بعد دعمه لحرب إسرائيل.. تحديات أمام بايدن لإقناع الفلسطينيين بحل سياسي
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
في ظل دعمه القوي لإسرائيل في حربها المتواصلة منذ أكثر من شهر ضد قطاع غزة؛ ما أودى بحياة آلاف المدنيين، سيواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديات لإقناع الفلسطينيين بحل سياسي للصراع بعد أن تنتهي الحرب، بحسب وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
الوكالة قالت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "مع تزايد إدانة الصراع في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تأجيج المشاعر المعادية لإسرائيل، يواجه بايدن أيضا حدود قدرة الولايات المتحدة على توجيه النتيجة، ليس فقط فيما يتعلق بالحرب، بل بما سيأتي بعد ذلك".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ولليوم الـ38، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي الإثنين حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 قتيلا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال و3 آلاف و100 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 242 آخرين، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وتابعت الوكالة: "حتى لو نجحت إسرائيل في شل حركة حماس أو القضاء عليها، فسيكون هناك أيضا تحول في واشنطن (...) ومع ذلك فإن الطريق إلى الأمام غير مؤكد، في أفضل تقدير".
وقال شبلي تلحمي، أستاذ برنامج أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند الأمريكية، إنه "قد تكون هناك فترة ممتدة من العنف على نطاق مختلف لعدة أشهر أو سنوات قادمة".
واستدرك: "لكن إذا كان هناك شيء ممكن (لحل الصراع)، فلا يمكنهم وضع خطة على الطاولة.. عليهم أن يتخذوا مواقف أمريكية جديدة خاصة بهم تكون تحويلية ومختلفة".
تلحمي أردف أنه "بعد دعمه القوي لإسرائيل، سيحتاج بايدن إلى اتخاذ خطوات دراماتيكية بنفس القدر لضمان قبول الفلسطينيين للتوصل إلى حل سياسي للصراع، بدءا بكبح جماح المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي يعتبرها الفلسطينيون انتهاكا".
وعلى نطاق واسع، يقول الفلسطينيون إن الولايات المتحدة منحازة تماما لإسرائيل وليست وسيطا موثوقا ولا نزيها لإحلال السلام.
ومنذ 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب منها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة ورفضها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاً
ضغط أمريكي لتجنب الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. وجيش الاحتلال يقدر ألا مفر منها
مستقبل غزة
و"في الأسابيع الأخيرة، أجرى المسؤولون الأمريكيون مناقشات مع الحلفاء حول حكم ما بعد حماس في غزة، وأحيوا الحديث عن العمل نحو حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)"، كما أضافت الوكالة.
ولفتت إلى أن "بايدن عبَّر الأحد لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن ذلك بقوله: دولة فلسطينية مستقبلية يستطيع فيها الإسرائيليون والفلسطينيون العيش جنبا إلى جنب مع قدر متساوٍ من الاستقرار والكرامة".
الوكالة استدركت: "لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في كيفية تحقيق ذلك، وقد أصبح البعض في إدارة بايدن قلقين بشكل متزايد من أن ارتفاع عدد القتلى في غزة سيجعل هذا الهدف أكثر صعوبة".
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخرا إلى العودة إلى الحكم الفلسطيني الموحد للضفة الغربية وغزة في ظل السلطة الفلسطينية.
وهذه السلطة المعترف بها دوليا فقدت السيطرة على غزة لصالح "حماس" في عام 2007، وينظر سكان غزة إلى السلطة الفلسطينية بعين الشك لتعاونها مع إسرائيل، وفقا للوكالة.
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. أمريكا تخسر في اختبار توازن المصالح بين العرب وإسرائيل
على ظهر دبابة
الوكالة قالت إن مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، ذهب الأحد إلى أبعد من ذلك، حيث وضع رؤية "لا تحظى حتى الآن بدعم من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة".
ودعا سوليفان، في مقابلة على شبكة "سي بي إس" الأمريكية، إلى مسار يشمل "عدم إعادة احتلال غزة (من جانب إسرائيل) وعدم التهجير القسري للشعب الفلسطيني وعدم استخدام غزة كقاعدة للإرهاب وعدم تقليص أراضيها".
ورفضت السلطة الفلسطينية العودة لحكم غزة بهذه الطريقة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في تصريح متلفز مؤخرا: "لن نذهب إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية".
وبحسب ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، فإن "السلطة الفلسطينية تقول إنها لا تريد تولي المهمة التي تدفع بها إدارة بايدن ما لم تحصل على نوع من الالتزام الحقيقي بمبادرة دبلوماسية كبرى تؤدي إلى نتيجة الدولتين".
اقرأ أيضاً
مودرن دبلوماسي: إنهاء الحرب في غزة يتطلب رجالا ذوي رؤية وليس نتنياهو وبايدن
سيطرة إسرائيلية
وبالإضافة إلى انقساسات داخل كل من الحزب الديمقراطي (حزب الرئيس) والكونجرس الأمريكيين، بشأن سياسات بايدن، "توجد أيضا علامات واضحة على انقسام بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية بشأن نهاية الحرب"، كما زادت الوكالة.
ولفتت إلى إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة على المدى الطويل- وهو الموقف الذي رفضه البيت الأبيض- واستبعد بدائل مثل قوة مراقبة دولية.
وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن" الامريكية، بدا أن نتنياهو يستبعد إعادة غزة إلى السلطة الفلسطينية، قائلا إن أي جماعة تتولى السلطة يجب أن "تنزع السلاح والتطرف من غزة".
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
اقرأ أيضاً
مودرن دبلوماسي: إنهاء الحرب في غزة يتطلب رجالا ذوي رؤية وليس نتنياهو وبايدن
المصدر | أسوشيتدبرس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بايدن إسرائيل حماس غزة حرب دعم حل سياسي السلطة الفلسطینیة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
من وجهة نظر دبلوماسي إسرائيلي.. 4 تحديات تواجه حركة حماس
في الوقت الذي ما زال فيه الاسرائيليون يرصدون آثار وتبعات هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وبعد أكثر من عام على العدوان الجاري على غزة، اجتهدت العديد من المحافل الإسرائيلية في رصد ما تعتبره تحديات تواجه الحركة في المرحلة الحالية والمستقبلية في ضوء استمرار سيطرتها على غزة، رغم الضربات القوية التي تلقتها خلال الحرب الجارية.
ويزعم مايكل هراري السفير والدبلوماسي السابق أن "حرب "السيوف الحديدية" التي شنتها قوات الاحتلال على غزة تضع حماس في واحدة من أصعب أوقاتها، إن لم تكن الأصعب على الإطلاق، فهي تقف على مفترق طرق استراتيجي سيحدد مسارها ومستقبلها للسنوات القادمة، وباتت تواجه أربعة تحديات رئيسية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "التحدي الأول الذي يواجه حماس بعد أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية عليها يتعلق باليوم التالي في غزة، فقد استنفد هذا المفهوم خلال العام الماضي، ولكن سيتعين على إسرائيل في نهاية المطاف أن يقرر طبيعة السيطرة على القطاع، على افتراض، غير مؤكد حتى الآن، أنه لن يفرض حكماً عسكرياً، ولن يشارك بشكل مباشر في الإدارة من القطاع".
وأوضح أن "هناك أفكارا كثيرة تتطاير في الهواء، ليس بينها أن يأتي طرف خارجي، عربي أو دولي، ليتولى المهمة في غزة، وبالتالي فإن الصيغة التي سيتم الحصول عليها في النهاية ستحدد الخطوط العريضة التي ستكون عليها إسرائيل بطريقة أو بأخرى قادرة على الهضم، تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مع أن حماس ستكون قادرة على التعايش مع عودة السلطة للسيطرة المدنية على القطاع، على أمل أن تتمكن بمرور الوقت من تعزيز سيطرتها، والحركة، على غرار حزب الله، تدرك جيداً أنه يتعين عليها أن تدفع ثمناً يتعلق بالحكم في غزة في الإطار الزمني القريب، على أمل أيام أفضل، من وجهة نظرها".
وأشار إلى أن "التحدي الثاني الذي تواجهه حماس يتعلق بالعلاقة بين الداخل والخارج فيها، التي شهدت تغيرات كثيرة، لكن مركز القوة انتقل في السنوات الأخيرة إلى الداخل من خلال وجود يحيى السنوار وقيادته للذراع العسكري في الميدان، حيث ركز الكثير من القوة في أيديهم، وتجلت بشكل درامي في السابع من أكتوبر، لكن مقتله، والضربة العسكرية للحركة، أجبرتها على نقل المركز خارج الأراضي الفلسطينية، وسيُظهر الزمن مدى نجاح خالد مشعل ورفاقه باستعادة القيادة، مع أنه من الواضح تماما أن ميزان القوى سيميل الآن لصالحهم".
وأكد أن "التحدي الثالث للحركة يتعلق بتوجهها المستقبلي، فقد بذلت دائما جهدا كبيرا لتجنب "الرعاية الخارجية" التي من شأنها أن تلحق ضررا أساسيا بحرية عملها، ولذلك باتت العلاقة مع إيران، عبر حزب الله، وثيقة جداً في السنوات الأخيرة، ونتائجها معروفة، والآن يطرح السؤال عن أي طريق ستختاره الحركة، علما بأن هوية البلد المضيف لقيادتها سيساهم في اتجاهها الجديد".
وأضاف أن "ذلك لا يعني بالطبع قطع حماس لعلاقاتها مع إيران، لكن سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستعود للارتباط الأيديولوجي مع جماعة الإخوان المسلمين، لا سيما إن وصلت ضيافتها إلى تركيا أو الجزائر أو بقيت في قطر، وكل ذلك سيؤثر على مسار الحركة".
وختم بالقول أن "التحدي الرابع الذي يواجه حماس في المستقبل القريب يتعلق بالضفة الغربية، فالدعم الواسع الذي تتلقاه في الساحة الفلسطينية لم يتلاش رغم الحرب الدائرة، ولكن يبقى أن نرى العواقب المترتبة على ذلك، لكن الواضح أن الحركة ستسعى للحفاظ على قوتها بالضفة، بل وربما تقويتها، وسيعتمد الكثير على شكل العلاقات التي ستنشأ مع السلطة الفلسطينية".
ويرى هراري أن "إسرائيل ستكون اللاعب الرئيسي في مدى تحقق هذا التحدي الأخير، لأن مخطط السيطرة في القطاع سيؤثر على الكيفية التي ستحاول بها حماس استعادة قوتها، ويجب أن نتذكر أن إسرائيل بذلت قصارى جهدها في السنوات الأخيرة لمنع أي تقدم نحو حل الدولتين، من خلال استمرار الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة، صحيح أنه غير متوقع تغير الموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، لكن إدارة ترامب الثانية تدرس الآن خياراتها، ولذلك ما زال من الصعب، ومن السابق لأوانه تقييم مدى تأثير الأمور على مكانة حماس، واحتمالات تعافيها".