9 ديسمبر.. النظر في حكم آخر ضد متهمي “كفن عين شمس”
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أجلت محكمة شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية، اليوم الاثنين، الحكم على المتهمين الرئيسين في قضية كفن عين شمس، في القضية رقم 29656 لسنة 2007 جنايات عين شمس، المقيدة بالرقم 1709 لسنة 2007 كلي شرق القاهرة، والمتهم فيها كلا من :
١ - أحمد إسماعيل حامد أحمد حلاوه
٢ - وليد إسماعيل حامد أحمد حلاوه
لاتهامهم في عام 2007 بقتل أحد الأشخاص وصدر الحكم السابق غيابياً 15 سنة مع الشغل، وقدم محامي المتهمين عمل إعادة اجراءت المحاكمة، لجلسة 9 ديسمبر 2023.
وكانت محكمة الجنايات قضت على المتهمين في القضية الرئيسية وهي تقديم الكفن التي قدموا بها إلى المحاكمة الجنائية بالسجن المشدد ما بين 10 سنوات إلى 5 سنوات، والتي كان من ضمنها المتهمين سالفا الذكر.
وفي اتهامهم مع آخرين بقضية كفن عين شمس، كانت قد أمرت جهات التحقيق بإحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة بعد تورطهم في عدد من القضايا ومنها ترويع المواطنين، واستعراض القوة، وجرائم رشوة ونصب واحتيال، ومخالفات البناء، وعاقبت محكمة جنايات شمال القاهرة المتهمين بالسجن من سنتين إلى 10 سنوات.
وجاء في أمر إحالة المتهمين في أحداث تقديم الكفن بعين شمس للجنايات أنهم خطفوا المجني عليهم بطريق التحايل، وهددوا عائلتهم بإيذائهم وذويهم وقتلهم وحرق المركب الخاصة بهم، وألقوا الرعب في نفوسهم وأجبروهم بذلك على التنازل عن المحضرين المحررين بشأن واقعتي الشجار بالمركب والخطف، فحاول وسطاء الصلح بينهم مرة أخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قضية قتل 9 ديسمبر عین شمس
إقرأ أيضاً:
خلل بنيوي تاريخي، بتاع فنلتك
هناك مغالطة تستخدم كثيرا في الخطاب السياسي للتمرد ومن جماعة السياسيين العملاء في قحت، وتستخدم عن عمد من أجل التضليل. هذه المغالطة تستند على تبرير وتسبيب الحرب على الدولة والجيش القائمة اليوم، من خلال الاستدلال بوجود (خلل تاريخي أو بنيوي) في تكوين الدولة نفسها وفي المجتمع السوداني نفسه.
هذه المغالطة من ناحية منطقية تعرف بمغالطة (السبب الزائف)، ويتم فيها تعظيم وتضخيم ما يظن أنه سببا لحدث محدد، دون الإشارة لجوانب أخرى مهمة وفعالة أو اقتطاعها من سياقها واستخدامها في غير محلها، والحدث هنا هو (نشوء الحرب وموقفهم منها)، فيقومون باستدعاء سبب مضلل من التاريخ، وذلك بغرض صرف النظر عن الواقع ودورهم فيه وكذلك جرائم المليشيا، أيضا تشتيت الانتباه عن دور أطراف خارجية ودعم المليشيا وتضليل الرأي العام عن كل الجوانب المهمة، وهذه عملية جزء من استراتيجيتهم ودعايتهم في الحرب.
إن الحديث العمومي في خطاباتهم السياسية عن وجود خلل بنيوي أو تاريخي في الدولة، يأتي كلاما مبهما وغامضا ومرسلا وإدعاء يحتاج دوما لسياق ودراسة وشرح وتبيين، هذا الشيء المجرد العام عندهم يمكن أن يكون سببا لأي شيء، وهو نفسه ما سببه أصلا؟ وكيف نفهمه؟ وهل هو (سبب فعال) أم جزء من (واقع) يمنح احتمالات كثيرة للفعل. كل ذلك ليس مهما عندهم لأن مجرد الإحالة لهذا المعطى التجريدي كاف للتضليل وتشتيت ذهن المتلقي.
هذا نوع من السفسطة الكلامية والتلاعب اللفظي والعجز الفكري، ويعود بنا لتاريخ طويل من البناء الفكري الموروث من المستعمر والمستشرقين. ولا يخفى على من يهتم بهذه الدراسات أن هذه السردية نفسها هي سردية المستعمر حولنا، وذلك بتضخيم الفوارق والمشكلات وافتراض الجهل والعجز عندنا.
بالطبع تساعد هذا العدو المضلل آلة إعلامية ضخمة، وإذا تتبعت ما قامت به (قناة الحدث) مثلا في الأيام الماضية، ستجدها عقدت لقاءات مطولة مع شخصيات من المليشيا وتحالفاتها السياسية، وخلاصة اللقاء تصميم مسرح لحوار بين قيادي عميل وخائن مثل عبدالعزيز الحلو وأمامه مذيعة برامج لا تعرف شيئا مهما عن السودان، القيادي مهمته حشد عبارات على شاكلة الجذور التاريخية للحرب، الأسباب البنيوية، المظالم التاريخية، التهميش والخلل البنيوي….إلخ وهذه مفاهيم تمنح شعورا زائفا لدى قائلها بأنه على حق وقد ترهب المشاهد العادي المتلقي.
لكن لماذا هي مغالطة أصلا وتعليل خاطئ؟
أي حدث سياسي واجتماعي له أسباب (معاصرة فعالة) صنعته ودفعت به للحدوث، وحين تصنعه فإنها ستفعل ذلك من خلال تحريك مادة الواقع الاجتماعي والسياسي، وفي حالتنا فالحرب حدث معاصر ولها أسباب حركت واقع السودانيين نحو العنف والانفجار، واقع السودان هنا هو تراكم صنعته عوامل داخلية وخارجية أنتجت تركيب اجتماعي وسياسي لدولة لها مشكلاتها وسماتها، وهذا التركيب لا يزال ديناميكا في تحوله وتغيره من خلال التفاعل مع عوامل متجددة ومتغيرة كأسباب فعالة معاصرة.
وفي لحظة محددة من الواقع تفجرت الحرب، وأسبابها لا يمكن منطقيا إحالتها لعوامل التاريخ والجذور فهذه ليست أسباب، بل هي جزء من مادة الواقع نفسه وليس ثمة دليل منطقي وعقلاني يدفعنا للإدعاء بأنها حتما تقود للحرب، ومن يسمها أسباب فهو لا يفرق بين المفاهيم، عليه فما هي أسباب الحرب إذن؟
الأسباب هي بوضوح الممارسة السياسية قبل الحرب ونتائج سلوك السياسيين قصيري النظر بهدف الوصول للسلطة بأي ثمن، وهذه الممارسة عجزت عن اتباع مسار سليم لا يقود للحرب، والسبب الثاني والأهم هو العامل الخارجي، والذي ساهم في تعزيز السبب السابق ذكره، وهذا العامل الخارجي تمثل في وجود مشروع إقليمي صهيوني إماراتي غربي حول السودان، مثله دور سفراء دول الرباعية ودور البعثة الأممية التي ساهمت بشكل واضح في الصراع قبل الحرب واتباع استراتيجية توازن عسكري بين قوتين تم تكريس مساواتهما سياسيا وتم الانحياز لأحدهما ثم مده بالغطاء السياسي بجانب التمويل التسليحي والاستخباراتي.
هذه هي أسباب الحرب بالمعنى المنطقي لكلمة سبب، وبالمعنى الذي يشير لعامل فعال يحرك واقع ويقود لنتيجة مرتبطة به حتما بعلاقة معروفة منطقيا هي (علاقة السببية). أما إحالة الحرب للتاريخ فهو تضليل وسفسطة كلامية، وقد لاحظت أنك حين تناقشهم حول مقصدهم من خلل بنيوي تتفاجأ بأنهم عاجزين عن تقديم تفسير موضوعي للواقع السوداني وعاجزين عن مقارنة حالة دولتنا بحالات مشابهة وأكثر تعقيدا مضت بمسارات مختلفة.
لكن ذلك التضليل مهم لماذا يا عزيزي؟ لأن المليشيا والسياسي الذي يدعمها يستخدمون هذه الجمل الزائفة لصرف النظر عن الأسباب الحقيقية فهم جزء من التآمر، ولأن نشر مثل هذه المفاهيم يساعد الأطراف الخارجية في تغطية دورها ومشروعها.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب