“تليغراف”: المصريون يطردون أشهر الشركات بسبب إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
مصر – نشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية تقريرا عن المقاطعة التي يتبعها المصريون لمنتجات الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، وبينها “كوكاكولا” و”ستاربكس” و”ماكدونالدز” وغيرها.
وأفادت الصحيفة بأن المصريين بمقاطعتهم طردوا كوكا كولا وماكدونالدز وستاربكس ودومينوز بيتزا، مما أفسح المجال للعلامات التجارية المحلية مثل صانع المشروبات الغازية سبيرو سباتس.
وشرحت الصحيفة البريطانية أن العلامات التجارية الأمريكية والأوروبية تتعرض لمقاطعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يلجأ المستهلكون إلى البدائل المحلية احتجاجًا على دعم الحكومات الغربية لإسرائيل وسط الحرب على غزة.
واستهدفت حملات المقاطعة بعض العلامات التجارية الأكثر شهرة في أمريكا، بما في ذلك ماكدونالدز وستاربكس وكوكا كولا ودومينوز بيتزا، إلى جانب بوما الألمانية وسلسلة متاجر كارفور الفرنسية.
وتمكن قطاع كبير من الشعب المصري من استخدام “سلاح المقاطعة”، وتسبب في تكبيد شركات عالمية خسائر فادحة بسبب دعمها لإسرائيل في الحرب على غزة.
وأثرت حملة مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل بشكل كبير على حركة مبيعات كبرى الشركات العالمية، مما تسبب في تراجع حصصها البيعية داخل السوق المصرية، ووصول بعضها لخسائر فادحة نتيجة المقاطعة من قبل المواطنين والدعوات المستمرة على صفحات السوشيال ميديا طوال الأسابيع الماضية.
ولجأت تلك الشركات خلال فترة تراجع مبيعاتها للتفكير بكيفية جذب المواطنين لشراء منتجاتهم مرة أخرى، من خلال تقديم عروض تنافسية فيما بينهما، حيث وصلت العروض إلى تخفيضات لأول مرة تقدم للجمهور، ومن أبرز تلك المنتجات مصانع اريال وبرسيل وباقي المنتجات المتخصصة في مجالات متعددة.
وانضمت أيضا شركات أخرى متخصصة في مجال الأغذية والماركات العالمية في الأجهزة الكهربائية، كما جاء من بين تلك المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية ومياه الشرب والشاي، ومنظفات ومساحيق غسيل ومنتجات شعر، بنسب تخفيضات مختلفة وفقا لكل شركة.
المصدر: تليغراف
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
شبكة شركات عالمية تدعم الاحتلال.. كيف أثرت عليها المقاطعة؟
كشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تواطؤ العديد من الشركات العالمية البارزة والعملاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما عملت حملات المقاطعة التي انتشرت عالميا على التذكير بتاريخ هذا الدعم الذي يعود إلى عقود طويلة.
وتعود أصول هذا الدعم في بعض الحالات إلى السنوات الأولى من تأسيس دولة الاحتلال، وبعضها إلى السنوات الأخيرة، نظرا للمحاولات الإسرائيلية في الاندماج الدولي و"تلميع" صورتها أمام العالم بسبب الجرائم التاريخية والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
في هذه المادة المطولة عملت "عربي21" على رصد التاريخ الممتد لبعض أبرز الشركات العالمية التي تتعاون مع الاحتلال في مختلف المجالات، وتم اختيارها بناء على مدى انتشارها في العالم العربي واستخدام منتجاتها وخدماتها.
يونيليفر - Unilever
شركة إنجليزية هولنديّة عملاقة للمنتجات الاستهلاكيّة المنزليّة، وتنتشر منتجاتها في أكثر من 190 دولة، ومن ضمنها "إسرائيل"، وتمتلك علامات تجارية بارزة منها: "كومفورت، وصن سيلك، وريكسونا، وكلوز آب، ووالز"، إضافة إلى "آكس، ولايف بوي، ودوف، وفازلين، وكنور، وبين آند جيري".
بدأت يونيليفر نشاطها التجاري في حيفا عام 1938، مع توفير فرص عمل للمهاجرين اليهود إلى فلسطين، ثم أنشأت سنة 1969 فرعا لها رسميا في الأراضي المحتلة باسم "يونيليفر - إسرائيل".
في عام 1996 قامت شركة "ويتكو - Witco"، وهي إحدى الشركات الرائدة في العالم في مجال موادّ التنظيف ومستحضرات التجميل والبلاستيك وغيرها، ببيع حصّتها في فرعها الإسرائيلي إلى يونيليفر، بحسب موقع "إيه دبل يو انسايتس".
أما في نهاية التسعينيّات، اشترت يونيليفر العلامة التجاريّة "فانتاستيك - Fantastik" من شركة "Chemicals Kedem" الإسرائيليّة مقابل 11 مليون دولار، واتّفقتا على إنشاء شركة موحّدة لإنتاج المنظّفات والكيماويّات، بحسب صحيفة "غلوبس".
في عام 2001، استحوذت يونيليفر، على شركة "بيغل بيغل - Bagel-Bagel" الإسرائيلية للمسليات والمخبوزات جزئيا، ثم استحوذت على معظم أسهم الشركة، التي عملت في المستوطنات لسنوات طويلة.
وبسبب انتقادات العمل في المستوطنات صرحت الشركة عام 2008 أنها ستسحب استثماراتها من المصنع المبني بشكل غير قانوني على أراض صودرت من الفلسطينيين في مستوطنة "أرييل" بالضفة الغربية، ولكن عكس ما كانت تزعم، أصبحت الشركة في عام 2010 المالك الوحيد للشركة الإسرائيلية بعد شراء باقي الحصص، بحسب صحيفة "الغارديان".
وفي عام 2013، أبلغت شركة Unilever المنظمة الهولندية غير الحكومية "المدنيون المتحدون من أجل السلام" (UCP) أن الشركة لم تعد تدير مصنع شركتها التابعة بيغل بيغل في المستوطنات ونقلت خطوط الإنتاج إلى مصنع يونيليفر في صفد، داخل الأراضي المحتلة عام 1948، إلا أن ذلك جاء بعد الحصول على منحة حكومية إسرائيلية كبيرة لفتح مصنع جديد، بحسب منظمة "هوو بروفتس".
وفي عام 2010، قامت شركة "ستاروس - Strauss" الإسرائيليّة، وهي أكبر شركة لتصنيع البوظة في "إسرائيل"، ببيع 39 بالمئة إضافيّة من قيمتها إلى يونيليفر، فرفعتْ حصّة الأخيرة إلى 90 بالمئة منها، بحسب صحيفة "غلوبس".
ولعل أبرز المواقف الحديثة التي أظهرت دعم شركة يونيليفر لـ "إسرائيل"، هو ما حدث على مدار أكثر من عام من خلال استمرار قضية شركة المثلجات العالمية "بين آند جيري - Ben & Jerry's" المملوكة من قبلها في تصدر مشهد حراك مقاطعة "إسرائيل".
كيف بدأت القصة؟
في تموز/ يوليو 2021، أعلنت "بين آند جيري" أنها ستتوقف عن بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة (الأراضي المحتلة عام 1967)، لاعتبارات أخلاقية، فيما علق رئيس وزراء الاحتلال حينها، نفتالي بينيت، بقوله إن "المقاطعة لن تنجح وسنقاتلها بكل قوة".
Ben & Jerry’s will end sales of our ice cream in the Occupied Palestinian Territory. Read our full statement: https://t.co/2mGWYGN4GA pic.twitter.com/kFeu7aXOf3 — Ben & Jerry's (@benandjerrys) July 19, 2021
وتضمن بيان الشركة عبارات: "نسمع أيضًا ونعترف بالمخاوف التي يشاركنا بها معجبونا وشركاؤنا الموثوق بهم، بشأن العمل في المستوطنات، ولدينا شراكة طويلة الأمد مع الوكيل الذي يصنع آيس كريم بن آند جيري في إسرائيل ويوزعه في المنطقة، لكننا أبلغناه بأننا لن نجدد اتفاقية الترخيص عندما تنتهي صلاحيتها".
ولدى الشركة، ومقرها الولايات المتحدة، تاريخ من النشاط السياسي، وعند شرائها من قبل شركة "يونيليفر" العملاقة في مجال السلع الاستهلاكية، ومقرها بريطانيا، سمح لـ"بن أند جيري" بالإبقاء على مجلس إدارة مستقل للإشراف على مهمّتها الاجتماعية.
وفي بيان لها في عام 2015، أكدت الشركة أن مرفق التصنيع ومحلين للبيع يتواجدون خارج الأراضي المحتلة عام 1967، وذلك جنوب تل أبيب مباشرة، إلا أن المنتجات كانت تباع في المحلات داخل المستوطنات بالضفة الغربية، والتي وصفها مجلس الأمن الدولي بأنها انتهاك صارخ بموجب القانون الدولي.
واعتبر الوكيل الحصري للشركة في "إسرائيل" أن "هذا إجراء غير مسبوق من قبل شركة يونيليفر - مالكة بن آند جيري العالمية"، مضيفًا "ندعو الحكومة الإسرائيلية والجمهور المستهلك إلى عدم السماح بمقاطعة إسرائيل".
وخلّف قرار الشركة ردود فعل سياسية أيضا داخل "إسرائيل" وعلق رئيس الوزراء حينها، نفيتالي بينيت، على القرار قائلا: "الأيس كريم كثير لكن لدينا دولة واحدة، هذا قرار خاطئ أخلاقيًا وأعتقد أنه سيتضح أيضًا أنه خاطئ تجاريا.. المقاطعة لن تنجح وسنقاتلها بكل قوة".
גלידות יש הרבה, מדינה - יש לנו רק אחת.
בן אנד ג׳ריס החליטה למתג את עצמה כגלידה אנטי-ישראלית.
זו החלטה שגויה מוסרית ואני מאמין שתתברר גם כשגויה עסקית.
החרם על ישראל- דמוקרטיה מוקפת איי טרור - משקף אובדן דרך מוחלט.
החרם לא עובד ולא יעבוד ונילחם בו בכל הכח. — Naftali Bennett נפתלי בנט (@naftalibennett) July 19, 2021
الحملات ضد الشركة
بعد القرار الأول بفترة قصيرة، أعلنت العديد من الولايات الأميركية أنها ستسحب مئات الملايين من الدولارات المدرجة كإستثمارات لدى شركة "بين آند جيري" وشركتها الأم يونيليفر.
في أيلول، سبتمبر 2021، ذكر مسؤول بوزارة الخزانة في ولاية نيوجيرسي، أنه من المنتظر سحب 182 مليون دولار من أسهم وأصول في شركة يونيليفر مملوكة لصناديق معاشات التقاعد التابعة للولاية بسبب قيود على المبيعات في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها "إسرائيل".
When Ben & Jerry’s and Unilever decided to participate in the antisemitic BDS movement, New Jersey had to respond, and we have.
Now, Unilever will have $182 million in stocks and bonds pulled and be placed on New Jersey’s Prohibited Investment List.https://t.co/MyNOSEnCeL — Rep Josh Gottheimer (@RepJoshG) December 10, 2021
كما أعلنت ولاية أريزونا في ذلك الوقت أنها سوف تسحب أيضًا تمويلها لشركة “بن آند جيري”، وأن سبع ولايات أخرى أطلقت مراجعات يمكن أن تؤدي إلى نتائج مماثلة.
وحينها، قال وزيرة المالية بالولاية، كيمبرلي يي: إن الإجراء سينطبق أيضا على الشركة الأم يونيليفر، فيما سيكون سحب استثمار قيمته 143 مليون دولار من شركة السلع الاستهلاكية متعددة الجنسيات.
Thank you Arizona Free News @AZFreeNews for covering Arizona's national leadership in divesting from woke companies. "Arizona Treasurer Inspired National Movement to Divest Companies Boycotting Israel." Read article here: https://t.co/yt9IdgJ03H — Kimberly Yee (@KimberlyYeeAZ) September 2, 2022
بينما صوت مجلس سياسة الاستثمار في ولاية إلينوي، على عدم حيازة أسهم يونيليفر، ليتم إضافتها إلى قائمة "الكيانات المحظورة" في الولاية، بسبب قرار الشركة وقف بيع مثلجات بين آند جيري لـ "إسرائيل".
An Illinois board overseeing state employee pension funds voted to bar funds from holding @Unilever shares due to sales limits by the @benandjerrys ice cream brand in Israel, joining at least five other US states moving to restrict the stock.https://t.co/NeUJVZH1c9 — The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) December 23, 2021
محاولات احتواء القضية
في بداية الأزمة حاولت الشركة الأم التوجه إلى الاحتواء في بيان عام جاء فيه الإشارة إلى أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو وضع معقد وحساس للغاية، وكشركة عالمية، تتوفر علامات يونيليفر التجارية في أكثر من 190 دولة وفي كل منها أولويتنا هي خدمة المستهلكين بالمنتجات الأساسية التي تساهم في صحتهم ورفاهيتهم ومتعتهم".
وأضافت أنها "تفتخر بعملها في الأراضي المحتلة وأن فرعها الإسرائيلي يوظف حوالي ألفي شخص، وأن لديها أربعة مصانع هناك، وتعمل مع شبكة تضم حوالي ألفين من الموردين المحليين ومقدمي الخدمات، كما أنها استثمرت حوالي 250 مليون يورو على مدى العقد الماضي في أعمالها في "إسرائيل".
وأشارت الشركة إلى طبيعة علاقتها مع بين أند جيري قائلة: "استحوذنا على الشركة في عام 2000. وكجزء من الاتفاقية، أدركنا دائمًا حق العلامة التجارية ومجلس إدارتها المستقل في اتخاذ قرارات بشأن مهمتها الاجتماعية، ونرحب بحقيقة بقاء بن وجيري في إسرائيل" (باعتبار أن القرار هو الانسحاب من المستوطنات فقط).
وبعد مرور عام تقريبًا على القضية، وفي حزيران/ يونيو 2022، قالت شركة يونيليفر إنها توصلت إلى اتفاق يسمح لأعمال بن آند جيري لبيع الآيس كريم بالاستمرار في البيع في "إسرائيل" والمستوطنات.
وكان ذلك من خلال بيع الفرع الإسرائيلي لعلامة الآيس كريم مقابل مبلغ لم يكشف عنه إلى "آفي زنجر"، وهو المرخص الإسرائيلي (الوكيل) للعلامة التجارية في "إسرائيل".
Avi Zinger, 70, a small-town factory owner, bought the local license to the famed Ben & Jerry's ice cream brand from Unilever and plans on selling it in the occupied West Bank, against the will of original co-founders Ben Cohen and Jerry Greenfield.https://t.co/R8jVAPvfwh — The Forward (@jdforward) July 8, 2022
تعد عملية البيع لشركة "آفي زنجر" بمثابة التجاوز الفعلي لقرار مجلس إدارة بين آند جيري المستقل، لتواصل الشركة الأم والفرع الإسرائيلي بيع المنتجات بأسماء عبرية وعربية فقط في الأراضي المحتلة عام 1948 و1967.
Unilever reaches deal to keep selling Ben & Jerry's ice cream in Israel https://t.co/CISRlmrW4G — CNBC (@CNBC) June 29, 2022
هذا القرار لقي حالة واسعة من الترحيب في "إسرائيل"، إذ أشاد وزير خارجية الاحتلال حينها يائير لبيد، بجهود شركة "يونيليفر" لحل النزاع، قائلا: "معاداة السامية لن تهزمنا، ولا حتى عندما يتعلق الأمر بالآيس كريم، سنحارب نزع الشرعية وحملة المقاطعة في كل ساحة، سواء في الساحة العامة، في المجال الاقتصادي أو في المجال الأخلاقي".
تمسك بالموقف
رغم كل ذلك، أكدت شركة بين آند جيري في أكثر من مناسبة على ثبات موقفها، إذ اتجهت للقضاء بعد فشل جولة مباحثات أولى مع شركتها الأم يونيليفر بشأن النزاع حول بيع الأعمال التجارية لمنتجات في "إسرائيل" إلى مرخص له محليا.
We continue to believe it is inconsistent with Ben & Jerry's values for our ice cream to be sold in the Occupied Palestinian Territory.
(????3/3) — Ben & Jerry's (@benandjerrys) June 29, 2022
وفي آب/ أغسطس 2022، قضت المحكمة الجزئية بمانهاتن أن بن آند جيري لا تستحق إصدار أمر قضائي يوقف بيع وحدتها لزينجر، لأنها لم تنجح في إثبات أنها ستعاني من ضرر لا يمكن إصلاحه، وهو ما لم تقبله الشركة أيضا، مستمرة بموقفها الرافض للعمل للمستوطنات، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" حينها.
A federal judged rejected Ben & Jerry's attempt to prevent its parent Unilever from selling its Israel business to a West Bank licensee, Avi Zinger https://t.co/fVpeZt2moM pic.twitter.com/22bxxK4LmQ — Reuters Legal (@ReutersLegal) August 22, 2022
لم تستسلم الشركة، وعادت لتؤكد أنها تخطط لتقديم شكوى منقحة في محكمة نيويورك الفيدرالية، وذلك بعد قرار محكمة مانهاتن، وبذات الهدف وهو وقف بيع أصولها إلى شركة إسرائيلية، للمحافظة على قرارها بوقف العمل في المستوطنات، بحسب وكالة "بلومبيرغ".
Ben & Jerry's, Unilever fail to resolve Israeli dispute https://t.co/sy1Jk6QX9C pic.twitter.com/FsqzIFe2dn — New York Post (@nypost) August 1, 2022
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2022، أعلنت يونيليفر أن نزاعها مع فرعها بين آند جيري بشأن بيع مثلجاتها في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، تم حله، دون إضافة أي تفاصيل.
بينما أوضحت متحدثة باسم شركة يونيليفر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن "شروط الاتفاق سرية".
Fortune: Unilever has settled its battle with Ben & Jerry’s over West Bank ice cream—but the minefield of doing business in Israel remainshttps://t.co/ndSDehgH87 — Lara Friedman (@LaraFriedmanDC) December 16, 2022
في نهاية ذات الشهر، أعلنت الشركة إنهاء أعمالها بالكامل في "إسرائيل" والاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، رغم الضغوط الهائلة التي تعرّضت لها من قبل شركتها الأم، واللوبي الصهيوني، وهو ما ثمنته حركة المقاطعة.
تأثير المقاطعة
أعلنت يونيليفر في شباط/ فبراير 2024، أن مبيعاتها انخفضت بنسبة 15 بالمئة في إندونيسيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، قائلة بشكل صريح إن المبيعات تأثرت لأن "المستهلكين تجنبوا العلامات التجارية للشركات المتعددة الجنسيات استجابة للوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط".
وقاطع المستهلكون في البلدان ذات الأغلبية الإسلامية، مثل إندونيسيا، التي تضم أكثر من 200 مليون مسلم، الشركات الغربية بسبب ما يؤكدون أنه شركات تدعم أو ترتبط بحرب "إسرائيل" على غزة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر هاين شوماخر: "في إندونيسيا شهدنا انخفاضا في المبيعات بنسبة مزدوجة الرقم في الربع الرابع حيث تأثرت مبيعات العديد من الشركات المتعددة الجنسيات بحملات موجهة للمستهلكين تركز على الجغرافيا السياسية".
في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أعلنت شركة "بي تي يونيليفر إندونيسيا" عن انخفاض بنسبة 18 بالمئة على أساس سنوي في المبيعات إلى 8.4 تريليون روبية (537 مليون دولار أمريكي) في الربع الثالث من هذا العام، مما تسبب في انخفاض صافي ربحها بنسبة 62 في المائة على أساس سنوي إلى 543 مليار روبية (34 مليون دولار).
وألقت الشركة باللوم جراء ذلك على "الركود وعدم اليقين في الأسعار"، والذي أثر على مبيعات الموزعين، فضلا عن التخفيضات من قبل المستهلكين، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا جاكرتا بوست".
ونتيجة ذلك، كشف رئيس الشؤون المالية في يونيليفر إن الشركة ستجري تغييرات "جذرية" في إندونيسيا مع مقاطعة المستهلكين للعلامات التجارية المتعددة الجنسيات ردا على الحرب في غزة وتفاقم مشاكل التوزيع الحالية التي تواجهها.
وفي بورصة هولندا، تراوح مؤشر الشركة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى نهاية حزيران/ يوليو 2024، ما بين 45 حتى 51، ثم عاد للارتفاع حتى وصل 50 في أيلول/ سبتمبر 2024.
أما في بورصة لندن فإن المؤثر تراوح ما بين 3900 حتى 4300، خلال ذات الفترة، ثم ارتفع حتى وصل إلى 4900 في أيلول/ سبتمبر 2024.
نستله - Nestle
شركة سويسريّة متعدّدة الجنسيّات، مملوكة أيضا من فرعي شركة يونيليفر في هولندا وبريطانيا، تأسّستْ عام 1866 على يد الصيدليّ الألمانيّ هنري نستله، وتُعد أكبرَ شركة للأغذية في العالم من حيث المداخيل، ومن أبرز علاماتها التجاريّة: سيريلاك، ونسكويك، ونستله بيور لايف، ورقائق الذرة نستله، وتريكس، ونسكافيه، وكوفي ميت، إضافة إلى نيدو، ونسبرسو، وماكنتوش كواليتي ستريت، وكيت كات، وماجي، وغيرها العشرات من المنتجات الشهيرة.
بدأت نستله الاستثمار في "إسرائيل" عام 1995 حين اشترت 10 بالمئة من شركة "أوسم - Osem"، إحدى أكبر الشركات الإسرائيليّة لصناعة الأغذية وتوزيعها، وبعد ثلاثة أعوام زادت حصّتَها إلى 47 بالمئة، أما بحلول 2001 باتت تملك ما يقارب 59 بالمئة.
وفي عام 2013 أصبحت النسبة 63.8 بالمئة بعد أن باعها رئيسُ أوسم حصّته، وأخيرا في عام 2016 أعلنت شراء كامل أسهم أوسم بقمية 840 مليون دولار، بحسب صحيفة "غلوبس" ووكالة "رويترز".
أما في عام 2009 اشترت 51 بالمئة من شركة "ماتيرنا - Materna" الإسرائيلية، ومع حلول عام 2017 اشترتها بالكامل، بحسب "غلوبس".
وفي 2020 قامت الشركة بتأسيس مركز ابتكار في مجال التكنولوجيا الغذائية بهدف "تسهيل التعاون مع الشركات الإسرائيلية الناشئة بمجال تكنولوجيا الطعام، ومساعدة رواد الأعمال الإسرائيليين على التواصل مع علماء الشركة ومنشآتها عالميًا"، بحسب موقع "كالكاليست".
وحصل المدير التنفيذي السابق لنستله سابقا، بيتر برابيك - ليتمات على جائزة اليوبيل الفضي الإسرائيلي، وهو أهم تكريم تقدمه الحكومة الإسرائيلية للأطراف التي تعمل على دعم النشاطات الإسرائيلية في كل المجالات.
إضافة إلى ذلك، أكدت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" أن نستله تمتلك 9 مصانع في "إسرائيل"، يتعرض العاملون الفلسطينيون فيها إلى معاملة غير إنسانية، وتمييز عنصري واضح، في تأكيد على دور الشركة في دعم الاحتلال وعنصريته.
مقاطعة سابقة
في أبرز الاستجابات العربية السابقة لمقاطعة شركة نستله، كان نادي الوحدات الأردني لكرة القدم من السباقين في ذلك، وتحت ضغط الجماهير وبعد نداء حركة المقاطعة، أعلن فسخ عقد رعايته مع الشركة بعد ثبوت علاقتها مع شركة "أوسم" الإسرائيلية.
وتوسعت "نستله" برعاية الرياضة الأردنية، بعد توقيعها اتفاقية رعاية بطولة كأس الأردن مع الاتحاد الأردني لكرة القدم عام 2007، مما سمح لها بدخول ملاعب الكرة من أوسع أبوابها، إذ تبعها سلسلة تعاقدات مع أندية محلية، أبرزها الوحدات والفيصلي.
وكان نادي الوحدات، أحد المؤسسات الأردنية الموقعة على بيان "الأردن تقاطع" الخاص بمقاطعة الاحتلال ورفض التطبيع معه، بحسب حركة المقاطعة في الأردن.
ويعتبر نادي الوحدات أحد أقطاب رياضة كرة القدم بالأردن، ويمثل النادي مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين الذي تأسس عام 1956 وظل تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حتى عام 1966، قبل أن ينضم إلى وزارة الشباب والرياضة الأردنية.
تأثير الحرب
بعد بدء حرب الإبادة الحالية ضد قطاع غزة، أعنلت الشركة إنها "أغلقت مؤقتا" أحد مصانعها للإنتاج في "إسرائيل" كإجراء احترازي، لتصبح أول شركة عملاقة للمنتجات الاستهلاكية تتخذ إجراء يتعلق بالحرب.
وأوقفت عدة شركات عالمية مؤقتا بعض عملياتها في "إسرائيل" وطلبت من موظفيها العمل من المنزل بعد أن بدأ التصعيد في غزة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال مارك شنايدر الرئيس التنفيذي لشركة نستله في اتصال مع الصحفيين بشأن الأرباح "نركز على سلامة زملائنا وموظفينا. ليس لدي أي تعليق على تطور الأعمال... اتخذنا الإجراءات الاحترازية اللازمة".
وتأثرت سلبا مبيعات شركة يونيليفر البريطانية، التي يندرج تحت مظلتها عدة شركات عملاقة لسلع استهلاكية وغذائية، من ضمنها مجموعة نستله، في الربع الرابع من عام 2023، بحسب ما أعلنت الشركة في شباط/ فبراير 2024.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نستله في الشهر ذاته: إن الشركة ترصد "ترددا بين المستهلكين وتفضيلا للعلامات التجارية المحلية في الشرق الأوسط"، وذلك بعد بدء الحرب ضد قطاع غزة.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، قالت الشركة إنها "تعمل على تجديد القيادة العليا وهيكلها التشغيلي، حيث خفضت توقعات مبيعاتها للعام بأكمله بعد نمو المبيعات الأساسية الأضعف من المتوقع في تسعة أشهر".
ومن تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى مطلع أيلول/ سبتمبر، تراجع مؤشر الشركة من 103 حتى أقل من 88، في سلسلة هبوط لم تتضمن أي عودة للقيمة الأعلى.
جودة متدنية
وتعد نستله أكبر شركة للأغذية والمشروبات على مستوى العالم، وبلغت إيراداتها السنوية عام 2023 نحو 103.9 مليارات دولار، بزيادة قدرها 4.7 بالمئة عن عام 2022.
وكشف تحقيق استقصائي، أجرته منظمة التحقيق "بابليك أي - Public Eye" السويسرية بالتعاون مع شبكة العمل الدولية لأغذية الأطفال (IBFAN)، عن قيام شركة نستله بإضافة السكر والعسل إلى حليب الأطفال نيدو ومنتجات الحبوب سيريلاك، التي تبيعها في دول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، في حين أن هذه المنتجات خالية من السكر في بلدها الأصلي سويسرا وفي الأسواق الأوروبية الرئيسية.
ووجد التحقيق الذي نشر في نيسان/ أبريل 2024، أن جميع عينات سيريلاك المخصصة للأطفال من عمر 6 أشهر إلى سنتين، تحتوي على متوسط 4 جرام سكر مضاف لكل حصة، أي ما يعادل مكعب سكر تقريبا، وتم اكتشاف أعلى كمية (7.3 جرام لكل حصة) في منتج يباع في الفلبين.
اكتشف بعض الباحثين في الهند بأن هناك فرق بين حليب وأغذية الأطفال لشركة نستلة الذي تصدرها لأوروبا وبين الحليب والأغذية الذي تصدرها لدول اسيا وأفريقيا الفقيرة ! على سبيل المثال: حليب الأطفال الذي تصدره لأوروبا و امريكا بدون سكر، أما الحليب الذي يصدر إلى دول أفريقيا و آسيا الفقيرة… pic.twitter.com/oPMc0q4uuv — د. براك القلاف (@Doctor_q8) May 21, 2024
كما وجد أن معظم منتجات حليب نيدو المجفف المخصص للأطفال الصغار من عمر سنة إلى ثلاث سنوات تحتوي على 2 جرام سكر للعبوة في المتوسط، وتم اكتشاف القيمة القصوى (5.3 جرام) في منتج يباع في بنما.
وقد يسبب العسل للأطفال أقل من 12 شهرا نوعا خطيرا من التسمم الغذائي يسمى التسمم "السجقي - Botulism"، وقد يسبب الشلل أو الموت، كما لا ينصح بتناول الأطفال أقل من 24 شهرا الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة أو مُحليات صناعية لتفادي السمنة أو خطر تسوس الأسنان، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية "CDC".
وبحسب القائمون على التحقيق، تساهم هذه المعايير المزدوجة والضارة في الارتفاع الهائل في السمنة في الدول الفقيرة وتؤدي إلى تطوير تفضيل الأطفال للمنتجات السكرية مدى الحياة.
وتُعتبر مصر أحد الدول التي يتضرر أطفالها من منتجات نستله المُحلاة بالسكر والعسل، فبحسب موقع الشركة في الشرق الأوسط فإن مُنتج سيريلاك الذي يُباع في مصر يحتوي على السكر، فيما يحتوي لبن نيدو على عسل وسكروز.
وذكر التحقيق أنه لم يتمكن من جمع عينات من هذه المنتجات لفحصها في المختبرات من العديد من الدول العربية التي تباع فيها منتجات نستله المختلفة.
وعن هذا أكد الدكتور نايجل رولينز، وهو مسؤول طبي في منظمة الصحة العالمية، أن النتائج تمثل "معيار مزدوج ، لا يمكن تبريره".
حتى في فرنسا
ولم يقتصر الأمر على ما يُسمى بدول "العالم الثالث"، إذ جرى الكشف في كانون الثاني/ يناير 2024، أن شركة المياه المعدنيّة الأولى في العالم، "نستله ووترز"، أبلغت السلطات الفرنسيّة في عام 2021 أنّها استخدمت معالجات محظورة بالأشعّة فوق البنفسجيّة وفلاتر بالكربون المنشّط في بعض مياهها المعدنيّة للحفاظ على "سلامتها الغذائيّة"، مؤكّدة بذلك معلومات نشرها موقع "ليزيكو".
وأوضحت "نستله ووترزّ" أنّه حتّى لو كانت هذه المعالجات "تهدف دائمًا إلى ضمان سلامة الغذاء"، فإنّها "دفعت الشركة إلى إغفال مسألة الامتثال للقواعد التنظيميّة".
وتحظر القواعد أيّ تعقيم للمياه المعدنيّة الّتي يجب أن تكون ذات جودة ميكروبيولوجيّة عالية بشكل طبيعيّ، على عكس مياه الصنبور الّتي يتمّ تطهيرها قبل أن تصبح صالحة للشرب.
ولا يتيح تفسير هذه القاعدة اللجوء إلى معالجات بالأشعّة فوق البنفسجيّة ومرشّحات الكربون المنشّط الّتي استخدمتها "نستله ووترزّ" حتّى عام 2021 على الأقلّ، من دون معرفة تاريخ التوقّف الدقيق.
لكنّ الشركة تبرّر استخدام هذه التقنيّات بـ"التغيّرات في البيئة المحيطة بمنابعها، والّتي يمكن أن تجعل من الصعب أحيانا الحفاظ على استقرار الخصائص الأساسيّة" لمياهها، وبعبارة أخرى سلامتها الغذائيّة (عدم التلوّث) وتركيبها المعدنيّ.
وفي تموز/ يوليو 2024، جرى الكشف أن الشركة تقوم بتصفية المياه الملوثة باستخدام طرق غير قانونية منذ التسعينيات وما زالت تبيعها على أنها "مياه معدنية طبيعية" دون إبلاغ المستهلكين.
في السنوات الخمس عشرة الماضية وحدها، بلغ إجمالي الاحتيال 3 مليارات يورو، كما ذكرت منصة الأبحاث المستقلة Mediapart في فرنسا.
دعت منظمة مراقبة الأغذية السلطات إلى استخلاص العواقب القانونية، ورفعت منظمة المستهلك الدولية دعوى قضائية ضد شركة نستله ومنتج المياه المعدنية Sources Alma في فرنسا في فبراير.
وقالت إنغريد كراغل من منظمة مراقبة الأغذية في فرنسا: إن "شركة نستله باعت على ما يبدو مليارات من زجاجات المياه التي لا علاقة لها بالمياه المعدنية الطبيعية لعقود من الزمن: في فرنسا وأوروبا وحتى في جميع أنحاء العالم، إذا تم تأكيد التقارير الإعلامية الجديدة، فهناك استنتاج واحد فقط: فضيحة المياه المعدنية هي نتيجة عقود من الاحتيال المنهجي من قبل عملاق الأغذية".
وأضافت كراغل أنه يجب على السلطات الآن التحرك بسرعة، هناك حاجة الآن إلى تحقيق قضائي.. نستله ليست فوق القانون".
والت ديزني - The Walt Disney Company
إحدى الشركات الرائدة في مجال الترفيه العائلي العالمي ووسائل الإعلام المتنوعة، وتضم مجموعة متنوعة من الشركات والفروع الكبيرة والمؤثرة في مجال صناعة الترفيه حول العالم.
في عام 1999، وصفت فعالية لديزني القدس بأنها "عاصمة إسرائيل" ثم تراجعت عن الوصف نتيجة ضغط دول عربية واسعة، ورغم ضغوط كبيرة مارسها حينها أريئيل شارون، على الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، بيل كلينتون.
وقاتل شارون، الذي كان حينها رئيس حزب الليكود المعارض مخاطبا كلينتون: "أنا على ثقة من أنك ستبذل قصارى جهدك لإحباط هذه الحملة العربية التي لا تتعارض فقط مع إسرائيل لكن أيضا مع قيمنا اليهودية العزيزة للديمقراطية الحرة واقتصاد السوق الحر التي نتقاسمها جميعا"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
أما في عام 2014، طردت ديزني الممثل المصري وائل منصور، الذي كان يؤدي صوت شخصية "دونالد داك" باللغة العربية، وذلك بعد تغريدة على تويتر دعا فيها إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
I truly wish #Israel is demolished, I hate Zionism, I have so much hate inside me with every single child they murder or land they seize! — Wael Mansour (@WaelMansour) August 4, 2013
وقررت شركة ديزني الاستغناء عن منصور مع ثمانية سنوات مع العمل المشترك، وقال حينها: "شركة ديزني العالمية قررت الاستغناء عني بعد ٨ سنين كالصوت الرسمي لبطوط في افلام الكرتون المدبلجه للعربيه بسبب تويته ضد الصهيونيه! أنا فخور!".
شركه ديزني العالميه قررت الاستغناء عني بعد ٨ سنين كالصوت الرسمي لبطوط في افلام الكرتون المدبلجه للعربيه بسبب تويته ضد الصهيونيه!
انا فخور! — Wael Mansour (@WaelMansour) February 6, 2014
ومع اندلاع الحرب ضد قطاع غزة، تبرعت شركة ديزني في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بمليوني دولار لـ "منظمات إنسانية" إسرائيلية وأدانت ما أسمتها الهجمات التي "طالت أبرياء وأعمال الإرهاب"، بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى.
"صبرا"
في تموز/ يوليو 2024، كشفت شركة "مارفيل للترفيه - Marvel Entertainment" عن العرض التشويقي لفيلمها الجديد "كابتن أمريكا - عالم شجاع جديد - Captain America: Brave New World" المقرر عرضه في شباط/ فبراير 2025، وتضمن ظهور شخصيات بارزة عديدة، ولعل أكثرها إثارة للجدل كانت شخصية "صبرا" الإسرائيلية.
وتدور أحداث الفيلم عن قصة سام ويلسون، الذي تولى رسميا عباءة "كابتن أمريكا"، وسط حادثة أمنية دولية، وهو من إخراج يوليوس أوناه، ومن تأليف مالكولم سبيلمان ودالان موسون، ويعد الفيلم بأن يكون حجر زاوية جديد في عالم مارفل السينمائي (MCU).
ويعود أنتوني ماكي بدور "كابتن أمريكا" الجديد بعد أن حمل الدرع الأمريكي الشهير، وينضم إليه تيم بليك نيلسون، وهاريسون فورد في دور رئيس الولايات المتحدة، إضافة إلى الإسرائيلية شيرا هاس، بدور "روث بات سيراف" أو "صبرا".
ظهرت شخصية "صبرا" سابقا في القصص المصورة "مارفل: ذا إنكردبل هالك" في الثمانينيات، مرتدية زيا باللونين الأبيض والأزرق وتتوسطه نجمة داود، ما يشير إلى علم الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب القصص المصورة فإن شخصية "صبرا" تمتلك السرعة والقوة الخارقة، وأدت سابقا دور عميلة في الموساد الإسرائيلي، لكن لم تتضح بعد معالم دورها بشكل تام في الفيلم القادم من سلسلة "كابتن أمريكا".
Hollywood is no stranger to Jewish erasure, and here is yet another example.
The MCU will introduce "Sabra" in "Captain America: Brave New World"
In the comics, she is an ex-Mossad agent from Israel. In the movie she will now be Russian.https://t.co/gtIa7GIMP5 pic.twitter.com/huFn6zSr6C — Jewish News Syndicate (@JNS_org) July 17, 2024
ومنذ ذلك الحين، أصبح وجود "صبرا" نقطة خلاف بسبب تضمين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في قصة الكتاب المصور "هالك" الصادر عام 1981، وفيه يتم تقديمها مع العملاق الأخضر "هالك" والدموع تنهمر على وجهه وهو يصرخ على "صبرا"، ومعه جثة عند قدميه لطفل فلسطيني قُتل في انفجار.
ويشير اسم الشخصية "صبرا" إلى فاكهة الصبر ذات المظهر الخشن والقوي من الخارج واللطيف والحلو من الداخل، في استعارة لـ "وصف الإسرائيلي"، بينما ذكرت مواقع إسرائيلية أنه مشتق من لفظ "تسباريم"، أي "الإسرائيليين المولودين على أرض إسرائيل"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وشيرا هاس ممثلة إسرائيلية ولدت في 11 مايو 1995 في مدينة "تل أبيب"، وحصلت على جائزة "أوفير" مرتين واشتهرت دوليا لدورها في مسلسل "أنورثودوكس - Unorthodox" الذي عرض على منصة نتفليكس، وهي مجندة إسرائيلية سابقة خدمت في مسرح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويتبع هذا المسرح لفيلق "التربية والشباب" في جيش الاحتلال، وممثلوه جنود في الخدمة النظامية، ولديهم خلفية في التمثيل، والتطوع أو العمل فيه يعادل الخدمة العسكرية المباشرة.
"الملكة الشريرة"
في العاشر من آب/ أغسطس 2024، أطلقت شركة ديزني العرض التشويقي الأول لفيلم "سنووايت - Snow White" بناء على القصة الكلاسيكية الشهيرة، بمشاركة الممثلة الإسرائيلية والمجندة السابقة، غال غادوت بدور الساحرة الشريرة.
ومنذ الإعلان عن مشاركة غادوت في الفيلم قبل سنوات من العرض التشويقي، بدأت مطالبات مقاطعة العمل بسبب مشاركتها ودعمها المتواصل حاليا لجيش الاحتلال الذي يعمل على تحسين وتلميع صورته عالميا.
ويبدو أن الصراع بين "بياض الثلج" و"الملكة الشريرة" بدأ حتى قبل انطلاق الفيلم، بعدنا نشرت الممثلة الأمريكية راشيل زيغلر، تغريدة تشكر فيها الجماهير على التفاعل الواسع مع العرض التشويقي، إلا أنها أضافت: "وتذكروا دائما.. الحرية لفلسطين".
and always remember, free palestine. — rachel zegler (she/her/hers) (@rachelzegler) August 12, 2024
وردًا على تلك التغريدة، انطلقت حملة إسرائيلية تطالب باستبعاد زيغلر من الفيلم، في حين طالبها آخرون بحذفها، إلا أنها لم ترد ولم تحذف المنشور ولم تصدر أي موقف بعد ذلك.
وتعد زيغلر من أبرز الوجوه التي عبرت منذ اللحظة الأولى لبدء حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع، وحتى قبلها عن تضامنها التام مع الفلسطينيين، وحثت الأمريكيين على مطالبة ممثليهم بدعم وقف إطلاق النار، وهو ما أدى إلى حملات تشويه متواصلة لصورتها، وضغوط على شركات الإنتاج لفض التعاقدات معها.
i have been public with a pro-palestine stance since 2021. have a nice day. — rachel zegler (she/her/hers) (@rachelzegler) May 11, 2024
والحملات المطالبة بمقاطعة الفيلم بسبب مشاركة الإسرائيلية غادوت كانت حاضرة وبقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ سنوات، خاصة بعد الإعلان قبل عدة سنوات عن فيلم ستمثل فيه أيضا دور الملكة "كليوباترا".
تحت 100 دولار
من المفترض أن تشهد أسهم شركة ديزني ارتفاعا ملحوظا في النصف الثاني من عام 2024، بعد توقيع اتفاقية مع الحكومة المحلية في أورلاندو تمهد الطريق أمامها لبناء متنزه ترفيهي خامس في عالم والت ديزني كجزء من خطة استثمارية بقيمة 60 مليار دولار.
وبدلاً من أن تضفي لمسة سحرية على سعر سهمها، انخفض السهم إلى ما دون 100 دولار للسهم للمرة الأولى منذ فبراير/شباط من عام 2024.
وبلغت قيمة مؤثر شركة ديزني 82 دولارا في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ووصلت في الشهر ذاته إلى أقل سعر منذ 2009 بلغ 79 دولارا، ومن ثم عادة للتحسن في أيار/ مايو لتصل 122 دولارا، وعادت في مطلع أيلول/ سبتمبر 2024 إلى 87 دولارا.
وبلغت إيرادات الشركة 21.24 مليار دولار، وهو ما يقل عن توقعات وول ستريت البالغة 21.33 مليار دولار، وهذا هو ثاني انخفاض في الإيرادات على التوالي للشركة والمرة الأولى التي تبلغ فيها عن انخفاض في الإيرادات على التوالي منذ أوائل عام 2018، إلا أنه على أساس سنوي نمت الإيرادات بنسبة 5 بالمئة.
مجموعة كارفور - Carrefour Group
شركة فرنسية ومقرها الرئيسي في باريس، تعتبر واحدة من أكبر شركات التجزئة في العالم، وتعمل على تشغيل آلاف المتاجر تحت أسماء متنوعة في العديد من البلدان حول العالم، كما أنها تنشط حاليا في حوالي ثلاثين بلدا حول العالم، بما فيها العديد من البلاد العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بدأت حملة مقاطعة وسحب الاستثمارات من سلسلة متاجر "كارفور" العالمية، نهاية عام 2022، مع إعلانها عن اتفاق تبدأ بموجبه بالعمل في كيان الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات.
في نهاية عام 2022، وقعت كارفور اتفاقية امتياز مع شركة "إليكترا كونسيومر برودكتز - Electra Consumer Products" الإسرائيلية للمنتجات الاستهلاكية وفرعها "ينوت بيتان - Yenot Bitan" التي تدير أكثر من 150 متجرا في الأراضي المحتلة والمستوطنات.
Through its franchise agreement in Israel with Electra Consumer Products & its subsidiary Yenot Bitan, both active in illegal settlements, @CarrefourGroup is complicit in war crimes committed by apartheid Israel!#BoycottCarrefour
Learn more: https://t.co/sEGJAuambQ — BDS movement (@BDSmovement) January 19, 2023
وبموجب الاتفاقية، ستحل متاجر كارفور محل جميع هذه الفروع، وذلك بشكل تدريجي حتى منتصف عام 2024، وستتمكن جميع متاجر الشركة من الوصول إلى المنتجات التي تحمل علامة كارفور التجارية كما أن 56 فرعًا من أصل 150 التي سيتم تحويلها إلى كارفور هي فروع ضخمة، بحسب منظمة "هوو بروفتس".
أما في أيار/ مايو 2023 افتتحت كارفور 50 متجرا لها في "إسرائيل" في شراكة مع ينوت بيتان، بعد استثمار بقيمة 70 مليون دولار، وتتوقع الشركة افتتاح ما يقارب 100 فرع لها حتى نهاية عام 2024.
وشركة ينوت بيتان أو "كارفور إسرائيل"، عدا عن كونها شركة إسرائيلية، فهي تمتلك فروعا في مستوطنات "آرييل" و"ألفي مناشيه" و"معاليه أدوميم" في الضفة الغربية المحتلة، وتدير فرعا كبيرا في مستوطنة "أريئيل"، وفرعاً إضافيا في مركز تسوق في مدينة "مكابيم" الواقعة في "منطقة منزوعة السلاح" خارج الخط الأخضر في الضفة الغربية المحتلة، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وتدير الشركة أيضا فروع "سوق مهدرين" في مستوطنات "بيت إيل" و"كوخاف يعقوب" و"موديعين عيليت” في الضفة الغربية المحتلة، وفرعا في مستوطنة "نيفي يعقوب" شرق القدس المحتلة.
???? تبقى يوم على انطلاق عاصفة التغريد????
لنكثّف الضغط على شركة "كارفور" حتى تنهي تواطؤها في جرائم الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي!
شاركونا عاصفة التغريد غداً في تمام الساعة 7:00 مساء بتوقيت القدس المحتلة.
لنغرد على وسمي: #لنقاطع_كارفور #BoycottCarrefour pic.twitter.com/zmYYGEj0vX — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) May 22, 2023
وتبيع الشركة الإسرائيلية الحلويات التي تصنعها شركة "أشفا حالافا - Achva Halva"، وهي شركة مصنعها الرئيسي يقع في مستوطنة في الضفة الغربية، إضافة إلى منتجات شركة "تنوفا - Tnuva" للألبان والدواجن التي تنتج سلعها في العديد من المستوطنات في الضفة الغربية، والجولان، وغزة، وغور الأردن، إضافة إلى مبادراتها ومشروعاتها المتنوعة في دعم جيش الاحتلال، وأبرزها "تبنَ جنديًا - Adopt a soldier"، وهو مشروع أطلقته عام 2009 لجمعية رعاية الجنود يربط الشركات التجارية بالوحدات القتالية من خلال التبني المعنوي والداعم والمساعد.
الحرب على غزة
بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قال فرع كارفور الإسرائيلي: "تبرعت سلسلة كارفور بآلاف التوصيلات الشخصية للجنود، وهذا ليس إلا بداية نحن فخورون بالمشاركة في الجهد الوطني إلى جانب موظفي كارفور والمواطنين الذين يتطوعون لتحضير الطرود الشخصية لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي".
ثم عادت الشركة وعدلت منشورها بعد كثرة تداوله والتعليق عليه في فرنسا، وذلك بحذف كلمة جنود، وقد وثق العديد من الفرنسيين وقائع تبرع فرع كارفور الإسرائيلي للجنود الإسرائيليين، حسبما وثقت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، كشف تقرير وقعته 7 منظمات مجتمع مدني بارزة عن تواطؤ مجموعة كارفور في الجرائم التي يرتكبها نظام القمع الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وأظهر أن شركة "إليكترا كونسيومر برودكت" و"الشركة الشقيقة إليكترا غروب" مملكتين لشركة "إيلكو - Elco Ldt" الدولية ومقرها "إسرائيل".
تشترك الشركة والعديد من الشركات والعلامات التجارية التابعة لها، بما في ذلك "ينوت بيتان" بشكل مباشر في عدد من المشاريع التي تعزز مشروع المستوطنات الإسرائيلية غير القانوني.
ومجموعة "إليكترا" المدرجة في قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات المشاركة في مشروع الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني، تنشط في مجالات العقارات وتطوير البنية التحتية وإدارة المرافق والبنية التحتية الكهربائية والميكانيكية.
تأثير المقاطعة
رغم أن حملة مقاطعة كارفور بدأت عام 2022، ولم ترتبط بأي تاريخ لصلاحيتها واستمرارها إلا بإنهاء السلسلة فرنسية الأصل لضلوعها في انتهاكات "إسرائيل" الجسيمة لحقوق الإنسان الفلسطيني، إلا أنها حققت منذ اندلاع الحرب على غزة العديد من النجاحات والتأثيرات.
وأغلقت الشركة أربعة فروع لها في الأردن، بسبب مقاطعة المواطنين لها، استجابة لدعوة حركة المقاطعة بعدم الشراء من الشركة، لتورطها في دعم الإبادة الإسرائيلية الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين.
وأعلنت حركة المقاطعة في الأردن أن فروع "بنيات" و"سحاب" و"عرجان" و"طبربور" أغلقت أبوابها، مشيرة إلى أن حملة المقاطعة مستمرة إلى إنهاء تورط فروع "كارفور" بالبلاد الممثلة بشركة "ماجد الفطيم" بالجرائم الإسرائيلية، وحتى إلغاء شركة "الفطيم" الامتياز مع الشركة الفرنسية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، والامتناع عن عرض منتجاتها.
وفي آذار/ مارس 2024، قالت مجموعة ماجد الفطيم إن قسم البيع بالتجزئة التابع لها، والذي يدير علامة كارفور التجارية في الشرق الأوسط، تلقى ضربة وسط أزمات العملة في دول مثل مصر، وتحركات المقاطعة العربية المرتبطة بحرب غزة.
وأشارت المجموعة الإماراتية إلى تراجع إيراداتها للعام بأكمله من قطاع البيع بالتجزئة لتصل إلى 24.7 مليار درهم (6.7 مليار دولار)، بانخفاض 4 بالمئة على أساس سنوي، وانخفضت أرباحها قبل الفوائد والضرائب بنسبة 15 بالمئة إلى 1.1 مليار درهم، وفقا لتقرير أرباح السنة المالية 2023، الذي نشره موقع "الشرق".
وفي مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أعلنت سلسلة متاجر "كارفور" إغلاق فروعها كافة في الأردن، بعد المقاطعة الكبيرة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بسبب دعم الشركة الفرنسية الأم للاحتلال الإسرائيلي.
وقالت "كارفور الأردن" في صفحتها الرسمية عبر "فيسبوك": "اعتبارًا من 4 تشرين الثاني 2024، ستوقِف كارفور جميع عملياتها في الأردن ولن تستمر في العمل داخل المملكة. نشكر عملاءنا على دعمهم ونعتذر عن أي إزعاج قد ينتج عن هذا القرار".
وجاء القرار بعد أيام من إعلان وسائل إعلام أردنية أن "كارفور" في الأردن المملوكة لرجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم، قررت إنهاء الشراكة مع "كارفور" وإطلاق متجر جديد باسم مختلف.
وأعلنت مجموعة "الفطيم" رسميا إطلاق "هايبر ماكس"، مضيفة في بيان "يسعدنا دعوتكم لمشاركتنا تدشين هايبر ماكس علامتنا التجارية للمواد الغذائية في قطاع التجزئة الجديدة تماما في الأردن والمملوكة بالكامل لماجد الفطيم".
وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بلغت قيمة سهم كارفور في السوق الأوروبية 15 يورو، ومنذ ذلك الحين ترواح بين صعود وهبوط حتى وصل إلى 13 يورو في حزيران/ يونيو 2024، وصولا إلى 14.85 في أيلول/ سبتمبر.
أعلنت سلسلة متاجر "#كارفور" إغلاق جميع فروعها في #الأردن اعتبارًا من اليوم الاثنين، على خلفية حملة المقاطعة الكبيرة التي تزايدت منذ العدوان الإسرائيلي على غـ ـزة، بسبب اتهامات بدعم الشركة للاحتلال الإسرائيلي.
▫️وأفادت حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS) لـ"عربي21" بأن الشركة ستنسحب… pic.twitter.com/GO5Hf4PQlb — عربي21 (@Arabi21News) November 4, 2024
كبرى شركات التقنية
خلال السنوات القليلة الماضية، قدمت شركات تقنية وتكنولوجيا عالمية مثل: غوغل ومايكروسوفت وأمازون خدمات الذكاء الاصطناعي لصالح "رفع القدرات التشغيلية" الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؛ وتم تخزين معلومات استخباراتية "لانهائية" على خدمات أمازون لاستخدامها في الهجمات على غزة.
وكشف تحقيق نشره موقع "سيحا ميكوميت" في 4 آب/ أغسطس 2024، حمل عنوان "طلبية من أمازون.. هكذا تساعد شركات خدمات التخزين السحابي الجيش في غزة"، عن العلاقة العميقة بين هذه الشركات وجيش الاحتلال.
وأكد التحقيق أنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قدمت الشركات السحابية "غوغل كلاود - Google Cloud"، و"مايكروسوفت أزور - Microsoft Azure"، وأمازون أيه دبلو إس - Amazon AWS"، خدمات التخزين وخدمات الذكاء الاصطناعي لوحدات الجيش.
أمازون - Amazon
شركة بيع بالتجزئة على الإنترنت، وشركة مصنعة لقارئات الكتب الإلكترونية، والتخزين السحابي، مقرها الرئيسي في واشنطن.
أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية في عام 2021 أنه تم اختيارها رفقة شكرة غوغل لتزويد الوكالات الحكومية الإسرائيلية وجيش الاحتلال بخدمات الحوسبة السحابية، عبر مشروع "نيمبوس - Nimbus"، بموجب عقد بقيمة 1.2 مليار دولار.
وبموجب العقد، تعمل الشركات على إنشاء مواقع سحابية محلية تحافظ على المعلومات داخل حدود "إسرائيل" بشروط أمنية صارمة، وذلك على أربع مراحل: الأولى هي شراء وإنشاء البنية التحتية السحابية، والثانية هي صياغة سياسة حكومية لنقل العمليات إلى السحابة، والثالثة هي نقل العمليات إلى السحابة، والرابعة هي تنفيذ العمليات السحابية وتحسينها.
وأثار هذا العقد استياء مساهمي الشركتين وموظفيهما، بسبب مخاوف من أن يؤدي المشروع إلى مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان في فلسطين، وأعربوا عن قلقهم بشأن كيفية تمكين هذه التكنولوجيا من مراقبة الفلسطينيين وجمع البيانات عنهم بشكل غير قانوني وتسهيل توسيع المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
"غوغل - Google"
شركة محرك بحث أمريكية، مقرها الرئيسي في كاليفورنيا، تأسست عام 1998 كشركة فرعية تابعة للشركة القابضة "ألفابيت - Alphabet"، ومن خلال الشركة الفرعية تتم أكثر من 70 بالمئة من طلبات البحث عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وبسبب مشروع "نيموس"، أعلنت أرييل كورين، مديرة التسويق سابقة لمنتجات غوغل التعليمية، استقالتها، قائلة: "تقوم غوغل بشكل منهجي بإسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة التي تشعر بالقلق إزاء تواطؤها في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني".
I am leaving @Google this week due to retaliation & hostility against workers who speak out. Google moved my role overseas immediately after I opposed its $1B AI/surveillance contracts with Israel. And this is far from an isolated instance.https://t.co/V4y05kOYQv pic.twitter.com/eRMrzTPYfb — Ariel Koren (@ariel_koko) August 30, 2022
وعمل متجر "غوغل بلاي - Google Play" على حذف تطبيق "قاطعوا – Qati’ou"، وهو دليل لأبرز الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي صادر عن حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان، تحت حجة مدعية أن الحملة تمارس خطاب كراهية.
مايكروسوفت - Microsoft
شركة أمريكيّة متعدّدة الجنسيّات، تُعنى بالبرامج والأجهزة الحاسوبيّة والإلكترونيّة، صناعة وتطويرًا وصيانةً ومبيعًا. تأسّستْ سنة 1975 على يد الملياردير الشهير بيل غيتس، ونمت لتسيطر على سوق الأنظمة المشغِّلة لأجهزة الحاسوب الشخصيّة.
يعتبر عدد موظفّيها في "إسرائيل" نسبةً إلى عدد السكّان هو الأكبر في العالم، بحسب ما أعلن موقع "تايمز أوف إسرائيل" عام 2012.
ومنذ العام 1989 استحوذت مايكروسوفت على سبع شركات إسرائيليّة وقامت بأربعة استثمارات استراتيجيّة هناك، حيث توظّف 2300 شخص (تبعا لاحصاءات 2021)، بينهم 2000 في مجال البحث والتطوير.
في العام ذاته افتتحتْ أول فرع لها في "إسرائيل"، ويعتبر مركز البحث والتطوير التابع لها هناك أحد أهم مراكز البحث والتطوير الاستراتيجية للشركة خارج الولايات المتحدة، ويقود أنشطة وأعمال الشركة مع الشركات الناشئة الإسرائيلية وبائعي البرامج المستقلين وشركات رأس المال الاستثماري.
في 2002، حصلت شركة مايكروسوفت، على عقد لمدة 3 أعوام بقيمة 35 مليون دولار مع الحكومة الإسرائيلية، لتقديم منتجات غير محدودة وتبادل الخبرات مع جيش الاحتلال ووزارة الحرب.
وفي عام 2005، زار بيل غيتس "إسرائيل" للمرّة الأولى ووقّع اتفاقيّة تعاون مع الحكومة بهدف دعم الشركات الإسرائيليّة الناشئة في مجال التكنولوجيا المبتكرة،
منذ عام 2007 حتى 2021، استثمرت الشركة واستحوذت على عشرات الشركات الإسرائيلية بمئات ملايين الدولارات، وكان منها العديد من الشركات الأمنية، وأبرزها ومنها "أني فيجون - AnyVision، التي تزوّد "إسرائيل" بالكاميرات وبرامج التعرف على الوجه لمراقبة الفلسطينيين، بحسب موقع "موندويس".
تعاون ثلاثي
ضمن مؤتمر "تكنولوجيا المعلومات للجيش الإسرائيلي - IT FOR IDF"، الذي عقد في 10 تموز/ يوليو 2024، أكدت قائدة وحدة الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن البنى التحتية السحابية والحوسبة في جيش الاحتلال راشيلي ديمبينسكي، استخدام الجيش للخدمات السحابية لغوغل وأمازون ومايكروسوفت لتلبية الاحتياجات العسكرية في الحرب في غزة.
وجاء هذا الكشف على خلفية احتجاج موظفي الشركات العملاقة في الولايات المتحدة ضد بيع الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي لـ "إسرائيل"، بدعوى أن النظام الإسرائيلي يستخدمها لشن هجمات مميتة على الفلسطينيين وانتهاك حقوق الإنسان.
وتتوافق تصريحات دمبينسكي مع التحقيق الذي أجرته كل من "تاشا لوكال" و"مجلة 972+"، بناءً على محادثات مع كبار المسؤولين في وزارة الحرب وصناعة الأسلحة الإسرائيلية والشركات السحابية ووكالات الاستخبارات.
وأضافت أنه "مع بداية المناورة البرية في غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر، كان هناك حمولة على ما وصفته بالسحابة العملياتية للجيش بسبب الكم الهائل من المستخدمين المضافين إليها، يتم تشغيل السحابة التشغيلية بواسطة وحدة MMARM، ووفقًا لمصادر أمنية والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإنه لا يتم تخزينها على خوادم الشركات المدنية، ولكن على خوادم مستقلة تابعة لشركة الجيش".
وتشمل "السحابة التشغيلية"، بحسب ديمبينسكي، من بين أمور أخرى، تطبيقات تسمح بتحديد الأهداف للقصف، وبوابة لعرض الطائرات بدون طيار الحية في سماء غزة، وأنظمة إطلاق النار والقيادة والسيطرة في السحابة التشغيلية تم تعريفها من قبلها بأنها "منصة وسيلة للحرب".
وكشفت أنه مع بداية الاجتياح البري "نفدت الموارد"، ولم يكن لدى الجيش مساحة تخزين كافية وقوة المعالجة الخاصة به، قائلة: "أدركنا أنه إذا لم نهتم بالأمر بسرعة، فسيظهر الازدحام والبطء، وفي الأسابيع الأولى من الحرب، حاولت شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حل المشكلة بنفسها: فقد تم إخراج جميع الخوادم المجانية من المستودعات ووضعها قيد الاستخدام، وتم إنشاء مركز بيانات آخر داخل الجيش، لكن ذلك لم يكن كافيا، وفي مواجهة هذا أدركنا أننا بحاجة إلى القيام بشيء آخر".
واعتبرت أن الحل الرئيسي للمشكلة، هو "الخروج إلى العالم المدني"، بحسب قولها، وسمحت الشركات السحابية بذلك وقام الجيش بشراء خوادم تخزين وقوة معالجة أثناء الحرب، بضغطة زر وحسب الحاجة، دون الالتزام بتخزين الخوادم فعليًا في مراكز الحوسبة التابعة للجيش الشركات السحابية.
فعالية كبيرة في غزة
الميزة الأهم التي قدمتها الشركات السحابية، كما شهدت ديمبينسكي، كانت قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي وفرها مقدمو الخدمات السحابية الثلاثة للجيش، مشيرة إلى أنه "بالثروة الهائلة من الخدمات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، قد وصلنا بالفعل إلى نقطة تحتاج فيها أنظمتنا حقًا إلى ذلك".
واعتبرت أن العمل مع غوغل وأمازون ومايكروسوفت هو "عالم رائع من مقدمي الخدمات السحابية مكّن الجيش من تحقيق فعالية عملياتية كبيرة جدا في قطاع غزة".
ولم تحدد دمبينسكي ما هي الخدمات التي تم شراؤها من الشركات السحابية، وكيف ساعدت الجيش، بينما أكدت مصادر دفاعية لـ "لوكال توك" أن الأنظمة السرية ومنظومات النيران، بما فيها بنك الأهداف، لم تنتقل إلى السحابة العامة، وبقيت في السحابة الداخلية للجيش.
ومع ذلك، كشف تحقيق "سيحا ميكوميت" أن الأنظمة التي ساعدت في القتال تم نقلها إلى السحابة العامة، بما في ذلك نظام استخبارات "AMN" واحد على الأقل، وأن خدمات الذكاء الاصطناعي لعمالقة السحابة تم بيعها إلى وحدات عسكرية، بما في ذلك وحدات سرية، بكميات غير مسبوقة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
"نيمبوس" و"سيروس"
بحسب وثائق تدريب ومقاطع فيديو مسربة من خلال بوابة تعليمية متاحة للعامة ومخصصة لمستخدمي مشورع نيمبوس، تقدم غوغل لحكومة الاحتلال مجموعة كاملة من أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي المتاحة من خلال منصة غوغل كلاود.
وتشير الوثائق إلى أن الخدمات الجديدة ستمنح الاحتلال قدرات للكشف عن الوجه، وتصنيف الصور الآلي، وتتبع الكائنات، وحتى تحليل المشاعر مع تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام، ويعد الأخير شكلا من أشكال التعلم الآلي المثير للجدل بشكل متزايد وفاقد للمصداقية، بحسب تقرير لموقع "ذا إنترسبت".
وتدعي غوغل أن أنظمتها يمكنها تمييز المشاعر الداخلية من وجه الشخص وأقواله، وهي تقنية مرفوضة عادة باعتبارها زائفة، ويُنظر إليها على أنها أفضل قليلا من علم فراسة الدماغ.
وفشلت تقنية غوغل عند اختبارها في تصنيف ابتسامة الرجل الضاحك الشهير على مدخل "لونا بارك" في سيدني الأسترالية على أنها تعكس مشاعر إنسانية، كما قامت بتحليل الموقع كمعبد ديني بنسبة يقين 83 بالمئة، رغم أنها مدينة ملاهي ترفيهية شهيرة.
عقب ذلك، كشف موظفون في غوغل، دون الكشف عن أسمائهم، عن "ذعرهم" من تحويل تقنية الذكاء الصناعي الخطيرة، إلى أداة عسكرية بيد جيش الاحتلال، رغم ضعف نتائجها وهامش الخطأ الكبير فيها، الذي سيتسبب بنتائج مرعبة على الأرض.
كما حذر تقرير "ذا إنترسبت" من أن غوغل الواثقة بقدرة الحوسبة على تطوير نظامها الجديد، تسعى لإقناع حكومة الاحتلال باختباره ميدانيا، وهو ما يعني أن الشركة تريد تطوير تقنياتها ومعالجة أخطائها على أرواح الفلسطينيين ودمائهم.
وعن مشورع "سيروس"، كشف العقيد الاحتياطي آفي دادون، الذي كان حتى عام 2023 رئيسا لإدارة المشتريات في وزارة الحرب الإسرائيلية، وكان مسؤولا عن مشتريات الجيش بمبالغ تزيد عن عشرة مليارات شيكل سنويا، أنه جرى الحفاظ على الاتصال مع عمالقة الشركات السحابية.
وقال دادون لـ "Chaseh Local": "بالنسبة لهم (يقصد الشركات السحابية)، يعد هذا أقوى تسويق، ما يستخدمه الجيش الإسرائيلي كان وسيظل من أكثر المنتجات والخدمات مبيعا في العالم، بالنسبة لهم هو مختبر، بالطبع هم يريدون ذلك".
وكشف أنه عقد العديد من الاجتماعات مع ممثلي الشركات السحابية مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل، في "إسرائيل" وفي رحلات إلى الولايات المتحدة، وأنه كان على اتصال معها بشأن مشروع سري وأكثر حساسية بكثير من نيمبوس، المعروف بمشروع "سيريوس - Sirius"، وهو الذي لم يتحقق بعد.
وأوضح أن الهدف من المشروع الذي نشرته صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية عام 2021 هو إنشاء سحابة أمنية للنظام الأمني على خوادم الشركات المدنية، وهو عبارة عن "سحابة أمنية خاصة ومتميزة ومخصصة فقط للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع".
واستمرت المناقشات بشأن المشروع لأكثر من عقد من الزمن حول الشكل الذي ستبدو عليه، ومن المفترض أن تكون هذه السحابة، وفقًا لثلاثة مصادر أمنية، منفصلة عن الإنترنت، حيث سيتم بناؤها على البنية التحتية لمقدمي الخدمات الرئيسيين، مع السماح لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باستخدامه للأنظمة السرية.
وبحسب تحقيق "سيحا ميكوميت" تظهر الأدلة على تحول الجيش إلى الشركات السحابية أيضا من إعلان وظائف نُشر في شهر أيار/ مايو الماضي، على موقع جيش الاحتلال لوظيفة تعتمد على "العمل والتدريب مع كبار مقدمي الخدمات السحابية".
وجاءت هذه الوظيفة لصالح "التعامل مع ترحيل الأنظمة إلى السحابة العامة "نيمبوس"، ومن ثم "تدريب الأنظمة الأساسية التشغيلية للسحابة الأمنية"، كجزء من مشروع سيريوس، كما تم مؤخرًا نشر إعلانات وظائف مماثلة على موقعي الشاباك والموساد.