محور المقاومة يُفشل مُخططات عزلِه من المشاركة في معركة طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
الثورة نت/عواصم
راهنت قوى العدوان الصهيوأمريكي على محاصرة قوى محور المقاومة بثنائية التحذير والتهديد، قاصده عزله للحد من المشاركة في معركة “طوفان الأقصى” لكن نتائج ذلك جاءت خلافاً لما راهن عليه بعد أن انتقلت قوى المقاومة بكل جبهاتها إلى مبادراتها الهجومية في ترجمة عملية لوحدة الساحات رسمت معها العديد من قواعد الاشتباك ورسخت المزيد من الخطوط الحمراء التي بات من الصعب تجاوزها.
فعلى الجهوزيّة القصوى لفصائل المقاومة الفلسطينية عينها، نفذت قوى المقاومة ضربات عسكريّة تكاد تكون شبه يومية، وباتت تقض مضاجع قوى العدوان الصهيوأمريكي من أعلى الهرم بعد أن كانوا يظنون بأنهم قادرين على فكّ أو عزل طرف عن الآخر، رافضة بذلك تكريس معادلة مفادها، أن جرائم العدوان يمكن أن تمر مرور الكرام دون رد.
ولعل الضربات الصاروخية المتواصلة لحركات وفصائل محور المقاومة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، والتي طالت مختلف المنشآت والمراكز والمؤسسات الحيوية في عمق الكيان الصهيوني، واستهدفت الوجود الأمريكي باعتبار أمريكا العدو ومن يقود الحرب كانت، في واقع الأمر، ترجمة حقيقية إلى الإرادة الثابتة والتصميم القاطع على الثأر والانتقام من الكيان الغاصب وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
ومنطقياً فإن العدوان على غزة لم يمنع أن تحول قوى محور المقاومة عمق وكل القواعد العسكرية الصهيونية والأمريكية في المنطقة برمتها إلى مناطق غير آمنة بعد أن تمكنت هذه القوى من تجاوز نقاط التفوق الصهيوأمريكي في السلاح، وجعلت مثلًا من قصف “تل أبيب” خبرا عاديا لم يعد يثير الدهشة، وهو أمر عظيم وله ما بعده.
ويُلاحظ المتابعون لتطوّرات الاستهداف والقصف المركز لكيان العدو الصهيوني، وضرب القواعد الأمريكية وبهذه الكمية الكبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة، أنها شكلت تأسيساً للارتقاء نحو تغيير جذري في البيئة الإقليمية، إن تطوّرت الحرب القائمة نحو سيناريوهات أكثر خطورة على المقاومة في فلسطين وغزة.
وهنا نتوقف مرة أخرى وبشديد الاهتمام عند تأكيد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير أن عدد الصواريخ الباليستية التي تمتلكها المقاومة في لبنان أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوره كيان العدو الصهيوني.
وفي هذا السياق يجب أن يقرأ كلام السيد نصرالله، أن هناك رداً لم يأتي بعد من المقاومة اللبنانية وهى رسالة أبلغُ وأقوى وأوضح من رسالة “طوفان الأقصى”، على الرغم من أن سطورها لم تكتمل بعد ويجب أن يقرأها ساسة الكيان الصهيوني ومن معهم، بدقة وتمعن، ما يُفقد العدو تفكيك شيفرة المعادلات الجديدة، التي فرضتها المقاومة على هذا الكيان الغاصب.
ومما لا يحتاج إلى استدلال مثل خطاب السيد رد محور المقاومة في المنطقة، وليس فقط المقاومة في لبنان، وهذا تأكيد أن قوى المحور عقدت العزم على تنفيذ ضربات تستهدف كيان العدو الصهيوني وتطال الوجود الأمريكي في المنطقة عبر هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيّرة لتشكّل رأس حربة في استهداف العدوان الصهيوأمريكي وقاعدة ثابتة لدعم الفعل المقاوم لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وفي الواقع، يقول المتابعون: إنّ السيد نصرالله عندما يعلن أن عدد الصواريخ الدقيقة التي بحوزة المقاومة في لبنان بات يفوق تصور العدو فإن هذا التحول المهم من المؤكد أنه سيفضي إلى رسم مسارات مغايرة، والتأسيس لمعادلات مغايرة أيضاً راحت ملامحها ومعالمها تتبلور وتتضح سريعا لمصلحة محور المقاومة، هو نتيجة طبيعية لما تقدّم من إنجازات، إلا أنه يشكل أيضاً قاعدة ومنطلقاً لمزيد من الإنجازات المتصاعدة وسداً منيعاً أمام محاولات الأمريكي والصهيوني إحداث خرق فيه.
ومن أبرز دلالات هذا التأكيد للأمين العام لحزب الله بحسب المتابعين، أنه وضع بنك أهداف ثقيلة العيار تستهدف عمق الكيان الصهيوني وبالتالي، فإن الأحداث الأخيرة التي حدثت على طول جغرافيا ساحات محور المقاومة ما هي إلا جزء من معادلة الرد الحتمي، والمؤطر بمحددات استراتيجية، سيكون من الصعب على الكيان الصهيوني، تخطيها أو التفكير في كسرها، فذلك يحمل تهديد وجودي يطال الكيان.
ومما لا شك فيه يقول هؤلاء المتابعون: إن تزامن الحديث عن عدد الصواريخ الدقيقة والمسيرات التي تمتلكها المقاومة سواءً في لبنان واليمن والعراق وسوريا،
يشي بمعادلة جديدة مفادها أن حالة الجنون التدميري لن تثني فصائل المقاومة عن الرد التماثلي على أي تجاوز لخطوط محدّدة حتى لو تطوّرت إلى أخطر السيناريوهات. ويرى المتابعون إياهم أن العمليات الجماعية لقوى محور المقاومة والتي تولّت مهمة الرّد على جرائم العدوان الصهيوأمريكي في غزة تعبر عن الجرأة التي باتت تتمتع بها المقاومة والتي تصدر عن ثقة بالنفس والإمكانات، وتعيد التذكير بأسس القضية وجوهرها، بأن الكيان الصهيوني وإن لم يهاجم غزة فهو ما زال محتل وظالم وعنصري وارهابي، وهو ما يجعل المقاومة أكثر قوة عقب جميع المواجهات مع الكيان الصهيوني.
وقد فشلت استراتيجية رسائل الردع الصهيوني والأمريكي من جهة قدرتها على تفكيك بنيان المقاومة، أو ثنيها عن دعم القضية الفلسطينية ونصرة المقاومة في غزة وجعلتهما مترقبين لأي تحركات قادمة من اليمن ولبنان وسوريا أو العراق.
ولعل ما جرى مؤخراً جعل هذه التحركات العملياتية محدِّداً مهماً في خلق الردع اللازم عبر رفع مستوى الثمن الذي يجب أن يدفعه العدو الصهيوني مقابل كل عدوان على الشعب الفلسطيني.
ولا بد في الختام من القول: إن الأيام القادمة تحمل المزيد من التنسيق العملي بين قوى المقاومة الذي يهدف إلى تحديد الخطوات الواجب اتخاذها لاستنزاف العدو على أكثر من جبهة وإفهام العدوان الصهيوأمريكي بأن تهديداته ضد قوى ودول المقاومة سيُقابل بعمل مباشر يجبر الأمريكي على ايقاف المذبحة التي يرتكبها قادة الكيان الغاصب بحق فلسطين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدوان الصهیوأمریکی الکیان الصهیونی العدو الصهیونی محور المقاومة طوفان الأقصى المقاومة فی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
يمانيون/ تقارير
في تطورٍ مفاجئ، أعادت المقاومةُ الفلسطينيةُ فرضَ نفسِها طرفاً فاعلاً في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عبر طرح مبادرةٍ تُلقي بظلالها على حسابات الكيان الصهيوني، وتُعقِّد موقفه التفاوضي. جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد الضغوط الدولية الفاشلة لإجبار حركة حماس على التنازل عن شرطها الأساسي بوقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة، فيما رأت أوساط في العدو الإسرائيلي أن الحركة الفلسطينية نجحت في الاستحواذ على زمام المبادرة عبر طرحها إطلاق سراح خمسة أسرى يحملون الجنسيتين “الإسرائيلية” والأمريكية، ما دفع الكرة إلى ملعب الصهاينة وأربك استراتيجيتها التفاوضية.
منذ اللحظة الأولى، حاول العدو الإسرائيلي تحميل الفلسطينيين وزر فشله العسكري والأخلاقي، فشنَّ حربًا استمرت عامًا وخمسة أشهر استشهد خلالها أكثر من 40 ألف فلسطيني، ثلثاهم أطفال ونساء، وفق تقارير أممية. لكن حماس، برغم الدمار، لم تنكسر، بل حوَّلت الملف الإنساني إلى سلاح تفاوضي. فبينما كان قادة الكيان يتباهون بـ”سحق الإرهاب”، يعترف المحللون والنخبة الصهاينة بشيء آخر مغاير من بينهم إيلان بيتون، القائد العسكري الصهيوني السابق، بالهزيمة والذي يقول في حديثه لإحدى القنوات العبرية:
“ارتكبنا خطأً قاتلًا عندما أوقفنا المرحلة الأولى من الاتفاق دون ضمانات. الآن، الأميركيون يتفاوضون مع حماس فوق رؤوسنا، وحكومتنا تتخبط كعجلة مكسورة!”
ويضيف: لم ندخل في المرحلة الثانية من موقع قوة، بل دخلنا في حالة من التأرجح. وعدم طرحنا لموقف خاص بنا أدخل الأميركيين إلى هذا الفراغ، وقد جاء مبعوث ترامب آدام بولر وطرح مواقفه واتصل بحماس، وقد ضرب بذلك قوة موقف ترامب إلى درجة اضطر ترامب للقول إننا لن نهجر أحدا من غزة!
لم تكن هذه الاعترافات صادرة عن ضميرٍ يقظ، بل عن إدراكٍ مرير بأن المبادرة الفلسطينية مزَّقت ورقة التوت عن عورة الكيان العسكري. فحتى الجنرالات الصهاينة بدأوا يتحدثون بلغة الهزيمة، مثلما سُرب عن قائد المنطقة الوسطى في جيش العدو الاسرائيلي قوله:
“غزة صارت مقبرة لشبابنا. كل بيت ندكّه يتحول إلى فخٍّ يفجر أبطالنا!”
أما على طاولة المفاوضات، فقد نجحت حماس في تحويل شروط واشنطن إلى سلاحٍ ضدها. فبعدما طالبت الإدارة الأمريكية بالإفراج عن أسرى يحملون جنسيتها، وافقت الحركة ببرودٍ على العرض، لكن بشمّاعة جديدة: الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب إلى الأبد. هنا اشتعلت الأزمة في “تل أبيب”، حيث صرخ اليئور ليفي، المحلل الصهيوني، منفعِلاً في مقابلته مع قناة عبرية:
“هذه مناورة ماكرة! حماس تُظهر مرونة وهمية لتوريطنا أمام حلفائنا. العالم كله يسأل: لماذا ترفض إسرائيل السلام إن كانت حماس موافقة؟!”
لكن الأسئلة الأكثر إحراجًا تأتي من الداخل الصهيوني نفسِه، حيث خرج أهالي الأسرى الصهاينة يهتفون في شوارع “تل أبيب” آخرها مساء السبت الاحد : “كل يوم تأخير هو جريمة، حكومة نتنياهو تقتل أبناءنا بأيديهم!”. هذه الضغوطات تأتي بعد 15 شهرًا من العدوان على غزة، لم يتحرر سوى عدد من الأسرى الصهاينة، بينما قُتل 43 آخرون بقصف جيش العدو نفسه على غزة، وفق اعترافات مخابرات العدو.
على الصعيد الدولي، ما زال “الضمير العالمي” يتغذى على شعاراتٍ جوفاء. ففي الوقت الذي تدين فيه الأمم المتحدة “الانتهاكات الإسرائيلية”، يمنع الفيتو الأمريكي أي قرارٍ بوقف إطلاق النار. حتى الاتهامات الجديدة بجرائم حرب ضد قادة العدو لم تتحول إلى خطوات عملية، ما دفع تاليا ساسون، المسؤولة الصهيونية السابقة، إلى السخرية:
“أمامكم خياران: إما أن تعترفوا أن “القوة” فشلت في غزة، أو تواصلوا الكذب على أنفسكم حتى تسقط الأرقام عليكم!”
تعم حالة الإحباط الأوساط الصهيونية بمن فيهم المسؤولون السابقون؛ أحدهم ايلان سيغف – مسؤول سابق في الشاباك الصهيوني يقول: “نحن نلعب بالكرة مع أنفسنا ونركض من جهة إلى جهة أخرى لنركل الكرة، ونحن يجب أن نفرض عقوبات على حماس، لكن بعد عودة المختطفين أعتقد أنه قد جاء الوقت بعد عام وخمسة أشهر لنقول الكل مقابل الكل بما في ذلك وقف إطلاق النار لعشر سنوات.”
في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات المستوطنين داخل كيان العدو الإسرائيلي للمطالبة بإبرام الاتفاق بشكلٍ عاجل، وقد حذّر أهالي الأسرى من أن “استمرار المماطلة يُهدد حياة أبنائهم”، وفق تصريحاتٍ متلفزة. هذه الضغوط الداخلية، إلى جانب الانقسامات المهيأة للتفاقم داخل الائتلاف الحكومي، تُفاقم أزمة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يوازن بين مطالب الأسرى ورفضه تقديم تنازلاتٍ خشية إضعاف صورته كـ”زعيم أمني” وهو الذي يقف اليوم في قفص الاتهام القضائي بتهمة الفساد والخيانة والفشل.
يبدو كيان العدو الإسرائيلي اليوم رهن عجزه عن كسر الحلقة المفرغة بين خيارين: قبول صفقةٍ تُوقف الحرب مع الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، أو الاستمرار في حربٍ استنزافية تهدد بانهياره داخليًّا وخارجيًّا. وفي الوقت الذي تُعيد فيه حماس ترتيب أوراقها بذكاء، يبدو أن الكرة اليوم في ملعب “تل أبيب”، لكن الساعة تدقُّ لصالح من يملك إرادة التضحية.
نقلا عن موقع أنصار الله