في أعقاب هجمات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية على قطاع غزة، قررت الحكومة البوليفية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال. وأوضح وزير الخارجية البوليفي "فريدي ماماني" أن بلاده تدين العدوان على غزة، فيما وصفت وزيرة الرئاسة البوليفية "ماريا برادا" تصرفات الاحتلال بـ"الجرائم ضد الإنسانية" (1).

 

بشكل مماثل، استدعت تشيلي سفيرها لدى الاحتلال (2)، وقالت وزارة الخارجية التشيلية إن عمليات الاحتلال أشبه بعقاب جماعي للفلسطينيين المدنيين.

أما الإدانة الأبرز لمجازر جيش الاحتلال فتمثلت في انتقادات الرئيس الكولومبي "جوستافو بترو" الذي شبّه مسؤولي الاحتلال بالنازيين، قبل أن تستدعي كولومبيا هي الأخرى سفيرها من دولة الاحتلال (3).

 

ردًّا على ذلك قام الاحتلال بتعليق الصادرات الأمنية إلى كولومبيا. وتُعَدُّ دولة الاحتلال من أكبر مزوّدي الجيش الكولومبي بالأسلحة، ويربط الدولتين تعاون متعدد المستويات "تجاري وعسكري وتعليمي" (4)، لكن ذلك لم يمنع كولومبيا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 2018، منضمة بذلك إلى ركاب دول أميركا الجنوبية والوسطى التي اعترفت جميعها باستقلال وسيادة فلسطين (5)، عدا بنما والمكسيك، في حين أن الأخيرة دعت أيضا إلى وقف أعمال العنف التي يمارسها جيش الاحتلال في غزة.

 

الديكتاتورية.. الملعب المفضّل للشيطان

لا يُعدُّ دعم دول أميركا اللاتينية للحقوق الفلسطينية وليد الأمس، فثمة جذور للعلاقات بين الطرفين. وقد ظل موقف تلك الدول عُرضة للتغيير منذ أربعينيات القرن الماضي وإلى الآن؛ إذ حظي المشروع الصهيوني بدعم أميركا اللاتينية في بداياته، وأيَّدت 13 من دول القارة قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وهو القرار الذي نشأت عنه دولة الاحتلال، فيما كانت كوبا الدولة الوحيدة في القارة التي صوتت آنذاك ضد القرار. وبعد نكبة مايو/أيار 1948 وقيام دولة الاحتلال، صوتت جميع حكومات أميركا الجنوبية الممثلة في الأمم المتحدة على قبولها عضوا في الأمم المتحدة (6).

 

وبحسب الموسوعة الفلسطينية، توجد ثلاثة عوامل وراء وقوف دول القارة الجنوبية مع إنشاء دولة الاحتلال، أولها ما يسمى بـ"النزعة الحقوقية"، التي تعني أن الدولة تكتسب شخصية قانونية دولية فور سيطرتها على أرض ما، كذلك نفوذ الولايات المتحدة في تلك الدول والنشاط الصهيوني الذي عمل منذ وقت مبكر على تعبئة المنطقة لصالحه. وتشير الموسوعة إلى أن العاملين الأخيرين كانا السبب وراء تطبيق مبدأ "النزعة الحقوقية" على الحالة الفلسطينية رغم عدم اتساقه مع المبادئ الإنسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى سبيل المثال، صوتت دولة "هايتي" ضد قرار التقسيم في اللجنة، ثم عاد مندوبها ليصوت بالقبول في الجمعية العامة، فيما أعلن أنه يفعل ذلك بتعليمات مباشرة من حكومته لأسباب اقتصادية، وكأنه يشير إلى الضغوط الأميركية الهائلة على بلاده! (7)

 

الدعم اللاتيني لدولة الاحتلال ظل مستمرا طيلة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قبل أن يتخذ شكلا آخر مع زيادة صادرات أسلحة دولة الاحتلال إلى القارة اللاتينية خلال فترات القمع الديكتاتوري. في كتابه "المختبر الفلسطيني" يقول الصحفي الاستقصائي الأسترالي الألماني "أنتوني لوينشتاين" إن الاحتلال قام بتدريب قوات من تشيلي للمساعدة في قمع الشعب خلال فترة الحكم الديكتاتوري لـ"بينوشيه"، كذلك أظهرت برقية من السفارة الأميركية في تشيلي أن دولة الاحتلال كانت تصدر الأسلحة لـ"بينوشيه" بعد الحظر الذي فرضه الكونغرس على تشيلي عام 1976. ويضيف "لوينشتاين" أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تُعَدُّ مختبرا لأسلحة الاحتلال، الذي يمتلك أعلى نسبة في العالم من الصادرات العسكرية مقارنة بإجمالي صادراته (8).

كتاب "المختبر الفلسطيني" للصحفي الاستقصائي "أنتوني ليونشتاين". (الصورة: مواقع التواصل)

الأمر ذاته تكرر مع الديكتاتور الأرجنتيني "خورخي فيديلا"، إذ أمدّه الاحتلال ما بين أعوام 1978-1983 بصادرات عسكرية بلغت قيمتها نحو مليار دولار، وفي غواتيمالا لعبت الأسلحة الرشاشة إسرائيلية المنشأ من طراز "عوزي" دورا دمويا في اغتيال الآلاف من أبناء البلد (9)، وفي كولومبيا لم تكتفِ دولة الاحتلال بتصدير الأسلحة كي تتمكن الحكومة من القضاء على حركات التمرد اليسارية، بل قدّم الاحتلال أيضا التدريب للقوات الكولومبية شبه العسكرية وهو ما كشف عنه القائد الكولومبي "كارلوس كاستاو" في سيرته الذاتية "اعترافي" (Mi confesion).

 

وفقا لـ"كاستاو"، فقد أسهم في تدريب تلك القوات وإمدادها بالأسلحة الملازم السابق في جيش الاحتلال "يائير كلاين" (10)، الأمر الذي يوضّح ما عناه الرئيس الكولومبي "جوستافو بيترو" حين غرّد قائلا: "لا يستطيع أمثال يائير كلاين أن يقولوا ما هو تاريخ السلام في كولومبيا، لقد أطلقوا العنان للمذبحة والإبادة الجماعية في البلاد" (11). أما في السلفادور، شكّلت الواردات العسكرية الإسرائيلية 83% من إجمالي أسلحتها ما بين أعوام 1975-1979. وباختصار، كانت الدول اللاتينية القابعة تحت الحكم الديكتاتوري سوقا إقليمية لصادرات أسلحة الاحتلال، فيما بدت التجربة الاستعمارية الاستيطانية في فلسطين جذابة للحكومات الاستبدادية في القارة، الأمر الذي أدى إلى حالة من التوافق والتناغم بين دولة الاحتلال والحكومات العسكرية اليمينية في أميركا اللاتينية (12).

Si hay que suspender relaciones exteriores con Israel las suspendemos. No apoyamos genocidios.

Al presidente de Colombia no se le insulta.

Convoco a América Laltina a una solidaridad real con Colombia. Y si no es capaz, será el desarrollo de la historia la que dirá la última… https://t.co/WpafrsWkC2

— Gustavo Petro (@petrogustavo) October 15, 2023

 

دول أميركا اللاتينية.. من اليمين إلى اليسار

وعلى النقيض من الأنظمة الحاكمة، تسببت مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في قمع شعوب أميركا اللاتينية خلال القرن الماضي في نفور الشعوب اللاتينية من إسرائيل، وزيادة شعورها بالالتحام مع القضية الفلسطينية، وهو ما تبلور إلى موقف سياسي لهذه الدول بعد سقوط الديكتاتوريات العسكرية. تعليقا على ذلك يقول الباحث "جمال عبد الجواد"، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن صعود الأحزاب اليسارية في هذه الدول أعاد تشكيل موقفها من الصراع الفلسطيني، في الوقت الذي نظر فيه اليسار العالمي الجديد إلى دولة الاحتلال باعتبارها جزءا من ظاهرة الاستعمار المتسبب في إفقار واضطهاد شعوب العالم الثالث (13).

 

ويشير "عبد الجواد" إلى أن الشعوب الأصلية في أميركا اللاتينية تعرضت لمحاولات إبادة، الأمر الذي يتشابه بدرجة ما مع الوضع الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وتؤيد ذلك الرأي "سيسيليا بايزا"، أستاذة العلاقات الدولية في مؤسسة "جيتوليو فارغاس" في البرازيل، التي ترى أن الفلسطينيين وجدوا حليفا لهم في الشعوب الأصلية في أميركا اللاتينية، وأن النضال الفلسطيني ضد فقدان الأراضي والاستعمار والعنصرية لاقى تعاطفا من جانب الشعوب الأصلية التي خاضت نضالا مشابها وتتفهم معنى القمع (14).

 

تؤكد تظاهرات التضامن التي انطلقت في تلك الدول من قِبل آلاف المواطنين الذين يُلوِّحون بالأعلام الفلسطينية وينددون بالعدوان على قطاع غزة أن الأمر بالفعل لا ينحصر في الرؤى الحكومية أو في صعود تيار اليسار بعد حقبة الاستبداد العسكري فحسب، بقدر ما يبرهن أن التضامن بين اللاتينيين والفلسطينيين يجد جذورا حقيقية على المستوى الشعبي.

 

علاقات الشعوب: جذور قديمة وتفاهم حول الحريات

يقول المختص في الشأن البرازيلي "راسم بشارات" إن معرفة شعوب أميركا الجنوبية بالفلسطينيين تعود إلى بدايات القرن الـ19 إثر هجرة مجموعات فلسطينية إلى تلك الدول نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتأسيسهم مجتمعات في السلفادور ونيكاراغوا والإكوادور وتشيلي والبرازيل، والأخيرة تزايدت نحوها الهجرة على وجه الخصوص بعد زيارة الإمبراطور البرازيلي "بيدرو الثاني" إلى الشرق الأوسط وإبداء انبهاره بالثقافة العربية (15).

 

على جانب آخر، يختلف المفكر البيروفي ذو الأصول الفلسطينية "خوان أبو غطاس" مع هذا الرأي، ويشير إلى أن معظم سكان أميركا اللاتينية لم يكونوا على علم بوجود الشعب الفلسطيني رغم أن العديد منهم يعيشون في هذه المناطق منذ عدة أجيال، ويرى "أبو غطاس" أن ذلك يرجع إلى أن هوية المهاجرين الفلسطينيين ظلت غير واضحة لأنهم وصلوا إلى تلك البلاد من خلال جوازات سفر تركية، ولذلك أصبحوا يُعرفون بين أهل القارة باسم "الأتراك" (16).

 

وبعيدا عن اختلاف الآراء حول نظرة أهل القارة الجنوبية إلى الفلسطينيين المهاجرين خلال القرن الـ19، فإن أستاذة التاريخ "جيسيكا مور" تشير إلى أن الدوريات اليسارية في الأرجنتين بدأت في مناقشة الوضع السياسي الفلسطيني بصورة متكررة، منذ انتخاب "ياسر عرفات" رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية (17). وتضيف "مور" أن إستراتيجية "عرفات" في تلك الفترة المبكرة كانت واضحة لقادة اليسار في أميركا اللاتينية، مثل "ماريو سانتوتشو" مؤسس حزب العمال الثوري في الأرجنتين، الذي اعترف بـ"عرفات" ممثلا حقيقيا للقضية الفلسطينية.

 

وتذكر "مور" أنه بحلول عام 1973، كانت أحزاب التيار اليساري في أميركا الجنوبية تقف إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية وتؤمن بأهدافها المعلنة في حق العودة وتقرير المصير، مثلما أدرك العديد من المثقفين ذوي الميول اليسارية في القارة أبعاد القضية الفلسطينية، الأمر الذي دفعهم إلى الاحتفاء بماضي بلادهم الذي يحفل بتاريخ طويل من تدفق المهاجرين العرب.

بدأت المنظمات الفلسطينية ومنظمات السكان الأصليين في أميركا اللاتينية في تبادل الدعم عبر تنظيم فعاليات مشتركة تضمنت الاحتجاجات والمعارض والمهرجانات الموسيقية. (الصورة: الأناضول)

ويربط المفكر "خوان أبو غطاس" (18) بين خطاب "ياسر عرفات" أمام الأمم المتحدة في عام 1974 وأخذ حركة المقاومة الفلسطينية على محمل الجد من قِبل أميركا اللاتينية. ويرى "أبو غطاس" أن النضال الفلسطيني أصبح منذ ذلك الحين أحد موضوعات النقاش الحتمية في الأوساط السياسية، وأن كلمة "عرفات" دفعت الكثيرين إلى إدراك الحجم الحقيقي للقضية الفلسطينية وطبيعة النضال الفلسطيني. ويؤكد المفكر البيروفي أن اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال التمييز العنصري بقرار الأمم المتحدة عام 1974 كان عاملا حاسما، إذ سمح للكثيرين في أميركا اللاتينية باتخاذ الخطوة التي كانوا مترددين في اتخاذها بسبب خوفهم من الاتهام بمعاداة السامية.

 

تزامن ذلك وخروج كوبا عن السياسة الأميركية وقطع علاقاتها مع دولة الاحتلال عام 1973، قبل أن تتبعها نيكاراغوا عام 1979 (19). لكن التغيرات العالمية التي رافقت انتهاء الحرب الباردة تسببت في تراجع الدعم اللاتيني للقضية الفلسطينية بعد بروز الولايات المتحدة قُطبا أحاديا مهيمنا. على سبيل المثال، وافقت البرازيل على إلغاء قرار الأمم المتحدة 3379 الذي عَدَّ الصهيونية شكلا من أشكال التمييز العنصري، وكانت البرازيل إحدى الدول التي سعت للربط بين الصهيونية والتمييز العنصري في الأمم المتحدة خلال وقتٍ سابق! كذلك الأرجنتين التي تعرّضت لأزمات اقتصادية وعدم استقلال سياسي مما أجبرها على التراجع عن مواقفها السابقة، وتمثل ذلك في وقوفها ضد القرار 94/48 عام 1993، الخاص بأحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستقلاله.

 

وترى "سيسيليا بايزا" أن ذلك المنعطف سرعان ما تم تجاوزه خلال مطلع القرن الـ21 (20)، حين بدأت المنظمات الفلسطينية ومنظمات السكان الأصليين في أميركا اللاتينية في تبادل الدعم عبر تنظيم فعاليات مشتركة تضمنت الاحتجاجات والمعارض والمهرجانات الموسيقية. وتشير "بايزا" إلى الفترة ما بين أعوام 2008-2013 باعتبارها سنوات التضامن غير المسبوق مع الشعب الفلسطيني، وتدلل على ذلك باعتراف جميع دول المنطقة بالدولة الفلسطينية "عدا كولومبيا والمكسيك وبنما" (اعترفت كولومبيا بفلسطين لاحقا عام 2018)، وتعليق كلٍّ من فنزويلا وبوليفيا لعلاقتهما مع دولة الاحتلال عام 2009، قبل أن تتبعهما نيكاراغوا عام 2010. وتضيف "بايزا" أن العلاقة بين المهاجرين الفلسطينيين والسكان الأصليين مرت بتحولات عبر قرن من الزمان، فبعد زمن التعايش جاءت حقبة التضامن النشط؛ عندما ترددت أصداء القضية الفلسطينية بصوتٍ عالٍ في نضالات أبناء أميركا اللاتينية.

————————————————————————————-

المصادر:

1) The Washington Post, 1 Nov. 2023.

2) Reuters, 1 Nov. 2023.

3) CNN, 13 Oct. 2023.

4) Marcos Peckle: Colombia and Israel toward a special relationship.

5) مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

6) إسرائيل وأميركا اللاتينية: البعد العسكري/ بشارة بحبح.

7) الموسوعة الفلسطينية، المجلد السادس 1990، دراسات القضية الفلسطينية.

8) كتاب المختبر الفلسطيني، أنتوني لوينشتاين.

9) المصدر رقم (6).

10) موقع الجزيرة، يونيو/حزيران 2003.

11) MecroPress, Nov. 2023.

12) المصدر رقم (6).

13) BBC, Nov 2023.

14) مشروع الأبحاث والمعلومات في الشرق الأوسط، 2015.

15) الشتات الفلسطيني وتضامن أميركا اللاتينية مع القضية الفلسطينية، راسم بشارات.

16) فهم القضية الفلسطينية في أميركا اللاتينية، خوان أبو غطاس.

17) The Question of Palestine in the Argentine Political Imaginary: Anti-Imperialist Thought from Cold War to Neoliberal Order-Jessica Stites Mor

18) المصدر رقم (16).

19) جميل مصعب محمود، أميركا اللاتينية واليسار: الابتعاد عن الجار الأميركي اقتراب من فلسطين، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

20) المصدر رقم (14).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی أمیرکا اللاتینیة القضیة الفلسطینیة أمیرکا الجنوبیة دولة الاحتلال الأمم المتحدة الأمر الذی تلک الدول قبل أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك بمؤتمر دولي في باريس حول سوريا ودعم استقرارها

ترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد دولة الإمارات إلى المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عقد يوم الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، وحضر فخامة إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية جانباً من المؤتمر الذي شارك فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام للمجلس، ووزير خارجية الجمهورية العربية السورية، ووزراء من الدول الجارة لسوريا، ومن أعضاء مجموعة السبع "G7" بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
يأتي هذا المؤتمر استكمالاً لمؤتمر العقبة في 14 ديسمبر 2024 ومؤتمر الرياض في 12 يناير 2025 لبحث الوضع في سوريا وتنسيق المواقف بشأن تحقيق الاستقرار ودعم العملية السياسية لتحقيق مرحلة انتقالية ناجحة تلبي تطلعات الشعب السوري، وتوقعات ومعايير المجتمع الدولي وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
كما استعرض الوزراء التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا وأوجه الدعم الذي يمكن تقديمه لمساعدتها على تخطي الأوضاع الصعبة في سبيل بناء سوريا مستقرة تتعايش فيها كل فئات ومكونات الشعب السوري في أمن وسلام وانسجام، خالية من التطرف والعنف والإرهاب، ومتصالحة ومتعاونة مع محيطها الجغرافي وكل دول المنطقة والعالم.
وفي مداخلته أمام المؤتمر، أكد معالي المرر على موقف دولة الإمارات الحريص على دعم استقلال وسيادة سوريا على كامل أراضيها، ودعم تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار من أجل بناء سوريا موحدة ومستقرة وآمنة، لا إرهاب فيها ولا تطرف ولا إقصاء.
وأعرب معالي المرر عن تطلع دولة الإمارات إلى أن تتكلل جهود الحكومة السورية الانتقالية لتحقيق السلام والاستقرار بالنجاح بما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها، باعتبار أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح معاليه أهمية التصدي للتطرف والإرهاب والعنف والكراهية ومواجهتها كونها التهديد الأكبر لأمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى تعزيز جهوده للتخفيف من معاناة الشعب السوري ومساعدته على إنجاز مرحلة انتقالية ناجحة، وعملية سياسية شاملة وجامعة تحقق آمال الشعب السوري الشقيق في الأمن والتنمية والحياة الكريمة.
وأكدت كلمة دولة الإمارات على الدور المحوري للدولة في الجهود المبذولة لدعم السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة، وتواصلها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان نجاح هذه المساعي بما يعود بالخير على جميع شعوب المنطقة ودولها.
في نهاية مداولات المؤتمر، صدر بيان مشترك يعبّر عن ما توافق عليه المشاركون بشأن معالجة الوضع في سوريا، وسبل دعم الشعب السوري الشقيق والسلطات السورية الانتقالية.

أخبار ذات صلة «كالدس» تشارك في «آيدكس 2025» بحلول دفاعية متكاملة الزورق البريطاني يتفوق في «إكس كات» بالفجيرة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • إشادة حزبية بلقاء السيسي وولي عهد الأردن.. تأكيد على التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تنفذ سياسات أمريكا في الشرق الأوسط
  • أستاذ علوم سياسية: الحراك العربي القوي لدعم القضية الفلسطينية يقلق إسرائيل
  • غيَّر قوانين سجون الاحتلال.. من هو الأسير مازن القاضي الذي خدع إسرائيل؟
  • "لا تهجير إلّا للقُدس".. "رمزية لافتة" من المقاومة للموقف العربي الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • إكرام بدر الدين: رفض التهجير موقف شعوب وليس حكومات فقط
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أصبحت محورا رئيسيا في الأجندة الدولية
  • الإمارات تشارك بمؤتمر دولي في باريس حول سوريا ودعم استقرارها
  • القضية الفلسطينية بين مخططات التهجير والمقاومة: قراءة في الواقع والتحديات
  • «خبير أممي»: الموقف المصري ثابت على مدار عقود تجاه دعم القضية الفلسطينية