بوابة الوفد:
2024-07-06@05:36:11 GMT

فلسطين لستِ وحدك.. أقلام غربية تدافع عن القضية

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

بروك: نطالب بدعم الشعب الفلسطينى جراس: لن أسكت على تجاوزات إسرائيل جورديمر: أؤمن بحق الفلسطينيين فى أراضيهم 

 

لم يكن مفاجئاً لنا نحن العرب موقف الحكومات الغربية والأوربية بأبواقها الإعلامية تجاه ما يجرى بفلسطين المحتلة، وذلك الانحياز والتماهى الكامل مع السردية الإسرائيلية، إلا أن ذلك لا يعبر بدقة عن التمايزات داخل الرأى العام الغربى، والذى يشهد انقسامات مهمة حول القضية الفلسطينية، حيث أصبحت قطاعات مهمة تنحاز للموقف الفلسطينى، وكان آخرها ما جرى منذ يومين، حيث نظم مئات الإعلاميين والكتاب اعتصامًا داخل صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية حاملين شعاراتٍ تطالب هيئة تحرير الصحيفة، باتخاذ موقف حازم مما يجرى فى غزة والدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وحقيقة فإن هذا الموقف المناهض لسياسة المحتل الصهيونى من قبل بعض الأوربيين ليس بجديد، ولا يقتصر على الإعلاميين أو السياسيين والنشطين فحسب، فقد سجل كثير من الأدباء والشعراء والمفكرين الغربيين مواقف ناصعة تجاه القضية الفلسطينية عامة، ربما وضعتهم تحت مقصلة الاضطهاد الصهيونى فى العالم أجمع، لكنها صنعت منهم أبطالاً فى عيون الأحرار ومناصرى الحق.

وفى التقرير التالى، نستعرض بعضاً من تلك الأسماء الأبية: 

ألن جينسبرج:

على اعتبار أمريكا رأس الحربة الصهيونية والمناصر الأول لها، يمكننا اعتبار جينسبرج مناصراً للقضايا التحررية، فهو  ‏شاعر أمريكى عرف عنه معارضته الشديدة للنزعة العسكرية، كما كان قيادياً بارزاً فى Beat Generation وهم مجموعة من الكتاب والمثقفين الأمريكيين الشباب الذين اشتهروا بالدفاع عن الحريات الشخصية، بدأت الحركة بنشر قصيدته «عواء» 1956، واعتُبرت نشيدَها الشعرى. وقد أصبح جنسبرج المرشدَ الروحى للثقافات التحررية المضادة فترة الستينيات كلها. قال عنه النقاد: «اقتنص جنسبرج المتع الحسيّة التى كان يتميز بها شعر «والت ويتمان»، لكن بروح القرن العشرين». وظلّ مناهضاً للنزعات الأمريكية المدمّرة حتى وفاته فى 1997.

وقال جنسبرج فى قصيدته «أمريكا»: 

أمريكا لا أتحَمّلُ عقلى / أمريكا متى نُنهى حروبَ البشر؟ 

ضاجِعى نفسَكِ بقنبلتِكِ الذريّةِ/ لا أحسّ الطمأنينةَ لا تُزعجينى/ لن أُسطّرَ قصيدتى حتى ينالَ عقلى عافيتَه. 

متى تُصبحينَ ملائكية؟/ متى تنزعينَ عنكِ ثيابَكِ؟ 

متى تنظرين لنفسكِ من منظورِ قبرٍ؟/ متى تستحقّين مليونَ مسيحٍ؟/ أمريكا لماذا تمتلئ مكتباتُكِ بالدموع؟ 

أمريكا متى تُرسلين بيضَكِ للهند؟/ لقد سئمتُ طلباتكِ المجنونةَ/ متى تُعيدين اختراعَ القلبِ؟/ متى تُصنّعين اليابسةَ؟ 

نعوم تشومسكى 

اكتسب تشومسكى مؤسس علم اللغة الحديث شهرة كبيرة واحترام تلاميذه على مستوى العالم، ليس فقط بسبب أفكاره اللغوية الثورية، ولكن أيضاً بسبب دعمه للكثير من القضايا الإنسانية والوطنية كقضية فلسطين ومعاداته المستديمة للصهيونية والإمبريالية.

وشكل تشومسكى مع رفيق دربه الراحل أستاذ الأدب والحضارة فى جامعة كولومبيا بولاية نيويورك الفلسطينى إدوارد سعيد فريقاً ثنائياً أخذ على عاتقه الدفاع عن قضية الشعب الفلسطينى على المنابر الأكاديمية والفكرية، وقدما أروع المواقف فى نقد الصهيونية ومخططاتها الاستعمارية. ولم يتخل تشومسكى عن قضية رفيق دربه إدوارد سعيد وواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية حتى أصبحنا نشك فى يهوديته ونعتقد أنه من أصول فلسطينية. 

وصف تشومسكى موقف بلاده الولايات المتحدة الأمريكية بالمتناقض فى إحدى محاضراته بمعهد ماساشوتس التقنى الذى يعمل به، قائلاً: (مع الوقت أصبحت آلة السيطرة العسكرية الإسرائيلية أكثر تعقيداً وفاعلية فى التأثير على حياة الشعب الفلسطينى.» وقدم تشومسكى أمثلة على هذه السيطرة الإسرائيلية البغيضة ومنها نظام عبور العرب وطرق المرور المقيدة والحواجز الأمنية بين الأقاليم الإسرائيلية والفلسطينية، والتى أسماها (جدار الضم Annexation Wall). واتهم إسرائيل بتبنى سياسة جنوب أفريقيا إبان التمييز العنصرى والمعروفة بتوطين القمع. 

وينتقد تشومسكى سياسة الولايات المتحدة الخارجية نحو إسرائيل، ولكنه فى نفس الوقت يؤكد أن لديها السلطة فى تخفيف حدة الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى. 

بيتر بروك:

أعلن المخرج المسرحى البريطانى بيتر بروك، يوم الثلاثاء 4 /سبتمبر 2012، إلغاء مشاركة فرقته «Bouffes Du Nord» خلال شهر ديسمبر فى المهرجان الدولى لمسرح الكامرى بمسرحية «البذلة». وأعلن بروك قراره بصورة مفاجئة  احتجاجاً على الاحتلال الإسرائيلى.

وكتب بروك فى الرسالة التى وجهها مع فرقته الى مسرح الكامرى: فى الشهر الأخير خضنا عملية عميقة من البحث، الحقيقة هى أن مسرح الكامرى اختار تأييد عملية الاستعمار الوحشية من خلال تقديمه عروضاً فى مستوطنة «آرئيل أنار» ونحسّ بأن مجيئنا الى مسرحكم سيعتبر تأييداً لهذا العمل الاستعمارى وختمت الرسالة: «نحن نعلم أن الكثيرين بينكم ومن سكان دولتكم يؤيدون وجهة نظرنا، ونحن نطالب بدعمهم وأيضاً دعم الشعب الفلسطينى». 

مسرحيته «نحن والولايات المتحدة»:

وتتناول لمحات من دعم الرأسمالية المتوحشة الأمريكية لسياسات الاستيطان الأمريكى فى فيتنام.

ويعتبر بيتر بروك واحداً من أهم المسرحيين فى العالم، وقد قدم إخراجاً جديداً لأعمال عديدة من أعمال المسرح الإغريقى ومسرح شكسبير والمسرح المعاصر، مثل أوديب ملكاً، والملك لير، ثم قدم عرض «نحن والولايات المتحدة» الذى أثار عاصفة فى أوروبا حين تم عرضه لأول مرة فى شتاء سنة 1966 مستفيداً من كل التجارب المسرحية فى العالم كله، ومع ذلك قدم بروك رؤية خاصة لما يمكن أن نسميه «مسرح المواجهة».

راشيل كورى 

راشيل كورى ‏هى أمريكية من مواليد 10 أبريل 1979 وقد قتلت بتاريخ 16 مارس 2003. وهى عضوة فى حركة التضامن العالمية، ومناهضة لسياسة الاحتلال، سافرت لقطاع غزة بفلسطين أثناء الانتفاضة الثانية حيث قتلت على يد الجيش الإسرائيلى عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مبان مدنية لفلسطينيين فى مدينة رفح فى قطاع غزّة.

كانت تقف أمام البلدوز وهى تمسك مكبر صوت تهتف فيه متوقعة أن السائق سوف يقف لكنه لم يفعل فتسلقت الجرافة، لكن السائق حملها بالجرافة الممتلئة بالتراب و قلبها على الأرض ثم تقدم إلى الأمام ليمشى على جسدها مرتين، بعد ذلك حملها أصدقاؤها إلى المستشفى لكنها ماتت.

تحولت راشيل كورى باستشهادها سحقا تحت جنازير جرافة للاحتلال دفاعاً عن المدنيين العزل فى رفح إلى «أيقونة» للتضامن العالمى مع شعب فلسطين. وخُلد اسمها فى العالم،  وقد أقيم على مسرح بلازا بالعاصمة البيروفية ليما، عرض مسرحى بعنوان  «أنا اسمى راشيل كورى» الذى يروى قصة حياة الناشطة الامريكية راشيل كورى، ونالت هذه المسرحية إعجاب الجمهور البيروفى وتعاطفهم مع القضية العادلة للشعب الفلسطينى. 

كما استلهم الكاتب الفلسطينى هارون هاشم رشيد أحد شعراء النكبة، فى «راشيل كورى حمامة أولمبيا» حادثة مقتل المواطنة الأمريكية راشيل كورى فى مدينة رفح الفلسطينية. ومزج هارون هاشم بين الواقع والتاريخ ليخرج بهذه الرواية التى تعد عملاً توثيقياً لهذه القصة الإنسانية.

وتناول الشاعر والكاتب المصرى عيد عبدالحليم، القصة ذاتها فى إحدى مسرحياته وقد نال عنها جائزة توفيق الحكيم من وزارة الثقافة.

فرانسيس ستونر «من دفع للزمار» 

يستعرض كتاب «من دفع للزمار» لكاتبته فرانسيس ستونر سوندرز، دور المخابرات الأمريكية فى تخريب المجتمعات الأوروبية الشرقية من خلال الفن.

كما يكشف ستر مواقف وتحولات فى عالم الثقافة كان مثقف الستينيات الملتزم فى مصر وبلدان العالم العربى، يرددها دون أن يدرى أسبابها.

إنها القصة كاملة للدور الذى قامت به المخابرات المركزية فى الحرب الباردة الثقافية، الأمر الذى يجعل من هذا الكتاب «عملاً مهماً من أعمال البحث التاريخى» كما وصفه المفكر الراحل «إدوارد سعيد».

نادين جورديمر:

ومن المفارقات أن الكاتبة «نادين جورديمر» يهودية، تنتمى لأسرة برجوازية، أب يهودى وأم إنجليزية، لكنها ناصرت الشعب الفلسطينى فى نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلى،

وبدا هذا جليا فى الكثير من المناسبات سواء داخل بلادها أو خارجها، ففى عام 1988، كانت جورديمر تشارك فى مؤتمر للأدب العالمى فى الصين، وأرادت الوفود العربية تضمين البيان الختامى بندا حول الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، لكن الوفود الأخرى رفضت الاستجابة للاقتراح العربى، إلا نادين جورديمر وقفت مع الوفود العربية، مطالبة بجلاء اليهود وحق الفلسطينيين فى أراضيهم، وحين شاركت الكاتبة الكبيرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2005 طالبت خلال إحدى الندوات بجلاء اليهود عن فلسطين، وحق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وقالت إنها تؤمن بذلك الحق وإنها لا تمل من مساعدة القضية الفلسطينية بكل وسعها. وساندت نادين السود فى نضالهم ضد الحكومة العنصرية.

وكانت أولى رواياتها التى نشرت «تعالى غدا ثانية» كتبتها وهى فى الخامسة عشرة، وآخر أعمالها روايتها «لا وقت كالوقت الحاضر» والتى نشرت عام 2012، وما بين العملين ثلاثون رواية ومجموعة قصصية تنضح بمعاناة الشطر الأسود من شعبها من سياسات التمييز العنصرى، ومنع العديد من أعمالها الروائية من التداول فى جنوب إفريقيا مثل «عالم من الغرباء» و»ابنة بيرجر» ونظر النقاد إليها باعتبارها فيلسوفة أخلاقية جسدت رواياتها وقصصها القصيرة معاناة الحياة والمشاعر الانسانية فى مجتمع كانت تحكمه أقلية من البيض. 

جونتر جراس 

واحد من هؤلاء الذين كان لهم موقف واضح وصريح من دولة إسرائيل، الكاتب الألمانى جونتر جراس، والذى رحل فى 13 أبريل عام 2015.

وجونتر جراس أديب ألمانى يعد أحد أهم الأدباء الألمان فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حاز جائزة نوبل للآداب سنة 1999.

بداية مواقف «جراس» الشهيرة ضد إسرائيل جاءت من داخل دولة الكيان الصهيونى، فأورد كتاب «أوراق صهيونية» للكاتب علاء الفار، أنه خلال زيارة الكاتب الألمانى لإسرائيل عام 1971، غضبوا لأنه لا يرحب بطرق تفكيرهم المستمدة من التوراة».

بينما ذكر الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى فى كتابه «ما بعد إسرائيل»، أن جراس فى عام 2012، نشر قصيدة بعنوان «ما ينبغى أن يقال» من ديوان «ذباب مايو»، حيث انتقد فيها تغاضى العالم عن امتلاك إسرائيل ترسانة سلاح نووى فى الوقت الذى يلاحق فيه إيران لمجرد وجود برنامج نووى سلمى لديها، وقال جراس «من واجبى أن أقول ذلك قبل فوات الأوان».. «لن أسكت بعد اليوم على تجاوزات إسرائيل ورعاية المجتمع الدولى لها». 

الديوان وتصريحات «جراس» أطلقت ضده حملة واسعة للهجوم عليه واتهم الإعلامى الألمانى «هنرى برودر» الكاتب الألمانى بمعاداة السامية، بينما رد جراس قائلاً «إن تهمة معاداة السامية لا أستغربها».

هذا هو حال العظماء من المثقفين، تحركهم ضمائرهم، حتى لو تعارضت مواقفهم وآراؤهم مع انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو أوقعتهم تحت نير المعاداة والاضطهاد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية نيويورك تايمز الولايات المتحدة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى فى العالم

إقرأ أيضاً:

صمت الضمير العربي.. فلسطين جُرح لا يندمل

 

 

يزيد السلطان

 

في ذلك الركن الجريح من العالم، حيث تختلط رائحة الزهور برائحة الدم، ويختفي ضجيج الحياة تحت صوت الانفجارات، تروي أرض فلسطين قصة مأساة لا تنتهي. أطفال أبرياء، ونساء تحملن أعباء الحياة بصمت، وشيوخ أرهقهم الزمن بصبرهم، يُقتلون بدم بارد على يد محتَل لا يعرف الرحمة. هذه الوجوه التي تغمض عيونها للأبد ليست سوى شهادات حية على قسوة الاحتلال وظلمه. تلك الجثث الهامدة هي أحلام مقتولة وآمال نُسفت في مهدها.

أجيال تُمحى قبل أن ترى النور، وأمّهات يُخطف منهن فلذات أكبادهن، وشيوخ يُزهق ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم. في فلسطين، الألم ينبض في كل قلب، والوجع يكتب في كل عين، ومع ذلك، لازال العالم يتجاهل صرخاتهم والمتخلفون عن نجدتهم يغطون في سبات عميق، وكأن الإنسانية قد ماتت.

لكن المأساة الأكبر تكمن في الصمت العربي، الذي يرى ولا يسمع، يشاهد ولا يتحرك. الإنسانية تغمض عينيها على أشلاء الأبرياء، وتغض الطرف عن حق يُنتهك كل يوم. الدول التي تدّعي العدل والحرية تتعرض شهادات الأطفال، النساء، والشيوخ للاختبار الحقيقي ومع ذلك تسقط في وحل المصالح السياسية والاقتصادية. صرخات فلسطين تدوي في الفضاء، لكنها ترتطم بجدران الصمت والهروب، وكأنّ العدل قد غادر هذا العالم منذُ زمن، ليبقى الشعب الفلسطيني وحيدًا في وجه الظلم والقهر.

فلسطين، تلك الأرض التي تسكن في قلوب الملايين على مدار العقود، لا تزال ملتقى الصراع والألم، وندوب الجراح المفتوحة. إنها الأرض المحتلة، وصرخة المظلومين، وصدى أحزانهم يتردد عبر التاريخ والجغرافيا. مرّ زمن طويل منذ بداية الاحتلال، ومع ذلك، نجد أنفسنا نتساءل: هل نحن لا نسمع ولا نرى فعلًا؟ هل مات الضمير العربي؟ ما الذي يجعلنا نسكت عن جرائم المُحتل؟ لماذا بات العرب نياماً؟

فلسطين: رحلة طويلة من الألم بدأت مأساة الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال والاستيطان منذ أكثر من سبعين عامًا. تعرّض الفلسطينيون للتهجير القسري، والمجازر، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان. قرى تمّ محوها من الوجود، منازل تمّت مصادرتها، وأطفال أبرياء دفعوا الثمن ببراءتهم وأحلامهم. كل هذا يحدث أمام أعين العالم أجمع، ومع ذلك يبدو الصمت سيد الموقف.

هل فعلًا مات الضمير العربي؟ الأمر لا يتعلق بغياب الشعور، وإنما بقلة الفعل. إن الشعوب العربية لم تفقد محبتها ودعمها لفلسطين، لكن النظم السياسية والحكومات هي التي تنتهي قوتها في الدفاع عن الحق الفلسطيني. تفضيلات سياسية، وتوازنات دولية، وأجندات مخفية تجبر الدول غالبًا على موقف الصمت أو حتى تجاهل القضية.

كما أن هناك عامل الإلهاء بمشاكل داخلية في العديد من الدول العربية. من أزمات اقتصادية واجتماعية إلى حروب أهلية وتهديدات إرهابية. هذه المشكلات تستنزف طاقات الشعوب وتجعلها غير قادرة على تحمل المزيد من الأعباء، حتى لو كانت تلك الأعباء تخص تضامنًا مع قضية عادلة كهذه.

دور الإعلام في إبقاء الأذهان موجهة نحو قضية فلسطين لا يقل أهمية. ومع ذلك، نجد أن العديد من وسائل الإعلام قد تخلت عن مهامها في تسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة في الأرض المحتلة، مفضلة التركيز على قضايا أقل أهمية أو ملائمة للأجندات السياسية الموجهة.

الصمت قد يكون تواطؤًا بحد ذاته. السكوت عن الظلم هو دعم ضمني له، والمجتمعات العربية لا تزال قادرة على أداء دورها من خلال المشاركة في النشاطات الداعمة لفلسطين سواء كان ذلك بالتبرعات أو التظاهر، أو حتى تحويل هذا التضامن إلى ثقافة مجتمعية عبر القصائد والأغاني والمسرحيات والكتابات.

الاستفاقة تبدأ من الإصلاح الذاتي لكل فرد، ومن ثم الانتقال للمجتمع ككل. يجب أن نعرف قضيتنا، أن نفهم تاريخها وجغرافيتها، وأن نعلّم الأجيال القادمة بأن الحق لا يُترك ولا ينسى. كما يجب أن ندعم وسائل الإعلام التي تسلط الضوء على المعاناة الفلسطينية، ونتبنى مقاطعة المنتجات والأنظمة الداعمة للاحتلال.

الضمير العربي  ميت،  خافت. وبدلا من السكوت، يجب أن يصبح صوت فلسطين هو صوتنا جميعًا، نحن كأمة عربية.

إنَّ فلسطين ليست مجرد قضية سياسية؛ بل هي جرح في وجدان كل عربي، صرخة لا يجب أن تنطفئ، وأمل يجب أن يبقى حيًا. إذا أردنا تغيير الواقع، علينا أن نستيقظ من سباتنا، ونرفع أصواتنا، ونجعل من هذه القضية محور اهتمامنا دومًا.

مقالات مشابهة

  • بولتيكو: "كوربين" سيقود انتفاضة "يسار بريطانيا" ضد حزب العمال لدعم القضية الفلسطينية
  • الأردن يحذر من عدم حل القضية الفلسطينية: تداعيات الأزمة ستصل إلى أوروبا
  • الصفدي يؤكد خطورة عدم حل القضية الفلسطينية على الإقليم والدول الغربية (فيديو)
  • وزير خارجية الأردن يؤكد خطورة عدم حل القضية الفلسطينية على الدول الغربية
  • جلسة حوارية تناقش القيم الفكرية والأدبية لفلسطين
  • المخرج هاني أبو أسعد: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليود بعد 7 أكتوبر
  • مخرج فلسطيني: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليوود بعد 7 أكتوبر
  • مخرج فلسطيني: لم يعد يمكن الحديث عن فلسطين في هوليوود عقب 7 أكتوبر
  • صمت الضمير العربي.. فلسطين جُرح لا يندمل
  • المجلس الوطنى الفلسطينى: ما يحدث فى أحياء شرق خان يونس والشجاعية مجازر وحشية