صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-21@14:39:59 GMT

البرهان و الفرصة الأخيرة !!

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

البرهان و الفرصة الأخيرة !!

صباح محمد الحسن

الإستمرار في التصعيد هو أحد الأساليب التي تستخدمها قيادات النظام البائد لعرقلة الحل السياسي، فعندما أرادت أن تهزم الإطاري لم تجد حلا سوى إشعال الحرب فليس المهم أن يموت الشعب السوداني او يدمر الوطن، المهم أن لايعود الحكم المدني من جديد، هذا هو السبب المباشر الذي دفعها لخطوة الإنتحار وإشعال نيران الحرب والفتنة التي حرقت معها تاريخها ومستقبلها السياسي.

والآن تحاول قيادات النظام البائد أن تقف عائقا للحيلولة دون بناء الثقة بين طرفي الصراع والعمل على منع تنفيذ إجراءات تكوين الآلية المشتركة ووقف حدة الخطاب الإعلامي.

لذلك أن عودة الفريق البرهان إلى البلاد يجب أن يليها تنفيذ البند المتعلق بإعادتهم إلى السجون وهذه هي فرصته الأخيرة وان عجز عن ذلك فالفلول هي التي ستقوم بإرسال البرهان إلى السجن !! ومع ذلك لن يستطيعوا أن يوقفوا قطار السلام.

كما أن قراره أيضا سيكون الحد الفاصل الذي يقف بينهم و خيار الحل عبر دخول القوات الدولية لحماية المدنيين وفرض مزيد من العقوبات على الأفراد الذين يؤججون الصراع ويعرقلون السلام ويرتكبون الانتهاكات ضد المدنيين.

فمن قبل قالت أمريكا انها تبحث عن (صيغة جديدة) عندما علق الجيش مشاركته في التفاوض، ووضحت هذه الصيغة جلية هذه المرة عندما عادت للتفاوض دون أن تضع الهدنة شرطا لإستمراريته، وهذه كانت أولى الضربات الموجعة للفلول التي كانت تخرق الهدنة في أول ساعة للتفاوض، لذلك قالت الوساطة انها تستأنف عملية التفاوض مع استمرار العمليات العسكرية إذن تلاشت أقوى الأسباب لتدخل الفلول لعرقلته.

ولم تكتف بذلك منعت الوساطة ممثل الخارجية السودانية من المشاركة وعندما طلبت الخارجية المشاركة بحجه انها المسئولة عن دخول المعونات ردت الوساطة أن المانحين هم الذين يقوموا بتوزيع المساعدات وهنا قطعت الوساطة الخط الناقل لما يدور داخل القاعة بين الوفد والفلول.

إذن أن القيادات الإسلامية الآن كل قدرتها وامكانياتها أن تقوم بالإحتجاج على الأرض فقط لكنها لن تستطيع هزيمة التفاوض هذه المرة، وهذا يؤكد أن القرار قرار مؤسسة وان الوفد المتواجد الآن في السعودية يمثل الجيش وان قرار عودته ليس بيد البرهان وكرتي وهذه هي الصيغة الجديدة التي تحصن الإتفاق من الإنهيار.

طيف أخير:
ونبكي الوطن مرتين الرحمة والمغفرة والعتق من النار للفنان الموسيقار محمد الأمين.

نقلاً عن صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

لعبة المصالح ودماء الأبرياء

ما يجري اليوم في السودان ليس مجرد اشتباك عسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل هو مشهد أعقد بكثير؛ مشهد تُرسم ملامحه في الغرف المغلقة، وتُكتب فصوله بدماء الأبرياء على الأرض. في قلب هذا المشهد يقف عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، ممسكًا بخيوط اللعبة، مدفوعًا بطموح لا سقف له للانفراد بالسلطة، ولو كان الثمن تفكيك المؤسسة العسكرية نفسها.
في الظاهر، يبدو أن الجيش يخوض معركة "استعادة الدولة"، لكن القراءة المتأنية لتحركات البرهان الأخيرة تكشف عن أجندة مزدوجة: مواجهة قوات الدعم السريع من جهة، وتفكيك البنية الصلبة للإسلاميين داخل الجيش من جهة أخرى. هذا التيار، الذي شكّل لعقود مركز ثقل داخل المؤسسة العسكرية، بات عبئًا سياسيًا وأمنيًا على طموحات البرهان الشخصية، فاختار تصفيته بأسلوب ناعم لكنه قاتل: الزج بالقيادات والعناصر المحسوبة على الإسلاميين في الخطوط الأمامية، في معارك تُخاض بلا غطاء جوي وبإمدادات محدودة، ضمن تكتيكات واضحة لـ"الاستنزاف الذكي".
الانسحاب "المفاجئ" لقوات الدعم السريع من العاصمة لم يكن هروبًا تكتيكيًا بقدر ما كان انعكاسًا لاتفاق غير معلن، أُتيح بموجبه لتلك القوات التمركز في "حواضنها الاجتماعية" بدارفور وكردفان، بينما تُركت وحدات صغيرة في غرب أم درمان تؤدي دورًا وظيفيًا في إرباك المشهد ومنع استقرار العاصمة. هكذا، أُعيد توجيه المعركة نحو أطراف البلاد، لا سيما في الفاشر، حيث تدور معارك طاحنة تفتقد للتوازن العسكري، وتبدو أشبه بمصيدة سياسية.
في خضم هذه الحسابات، يغيب المواطن السوداني، الذي يُساق يوميًا إلى جبهات الموت، ويخسر كل يوم مزيدًا من الأمل في انفراج قريب. كما يغيب الخطاب الوطني الجامع، ليُستبدل بخطابات التخوين والتجييش الإعلامي، التي تسهّل على أصحاب المصالح تمرير أجنداتهم دون مقاومة حقيقية. وفي ظل هذا الصراع، يعيش المواطن معاناة يومية مريرة؛ انعدام الأمن، نقص الغذاء والدواء، وانهيار الخدمات الأساسية. صار الموت والجوع والنزوح واقعًا معتادًا، بينما تتصارع النخب على السلطة وتغيب الحلول.
النتيجة؟ بلاد تُستنزف على جبهتين: جبهة الموت المجاني، وجبهة التآكل الداخلي في مؤسسات الدولة، خصوصًا الجيش. أما الحقيقة، فتُغلّف بالشعارات، ويُحجب عنها الضوء وسط ضجيج المعارك. ما يجري هو تثبيت لسلطة فرد على حساب وطن بأكمله، يُراد له أن يبقى في دوامة الدم والمصالح حتى يستنزف كل طاقاته.
وفي النهاية، يظل السؤال الأكبر معلقًا: إلى متى سيبقى الشعب السوداني رهينة لعبة المصالح بين جنرالات يتقنون فن التضحية بالجميع، إلا أنفسهم?

محمد الامين حامد

rivernile20004@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • لعبة المصالح ودماء الأبرياء
  • رحاب الجمل: عندي 51 سنة.. وإخفاء السيدات لأعمارهن موروث اجتماعي سيئ
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة
  • لماذا الإشاعة بتعيين الدكتور إيلا
  • الوساطة العُمانية.. الدور والمُمكِّنات
  • محمد عبدالرحمن يكشف تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة سليمان عيد
  • رامز جلال يبدأ تصوير “بيج رامي”.. وهذه قائمة أبطاله الكاملة
  • الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غير مفتوحة... ولن نسمح بنزع سلاحنا
  • عاجل. الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الديبلوماسي غير مفتوحة... ولن نسمح بنزع سلاحنا
  • نعيم قاسم: الفرصة التي نمنحها للدبلوماسية ليست مفتوحة