قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تتعمد وقف كافة خدمات الطوارئ في غزة مما "يهدد بإعدام جماعي للمدنيين بفعل منع سبل النجاة عنهم".

وطالب المرصد الأمم المتحدة وأطراف المجتمع الدولي بالضغط الحاسم على إسرائيل -باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال- للسماح فورا بدخول الوقود واستئناف إمدادات الكهرباء بشكل فوري إلى غزة والوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين في القطاع أينما كانوا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4شهادات مرضى غسيل الكلى في مستشفى شهداء الأقصى بغزةlist 2 of 4عاجل | المدير العام لوزارة الصحة بغزة للجزيرة: نحو 100 جثة تتحلل في ساحة مستشفى الشفاء ولا يمكننا دفنهاlist 3 of 4مسؤولون أمميون يدعون لتحرك "عاجل" لوقف استهداف مستشفيات غزةlist 4 of 4شاهد.. جثث مكدسة في باحة مستشفى الشفاء ولا سبيل لدفنهاend of list

وذكر المرصد أن استمرار السلطات الإسرائيلية حظر إدخال الوقود -رغم أنه يخضع للمراقبة- إلى غزة سواء عبر أراضيها أو مصر يستهدف على ما يبدو بشكل متعمد وقف كافة خدمات الطوارئ الحيوية.

ونبه إلى مضي شهر كامل على انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في قطاع غزة، في أعقاب منع إسرائيل إمدادات الكهرباء، واستنفاد احتياطيات الوقود اللازمة لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.

ومنذ بدء حربها غير المسبوقة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حظرت إسرائيل إدخال الوقود، الذي تشتد الحاجة إليه لتشغيل مولدات الكهرباء وتشغيل المعدات المنقذة للحياة.

وتم الإعلان عن خروج 21 من أصل 35 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة في قطاع غزة بفعل تعرض مقراتها أو محيطها إلى هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية ونفاد الوقود اللازم لتشغيل مولداتها.


وفي الساعات الأخيرة تم الإعلان عن خروج مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع، ومستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر، والمستشفى الإندونيسي عن الخدمة، مما يعني بقاء مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) الوحيد قيد الخدمة في مدينة غزة وشمالها.

وأشار المرصد إلى أن 7 من أصل 18 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني لا تزال تعمل، لكنها معرضة لخطر التوقف التام عن العمليات في الساعات القادمة بسبب نفاد الوقود، علما أن 53 سيارة إسعاف حكومية تعرضت للقصف.

ولفت إلى أن ذلك يتزامن مع مصاعب شديدة تواجه طواقم الإنقاذ والدفاع المدني بفعل تكرار استهدافها في هجمات إسرائيلية مما أدى إلى مقتل 18 وجرح عشرات آخرين من أفرادها فضلا عن تقييد عمل مركباتها بسبب أزمة نفاد الوقود.

وأكد المرصد أن الإعلان عن انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت بالكامل في قطاع غزة خلال أيام بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تزود محطات الشبكات، سيعني تعميقا خطيرا للكارثة الإنسانية وقطع آليات التواصل مع خدمات الطوارئ والإغاثة والنجدة.

وقال إن إسرائيل تتعمد الإمعان في قتل المدنيين الفلسطينيين دون تمكينهم من طلب الإغاثة أو نقلهم للرعاية الصحية وقطع تواصلهم مع كل أشكال خدمات الطوارئ الممكنة، بينما تواصل تكثيف القصف الجوي والمدفعي وتوسع هجماتها البرية.

وشدد المرصد الحقوقي على أن القانون الدولي الخاص بالحروب والنزاعات، يحتم على أطراف الصراع ضمان حماية العاملين في مجال الإغاثة والصحة ومرافقهم وعدم تقييد عملهم بأي شكل كان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خدمات الطوارئ

إقرأ أيضاً:

مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار

«لا أريد سوى إنقاذ طفلي».. بهذه الكلمات الموجعة وصفت أُمٌ في الثلاثين من عمرها حالها من داخل ممرات مستشفى كمال عدوان. احتضنت بين يديها طفلها المولود حديثًا، الذي يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة داخل حاضنة، لكنها اضطرت للجلوس في الممرات تحت وابل من النيران والقصف، خوفًا من انهيار السقف فوق رأسها ورأس صغيرها.

حصار وتجويع

منذ مساء السبت، 21 ديسمبر، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العنيف على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. الطائرات المسيرة، والقذائف المدفعية، والغارات الجوية لم تتوقف عن استهداف هذا الحصن الطبي الأخير، في محاولة لإخلائه بالقوة، رغم خطورة ذلك على حياة مئات المرضى والجرحى.

منذ الساعات الأولى للهجوم، لجأ المرضى والطواقم الطبية إلى ممرات مستشفى كمال عدوان ومرافقها الضيقة. تُركت الغرف والأقسام فارغة بينما بات الخوف هو سيد الموقف. مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، وصف الوضع بعبارات مروعة: «نحن نموت، ولا أحد يبحث عنا». مشيرًا إلى منع الاحتلال الطعام والشراب عنهم.

غارقون في الظلام والنار

الدكتور حسام أبو صفية أوضح أن المستشفى يتعرض لقصف مكثف ومباشر، مؤكدًا أن المولدات الكهربائية قد استُهدفت، مما تسبب في تدمير أحدها واشتعال النيران ففيه

وأضاف لـ«عُمان»: «حاول الاحتلال استهداف خزان الوقود، وهو ممتلئ، مما يهدد بكارثة محققة إذا اشتعل. هذا المستشفى يقدم خدمات أساسية للأطفال والنساء والجرحى. لا توجد مرافق بديلة شمال القطاع».

وفي شهادة أخرى، قال ممرض: «نحن محاصرون. غارقون في الظلام بعد انقطاع الكهرباء، ولا نعرف بعضنا إلا من خلال أصواتنا. نفدت مقومات الحياة الأساسية تمامًا»، وأضاف أن عددًا من المرضى استشهدوا، ولا يستطيع أحد دفنهم خشية القصف المستمر.

مستشفى كمال عدوان يُعد الحصن الطبي الأخير الذي يقدم الخدمات العلاجية لأكثر من 190 مريضًا وجريحًا وطواقم طبية.

هذا الوضع دفع مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إلى وصفه بأنه جريمة إبادة جماعية تهدف لإخلاء شمال القطاع بالكامل من مظاهر الحياة.

وأوضح أن «إخلاء المستشفى دون توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل مرضى العناية المركزة والأطفال حديثي الولادة يعرض حياتهم للخطر الفوري»، واستطرد: «حتى الفرق الطبية تواجه الاستهداف أثناء محاولتها نقل المصابين ودفن الشهداء».

مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة ناشد منظمة الصحة العالمية التعجل في إرسال وفد دولي إلى شمال القطاع ومستشفى كمال عدوان، لمتابعة ما يجري هناك على الطبيعة، والتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال تسمح بنقل المرضى دون تعريض حياتهم للخطر.

صمود ولا مجيب

رغم نداءات الاستغاثة المتكررة إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لم تتوقف الهجمات. العالم يشاهد بصمت فيما تسعى قوات الاحتلال إلى فرض إخلاء قسري دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية أثناء النزاعات.

الدكتور محمد الشريف، أحد الأطباء العاملين في المستشفى، قال إن الطواقم الطبية لن تسمح بإخلاء المستشفى وتعريض حياة المواطنين للخطر.

وأكد عزمهم «مواصلة تقديم الخدمة الطبية لأهالي شمال قطاع غزة بما يملكون من إمكانيات بسيطة، رغم الظروف المستحيلة».

نحو إبادة جماعية للشمال

مع قصف المولدات الكهربائية ط، بات المستشفى غارقًا في الظلام، مما زاد من معاناة المرضى والطواقم الطبية. الطفل حديث الولادة الذي يحتاج إلى حاضنة قد لا ينجو في ظل هذه الظروف القاسية.

استهداف مستشفى كمال عدوان ومحيطه بالقصف المستمر يُظهر نية الاحتلال المبيتة لارتكاب جريمة إبادة جماعية. هذه المنشأة ليست فقط ملاذًا للجرحى والمرضى، لكنها تمثل رمزًا للصمود الإنساني والطبي في شمال القطاع.

مدير المستشفى، د. حسام أبو صفية، ختم حديثه بنداء مؤلم: «نطالب بتحييد المستشفى فورًا والسماح لنا بالعمل دون تهديد. هذا هو نداءنا الأخير إلى العالم».

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على قوات الاحتلال لوقف استهداف المنشآت الطبية، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية. مستشفى كمال عدوان ليس مجرد بناء، بل هو حياة مئات الأرواح التي تنبض بالأمل رغم الحصار.

«طفلي لا يعرف العالم بعد، لكنه الآن يعرف الخوف». بهذه الكلمات أنهت الأم حديثها، وهي تحتضن صغيرها. بين هذه الجدران المهددة، يبقى الأمل هو السلاح الأخير في مواجهة بطش الاحتلال، الذي لا ينفك عن محاولات نزع الحياة في قطاع غزة من المهد إلى اللحد.

مقالات مشابهة

  • شمال غزة - استشهاد 5 كوادر من مستشفى كمال عدوان
  • حكومة التغيير تهدد برد حازم على استهداف الاحتلال الصهيوني لمطار صنعاء ومحطة الكهرباء
  • عشرات الشهداء بغزة والاحتلال يواصل استهداف مستشفى كمال عدوان
  • العدو الصهيوني يُواصل استهداف منظومة صحة شمال غزة
  • انقطاع الكهرباء عن 200 ألف منزل في البوسنة بعد عاصفة ثلجية
  • مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار
  • إسرائيل تعترض صاروخاً أطلق من اليمن والحوثي يهدد مجدداً
  • النفط: نجهز وزارة الكهرباء يومياً بـ1500 مقمق من الغاز الوطني
  • أقفلوا باب الطوارئ... موظفو مستشفى الحريري يصعّدون
  • تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل لعام آخر