35 يوما من الإبادة تعيد تاريخ من الصمود
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
مر أكثر من شهر على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، أعاد ذلك العدوان القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وأعادت للأذهان الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني على مدى سنوات ولا تزال مستمرة.
بدأت الأحداث في السابع من أكتوبر الماضي، عندما تصاعد التوتر بين الاحتلال الصهيوني وبين أصحاب الأرض الفلسطينيين، لكن هذه المرة هي الأولى التي تتجاوز بها المذابح والإبادة الجماعية والانتهاكات كافة القوانين الدولية من قبل الاحتلال الصهيوني بهذا الشكل، كشف لنا ذلك العدوان عدة أمور، عن مدى انحطاط كافة قوانين الأمم المتحدة والمواثيق الدولية، التي أشبعتنا تنظيرا بحقوق الطفل والمرأة، والتي تداعت أنها تطبق مختلف حقوق الإنسان، كشف لنا العدوان أن الاحتلال لا ينتهك القانون الدولي فقط بل يحول الأمر لصالحه، فالغرب يعمل على دعم إسرائيل على الرغم من كونه دعما باطلا.
ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني بحق كل مواطن فلسطيني جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، سلسلة من المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني.
عانى الفلسطينيون وحرصوا لمدة تزيد عن 75 عاما على صدور قرار من مجلس الأمن لضمان حقوقهم وسلامتهم، ولكن يتلاعب الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بقرارات مجلس الأمن وفقا لمصالحهم على الرغم من أن الوظيفة الرئيسية له هي حفظ السلم والأمن الدوليين، لكنه أخفق بشكل واضح في وضع حد للعدوان على قطاع غزة، نتيجة مصلحة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني وعرقلة أي قرار يهدف لمناصرة القضية الفلسطينية.
في الأيام الماضية أقرت الجمعية العامة وبأغلبية ساحقة مشروع قرار مقدم من الأردن الذي يدعو لضرورة وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، وجاء القرار كدعوة عامة إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي لوقف كامل أعمال العدوان، بجانب التأكد من وصول كافة المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن دون أدنى عوائق، والتأكيد على ضرورة أن تقوم إسرائيل بوقف اجتياح قطاع غزة، وأكد القرار على ضرورة أن يتم الإفراج غير المشروط لكافة المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني.
الجدير بالذكر أن قرارات الجمعية العامة ليست إلزامية وإنما تصدر في هيئة توصيات الهدف الأساسي منها أخلاقي ومعيار لقياس أتجاه الأغلبية وتصويت الدول، على عكس مجلس الأمن فقراراته إلزامية واجبة التنفيذ، ولكن تُشل أغلب قراراته وفقا لمصالح الدول المؤسسة وحقها في استخدام الفيتو (فرنسا-بريطانيا-الصين-روسيا-الولايات المتحدة).
طوال 75 عاما من احتلال الكيان الصهيوني للأرض الفلسطينية، كان سجله مليئا بالعديد من المجازر والجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين، وإذا امعنا النظر فى تاريخ فلسطين، والجرائم والهجمات البربرية التي يشنها الكيان على الشعب الفلسطيني، لوجدنا عشرات المجازر التي نفذت بدم بارد، وراح ضحاياها أطفال ونساء وشيوخ، دون أي محاسبة قانونية ضد الاحتلال الذي لم يتعرض أبدا لأي نوع من المحاكمات الدولية أو المحاسبة القانونية على الآلاف الأرواح التي أزهقها، وعشرات المجازر التي ارتكبها وكم الانتهاكات القانونية التي حققها.
ولايزال الصمت الدولي مستمرا، قطع الماء والطعام والوقود والمساعدات والإغاثات والإنترنت وقمع الإعلام والصحافة عن توثيق جرائمهم التي لا تعد ولا تحصى، الكل متواطئون، الجميع قتلة.
كلنا فلسطين، فلسطين أبدا لن تموت، تعيش فلسطين صامدة بأبطالها ومقاومتها الباسلة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي القضية الفلسطينية المقاومة الفلسطينية حرب غزة غزة فلسطين الاحتلال الصهیونی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تُعلن انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الخميس، أن إسرائيل قررت الانسحاب بشكل نهائي من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤكداً أن بلاده لن تشارك في أعمال المجلس بعد الآن، وأوضح ساعر في تصريحات رسمية أنه أبلغ هذا القرار للمجلس بشكل رسمي، معتبراً أن تصرفات المجلس في الفترة الأخيرة لا تعكس الحيادية والعدالة التي يفترض أن يتحلى بها في تعامله مع قضايا حقوق الإنسان.
وأعرب ساعر عن استياء الحكومة الإسرائيلية من استمرار ما وصفه بـ "التحيز الممنهج" ضد إسرائيل داخل مجلس حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن بعض الدول الأعضاء في المجلس قد استغلت منبره لتوجيه اتهامات غير مبررة ضد إسرائيل، في الوقت الذي تُغض النظر فيه عن انتهاكات حقوق الإنسان في دول أخرى.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن إسرائيل ستحافظ على موقفها الثابت فيما يتعلق بحماية أمنها وحقوقها السيادية، مشدداً على أن هذا القرار يعكس إيمان بلاده بعدم جدوى العمل مع منظمة تتبنى سياسات غير عادلة تجاهها، وأضاف ساعر أن إسرائيل ستواصل السعي إلى تعزيز حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، لكنها ستتخذ القرارات التي تصب في مصلحتها الوطنية وأمنها.
وتعد هذه الخطوة استمراراً للسياسات الإسرائيلية التي تشكك في فاعلية بعض الهيئات الأممية في معالجة قضايا حقوق الإنسان بشكل عادل، كما تأتي في وقت حساس في العلاقات الدولية، حيث تتصاعد الضغوط على إسرائيل بشأن تعاملاتها في مناطق النزاع في الشرق الأوسط.
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 174 مواطناً من جنين وطوباس خلال العدوان المستمر
قال نادي الأسير الفلسطيني اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت واحتجزت 174 مواطناً من محافظتي جنين وطوباس منذ بداية العدوان الأخير على هاتين المحافظتين، وأوضح النادي في بيان له، أن العدوان الذي استمر لمدة 17 يوماً في جنين ومخيمها أسفر عن اعتقال ما لا يقل عن 120 مواطناً، بينما بلغت حالات الاعتقال في محافظة طوباس 54 حالة، معظمها في بلدة طمون.
وأشار البيان إلى أن العشرات من المعتقلين في المحافظتين خضعوا للتحقيق الميداني، في حين تعرض العديد منهم للضرب المبرح والاحتجاز التعسفي، بالإضافة إلى عمليات التنكيل الممنهجة التي مارسها الاحتلال بحقهم.
ويستمر الاحتلال في عدوانه على محافظات جنين، وطولكرم، وطوباس منذ أكثر من أسبوعين، مما أسفر عن استشهاد 29 فلسطينياً، وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى اعتقالات واسعة، وتدمير المنازل، وعمليات نزوح قسري للسكان، كما تعرضت الممتلكات والبنية التحتية لتدمير واسع، في وقتٍ يشهد فيه الوضع توتراً شديداً.
ومنذ بدء العدوان، فرض الاحتلال إجراءات تعسفية عند الحواجز العسكرية التي أقامها قرب معظم مداخل ومخارج المحافظات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى إغلاق معظم بوابات القرى والبلدات، وتهدف هذه الإجراءات إلى تفجير الأوضاع، ما يسهل عملية ضم الضفة الغربية، وهو ما تجلى في الهجمات الوحشية التي تشنها عصابات المستوطنين ضد المواطنين، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم.