هل تجارة الأسلحة الروسية في خطر بسبب حرب أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
بعد مرور أكثر من عام على انطلاقها بات واضحا أن العملية العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية أثرت على جميع جوانب الحياة في روسيا، بما في ذلك التعاون العسكري بينها وبين الدول الأخرى، بحسب ما أكده تقرير لصحيفة "بروفايل" الروسية.
وذكر التقرير أن التكتم على مسألة التعاون العسكري مستمر منذ عدة سنوات وذلك لحماية مصالح روسيا.
وأشار إلى أن هذا التكتم الكبير يعود بالأساس إلى تشديد الولايات المتحدة الأميركية المستمر لسياسة العقوبات، وهي التي سبق لها أن أصدرت عام 2017 قانون مكافحة أعداء أميركا، والذي يسمح بفرض عقوبات ثانوية ضد الدول وكذلك الكيانات القانونية أو الأفراد الذين يشترون الأسلحة من روسيا.
ضغوط
واستشهد التقرير بالضغوط التي مورست على كل من تركيا بعد إعلانها نيتها شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسي من طراز "إس-400" (S-400)، وعلى الهند بغية إقناعها بالتخلي عن شراء النظام ذاته، وذلك إلى جانب ضم وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو إلى قائمة الجزاءات المتعلقة بعقود شراء طائرات مقاتلة من طراز "سو-35" (SU-35) وأنظمة الدفاع الجوي الروسي من طراز "إس-400".
ورأى التقرير أنه رغم تأثير هذا القانون سلبا على وضع السلاح الروسي في سوق الأسلحة العالمي منذ 2017 فإنه ساعد موسكو على التكيف مع الأحداث التي واجهتها صناعة الدفاع الروسية والتعاون العسكري التقني في عام 2022 بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا.
وأضاف أن المعدات الروسية اجتازت الاختبار الأكثر صعوبة بنجاح بعد أن ظهرت فاعليتها التي تخول مقارنتها بالنماذج الغربية الرائدة من حيث تأثيرها وخصائصها الدفاعية.
خبرة
وأكد تقرير "بروفايل" أن مطوري الأسلحة الروس اكتسبوا خبرة عملية واسعة بعد اندلاع حرب أوكرانيا، حيث تم خلال العام الماضي إدخال تعديلات جديدة مثلا على دبابات "تي-72 بي" (T-72 B)، فضلا عن بندقية هجومية من طراز "إيه كيه 12" (AK12)، وقد شملت التعديلات مجال صنع الطائرات المقاتلة، فضلا عن إدخال أنواع جديدة من الأسلحة في سلسلة الإنتاج.
وسرعت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا -يتابع التقرير- إنتاج أسلحة جديدة، بينها ذخائر "زالا لانسيت" و"زالا كوب بلا"، والمسيّرات من طراز "كرونشتات أوريون"، والصاروخ الموجه الخفيف متعدد الأغراض 305، ومنظومة الدفاع الجوي "إس-350 فيتياز" وعدد من الأنظمة الأخرى، وهو ما أثر إيجابا على الصادرات.
ونقل التقرير عن ألكسندر ميخيف الرئيس التنفيذي لشركة "روس أوبورون إكسبورت" قوله إنه في عام 2022 قدمت الشركة 15 نوعا جديدا من المنتجات العسكرية لجميع أنواع القوات المسلحة وفروع الخدمة في سوق الأسلحة العالمي، مؤكدا ظهور مسيّرات جديدة ومعدات مضادة لها.
الصناعة لم تتوقف
وأكد أنه على الرغم من الصعوبات المرتبطة بتدهور الخدمات اللوجستية وانفصال البنوك الروسية عن نظام سويفت فإن تصدير المعدات المصنعة لم يتوقف.
وأفادت "بروفايل" بأن مدير المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي ديمتري شوغاييف ذكر في فبراير/شباط الماضي أن روسيا تواصل الوفاء بجميع التزاماتها.
ومن المقرر تسليم أنظمة الدفاع الجوي "إس-400" هذا العام إلى الهند، ومروحية "إنسات" إلى زيمبابوي، وكذلك طائرات التدريب القتالية "إل-39" (L-39) إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشار التقرير إلى أن المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية لم يديروا ظهورهم لموسكو، وأن آفاق التعاون العسكري تعتمد على توقيت انتهاء العملية العسكرية وصيغة الاتفاق مع أوكرانيا.
وشدد على قدرة صناعة الدفاع الروسية على تقديم أسلحة حديثة إلى الأسواق العالمية بناء على تجربة الاستخدام القتالي الحقيقي وقدرتها على مواجهة الأنظمة الغربية الحديثة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الجيش الروسي: واشنطن تكثف نشاطها البيولوجي العسكري في إفريقيا بعد نقله من أوكرانيا
كشف نائب رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، اللواء أليكسي رتيشيف، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تعزيز نشاطها البيولوجي العسكري في القارة الإفريقية، عقب نقله من أوكرانيا.
وأوضح رتيشيف أن واشنطن قامت بنقل نشاط مقاولي البنتاغون البيولوجي من أوكرانيا إلى السنغال، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تتجاوز التزامات الولايات المتحدة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والسمّية.
وأضاف أن البنتاغون يركز أبحاثه في إفريقيا، لا سيما في زامبيا، على مسببات الأمراض الخطيرة، مما أثار مخاوف لدى دول منظمة الرقابة البيولوجية التي باتت، بحسب وصفه، "رهينة لممارسات الولايات المتحدة".
وأكد اللواء الروسي أن نظام المخاطر البيولوجية الذي اختبرته واشنطن في أوكرانيا يجري استخدامه الآن في إفريقيا، حيث تعتبر الولايات المتحدة القارة الإفريقية "حوضًا طبيعيًا لمسببات الأمراض المعدية".
وأشار رتيشيف إلى أن الولايات المتحدة قامت بشكل غير قانوني بنقل عينات من فيروس إيبولا من إفريقيا إلى أراضيها، في خطوة قال إنها تنتهك القوانين الدولية وتشكل تهديدًا للأمن البيولوجي العالمي.
وفي سياق متصل، قال المسؤول الروسي إن واشنطن تكثف نشاطها البيولوجي العسكري في إفريقيا، ما يثير قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن الغايات الحقيقية لهذا النشاط، وأضاف أن هذه التحركات تشكل خطرًا على الصحة العامة والبيئة في القارة الإفريقية، وتستوجب تحركًا دوليًا للحد من هذه الممارسات.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو وواشنطن بشأن قضايا متعددة، بما في ذلك الأمن البيولوجي، وسط دعوات دولية لتعزيز آليات الرقابة والتفتيش على الأنشطة البيولوجية لضمان الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية.
استمرار الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المسلحة غربي الفرات
لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة في المناطق الواقعة غربي نهر الفرات، وسط تصعيد ميداني شهد تقدماً لقسد في محور سد تشرين وسيطرتها على عدة قرى في محيط السد.
وأفادت مصادر محلية بتعرض قرية قزعلي في الريف الغربي لمدينة تل أبيض والصوامع الموجودة فيها لقصف مدفعي عنيف منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، شنته الفصائل الموالية لتركيا، كما تعرضت قرية تل الطويل في الريف الغربي لمدينة تل تمر لقصف مدفعي متزامن.
وفي تطورات أخرى، قُتل ثلاثة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا، ودُمّرت آلية عسكرية خلال محاولة للتقدم نحو قرية عالية غربي تل تمر في ريف الحسكة، حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
من جانبها، نعت قوات سوريا الديمقراطية، فجر الثلاثاء، 16 من مقاتليها الذين قضوا خلال تصديهم لما وصفته بـ"هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مختلف مناطق شمال وشرقي سوريا"، وأكد المركز الإعلامي لقسد أن مقاتليها تصدوا للهجمات التي استهدفت مناطق في ريف حلب، ومنبج، وجسر قره قوزاق، وسد تشرين، وريف دير الزور الشرقي.
وفي سياق متصل، عززت قوات التحالف الدولي وجودها في المنطقة، حيث استقدمت تعزيزات عسكرية إلى قاعدتها في معمل كونيكو للغاز بريف دير الزور، وشملت التعزيزات، التي وصلت من معبر الوليد الحدودي مع العراق، حوالي 60 شاحنة وعربة عسكرية، كما أُرسلت تعزيزات مماثلة إلى القاعدة العسكرية في حقل العمر النفطي.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد مستمر يشهده شمال وشرق سوريا، وسط مخاوف متزايدة من انعكاساتها على الوضع الإنساني والأمني في المنطقة، التي تعاني من توترات عسكرية متواصلة منذ سنوات.