ثلث المراهقين يشاهدون المحتوى العنيف على تيك توك
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تشير الأبحاث إلى أن ثلث الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، شاهدوا لقطات لعنف حقيقي على تطبيق تيك توك، في العام الماضي.
وخلص استطلاع شمل 7500 مراهق لصالح مؤسسة خيرية تدعمها وزارة الداخلية البريطانية، إلى أن ربع المشاركين شاهدوا مواد مماثلة على سناب شات، و20% على يوتيوب، و19% على إنستغرام.
ووجد الباحثون أنه عبر جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كان النوع الأكثر شيوعاً من المواد العنيفة التي تمت مشاهدتها هو لقطات المعارك، حيث شاهد 48% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع مثل هذه المقاطع.
وقال جون ييتس، المدير التنفيذي لصندوق وقف الشباب "على شركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تنتبه. من غير المقبول على الإطلاق الترويج لمحتوى عنيف للأطفال. لا ينبغي أن يتعرض الأطفال إلى لقطات قتال، أو تهديدات أو ما إلى ذلك".
وشاهد حوالي 36% ممن شملهم الاستطلاع تهديدات بضرب شخص ما، بينما شاهد 29% أشخاصاً يحملون أسلحة أو يروجون لها أو يستخدمونها. وشاهد 26% منشورات تظهر أو تشجع على الإضرار بالنساء والفتيات. وعندما سُئلوا عن كيفية وصولهم إلى المادة، قال 27% إن المنصة التي كانوا يستخدمونها اقترحتها، بينما اعترف 9% فقط بالوصول إليها عمداً".
وأضاف ييتس: "هذا النوع من المحتوى يمكن أن يثير بسهولة التوتر بين الأفراد والجماعات، ويؤدي إلى اتخاذ الأولاد مواقف مضللة وغير صحية تجاه الفتيات والنساء والعلاقات. كمجتمع، من واجبنا مساعدة الأطفال على أن يعيشوا حياتهم خالية من العنف، سواء خارج الإنترنت أو عبر الإنترنت".
وأعربت مفوضة شؤون الأطفال، راشيل دي سوزا، عن "قلقها العميق إزاء نتائج هذا التقرير، التي تظهر بوضوح أن الأطفال والشباب يتعرضون بشكل متزايد للعنف". وقالت "نحن بحاجة إلى التركيز على دعم الأطفال - الضحايا والجناة على حد سواء. نحن بحاجة إلى نهج أكثر اتساقاً، حتى لا يقع الأطفال في ثغرات، بحيث يحصل الأطفال - أينما كانوا ومهما كانت خلفيتهم - على المساعدة التي يحتاجونها قبل تفاقم المشكلات، بالإضافة إلى التركيز على التدخل المبكر لحماية الصغار".
وقال متحدث باسم تيك توك "تزيل تيك توك المحتوى العنيف أو تقيده حسب العمر، في أغلب الأحيان قبل أن يتلقى مشاهدة واحدة، وتزود الآباء بأدوات لتخصيص المحتوى وإعدادات الأمان بشكل أكبر لحسابات المراهقين".
وقالت متحدثة باسم سناب شات: “إن للعنف عواقب مدمرة، ولا مكان له على سناب شات. عندما نجد محتوى عنيف، نقوم بإزالته على الفور، والتطبيق مصمم للحد من فرص انتشار المحتوى الضار المحتمل. نحن نشجع أي شخص يرى محتوى عنيف على الإبلاغ عنه باستخدام أدوات الإبلاغ السرية داخل التطبيق. نحن نعمل مع جهات إنفاذ القانون لدعم التحقيقات ونتشارك بشكل وثيق مع خبراء السلامة والمنظمات غير الحكومية والشرطة للمساعدة في خلق بيئة آمنة لمجتمعنا".
وقالت متحدثة باسم يوتيوب إن الموقع لديه سياسات صارمة تحظر المحتوى العنيف، ويزيل بسرعة المواد التي تنتهك سياساته، حيث تمت إزالة أكثر من 946 ألف مقطع فيديو في الربع الثاني من عام 2023، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تيك توك سناب شات يوتيوب إنستغرام تیک توک
إقرأ أيضاً:
ظاهرة المؤثرين: بين التغيير الثقافي وهدم الهوية الوطنية .
#ظاهرة_المؤثرين: بين #التغيير_الثقافي وهدم #الهوية_الوطنية .
#أحمد_طناش_شطناوي
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين – إربد
في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قوة رئيسية في تشكيل وعي الأفراد، خاصة النشء الجديد، الذين باتوا أكثر ارتباطًا بالشاشات والمنصات الرقمية من أي وقت مضى، ومع بروز ظاهرة المؤثرين كقادة للرأي العام الافتراضي، أصبح تأثيرهم يتجاوز الإعلام التقليدي، مستغلين قدرتهم على التواصل المباشر والتفاعل اللحظي مع المتابعين، ورغم أن بعضهم يقدم محتوىً هادفًا ومفيدًا، فإن نسبة كبيرة منهم تروج لأنماط ثقافية دخيلة، ما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الفكر والسلوك والقيم، ويؤثر سلبًا على الهوية الوطنية والمجتمعية.
واليوم بات الشباب أكثر عرضة لاستهلاك المحتوى السطحي الذي يكرس مفاهيم خاطئة عن النجاح، حيث يتم ربطه بعدد المتابعين بدلاً من الإنجاز الحقيقي، مما أدى إلى تراجع قيم العمل الجاد والإنتاجية والطموح العلمي والمجتمعي، إن هذا التحول في الأولويات الفكرية للنشء الجديد أوجد جيلاً يسعى إلى الشهرة السريعة عبر التقليد الأعمى، متأثرًا بمؤثرين يروجون للاستهلاك والترف على حساب قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، وبذلك، أصبح المجتمع يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في سيطرة الثقافة الاستهلاكية والبحث عن الإثارة والمتعة السريعة، بدلاً من التفاعل مع القضايا الحقيقية التي تهم الوطن والمجتمع.
إلى جانب ذلك، أدى انتشار المحتوى الذي يعكس ثقافات غربية دون تمحيص إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية لصالح استخدام مفرط للغات الأجنبية أو اللهجات الممزوجة، ما ساهم في تآكل الهوية اللغوية، باعتبارها أحد أبرز عناصر الانتماء الثقافي، مما أدى إلى انعكاس هذا التأثير على العادات والتقاليد الأردنية، حيث أصبحت بعض الفئات، خاصة الشباب، تتبنى أنماط حياة بعيدة عن الموروث الثقافي والمجتمعي، ما أدى إلى تغييرات جوهرية في طريقة التفكير والتعاملات الاجتماعية وحتى في القيم الأسرية، التي باتت تواجه تحديات بسبب الانفتاح غير المنضبط على العوالم الافتراضية.
مقالات ذات صلةومع تعاظم هذا التأثير، أصبح من الضروري أن تتدخل الدولة لدعم وإنتاج مؤثرين قادرين على تقديم محتوى متوازن، يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على القيم المجتمعية، دون أن يكون ذلك على حساب الانفتاح والتطور.
ولتحقيق ذلك، يمكن تبني عدة استراتيجيات، أبرزها إطلاق منصات وطنية لدعم المبدعين الشباب في مجالات الإعلام الرقمي، وتوفير برامج تدريبية تمكنهم من إنتاج محتوى يجمع بين الإبداع والهوية الوطنية.، كما يمكن تقديم حوافز مالية ومعنوية للمؤثرين الذين يروجون للمحتوى الثقافي والتعليمي والإبداعي، بحيث يتم تحفيزهم على المنافسة الإيجابية بدلاً من الانجراف نحو المحتوى السطحي أو المستورد.
إضافة إلى ذلك، يمكن دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي من خلال الشراكات مع المؤثرين الوطنيين، وتوجيههم نحو تقديم محتوى هادف، بحيث يتم تقديم المحتوى الإعلامي بأسلوب يتناسب مع طبيعة المنصات الرقمية الحديثة، مما يسهم في تعزيز الوعي الوطني بأسلوب جذاب ومؤثر.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك تنظيم واضح للمحتوى دون فرض قيود صارمة، وذلك بوضع سياسات تشجع على إنتاج محتوى مسؤول ومهني، مع العمل على تعزيز الوعي الإعلامي والتربية الرقمية لدى الشباب، لتمكينهم من التعامل النقدي مع المحتوى الذي يستهلكونه، بدلاً من تلقيه دون تفكير أو تحليل.
وفي السياق نفسه، فإن المناهج الدراسية تلعب دورًا محوريًا في بناء وعي رقمي لدى الأجيال الجديدة، من خلال إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج، بحيث يتعلم الطلاب مهارات تحليل المحتوى الرقمي، والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وفهم أساليب التأثير الرقمي، مما يعزز قدرتهم على حماية هويتهم الثقافية والوطنية من التأثيرات السلبية.
وبينما يُنظر إلى المؤثرين على أنهم مجرد ناقلين للمحتوى، فإن الواقع يؤكد أنهم أصبحوا أدوات قوية في إعادة تشكيل وعي المجتمعات، سواء بوعي منهم أو بدونه، ولهذا فإن مواجهة التأثير السلبي لهذه الظاهرة تستدعي جهودًا متكاملة من الدولة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، لدعم صناع المحتوى الهادف، وتحفيز الشباب على الانخراط في مجالات تعزز هويتهم وتبني وعيهم النقدي، فالرهان الحقيقي اليوم لا يقتصر على ضبط المحتوى الرقمي، بل على بناء أجيال قادرة على التفاعل الواعي مع العالم الرقمي، منفتحة على الثقافات الأخرى، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب ثقافتها وهويتها الوطنية.