سماء الأردن على موعد مع زخات من شهب الأسديات
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
الفلكي عماد مجاهد: ذروة الشهب يكون بين يومي 17 و 18 من تشرين الثاني كل عام
حجز الأردنيون وسكان العالم العربي موعدهم في السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لمشاهدة حوالي 30 الى 40 شهابا من شهب الأسديات في الساعة الواحدة بحسب توقعات منظمة الشهب العالمية.
اقرأ أيضاً : عقب قطع الاتصال عن غزة.. ماسك يعلن دعمه لمنظمات الإغاثة من خلال أقماره الصناعية
وقال زميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية الفلكي عماد مجاهد في تصريح الاثنين، إن المذنب (تومبل - تتل) هو مصدر شهب الأسديات.
وبحسب مجاهد، ويترك المذنب نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 33 سنة تقريبا، وتعبر الارض هذا النهر الغباري في 14 تشرين الثاني وتستمر حتى 20 من الشهر ذاته.
وأضاف مجاهد أن ذروة الشهب يكون بين يومي 17 و 18 من تشرين الثاني كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة الأسد ولهذا سميت بـ "شهب الأسديات".
وأوضح أنه عندما تقترب الذرات الترابية الخاصة بشهب "الاسديات" من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 55 كلم في الثانية الواحدة، ونتيجة لهذه السرعة العالية فإن ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ.
وقال، تبدأ الشهب عادة بالاحتراق على ارتفاع 120 كيلومترا عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كيلومترا، موضحا أن الشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية على الإطلاق وإذا ما وصل منها شيء فهو ليس سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد إلا في حالات نادرة.
وبين مجاهد ان القمر سيكون خلال فترة ذروة الشهب في مرحلة التربيع الاول لعام 1445 هجرية، اي ان اضاءة القمر لن تؤثر على رصد الشهب، التي سيبدأ رصدها حوالي الثانية عشرة عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وستكون الذروة عند ساعات الفجر.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الفلك علماء الفلك مركز الفلك الدولي تشرین الثانی شهب الأسدیات
إقرأ أيضاً:
إفطارهم فى الجنة.. عمر منازع شهيد خلد اسمه فى سماء الشجاعة والتضحية
في صباح كل يوم، كان يذهب أمين الشرطة عمر منازع إلى عمله كأنه يحمل على عاتقه أمل وطن بأسره، لم يكن مجرد رجل في زيه، بل كان أسطورةً تسير على قدميه في شوارع الوطن، يجسد المعنى الحقيقي للتضحية والشجاعة. عمر، ذلك الشاب الذي نشأ في قلب سوهاج، في قرية "شطورة"، كان محبوبًا من الجميع عاش ببساطة وهدوء لكنه حمل في قلبه عزيمة لا تعرف التراجع.
عمل عمر بقطاع الحماية المدنية في مديرية أمن سوهاج، وكانت محطات عمله شاهدة على تفانيه في تقديم الخدمة للوطن، ولكن عندما كان نداء الواجب يدعوه، لم يتردد في أن يخطو خطوة نحو التحدي الأكبر، انتدب إلى شمال سيناء، ليكون جزءًا من كتيبة الأبطال التي تصدّت بعزم لا يلين للإرهاب، تواجه الرصاص بشجاعة تساوي شرف الأرض.
"دماؤهم لن تذهب هدراً" كان يردد عمر دائمًا عن زملائه الذين سبقوه إلى الشهادة، وفي حديثه كان يربط بين التضحيات وبين الأمل في غدٍ أفضل، لكن القدر كان له موعد مع عمر، ليتحقق شرف الشهادة في لحظة من لحظات الحياة الحاسمة، لتصعد روحه إلى بارئها، وتظلّ ذكراه خالدة في ذاكرة الوطن.
في يوم وداعه، ودعته قريته "شطورة" بحزن، لكنهم كانوا يعلمون أن هذا البطل سيظل حيًا في قلوبهم، وأن تاريخه لن يتبدد مع مرور الزمن.
وكانت جنازته مهيبة، مليئة بالفخر والاعتزاز، ودموع أهالي قريته الذين فقدوا واحدًا من أخلص أبناءهم، ولكنهم في نفس الوقت فخورون بما قدمه للوطن. كان عمر منازع لا يبحث عن المجد، بل كان رجلًا من رجال الواجب الذين لا يطلبون جزاءً ولا شكورًا.
اليوم، وعلى الرغم من رحيله، تظل روح عمر منازع ترفرف في سماء الوطن، بطلًا في الذاكرة، واسمًا لا يغيب عن الأذهان، ففي كل زاوية من زوايا هذا الوطن، هناك شهيد مثل عمر، يروي قصة التضحية والعطاء، ويظل شعاع الأمل في قلب كل من يؤمن أن الوفاء للوطن لا ينتهي، حتى وإن غابت الأجساد.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
ومع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
مشاركة