إيكونوميست: إسرائيل تواجه ورطة في غزة ولا تعرف ما تريد من أولويات
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا قالت فيه إن الاحتلال يواجه "ورطة قاتلة" أمام خيارات عدة، بين هزيمة حركة المقاومة حماس، والمدنيين، وتحرير الأسرى، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت في تقريرها إن ضباطا في واحد من ألوية المشاة يقومون من داخل خيمة مقامة على طرف قاعدة عسكرية في النقب بمتابعة شاشة كبيرة وتظهر عليها عددا من المربعات الزرقاء التي تمثل قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة غزة التي تبعد عن القاعدة 20 كيلومترا.
وبعد اسبوعين على بداية هجومها البري في قطاع غزة، نشر الاحتلال أربع فرق، بحوالي 10.000 جنديا في المنطقة.
ووصلت بعض الوحدات إلى مركز مدينة غزة، أما البقية فتعمل من البلدات القريبة منها التي أصبحت فارغة تقريبا، حيث تفتشها بيتا بيتا، وتبحث عن منافذ للأنفاق.
وقال أحد الضباط "هذه فرصتنا الوحيدة لإنهاء أكبر قدر من الشبكة الأرضية"، في إشارة إلى شبكة الأنفاق التي تبلغ مساحتها 500 كيلومترا.
وأضاف " لا نعرف الوقت الذي سنواصل العمل فيه ونحتاج إلى الإستفادة قدر الإمكان".
وتضيف المجلة إن الدعم الغربي للاحتلال الاسرائيلي أظهر ملامح من التذبذب، ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف إطلاق النار، حيث قال إنه دعم حق الاحتلال بالرد على هجوم حماس المباغت في 7 تشرين الأول/أكتوبر "وبحكم الأمر الواقع هناك اطفال وسيدات وكبار في العمر قصفوا وقتلوا، ولا يوجد أي سبب لهذا ولا شرعية".
لكن حليفة الاحتلال الوثيقة، امريكا لم تدع بعد لوقف إطلاق النار، ولهذا لا يضيع جيش الاحتلال الإسرائيلي الفرصة. ولكنه وصل إلى نقطة حيث أصبحت فيه أهداف حكومته لتدمير بنية حركة المقاومة حماس العسكرية وإنقاذ 239 أسيرا في غزة في توتر مستمر.
وتم التركيز في الأيام الأخيرة على المستشفيات في شمال غزة، وبخاصة الشفا. وكان تجمع ليس للجرحى ولكن لألاف المدنيين الذين بقوا في المدينة واحتموا معهم.
وقال طبيب في المستشفى الأهلي العربي إن بنك الدم توقف عن العمل في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، مما منع من عمليات نقل الدم إلى المرضى.
وأعلن الاحتلال في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر إنه فتح طريق هروب من المستشفى يقودهم إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى الجنوب.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الأمر لشن هجوم شامل على المستشفى لم يصدر من حكومة الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو.
ولكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، قال "لا نريد رؤية قتال في داخل المستشفيات يموت فيها الأبرياء والمرضى الذين يتلقون العلاج بسبب القتال"، كما أخبر شبكة سي بي أس.
وتشير المجلة إن السبب وراء تردد حكومة الحرب من الهجوم على المستشفى هو أملها بالتوصل لاتفاق يؤدي للإفراج عن عدد كبير من الأسرى، مقابل الإفراج عن بعض الاسرى الفلسطينيين الذين تعتقلهم وعددهم 4.450 في سجونها، والسماح بوصول المزيد من الإمدادات بما فيها الوقود إلى غزة.
وتدور المحادثات غير المباشرة في قطر ومصر ولكن الكلمة الأخيرة هي لزعيم حركة المقاومة حماس في القطاع يحيى السنوار، الذي يعتبر الهدف الرئيسي لاحتلال .
ولا يعرف إن كانت أي صفقة ستوقف عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي لتدمير منشآت المقاومة حماس تحت المستشفى أو حوله، ومن غير المرجح ان توقف الصفقة عملياته.
ويحاول الاحتلال وسط المحادثات المكثفة دفع أكبر عدد من المدنيين داخل غزة لمغادرتها والذين يقدر عددهم بحوالي 100.000 شخصا باتجاه الجنوب.
وتعلق المجلة أن رفض الاحتلال منح أي دور للفلسطينيين في غزة بعد الحرب يقوض الدعم الدولي لها، ويرغب المتطرفون في حكومة نتنياهو بإعادة احتلال القطاع وإعادة بناء المستوطنات التي فككت في عام 2005.
ونفى نتنياهو خططا كهذه، لكنه أصر على سيطرة الاحتلال الأمنية الكاملة على القطاع كي تدخل وتخرج كما تشاء.
كما واستبعد أي دور للسلطة الوطنية التي خرجت من القطاع بعد سيطرة حركة المقاومة حماس عليه في 2007، قائلا إن السلطة "تعلم أبناءها كراهية إسرائيل وقتل الإسرائيليين ومحو دولة إسرائيل" وأن الرئيس محمود عباس "لم يشجب المذبحة الرهيبة وبعد 30 يوما من وقوعها".
ولكن إدارة بايدن تعمل على تسليم غزة للسلطة الوطنية بعد توقف الحرب.
ويبدو نتنياهو أكثر قلقا من تراجع شعبيته وخسارة قاعدته بين المتطرفين، من قلقه على تقرير مصير القطاع لو أطيح بحماس من السلطة.
وفي إشارة على أنه لن يظل في السلطة للأبد، يعمل المسؤولون الإسرائيليون وبهدوء على خطط لغزة تحت حكم السلطة الوطنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال حماس الاحتلال غزة حماس امريكا امريكا احتلال حماس غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرکة المقاومة حماس
إقرأ أيضاً:
رغم نفيه ذلك - يديعوت: الجيش الإسرائيلي ماضٍ في تنفيذ "خطة الجنرالات"
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، اليوم الأحد 3 نوفمبر 2024، إن الجيش الإسرائيلي يمضي قدمًا في تنفيذ "خطة الجنرالات" في شمال قطاع غزة ، رغم نفيه لذلك.
وبحسب الصحيفة، فإن ذلك يظهر عبر سلسلة من الإجراءات التي تشمل فرض حصار حول منطقة جباليا، إضافة إلى عزلها عن بقية شمال القطاع وعزل شمال القطاع عن مدينة غزة، في محاولة لتطبيق خطة الحصار والتجويع في إطار عمليته العسكرية المتواصلة على محافظة الشمال منذ نحو شهرين.
إقرأ أيضاً: تفاصيل فضيحة نتنياهو الجديدة - هندسة وعي الإسرائيليين بالأكاذيب
ودفع الجيش الإسرائيلي بلواء "كفير" للمشاركة في عملية التوغل المستمرة في جباليا، ليصبح هناك ثلاثة ألوية قتالية في المدينة المحاصرة شمالي القطاع، فيما يمنع المساعدات الإنسانية عن محافظة شمال غزة وسط تعطل كامل للخدمات الصحية والمدنية في ظل هجمات الاحتلال.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم في الأسبوعين الماضيين اعتقال نحو 600 عنصر من حماس خلال المعارك التي تهدف إلى تقسيم شمال القطاع. وقد أتم الجيش عزل جباليا وضواحيها عن غزة، ما حقق تنفيذًا جزئيًا لخطة الحصار والتجويع والتهجير القسري للمدنيين التي وضعها اللواء المتقاعد غيورا أيلاند، والمعروفة بـ "خطة الجنرالات".
إقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة مباشرة موسعة على هذه الجبهة
وذكرت الصحيفة أن منطقة جباليا كانت محاصرة بشكل كامل منذ الأسبوع الأول لعملية التوغل البري التي أطلقها الجيش الإسرائيلي شمالي غزة في محاولة لدفع السكان إلى مغادرة المنطقة؛ وادعت أن "ضغطًا أميركيًا دفع إلى تخفيف الحصار وإعادة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة تحت سيطرة حماس".
في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي عزل جباليا عن باقي أجزاء شمال القطاع، حيث عززت قوات جيش الاحتلال وجودها في محور عرضي شمالًا يوازي "ممر نيتساريم"، ويقع على بُعد نحو خمسة كيلومترات جنوب الحدود الشمالية للقطاع، حيث يتم فحص المدنيين الذين يغادرون إلى غزة باستخدام تقنيات للتعرف على الوجوه.
ولا يستبعد الجيش الإسرائيلي إمكانية بقاء كتيبة أو لواء بعد انتهاء الهجوم على جباليا في "الممر الجديد" الذي يفصل الثلث الشمالي من قطاع غزة، والذي يشمل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، عن مدينة غزة. ويقولون: "لم تختار حماس إعادة التمركز في جباليا صدفة، فهذه منطقة تتحكم وتُهدد بالنار على شمال "غلاف غزة"، مع التركيز على سديروت والقطار الذي يمر بها، والذي يتعرض لنيران دقيقة من جباليا، كما أننا نبحث عن صواريخ كورنيت".
ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن جباليا تمثل "النواة الصلبة" لحماس في شمال القطاع، حيث يتجمع فيها مئات المقاومين وبعض القيادات البارزة، رغم أن الجيش قام بعمليتين بريتين فيها سابقًا. وفي ظل المزاعم الإسرائيلية بأن عشرات الآلاف من السكان غادروا جباليا مؤخرًا، كثف جيش الاحتلال من قصفه المدفعي على المنطقة لدعم القوات البرية.
ووصف قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي كيف عملت فصائل المقاومة على تلغيم مشارف جباليا، بزراعة مئات العبوات الناسفة، وإن كانت أقل تعقيدًا مما واجهته قوات الفرقة 162 في رفح. العبوات في جباليا بسيطة وغير مرتبطة بنظام تحكم عن بُعد، بل موزعة بين الأنقاض والمباني، ما يجعل اكتشافها صعبًا للغاية.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، "عدلت حماس من تكتيكاتها عبر استخدام العبوات الناسفة في الطوابق العليا بدلًا من الطوابق الأرضية كما كان في السابق، وذلك بعد ملاحظتهم أن الجيش يركز هجماته على الطوابق الأرضية قبل اقتحام المباني". ويؤكد المسؤولون في الجيش أن "استخدام العبوات بات كبيرا، لدرجة أن عناصر حماس حولوا قذائف الهاون إلى عبوات ناسفة، مما يوفر لهم خيار تلغيم المناطق بدلاً من قصفها.
ووصف الجيش "أن السكان المرهقين والجوعى الذين يصلون لنقاط التفتيش لا يمكن أن تضمن حماس استمرار دعمهم في تلك الظروف"، وزعم أن استجواب المعتقلين يوفر معلومات استخباراتية حول مواقع الأسلحة والمتفجرات.
في المقابل، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن حجم الدعم الجوي للقوات البرية انخفض حاليًا بسبب توسع المعارك إلى جنوب لبنان وتراجع أولوية غزة كجبهة رئيسية. وذكرت أن القادة الميدانيين يحددون حصص يومية من الذخائر المتاحة، لاستهداف مواقع شمالي القطاع المحاصر.
وبحسب التقرير، فإن تتوزع الطائرات من دون طيار "زيك" على مستوى كل لواء، بدلاً من تخصيصها لكل كتيبة كما كان الحال في العمليات البرية السابقة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وتواصل الطائرات مراقبتها من الأعلى، ولكن لساعات أقل خلال اليوم مقارنةً بالعام الماضي.
كما شهد عدد الجرافات من طراز D9 المخصصة لفرق القتال في جباليا انخفاضًا نتيجة لتوسيع العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان، بينما تم تدمير جزء كبير من المباني في الغارات السابقة، بحسب التقرير الذي أوردته "يديعوت أحرونوت".
ويرى الجيش الإسرائيلي أن القضاء على بنية حماس التحتية في شمال القطاع قد يتطلب نصف عام إضافي على الأقل. ويدعي الجيش الإسرائيلي أن قواته "تحقق مكاسب يومية في معارك شمال القطاع". وإضافة إلى جباليا، توسعت الهجمات على بلدة النصيرات وسط قطاع غزة، ويقدر جيش الاحتلال أن 20 إلى 40 مقاتلًا من حماس يُقتلون يوميًا.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48