الجزيرة:
2025-04-07@14:25:32 GMT

لماذا يكذب الطفل؟ وكيف نشجعه على قول الحقيقة؟

تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT

لماذا يكذب الطفل؟ وكيف نشجعه على قول الحقيقة؟

عمّان- الصدق قيمة أساسية نسعى إلى غرسها في أطفالنا منذ سن مبكرة، ومن المألوف أن يكذب الأطفال في مراحل مختلفة من نموهم، وغالبا ما يجهد الآباء لفهم سبب كذب أطفالهم وكيفية تشجيعهم على تبني الصدق كفضيلة مدى الحياة.

تقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولا أبو بكر إن أحد الأسباب الشائعة للكذب هو الخوف من العقاب، فقد يلجأ الأطفال إلى الكذب لتجنب العواقب أو لحماية أنفسهم من الوقوع في مشكلات، ومن المهم أن نتذكر أن هذا السلوك غالبا ما يكون مدفوعا بغريزتهم الطبيعية بحثا عن الأمان.

وتضيف "بصفتنا بالغين، علينا أن نتعامل مع هذا السلوك بالتعاطف، ونسعى إلى فهم المخاوف والقلق الكامن الذي يؤدي إلى عدم شعور الأطفال بالأمان من خلال إيجاد بيئة يشعرون فيها بالاطمئنان إلى قول الحقيقة دون خوف من التعرض لعقاب شديد، وهذا يشجعهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا وصدقا".

جذب الانتباه

وهناك سبب آخر يجعل الأطفال يكذبون، وهو جذب الانتباه، فسعيا منهم إلى الحصول على القبول أو الموافقة قد يبالغ الأطفال ويختلقون القصص، وفق أبو بكر التي تشدد على ضرورة معالجة هذا السلوك من خلال تزويد الأطفال ببدائل صحية لجذب الانتباه، مثل الانخراط في نشاطات إيجابية أو عرض مواهبهم أو التعبير عن أنفسهم من خلال المنافذ الإبداعية وتوجيه طاقاتهم.

يلجأ الأطفال إلى الكذب أحيانا لجذب الانتباه والحصول على القبول أو الموافقة (بيكسلز) خيبة أمل الوالدين

وتلفت أبو بكر إلى أن الأطفال يواجهون ضغوطا لتلبية التوقعات غير الواقعية، سواء من خلال تحقيق النجاح الأكاديمي أو عن طريق الالتزام بالمعايير المجتمعية، وغالبا ما يؤدي الخوف من خيبة أمل الوالدين أو المعلمين أو الأقران إلى الوقوع في الكذب.

وتقول "لذا، من الضروري وضع توقعات واقعية لأطفالنا، والتأكيد على أن قيمتهم لا تحددها إنجازاتهم فقط، وذلك من خلال تعزيز عقلية النمو والتركيز على الجهد والتنمية الشخصية بدلا من مجرد النتائج"، مشيرة إلى أن القدوة تلعب دورا مهما في تشكيل البوصلة الأخلاقية للطفل.

وترى أن الأطفال ملتزمون ويميلون إلى تقليد سلوكيات البالغين المهمين في حياتهم، فإذا شاهدوا أن الوالديه أو غيرهما من القدوة ينخرطون في عدم الأمانة فقد ينظرون إلى الكذب على أنه وسيلة مقبولة لتحقيق أهدافهم، وعلى العكس من ذلك إذا رأوا أن الصدق يتم تقديره ومكافأته فمن المرجح أن يتبنوا الصدق كقيمة أساسية.

وتنصح أبو بكر الأهل بتشجيع أطفالهم على قول الحقيقة بتهيئة بيئة من الثقة والتواصل المفتوح وعدم إصدار الأحكام، فعندما يعترف الطفل بالكذب من المهم الاستجابة بهدوء والاستماع إلى وجهة نظره دون اللجوء الفوري إلى العقاب.

وتعتبر المستشارة النفسية والتربوية أن هذا النهج يُشعر الأطفال بالأمان ويشجعهم على الانفتاح على دوافعهم إلى الكذب، وقد يساعد فهم الأسباب الكامنة وراء عدم أمانتهم في معالجة الأسباب الجذرية بشكل أكثر فعالية.

الدكتورة رولا أبو بكر: عندما يعترف الطفل بالكذب من المهم الاستجابة بهدوء والاستماع لوجهة نظره (الجزيرة) الصدق والكذب

بدوره، يرى الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات أن الكذب والصدق قيمتان باتجاهين مختلفين، فالأصل في الأطفال أن يكونوا صادقين، وهذا يتطلب أن تكون بيئة الأسرة والمدرسة والرفاق نماذج لتعليم الصدق، ولكن هذه ليست كل الحقيقة، فالأطفال يكذبون، خصوصا إذا عاشوا في بيئة صارمة أو بيئة مهددة.

ويشرح عبيدات للجزيرة نت أن الطفل يبحث عن الأمن، فيضطر مثلا إلى الكذب طلبا لمكافأة أو خوفا من عقاب، والمهم في علاج الكذب أن تكون البيئة آمنة خالية من التهديدات، فالأسرة مثلا عليها أن تخصص وقتا نوعيا للجلوس مع الأطفال كأن يكون هناك اجتماع أسبوعي يناقش كل ما يحدث مع أفرادها، وكذلك المدرسة يمكن أن تخصص نشاطات تناقش قضايا القيم.

وينصح الدكتور عبيدات المربّين بألا يكافئوا أي كذبة بهدف حرمان الطفل من الإفادة من الكذب، وأن يتجنبوا العوامل المحفزة على الكذب، وأهمها البيئة المليئة بالخوف والتهديد، مما يدفع الطفل إلى الكذب لينجو بنفسه.

ومن أمثلة البيئة المحفزة على الكذب: والدان يقدمان نموذجا غير أخلاقي (يمارسان الكذب)، معلمون لديهم قسوة، تغليظ العقوبات، بيئات لا تسمح للطفل بالتعبير عن رأيه، بيئة لا تتسع للطفل، بيئة تكافئ الكاذب وتعاقب الصادق.

ويقول الخبير التربوي إن العلاج يكون بالتسامح وقبول عذر الطالب حتى لا نجبره على الكذب، ومن المهم أن نعوّد الطلبة على أمور مثل القدرة على اكتشاف الكذب من حولهم، وتدريبهم على الشك والنقد، وتوعيتهم بأن الصدق أقرب الطرق إلى النجاة.

ذوقان عبيدات: الطفل يبحث عن الأمن فيضطر مثلا إلى الكذب طلبا لمكافأة أو خوفا من عقاب (مواقع التواصل الاجتماعي) نصائح للأهل

ويقدم موقع "رايزينغ تشلدرن" (raisingchildren) نصائح للأهل تساهم في تشجيع الطفل على قول الحقيقة، ومنها:

تحدث مع أطفالك بشأن الكذب وقول الحقيقة، وقد يكون ذلك بطرح أسئلة عليهم، مثل "بمَ ستشعر أمي إذا كذب عليها أبي؟"، أو "ماذا يحدث عندما تكذب على المعلم؟". ساعد طفلك على تجنب المواقف التي يشعر فيها بالحاجة إلى الكذب، فإذا سألت طفلك إن كان هو من سكب الحليب على الأرض مثلا فقد يشعر بالرغبة في الكذب، ولتجنب هذا الموقف يمكنك أن تقول فقط "أرى أن الحليب تسبب بالفوضى.. دعنا ننظفه". امدح طفلك على اعترافه بفعل شيء خاطئ، مثلا "أنا سعيد جدا لأنك أخبرتني بما حدث، دعنا نفهم الأمر جيدا". كن قدوة لقول الحقيقة، كقول "لقد ارتكبتُ خطأ في تقرير كتبته للعمل اليوم، أخبرتُ مديري حتى نتمكن من إصلاحه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أبو بکر من خلال

إقرأ أيضاً:

حقائق صادمة بيوم الطفل الفلسطيني.. هكذا يقتل الاحتلال الطفولة في غزة

يواجه أطفال قطاع غزة أوضاعا كارثية، منذ بدء دولة الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بالتزامن مع إحياء "يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الـ5 من نيسان/ أبريل.

وأفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60 بالمئة من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة، بواقع أكثر من 18 ألف طفل.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 بالمئة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.


آلاف من الأيتام في غزة
ويعاني قطاع غزة من أكبر أزمة يتم، حيث فقد أكثر من 39 ألف طفل في القطاع أحد والديهم أو كليهما خلال العدوان، بينهم حوالي 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين. بحسب تقرير لمركز الإحصاء الفلسطيني.

وأوضح التقرير أن هؤلاء الأطفال يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث اضطر كثير منهم إلى النزوح والعيش في خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.

ولا تقتصر معاناتهم على فقدان الأسرة والمأوى، بل تشمل أزمات نفسية واجتماعية حادة، إذ يعانون من اضطرابات نفسية عميقة، مثل الاكتئاب والعزلة والخوف المزمن.

واعتبر "برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.


جرائم غير مسبوقة
وبين مدير البرنامج عايد أبو قطيش، أن "يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضاف للأناضول، أن تلك الانتهاكات "لامست كل حقوق الأطفال المقرة ضمن الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، التي كان يفترض أن تقدم الرعاية والحماية للأطفال في مناطق النزاع أو تحت الاحتلال العسكري".

وقال أبو قطيش إنه "لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها".

وتابع أن "جرائم الاحتلال تتم على مرأى ومسمع العالم، دون أدنى تدخل للحماية، وهو ما حول القوانين الدولية إلى مجرد حبر على ورق أمام آلة الإجرام الإسرائيلية".

ولفت الحقوقي أبو قطيش إلى أن "تلك الجرائم تبرز حجم الصمت والتواطؤ الدولي مع الاحتلال".
وأوضح أن "الاحتلال قتل في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • التوعية بحقوق الأطفال وقيم المواطنة بالوسطى
  • طالب يرتدي النقاب.. والأهالي: بيخطف الأطفال.. الداخلية تكشف الحقيقة
  • في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال
  • «الفارس الشهم 3» تقدم كسوة لأطفال من جنوب غزة
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة
  • حقائق صادمة بيوم الطفل الفلسطيني.. هكذا يقتل الاحتلال الطفولة في غزة
  • في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أين إنسانية العالم؟
  • بيئة جازان تنفذ 538 جولة رقابية خلال إجازة عيد الفطر