الخليج الجديد:
2024-10-02@09:52:04 GMT

تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته

تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته

تخرج نساء ورجال من تحت الأنقاض، وهم يرفعون شارة النصر، ويحمدون الله.

القرار الأميركي ما زال متمسّكاً باستمرار الحرب، وعدم وقفها، مع «تخفيف» نسبي بعنوان هُدن مؤقتة، أو تكتيكية.

يتوجب الاجتهاد في تقدير الموقف كل يوم، لأن مشهد المجازر والدمار، كما جغرافيا توزيع نقاط المواجهة في الحرب البريّة، في حالة تغيّر مستمر كذلك.

كل تغيّر تفصيلي في خريطة المواجهة لا يقرّر مصير الحرب، وإنما الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير مصيرها، هو سلامة الجسم الرئيسي للمقاومة وقيادتها.

يجب أن نكون بمستوى المقاومة وقيادتها، في معنوياتنا ومواقفنا ودعمنا لهما، ولا نسمح لتفصيل جانبي لحركة جيش العدو، أن يطغى على التقدير الصحيح للموقف.

تحمّل أهل القطاع القتل والجراح والتجويع أذهل العالم، كما لم يحدث للعالم من قبل، وهو يشهد مثلاً، كيف يحمل والد ابنه الشهيد، وهو يحتسبه لله ولفلسطين.

القرار الصهيوني مستمر في استراتيجية الإبادة البشرية وتدمير القطاع ومحاولات إحداث اختراقات في جغرافيا القطاع حتى استعصى عليه تحقيق إنجاز عسكري واحد في 10 أيام منذ بدء الحرب البريّة.

* * *

إنّ الأوضاع والمعادلات في قطاع غزة تعكس المستوى الذي وصلت إليه الحرب في قتل المدنيين المتواصلة، ليلَ نهارَ، دون انقطاع، ودون تفريق بين منطقة وأخرى، وصولاً إلى التركيز على المستشفيات، حيث يحتشد الجرحى وعشرات آلاف طالبي الحماية.

وهي تعكس، أيضاً، المستوى الذي بلغته الحرب البريّة، وأين وصلت دبابات الجيش الصهيوني في شمال غرب القطاع ووسطه، وجنوبه وصولاً إلى الشارع الذي يوصل إلى مستشفى الشفاء.

الأمر الذي يوجب الاجتهاد في تقدير الموقف كل يوم تقريباً، لأن مشهد المجازر والدمار، كما جغرافيا توزيع نقاط المواجهة في الحرب البريّة، في حالة تغيّر مستمر كذلك.

فالقرار الأميركي ما زال متمسّكاً باستمرار الحرب، وعدم وقفها، مع «تخفيف» نسبي بعنوان هُدن مؤقتة، أو تكتيكية. والقرار الصهيوني مستمر في إستراتيجية الإبادة البشرية، وتدمير القطاع، إلى جانب محاولات لإحداث اختراقات في جغرافيا القطاع، حتى استعصى عليه تحقيق إنجاز عسكري ملموس واحد في عشرة أيام منذ بداية الحرب البريّة.

من هنا، يتوجّب تصعيد الحركات الشعبية الواسعة، عربياً وإسلامياً وعالمياً، لإدانة أميركا والكيان الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة، وجرائم حرب، تعكسهما إستراتيجية قصف المدنيين والمساكن والأحياء والمستشفيات.

كما يتوجب الضغط على السلطة الفلسطينية، والحكومات العربية والإسلامية والدولية، للتحرك جدياً بأخذ مواقف عملية لوقف جرائم القصف الذي يستهدف المدنيين والعمران.

تمكّن جيش العدو من اختراق عدة نقاط، والتوسّع في التمدّد في شارع مشفى الشفاء كهدف عاجل، وقد حاول ناطقه العسكري، وبعض أجهزة الإعلام، المبالغة في ما حدث من اختراقات. وذلك بتضخيم أهميتها لتأجيج حرب نفسية لدى متلقّيها، من المتعاطفين مع المقاومة، أو الحريصين على إنزال الهزيمة في الاجتياح العسكري لقطاع غزة.

على أن الذي يجب أن يمتلكه الجميع عند الدخول في التفاصيل لحركة جيش العدو، هو التأكد، أولاً، من أن الاختراق وغيره من أمثاله، لا تغيّر في ميزان القوى العسكري، كما لا تغيّر في المحصّلة النهائية للحرب. وذلك من خلال التأكيد أن الجسم الرئيسي لقوات المقاومة، ما زال في كامل جاهزيته، وتصديه المستمر للاختراقات، وإنزاله الخسائر الفادحة في الأفراد والآليات.

كما التأكيد أن «هيئة الأركان العليا» لقيادة المقاومة، ما زالت مسيطرة على الوضع العام. وإدارة التصدي، بأعلى مستوى عسكري (قيادة محمد الضيف «أبو خالد»، وإخوانه في قوات عز الدين القسّام، والقائد يحيى السنوار، قائد «حماس» في قطاع غزة).

وبكلمة، كل تغيّر تفصيلي في خريطة المواجهة لا يقرّر مصير الحرب، وإنما الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير مصيرها، هو سلامة الجسم الرئيسي للمقاومة، وقيادتها. لهذا حرامٌ ثم حرام منا ألا نكون بمستواهما، في معنوياتنا ومواقفنا، وفي دعمنا لهما، ولا نسمح لتفصيل جانبي لحركة جيش العدو، أن يطغى على التقدير الصحيح للموقف.

وكذلك بالنسبة إلى هول ما يتعرّض له أهل القطاع الأبطال الأسطوريين في تحمّل القتل والجراح والحرمان من الطعام والدواء والماء. وهو تحمّل أذهل العالم، كما لم يحدث للعالم من قبل، وهو يشهد مثلاً، كيف يحمل والد ابنه الشهيد، وهو يحتسبه لله ولفلسطين، أو كيف تخرج نساء ورجال من تحت الأنقاض، وهم يرفعون شارة النصر، ويحمدون الله.

من هنا، حرام ثم حرام منا ألّا نكون بمستواهم، إيماناً واحتساباً. وتبقى معنوياتنا قويّة صموداً وتحمّلاً وثقة بالنصر بإذن الله.

*منير شفيق كاتب وسياسي فلسطيني

المصدر | الأخبار

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: المقاومة قطاع غزة تقدير موقف هيئة الأركان العليا قيادة المقاومة جيش العدو القرار الأمريكي القرار الصهيوني الحرب البری ة جیش العدو

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات التقدم البري.. احتمالان امام نتنياهو

بات من المرجح ان تستكمل الحملة الجوية الكبيرة التي تقوم بها اسرائيل والتي تستهدف فيها "حزب الله" وبيئته الحاضنة، بعملية برية ليحقق رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، من وجهة نظره، انتصاراً مثاليا على عدوه الاول، اذ ان الاهداف العسكرية التي كان من الممكن استهدافها تمت اصابتها في الايام الماضية وبات لزاماً تحقيق انجاز ميداني واضح.


لكن، وبعيدا عن استهداف اسرائيل لغالبية الصف القيادي في "حزب الله" وعلى رأسهم الامين العام السيد حسن نصرالله، الا ان حسم الواقع الفعلي للامكانيات العسكرية للحزب يبدو مستحيلاً، كما ان فهم او توقع نتائج اي عملية برية شبه مستحيل في ظل وجود "حزب الله" عند الحدود البرية مع فلسطين المحتلة، لذلك فإن هناك اكثر من سيناريو متوقع لاي عملية برية.

السيناريو الأول وهو ما تتوقعه اسرائيل، وهو التقدم السلس نسبياً واحداث خروقات عملية في اكثر من نقطة حدودية وعليه يصبح حجم التقدم الاسرائيلي عندها مرهونا برغبة الجيش الاسرائيلي وواقع الميدان، اذ ان اسرائيل لا تريد القيام بتمدد بري محدود والعودة الى خارج الحدود بل السيطرة على منطقة معينة لحماية المستوطنات.

وفق هذا السيناريو فإن السيطرة الاسرائيلية على مسافة لا بأس بها من الحدود، مهما كانت، ستعني انتهاء الحرب عمليا، لتبقى بعض الاستهدافات تحصل في العمق، لكن بكثافة اقل كي تتفرغ اسرائيل لجبهات اخرى.

عندها قد تحصل مبادرات لوقف اطلاق النار والاتفاق على تطبيق القرار ١٧٠١، او ادخال تعديلات عليه، في حين ان كل هذا المشهد سيتغير في حال فشلت عملية التقدم البري الاسرائيلي وهذا ما يضع كل انجازات نتيناهو ضد "حزب الله" على المحك.

قد يؤدي التقدم البري للجيش الاسرائيلي الى خسائر كبرى في الجيش الاسرائيلي وهذا تصور قد يكون منطقياً ايضا، عندها يصبح انكسار الجيش الاسرائيلي امرا وارداً وتعرضه لحرب استنزاف جديا، مما يعطي "حزب الله" فرصة لاحداث توازن حقيقي مع الخسائر التي تكبدها عن طريق الاغتيالات..

في هذا السيناريو سندخل في حرب طويلة وفي عملية تفاوض جدية قد تؤدي الى انهاء الحرب في المنطقة لكن بعد فترة ليست بقليلة. وعليه نحن امام منعطف كبير سيبدأ مع المعركة البرية وقد لا ينتهي بسهولة من دون معرفة مسارات الحرب وكيف ستتبدل خلال الايام المقبلة..
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ووجه ضربة قوية للاحتلال المجرم
  • أبوعبيدة: نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة
  • الإجتياح البريّ للبنان... ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيليّ؟
  • مريم بنت محمد بن زايد: “اليوم الإماراتي للتعليم” رسالة تقدير خاصة لكل من يعمل في القطاع
  • ‎ميقاتي: لا مسار آخر سوى وقف النار وإطلاق المفاوضات
  • مريم بنت محمد بن زايد: «اليوم الإماراتي للتعليم» رسالة تقدير خاصة لكل من يعمل في القطاع
  • مريم بنت محمد بن زايد: اليوم الإماراتي للتعليم رسالة تقدير خاصة لكل من يعمل في القطاع
  • مريم بنت محمد بن زايد: "اليوم الإماراتي للتعليم" رسالة تقدير لكل من يعمل في القطاع
  • مريم بنت محمد بن زايد : “اليوم الإماراتي للتعليم” رسالة تقدير خاصة لكل من يعمل في القطاع
  • سيناريوهات التقدم البري.. احتمالان امام نتنياهو