يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول في وقت لاحق اليوم، حيث يتصدر محادثتهما تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وتبادل أسرى بين موسكو وكييف، حسب ما أعلن مسؤول تركي كبير.

ويستهل زيلينسكي زيارته إلى تركيا اليوم عقب زيارتين إلى بلغاريا وجمهورية التشيك، في إطار جولة في عواصم بعض الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بهدف حثها على اتخاذ خطوات فعلية بشأن منح كييف عضوية الحلف خلال قمة تعقد الأسبوع المقبل.

ومن بين الموضوعات الرئيسية في محادثات زيلينسكي بإسطنبول مصير اتفاق الحبوب، الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة العام الماضي، للسماح بالتصدير الآمن للحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود رغم الحرب الدائرة في أوكرانيا. في حين هددت روسيا -التي تشعر بالغضب حيال تنفيذ بعض جوانب الاتفاق- بعدم الموافقة على التمديد لما بعد 17 يوليو/ تموز الجاري.

وتمكنت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من الحفاظ على علاقات ودية مع كل من أوكرانيا وروسيا خلال الحرب الدائرة منذ نحو 16 شهرا، وساهمت العام الماضي في التوسط لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى. ولم تنضم تركيا إلى حلفائها الغربيين في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، ومع ذلك ساهمت في تسليح أوكرانيا ودعت إلى احترام سيادتها.

وقال مسؤول تركي إن أردوغان قد يجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد المحادثات مع زيلينسكي. وأضاف المسؤول ذاته أن وزيرا تركيا قد يزور موسكو لإجراء مزيد من المحادثات.

وأعلن الكرملين اليوم الجمعة إنه سيتابع عن كثب نتائج اجتماع زيلينسكي وأردوغان، حيث قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتحدث مع أردوغان قريبا، لكن لم يتم تحديد موعد.

ورحب بيسكوف بـ"دور الوسيط" الذي يقوم به أردوغان في النزاع الأوكراني، مشددا على أن الرئيس التركي "بذل مرات عدة جهودا كبيرة لحل مشاكل مختلفة"، وأضاف "سنكون مهتمين بمعرفة مواضيع البحث بين أردوغان وزيلينسكي. هذا أمر مهم".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل رفض زيلينسكي تهميش أوكرانيا في مفاوضات السلام مع روسيا

 

في ظل تصاعد الحديث عن مفاوضات سلام محتملة بين روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عام 2022، يعبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مخاوف بلاده من استبعادها من أي مفاوضات قد تؤدي إلى تسوية الصراع، وبينما تشير إشارات من موسكو وواشنطن إلى احتمالية الحوار، يؤكد زيلينسكي أن أي اتفاق سلام لا يشمل كييف قد يكون مجرد وثيقة عديمة الجدوى، محذرًا من العواقب الاستراتيجية لهذا السيناريو.

تحذير زيلينسكي

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم من أن أي منصة تفاوضية لا تشمل أوكرانيا ستفشل في تحقيق "سلام عادل ودائم"، مطالبًا الحلفاء بوضع إطار واضح ومكتوب قبل أي محادثات محتملة مع روسيا.

وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال اجتماعه مع نظيرته المولدافية مايا ساندو في العاصمة كييف، حيث شدد على أهمية إدماج بلاده في صياغة أي حلول للصراع.

وقال زيلينسكي: "يستحيل استبعاد أوكرانيا من أي مفاوضات سلام، فمثل هذه الجهود لن تؤدي إلى نتائج ملموسة"، مشيرًا إلى أن على الدول الداعمة لأوكرانيا التركيز على صيغة مكتوبة تضمن عدالة الاتفاق المرتقب.

المخاوف الأوكرانية من التفاهم الروسي الأمريكي

تأتي هذه المخاوف بعد تكهنات بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن مؤخرًا عن استعداده للحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يسعى لعقد اتفاق سلام دون موافقة أوكرانيا.

وقد وصف ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها "سخيفة"، مشيرًا إلى استعداده للضغط على موسكو لإنهاء النزاع فورًا.

على الجانب الآخر، رحب بوتين بفكرة الحوار مع واشنطن، مؤكدًا استعداده للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة إذا كانت "براغماتية وذكية".

وأعرب الكرملين عن تطلعه إلى "إشارات إيجابية" من الولايات المتحدة لبدء محادثات حول الأزمة الأوكرانية.

رد كييف على المبادرات الدولية

وفي السياق نفسه، أكد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك أن أوكرانيا ترفض رفضًا قاطعًا أي مباحثات سلام بين موسكو وواشنطن تستثني كييف، مشددًا على أن أي محاولة لإقصاء بلاده تمثل انتهاكًا لسيادتها.

وأضاف يرماك: "بوتين يسعى للتفاوض على مستقبل أوروبا دون إشراك أوروبا ذاتها".

إطار السلام ومستقبل الأزمة

بينما يقترب النزاع من إكمال عامه الثالث، يبقى الحديث عن السلام محاطًا بعدة تعقيدات، أبرزها ضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية لضمان حل شامل ومستدام.

ويرى مراقبون أن تجاهل كييف قد يؤدي إلى اتفاق غير مستقر، ما يطيل أمد الأزمة أو يعيد إشعالها مستقبلًا.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن زيلينسكي مصمم على ضمان مكان لأوكرانيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية، حتى لا تصبح بلاده ضحية تسويات أحادية الجانب تُعقد على حساب أمنها وسيادتها.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يدعو أميركا وأوروبا للانخراط بأي محادثات سلام مع روسيا
  • الرئيس التركي: سنسخر إمكانياتنا لمساعدة الفلسطينيين قبل حلول شهر رمضان
  • تفاصيل رفض زيلينسكي تهميش أوكرانيا في مفاوضات السلام مع روسيا
  • القوى الوطنية والإسلامية بغزة تؤكد أنها تتابع عن كثب مراحل تطبيق اتفاق الهدنة
  • زيلينسكي يوجه طلبا لحلفاء بلاده بشأن محادثات سلام
  • الحرب الروسية الأوكرانية.. بوتين يرد على تهديدات ترامب.. وزيلينسكي يحذر من خداع الرئيس الروسي
  • بعد سوريا..تركيا تبحث مستقبل المسلحين الأكراد في العراق
  • تركيا تسدد فاتورة طغيانها
  • بوتين: منفتحون على العمل مع ترامب ومستعدون لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا
  • بوتين يفضل لقاء ترامب والتباحث بشأن أوكرانيا