لاجئون من غزة يواجهون الجوع والمرض: "نحن في العصور المظلمة"
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
يعيش مئات الآلاف من اللاجئين في جنوب غزة، في خضم أزمة إنسانية تتفاقم كل ساعة وتدفع كل شبكة أمان ممكنة إلى حافة الهاوية.
يعيش ما يصل إلى 70 شخصاً في فصل دراسي واحد بمدارس الأونروا
وأشارت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى أوضاعهم بالقول: "يغتسلون في مياه البحر الملوثة، وينامون في خيام مكتظة، ويأكلون القليل من الخبز الذي يمكنهم العثور عليه، أو في بعض الأيام لا شيء على الإطلاق".
In Gaza, fleeing refugees face hunger and disease: 'We are in the Dark Ages’ https://t.co/8IUinP82Ww
— BBC News (World) (@BBCWorld) November 12, 2023 أوضاع مأساويةويأتي اللاجئون من شمال غزة هرباً من حملة القصف الإسرائيلية، ويتدفقون على طريق صلاح الدين، الذي يربط الشمال بالجنوب، سيراً على الأقدام بعضهم يحمل القليل من الممتلكات، ولكن معظمهم لا يحمل سوى أطفالهم والملابس التي يرتدونها.
وتوقف عشرات الآلاف في دير البلح، وهي مدينة تقع في وسط قطاع غزة وتقع في المنطقة الآمنة المفترضة، والتي تعرضت لأزمة بسبب تدفق اللاجئين. ويتكدس اللاجئون في دير البلح في مباني المدارس التي أعيد توظيفها على عجل لتصبح ملاجئ للأمم المتحدة، ويعيش ما يصل إلى 70 شخصاً في فصل دراسي واحد، وتحيط بهم فضلات الطعام كما أنه يعج بالذباب.
وقال حسن أبو راشد، وهو حداد يبلغ من العمر 29 عاماً فر مع أسرته من جباليا في مدينة غزة: "إذا أردت أن تتحدث عن الفضاء، فنحن ننام على جانبنا، لأنه لا توجد مساحة كافية للاستلقاء على ظهورنا".
وأضاف "إذا كنت تريد التحدث عن الطعام، نأمل أن نجد بضع شرائح من الخبز يومياً لتناولها. وإذا كنت تريد التحدث عن الصحة، فإن نظام الصرف الصحي في المدرسة معطل. وإذا كنت تريد التحدث عن الأمراض، فهناك جدري الماء والجرب والقمل. إذا كنت تريد التحدث عن حالتنا، فنحن يائسون."
وعند بوابة إحدى المدارس في دير البلح، كان خالد فلفل، وهو أب يبلغ من العمر 42 عاماً، وحيداً ومتوتراً بسبب حاجة محددة للغاية. وقال: "ابنتي البالغة من العمر 21 عاماً معاقة ولا أستطيع الحصول على أي حفاضات لها". علاوة على ذلك، قال إنهما لم يتمكنا من العثور على مياه الشرب أو الطعام حتى الآن في ذلك اليوم.
كتل بشريةوفي تصريحات للشبكة، قال مدير الوكالة في غزة توماس وايت إنه: "قبل بداية هذه الحرب، كانت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونرا)، لديها خطط طوارئ لإيواء 1500 نازح في كل مدرسة. ويبلغ متوسط عدد النازحين في المدارس التي تحولت إلى مأوى الآن 6 آلاف شخص - أي ما مجموعه 670 ألف شخص في 94 مأوى في الجنوب.
وأضاف "لقد غمرتنا الأعداد، هناك أناس في كل مكان. والصرف الصحي مرهق، حيث يبلغ متوسط عدد الأشخاص في كل مرحاض حوالي 125 شخصاً، وحوالي 700 شخص في وحدة الاستحمام. يمكنك أن تشعر بالرطوبة لدى الكثير من الأشخاص المحشورين في هذه المدارس، ويمكنك أن تشم رائحة كتلة البشرية".
وللهروب من ازدحام الفصول الدراسية وساحات المدرسة في دير البلح، يقوم بعض سكانها الجدد بنزهة قصيرة إلى شاطئ البحر وقضاء ساعات النهار هناك.
الصحة العالمية: مستشفيات #غزة تحولت إلى مكان للموت https://t.co/Hd8DrB1GPK
— 24.ae (@20fourMedia) November 12, 2023 عصور مظلمةوكانت عائلة شابة تغسل نفسها وملابسها في البحر، في محاولة لتجنب القمامة العائمة على الماء والمتناثرة على الرمال. وعندما انتهوا، علقوا ملابسهم تحت الشمس. وكانوا في دير البلح لمدة 3 أسابيع.
وقال الأب محمود المتوج (30 عاماً): "يمكنك القول إننا عدنا إلى العصور المظلمة. نحن نستخدم البحر في كل شيء. أن نغتسل، ونغسل ملابسنا، وننظف أدوات مطبخنا، والآن نشرب عندما لا نجد مياهاً نظيفة. نأكل وجبة واحدة فقط كل يوم، ونتوسل إلى الصيادين أن يعطونا سمكة أو سمكتين من أجل الأطفال".
وأضاف محمود، وهو عامل مزرعة من جباليا، أن عائلته فرت من القصف. كان يجلس بجوار طفليه، صبي وفتاة يبلغان من العمر 4 سنوات وسنتين، وزوجته دعاء، مشيراً إلى أن أسرته أمضت اليوم كله على الشاطئ، وذلك جزئياً لانتظار أن تجف ملابسهم، ولكن في الغالب كان لتجنب العودة إلى الخيمة الساخنة في أرض المدرسة التي أصبحت منزلهم المؤقت مع 50 شخصاً آخرين.
مذبحة بحق الشعبوكان خليل الدقران، طبيب الطوارئ البالغ من العمر 55 عاماً والذي عمل في مستشفى الأقصى لمدة 20 عاماً، يتحدث عبر الهاتف مع شبكة "بي بي سي" عندما بدأ وصول جرحى الغارة على طريق صلاح الدين. وصرخ في وسط أصوات الفوضى في الخلفية: "إنهم قادمون الآن، مئات الجرحى، العشرات مصابون في الرأس والأطراف. هذه مذبحة لشعبنا".
واعتذر الدقران وأغلق الخط. وفي وقت لاحق، عندما هدأت الفوضى عاود الاتصال، وبدا محطماً. وقال: "هذه أصعب حرب رأيتها خلال الـ 20 عاماً من عمري. كل يوم يصل الجرحى والقتلى بالعشرات أو المئات. ويأتي أطفال بأطراف مبتورة، علوية وسفلية، مصابون بجروح خطيرة في الرأس".
ومثل المستشفيات الأخرى في جميع أنحاء غزة، كان مستشفى الأقصى يعاني من نقص في كل ما يحتاجه تقريباً للعمل. وأضاف الدقران "نحن نصنع الأسرة من المنصات الخشبية، ونفتقد ما يقرب من 90% من الأدوية، لقد نفد كل شيء من صواني غرفة العمليات إلى أجهزة تثبيت الكسور، وفي وحدة العناية المركزة سنفقد المرضى قريباً لأننا ببساطة لم يعد بإمكاننا إبقائهم على قيد الحياة".
ملاجئ متداعيةومع اشتداد الهجمات الجوية والبرية التي تشنها إسرائيل على شمال غزة، يستمر الناس في التدفق عبر طريق صلاح الدين إلى دير البلح وجميع مدن وسط وجنوب غزة.
ولكن في العديد من الملاجئ المدرسية، لم يعد هناك مكان. ولذلك يقوم اللاجئون ببناء ملاجئ متداعية على جوانب المباني، حريصين على أن تكون قريبة قدر الإمكان من علم الأمم المتحدة على أمل الحماية من غارة جوية، ولكن مفتوحة أمام العناصر مع تدهور الطقس.
وقال مدير الأونروا في غزة، توماس وايت: "يعيش الناس بشكل متزايد في العراء". وأضاف "في الوقت الحالي يكون الجو دافئاً بشكل ملحوظ في شهر نوفمبر(تشرين الثاني)، ولكن بحلول يوم الأربعاء المقبل نتوقع حلول الطقس البارد، سوف يتعرض الناس للخطر بشكل كبير".
ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، علياء زكي للشبكة: " نفدت كل الإمدادات الأساسية في كل متجر يقدم الغذاء لسكان غزة بموجب برنامج مساعدات برنامج الأغذية العالمي".
وأضافت أن "المخابز لا يتوفر لديها غاز لصنع الخبز، وهناك موجة محتملة من سوء التغذية في دير البلح وفي جميع أنحاء غزة"، وتابعت "الناس لا يأكلون ما يكفي ليكونوا أصحاء، وبالتالي تضعف أجهزتهم المناعية. إنهم يصطفون لمدة 5 أو 6 ساعات للحصول على الخبز ويعودون خالي الوفاض".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی دیر البلح من العمر
إقرأ أيضاً:
العراق بالمرتبة(70)عالمياً بمؤشر الجوع العالمي
آخر تحديث: 22 دجنبر 2024 - 10:32 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- احتل العراق المرتبة 70 بمؤشر الجوع العالمي خلال العام 2024، بعد أن كان يحتل المرتبة 64 العام الماضي حسب منظمتي Welthungerhilfe و Worldwide Concern الألمانية.وأظهر جدول أعدته المنظمتين، أن العراق احتل المرتبة 70 بحصوله على 14.9 نقطة من أصل 125 دولة مدرجة بالجدول، مرتفعا ست مراتب عن عام 2023 وهو بالتالي يدخل في خانة الجوع المعتدل، وأضاف أن “العراق ارتفع فيه مؤشر الجوع بعد ان وصل في عام 2000 إلى 22.9 نقطة لينخفض في عام 2008 الى 19.8 نقطة، ومن ثم انخفض عام 2016 الى 14.3 نقطة، والى 13.8 نقطة في عام 2023 ومن ثم ارتفع الى 14.9 في عام 2024.وقسم المؤشر الجوع إلى خمس فئات تبين مدى معاناة الدول، وجاءت الفئة الأولى باللون الأخضر من صفر الى 9.9 نقطة وهي الدول التي لا تعاني من الجوع وسميت بـ “الواطئة” وجاءت الفئة الثانية بين 10 إلى 19.9 نقطة وهي فئة “المعتدلة”، وجاءت الفئة الثالثة ما بين 20 نقطة الى 34.9 نقطة وهي الفئة التي سميت بـ “الجادة” وجاءت الفئة الرابعة ما بين 35 نقطة الى 49.9 نقطة وهي الفئة التي سميت التي تنذر بـ “الخطر” وجاءت الفئة الخامسة ما بين 50 فأعلى والتي سميت بـ “المقلقة للغاية”.عربياً، جاءت الكويت ومن ثم الإمارات وتونس والجزائر والسعودية ولبنان والمغرب وعمان على الترتيب ضمن مؤشرات الجوع ذات الفئة الواطئة، تليها الاردن مصر والعراق وليبيا على الترتيب ضمن الفئة المتوسطة او المعتدلة، وجاءت مورتانيا وجيبوتي والسودان وسوريا ضمن فئة التي تنذر بالخطر وجاءت اليمن والصومال ضمن فئة المقلقة للغاية.عالمياً، احتلت بيلاروسيا والبوسنة وتشيلي والصين وكوستاريكا وكرواتيا واستونيا وجورجيا المراتب الاولى في قائمة أقل الدول بمؤشر الجوع العالمي، فيما تذيلت كل من جنوب السودان الترتيب العالمي بأعلى مؤشر للجوع العالمي، تلتها بوروندي والصومال.