياً وإسلامياً وعالمياً، لإدانة أميركا والكيان الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة، وجرائم حرب، تعكسهما إستراتيجية قصف المدنيين والمساكن والأحياء والمستشفيات.
كما يتوجب الضغط على السلطة الفلسطينية، والحكومات العربية والإسلامية والدولية، للتحرك جدياً بأخذ مواقف عملية لوقف جرائم القصف الذي يستهدف المدنيين والعمران.
تمكّن جيش العدو من اختراق عدة نقاط، والتوسّع في التمدّد في شارع مشفى الشفاء كهدف عاجل، وقد حاول ناطقه العسكري، وبعض أجهزة الإعلام، المبالغة في ما حدث من اختراقات. وذلك بتضخيم أهميتها لتأجيج حرب نفسية لدى متلقّيها، من المتعاطفين مع المقاومة، أو الحريصين على إنزال الهزيمة في الاجتياح العسكري لقطاع غزة.
على أن الذي يجب أن يمتلكه الجميع عند الدخول في التفاصيل لحركة جيش العدو، هو التأكد، أولاً، من أن الاختراق وغيره من أمثاله، لا تغيّر في ميزان القوى العسكري، كما لا تغيّر في المحصّلة النهائية للحرب. وذلك من خلال التأكيد أن الجسم الرئيسي لقوات المقاومة، ما زال في كامل جاهزيته، وتصديه المستمر للاختراقات، وإنزاله الخسائر الفادحة في الأفراد والآليات.
كما التأكيد أن «هيئة الأركان العليا» لقيادة المقاومة، ما زالت مسيطرة على الوضع العام. وإدارة التصدي، بأعلى مستوى عسكري (قيادة محمد الضيف «أبو خالد»، وإخوانه في قوات عز الدين القسّام، والقائد يحيى السنوار، قائد «حماس» في قطاع غزة).
وبكلمة، كل تغيّر تفصيلي في خريطة المواجهة لا يقرّر مصير الحرب، وإنما الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير مصيرها، هو سلامة الجسم الرئيسي للمقاومة، وقيادتها. لهذا حرامٌ ثم حرام منا ألا نكون بمستواهما، في معنوياتنا ومواقفنا، وفي دعمنا لهما، ولا نسمح لتفصيل جانبي لحركة جيش العدو، أن يطغى على التقدير الصحيح للموقف.
وكذلك بالنسبة إلى هول ما يتعرّض له أهل القطاع الأبطال الأسطوريين في تحمّل القتل والجراح والحرمان من الطعام والدواء والماء. وهو تحمّل أذهل العالم، كما لم يحدث للعالم من قبل، وهو يشهد مثلاً، كيف يحمل والد ابنه الشهيد، وهو يحتسبه لله ولفلسطين، أو كيف تخرج نساء ورجال من تحت الأنقاض، وهم يرفعون شارة النصر، ويحمدون الله.
من هنا، حرام ثم حرام منا ألّا نكون بمستواهم، إيماناً واحتساباً. وتبقى معنوياتنا قويّة صموداً وتحمّلاً وثقة بالنصر بإذن الله.
*منير شفيق كاتب وسياسي فلسطيني
المصدر | الأخبارالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المقاومة قطاع غزة تقدير موقف هيئة الأركان العليا قيادة المقاومة جيش العدو القرار الأمريكي القرار الصهيوني الحرب البری ة جیش العدو
إقرأ أيضاً:
توبى تحتفي بربع قرن من النجاح وتكرّم موظفيها تقديرًا لجهودهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كرمت شركة توبى عددا من موظفيها بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها في أجواء رمضانية مميزة، حيث كان لهم دور أساسي في مسيرتها الناجحة.
وجاء هذا التكريم تقديرًا لالتزامهم وتفانيهم في تحقيق رؤية الشركة، التي جعلت الاستثمار في كوادرها البشرية أحد أولوياتها منذ انطلاقتها.
وأكد محمد جريده، الرئيس التنفيذي لشركة توبى، أن الشركة ملتزمة بتطوير موظفيها من خلال برامج تدريبية مستمرة توفر لهم فرص التقدم المهني، مشيرًا إلى أن أكاديمية توبى، التي تمثل حجر الأساس لهذه البرامج، تقدم أكثر من 100 ساعة تدريب سنويًا لكل موظف لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة. كما توفر الشركة برامج لدعم الصحة النفسية وورش عمل لإدارة الوقت لمساعدة الموظفين على تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية.
من جانبها، أوضحت نهى مرغني، الرئيس التنفيذي للعمليات في توبى، أن الشركة تولي اهتمامًا خاصًا بتمكين المواهب المستقبلية ودفع قطاع التكنولوجيا في مصر إلى الأمام، مشيرة إلى أن الاحتفال بمرور 25 عامًا هو بمثابة التزام بمواصلة الاستثمار في الموظفين، والابتكار، والتميز.
ولا يقتصر اهتمام توبى على موظفيها الحاليين، بل يمتد لدعم الشباب الطموح في مجال التكنولوجيا، حيث توفر الشركة أكثر من 50 فرصة تدريب سنويًا في مجالات متعددة تشمل التسويق، المبيعات، المالية، تحليل البيانات، المحاسبة، وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تأهيل الشباب لسوق العمل. كما أطلقت برنامجًا متخصصًا للتدريب المدفوع للخريجين، يهدف إلى تدريب أكثر من 100 فني بحلول عام 2025، مما يمنحهم المهارات اللازمة لمواصلة مسيرتهم المهنية داخل الشركة.
منذ تأسيسها في عام 2000 على يد أربعة رواد أعمال، حققت توبى نموًا متسارعًا، لتصبح اليوم شركة تضم أكثر من 700 موظف، وتدير أكثر من 50 فرعًا في مصر، بالإضافة إلى وجودها في المملكة العربية السعودية لأكثر من 13 عامًا.
وتواصل الشركة تعزيز حضورها عبر شبكة توزيع تغطي جميع أنحاء الجمهورية، حيث تخدم أكثر من 400 تاجر، بما في ذلك تجار التجزئة عبر الإنترنت والمتاجر التقليدية.
بفضل استراتيجيتها القائمة على الابتكار والتوسع، نجحت توبى في ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في قطاع التكنولوجيا، مدعومة بفريق عمل متميز وشبكة فروع واسعة، ما يعكس التزامها المستمر بالنمو والتطوير في السوق المصرية والإقليمية.