كيف جعل أمير النفط النرويج أغنى دول العالم ؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
دولة النرويج معروفة بتاريخ الفايكنغ، وألعاب الجليد، والقفز في المساقط المائية من ارتفاعات شاهقة، تخط لنفسها نهجا جديدا في أنها البلد الأوروبي الوحيد ذو الاقتصاد القوي الذي يزداد فيه الشباب ثراءً، فشباب النرويج، الذين هم في أوائل الثلاثينيات من أعمارهم، يبلغ معدل صافي دخلهم السنوي حوالي 460 ألف كرونة نرويجية (حوالي 56,200 دولار).
ويعد تلك الرفاهية والثراء الذي يعيشه شعبها يرجع الفضل فيه لرجل ذو أصل عربي هو المهندس فاروق القاسم ، عرف بكونه من رواد صناعة النفط في العالم، لقب بـ"أمير النفط"، ويعود له الفضل في امتلاك النرويج لقطاع نفط مربح وقوي.
فاروق القاسمعراقي نرويجي عالم في جيولوجيا النفط، ولد عام 1934 في البصرة جنوب العراق. في العام 1952، كانت شركة نفط العراق لا تزال تحت سيطرة البريطانيين، في هذا التوقيت، نجح المهندس الشاب فاروق القاسم في الحصول على موافقة للتدريب في الشركة، والعمل بجانب البريطانيين ومع مرور الوقت أثبت القاسم كفاءته وسط زملائه، وتم اختياره ليدرس الجيولوجيا في مجال البترول في جامعة "إمبريال كوليدج" في العاصمة الإنجليزية لندن.
تزوج القاسم في ذلك الوقت، بتاريخ عام 1957، سيدة نرويجية، كانت تعمل مربية لدى عائلة بريطانية في لندن، وبعد عودته إلى العراق بدأ حياته العملية بانضمامه لشركة النفط الحكومية العراقية( IPC).
حياته في العراقفي فترة وجيزة، نجح القاسم في أن يتقلد مناصب مرموقة في شركة نفط العراق ( IPC)، حتى أصبح سريعا، المشرف على كميات هائلة من النفط والمال، ومسؤولا رفيع المستوى تحت سيطرته العديد من الموظفين البريطانيين.
عانى القاسم من أزمة مرض نجله الذي ولد بمرض الشلل الدماغي، وعرف أن النرويج هي أفضل دولة في العالم لعلاج هذا النوع من الشلل.
وبدافع السعي لتوفير أفضل رعاية صحية لنجله، قرر هو وزوجته الانتقال للنرويج، بعد تقديمه استقالته من شركة النفط في العراق عام 1968.
أعماله في النرويجوغادر القاسم إلى النرويج وهو في سن الـ31، باحثًا عن فرصة للعمل في النرويج حتى يتمكن من رعاية نجله واضطر للعيش برفقة عائلة زوجته حتى يتمكن من العثور على منزل خاص به.
وبعد وصوله إلى أوسلو، ذهب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية (وزارة العمل حاليا) للاستفسار عن فرص العمل في الشركات النفطية النرويجية، فحصل على وظيفة مستشار في وزارة التجارة والصناعة النرويجية.
كانت غامرة بالبيانات المعقدة، يجهل الغالبية في النرويج كيفية التعامل معها، الأمر الذي مهد الطريق له ليثبت نفسه كجيولوجي متمرس، ليفسر لهم اختبارات الحفل في بحر الشمال، وقد تم توظيفه على هذا الأساس براتب أعلى من راتب رئيس مجلس وزراء النرويج في ذلك الوقت.
في الشهور الثلاثة الأولى من العمل، تم تكليفه بتحليل بيانات واردة من آبار مختلفة مكتشفة في البحر، شملت 13 بئرا، وبعد انتهاء كان مقتنعا بان النرويج تمتلك الكثير من حقول النفط.
وتقدمت له الحكومة النرويجية بشكر رسمي، مع التزامها الحذر، معتبرة أنه هو الأفضل وأنه ربما يتعين الانتظار والترقب لاستخراج النفط. الأمر الذي دفعه للتساؤل ، حتى توضح له أنه في عام 1971، اكتشفت شركة فيليبس بتروليوم الأمريكية حقل "إيكو فيسك"، أحد أكبر الحقول النفطية البحرية، ومن المتوقع أن يستمر استخراج النفط منه حتى 2050.
وفي عام 1972، تولى القاسم منصب رئيس إدارة الموارد في هيئة النفط بالنرويج، واعتبر أن مهمته الرئيسية، تشجيع شركات النفط لزيادة معدل الانتفاع بالحقول.
وعبر التخطيط الصحيح، قام بوضع تقرير قدمه للدولة عن تنظيم إدارة النفط، مع تأكيده على أن النرويج تحتاج لأن تكون لها سيطرة كاملة على الحقول بها.
هذا التقرير، اسهم في اتخاذ الحكومة النرويجية قرار تأسيس شركة نفط وطنية باسم StatOil، وعرف بعدها باسم الوصايا العشر للنفط.
هذه الوصايا العشر لإدارة موارد النفط، هي التي جعلت من القاسم أبو النفط في النرويج، وتشكل السياسة الأساسية التي تدير بها النرويج مواردها البترولية حتى الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النرويج البلد الأوروبي الاقتصاد فی النرویج
إقرأ أيضاً:
السوداني يلتقي أمير قطر والشرع في زيارة مفاجئة إلى الدوحة
كشفت وكالة الأنباء العراقية عن زيارة خاطفة أجراها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى العاصمة القطرية الدوحة، التقى خلالها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس السوري أحمد الشرع.
الزيارة التي لم تحدد الوكالة توقيتها بشكل دقيق، جاءت بسبب "الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة وخاصة ما يجري في سوريا، حيث أكد رئيس الوزراء على أن العراق يراقب عن كثب التطورات الحاصلة في هذا البلد الجار، والتواجد العسكري للكيان الغاصب على أرضه"، بحسب الوكالة.
وأضافت "جدد السوداني إيضاحَ موقف العراق الثابت والمبدئي، الداعي إلى قيام عملية سياسية شاملة وحماية المكوّنات والتنوّع الاجتماعي والديني والوطني في سوريا، وحماية المقدّسات وبيوت الله وأماكن العبادة، لكل المجموعات السكانية التي يتشكل منها الشعب السوري الشقيق، واحترام حقوق الإنسان خصوصًا بعد الأحداث التي حصلت مع الطائفة العلوية هناك".
وكشفت الوكالة أن السوداني أشار، خلال اللقاء، إلى أن "العراق يؤكد على أهمية أن تتخذ الحكومة السورية الجديدة خطوات عملية وجادة في محاربة داعش الإرهابي".
كما بين السوداني، وفقا للمصدر، بأن التقدم في هذه الملفات وبشكل ملموس يمكن أن يساعد في بناء علاقات مُتنامية، وإيجاد آليات تعاون تصب في المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين وبما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
فيما لم يصدر عن الجانبين السوري والقطري أي تفاصيل حول اللقاء غير المعلن، والذي نشرت الوكالة العراقية صورة منه.
وكان السوداني كشف عن توجيهه دعوة إلى الشرع؛ لحضور القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد الشهر المقبل.
وقال السوداني في كلمة له خلال "ملتقى السليمانية التاسع"، إن "القمة العربية حدث مهم يليق ببغداد"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أنه وجه دعوة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد.