قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشرع الشريف أمر أولياء الأمور أن يُدَرِّبُوا أولادهم على أداء العبادات الواجبة، وأن يعلموهم شرائع دينهم، ولا يتركوهم سدى، بدون تعويدهم على أداء الفرائض الدينية، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].

الإفتاء توضح مشروعية الرقية وحكم طلبها من الصالحين مدى استحباب التعرض لماء المطر.. الإفتاء توضح

واستشهدت الإفتاء، بما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفقٌ عليه، وفي رواية للإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وإن لولدك عليك حقًّا»، وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ» رواه أبو داود في "سننه".

 الولي مأمور بأن يهذب ويعلم الصبي الصبي

أوضحت الإفتاء، أن الولي مأمور بأن يهذب ويعلم الصبي الذي في ولايته بأداء العبادات من صيام وصلاة وطهارة وغيرها من أنواع العبادات؛ تدريبًا له على العبادة، وتعويدًا له على أدائها، بشرط أن يكون الصبي مطيقًا لذلك، وأن يستعمل في ذلك الحكمة في اختيار الوسائل التي تحمل الولد على فعل الطاعة، بحيث لا ينفر من العبادة، ولا يلحق به ضرر.

وقد نصَّ الفقهاء على أن الولي عليه أن يأمر الصبي استحبابًا بأداء الفرائض؛، كالصلاة إذا عَقلها، والصوم إذا أطاقه، تدريبًا له على العبادة، وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار": [الصبي ينبغي أن يُؤمر بجميع المأمورات، ويُنهى عن جميع المنهيات].

وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل": [الصبي ذكرًا أو أنثى يؤمر ندبًا -كالولي على الصحيح- بالصلاة إذا دخل في سبع سنين.. والأمر للصبي بالفعل ولوليه بالأمر بها من الشارع].

وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي: [(ويلزم الولي أمره)، أي: المميز (بها)، أي: بالصلاة (لـ) تمام (سبع) سنين (و) يلزمه (تعليمه إياها)، أي: الصلاة (و) تعليمه (الطهارة كـ) ما يلزم الولي فعل ما فيه (إصلاح ماله)، (و) كما يلزمه (كفه عن المفاسد)؛ لينشأ على الكمال، والأمر والتأديب؛ لتمرينه عليها، حتى يألفها ويعتادها، فلا يتركها].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء الشرع أولياء الأمور تربية الأبناء

إقرأ أيضاً:

فضل دعاء الوالدين للأبناء والأدعية المستحبة

يُعتبر دعاء الوالدين للأبناء من أعظم أسباب البركة والنجاح في حياة الأبناء، فهو دعاء نابع من قلوب محبة ومخلصة، مليئة بالشفقة والرحمة، ما يجعله أقرب للإجابة عند الله سبحانه وتعالى، فالوالدان هما الأكثر حرصًا على مصلحة أبنائهما، ودعاؤهما يعكس تلك الرغبة الصادقة في رؤية الأبناء في أفضل حال.

أهمية دعاء الوالدين

وأوضحت دار الافتاء عبر موقعها أنه ورد في السنة النبوية الشريفة التأكيد على أهمية دعاء الوالدين، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم» (رواه أبو داود والترمذي)، وهذا يدل على أن دعاء الوالدين يحمل طابعًا خاصًا عند الله، ويُستجاب بإذنه.

الدعاء للأبناء 

وأشارت إلى أن دعاء الوالدين من الأسباب في توفيق الأبناء في حياتهم العملية والدينية، وحمايتهم من الشرور، وفتح أبواب الخير أمامهم، كما يُعتبر وسيلة للتواصل الروحي بين الأجيال، حيث يشعر الأبناء بمحبة والديهم ودعمهما المستمر حتى في غيابهما، ومن أعظم البر أن يحرص الأبناء على طاعة والديهم، ما يجعل دعاءهم يحمل مزيدًا من البركة، لذلك، ينبغي للوالدين ألا يغفلوا عن الدعاء لأبنائهم بالهداية والصلاح والتوفيق، فهو خير إرث يُقدمونه لأبنائهم في الدنيا والآخرة.

ومن الأدعية المستحبة:

- اللهم اهدِ أبنائي، وثبّتهم على الصلاة، وأقمهم في طريق الطاعة.

- اللهم اجعل أبنائي هُداةً مُهتدين، وارضَ عنهم، واغفر لهم، وأصلح حالهم.

- اللهم إنّي أسألك أن تهدي أولادي وأن تفتح لهم طُرق الخير، وتُرشدهم إلى سُبل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

-اللهم اهدني وأبنائي فيمن هديت وعافني وإيّاهم فيمن عافيت، وتولّني وإيّاهم فيمن تولّيت، وقِنا شرّ ما قضيت، تباركت ربّنا وتعاليت.

- من أجمل الأدعية اللهم بارك لي في أبنائي، وارزقهم تقواك وخشيتك، وأقرّ عيني بصلاحهم وهدايتهم والتزامهم بصراطك المستقيم.

- اللهم اجعل أولادي من الهداة المهتدين المتمسّكين بسنّة نبيّهم عليه أفضل الصلاة والسلام.

- اللهم اكتب لأولادي النجاح والتفوّق في دراستهم، وأفْرح قلوبهم وقلبي بحصولهم على أعلى الدرجات والمراتب.

- اللهم إنّي أسألك أن تُعين أبنائي في دراستهم، وترزقهم قوة الحفظ وسعة الفهم، وتنوّر بصرهم وبصيرتهم، وأن تُكلّل جهودهم بالنجاح والتفوّق.

- اللهم كن لأبنائي عونًا في اختباراتهم واشرح صدرهم ونوّر عقولهم، واجعل مسيرتهم العلمية عامرة بالتفوّق والنجاح والتميّز.

- اللهم انفع أبنائي بعلمهم وانفع بهم المسلمين، واجعلهم ذخرًا للإسلام"

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: حماية المال والمحافظة عليه أحد مقاصد الشرع الشريف
  • صحة حديث والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
  • حكم التوسل بالنبي وأولياء الله الصالحين
  • أدعية سيدنا موسى عليه السلام.. احرص عليها
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فضل دعاء الوالدين للأبناء والأدعية المستحبة
  • أجر عمرة بعد الفجر .. أمور تجعلك تحصلها من البيت
  • حكم الاستعانة بذوي الخبرة في علاج الإدمان
  • مشروعية الرقية الشرعية وحكم طلبها من الصالحين
  • حكم المشاركة في التحديات والألعاب الرياضية العنيفة