كشف ميناء الفجيرة عن الانتهاء من دراسة لاستبدال القاطرات البحرية التقليدية بأخرى هجينة سعياً لتقليل استهلاك الوقود، حيث تعتمد القاطرات الحديثة على استخدام محركات كهربائية بالإضافة إلى محركات الديزل التقليدية.
وتأتي الخطوة سعياً من إدارة الميناء ضمن مبادراتها الخاصة بتعزيز استدامة الأعمال والخدمات ومنظومة النقل المستدام في الميناء، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة لتخفيض الانبعاثات أثناء المرور الحر للقاطرات في مرافق الميناء

وقال الكابتن موسى مراد مدير عام ميناء الفجيرة لوكالة أنباء الإمارات “وام”، نسعى لاستكمال رحلة التحول التدريجي نحو الخدمات الصديقة للبيئة والمتفقة مع الأطر الاتحادية الرامية للوصول إلى الحياد المناخي، مؤكداً أن ميناء الفجيرة أطلق العديد من المبادرات ذات الصلة خلال السنوات الماضية وفق 4 محاور رئيسية تضمنت: النقل المستدام، وكفاءة استخدام الطاقة، والرقمنة، والحياد المناخي.

ودشن ميناء الفجيرة منذ العام 2019 مرسى قوارب الخدمة الأخضر الذي يوفر خدمات بحرية شاملة، ويصنف المرسى كمرفق أخضر حيث تتوفر فيه مقومات المنشآت الخضراء الصديقة للبيئة، ويعد أول مرفأ أخضر في المنطقة حيث يعمل على ترشيد استهلاك الطاقة، والارتقاء بجودة الهواء، وتقليل تلوث المياه، وتعزيز الصحة العامة، والحد من الانبعاثات الضارة، وتقليل الضوضاء عن طريق تزويد القوارب بالطاقة الكهربائية عوضا عن استهلاك الوقود الأحفوري ويوفر المرسى كتلك محطة للصرف الصحي منعاً لتلوث المياه الناجم عن مخلفات القوارب.

وقال إن الميناء عن مبادرة مصفوفة شبكة أنابيب المشتقات النفطية في محطة الأرصفة البترولية التابعة لميناء الفجيرة الذي يعد الوحيد من نوعه عالمياً حيث تقوم فكرته على ربط وتوصيل كل المحطات البترولية في الفجيرة بالأرصفة البترولية التابعة لميناء الفجيرة مما يقلل من عدد الأرصفة المطلوبة لخدمة تلك المحطات وبالتالي تقليل المساحة المستغلة لبناء تلك الأرصفة، بالإضافة إلى تمكين المحطات البترولية من نقل المنتجات البترولية فيما بينها عن طريق مصفوفة شبكة الأنابيب دون الحاجة لنقلها عن طريق ناقلات النفط ما من شأنه تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية.
وأوضحت إدارة الميناء أن المصفوفة تعد ضمن أهم المبادرات الرامية لتأمين خدمات مناولة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة من ناحية الكفاءة التشغيلية والقدرة على تقليل الانبعاثات والبصمة الكربونية، حيث يعمل التصميم على منع حدوث أي تسرب للغازات أو المشتقات النفطية في أثناء العمليات التشغيلية، فيما تعمل الشبكة على تقليل عدد الأرصفة البترولية المطلوبة لخدمة “شركات تخزين المنتجات البترولية” ، مما يقلل بشكل كبير من حجم البنية التحتية والفوقية المطلوبة وبالتالي تقليل كمية الانبعاثات الكربونية. كما تم تعزيز التصميم بمنظومة ذات كفاءة عالية في جمع وتصريف مياه الأمطار وذلك تقليلاً للمخاطر وتأكيداً لخطة استمرارية الأعمال.

إلى ذلك عمدت إدارة الميناء ضمن مبادراتها الرامية لتعزيز جهود الوصول إلى الحياد المناخي إلى اعتماد التحول الرقمي عبر نظام مجتمع الموانئ الذي سيعمل على تخليص المعاملات والإجراءات الإدارية والعملياتية إلكترونيا ، مما سيسهم في تقليل استخدام الورق والإجراءات الروتينية لتخليص المعاملات، كما استبدلت الإضاءة التقليدية في مرافق الميناء بإضاءة LED بهدف تقليل استهلاك الطاقة.

وتضاف تلك الجهود إلى عدد من الخطوات الأخرى المرتبطة بحماية المياه البحرية من التلوث، فعلى سبيل المثال تم تخصيص مرافق خاصة لاستقبال الرواسب الزيتية السائلة والصلبة حيث تقلل ذلك المرافق من خطر إلقاء النفايات في البحر، إضافة إلى جهود تنظيم والسيطرة على انبعاثات الدخان من السفن حيث يتعين على ربابنة السفن وملاكها اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع تلوث الهواء من سفنهم وتقليل كمية الدخان الأسود الناتجة عن عوادم المحرك أو الأجهزة المساعدة مثل المولدات والغلايات أثناء رسوهم في منطقة المخطاف في إمارة الفجيرة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب

في تصعيد جديد في صراعها مع الغرب، حذرت روسيا من أنها ستواصل توسيع نطاق الحرب الهجينة التي تشنها ضد الدول الغربية، مهددة بزيادة الهجمات الإلكترونية، عمليات التخريب، وتوجيه ضربات مباشرة إلى حلفاء أوكرانيا.

وفي حلقة من برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، ناقش، سيد غنيم، الأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، تهديدات موسكو الأخيرة وكيفية تأثيرها على الأمن العالمي في ظل الصراع المستمر في أوكرانيا.

الحرب الهجينة: مزيج من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية

غنيم بدأ النقاش بشرح مفهوم الحرب الهجينة التي تتبناها روسيا في الفترة الأخيرة، قائلاً إنها تشمل مزيجًا من الهجمات العسكرية التقليدية، الحرب السيبرانية، والتأثير الإعلامي، فضلاً عن التلاعب بالاستقرار الداخلي للدول الغربية.

روسيا، بحسب غنيم، لا تقتصر على القتال في ساحة المعركة فقط، بل تستخدم أساليب غير تقليدية لزعزعة استقرار الدول من الداخل، من خلال التشويش على الأنظمة السياسية والاقتصادية.

ضربات أوكرانية على العمق الروسي: تصعيد غير مسبوق

غنيم أشار إلى الهجمات التي شنها الجيش الأوكراني باستخدام صواريخ أميركية الصنع ضد أهداف روسية، والتي اعتبرتها موسكو استفزازًا مباشرًا.

وأضاف أن هذا الهجوم يفتح الباب أمام تصعيد عسكري غير مسبوق من روسيا، حيث تتزايد المخاوف من تنفيذ موسكو عمليات هجومية شاملة داخل أوكرانيا وخارجها. وتوقع غنيم أن تبدأ روسيا في تنفيذ ضربات مباشرة ضد القوات الغربية إذا استمرت هذه الهجمات.

التهديدات الروسية: الرد على أي دول تسمح باستخدام أراضيها ضد موسكو

وفيما يتعلق بالتهديدات الروسية بتوجيه ضربات إلى دول الغرب التي تساهم في دعم أوكرانيا، قال غنيم إن روسيا تلوح بشكل متزايد بأنها ستتعامل مع هذه الدول بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع كييف.

وأضاف أن روسيا قد تستهدف المملكة المتحدة والولايات المتحدة مباشرة، في حال استمر استخدام الأراضي الأوكرانية لشن هجمات على أراضيها. هذه التصريحات قد ترفع من حدة التوترات بشكل غير مسبوق بين موسكو والدول الغربية.

التعاون مع أطراف غير تقليدية: تعزيز شبكة العلاقات الروسية

أشار غنيم إلى أن روسيا تعمل على توسيع دائرة تحالفاتها، خصوصًا في إفريقيا وآسيا الوسطى، حيث تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري والسياسي. هذا التعاون مع دول غير تقليدية، بحسب غنيم، قد يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي والدولي، خاصة إذا قررت روسيا استخدام هذه العلاقات لتوسيع نطاق الحرب الهجينة ضد الغرب.

وأضاف أن روسيا قد تستخدم هذه الدول كحصن لها في مواجهة الضغوط الغربية، ما يعزز من قدرتها على فرض المزيد من الضغوط.

الناتو في مواجهة التحديات: كيف يرد الحلف على الحرب الهجينة؟

خلال النقاش، طرح تساؤل حول رد فعل حلف الناتو تجاه التصعيد الروسي، خصوصًا في ظل تصاعد المخاوف من مواجهة شاملة. غنيم أكد أن الناتو قد بدأ في إعادة تقييم استراتيجياته لمواجهة هذا النوع من الحروب، وتحديدًا من خلال تعزيز الدفاعات السيبرانية ومراقبة التحركات الروسية.

أضاف غنيم أن الحلف سيحتاج إلى مزيد من التعاون مع دول الجوار وأدوات الردع غير التقليدية لمواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.

هل يتجه الصراع إلى حرب شاملة؟

في سياق الحديث عن تصعيد الحرب الهجينة، تطرق النقاش إلى فكرة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين روسيا والدول الغربية، حيث أشار غنيم إلى أن روسيا قد لا تكون قادرة على حسم الصراع في أوكرانيا بالوسائل التقليدية، لكنه حذر من أن استمرار هذه التصعيدات قد يؤثر على استقرار المنطقة ويؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

وأضاف أن الغرب يهدف إلى إضعاف النظام الروسي من الداخل، لكنه سيكون بحاجة إلى مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في الناتو لتحقيق هذا الهدف.

التهديدات السيبرانية: الحرب في الفضاء الرقمي

غنيم أكد أن الحرب السيبرانية تعد من أخطر أدوات الحرب الهجينة التي تستخدمها روسيا، حيث يمكن لهذه الهجمات أن تُعطل الأنظمة الإلكترونية في الدول الغربية وتعرقل التواصل العسكري والمدني.

وأضاف أن أي تصعيد في هذا المجال قد يتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الرقمية في أوروبا وأميركا، وهو ما قد يفتح الباب أمام حرب ممتدة خارج نطاق الجبهات العسكرية التقليدية.

تصعيد خطر مع عدم وجود حل قريب

وأشار غنيم مختتماً إلى أن الوضع في أوكرانيا سيظل معقدًا في ظل التصعيد المستمر من روسيا، محذرًا من أن الحرب الهجينة قد تزداد تعقيدًا في الأيام المقبلة.

مع تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت روسيا ستستمر في استخدام هذه الاستراتيجية المتطورة أم ستجد نفسها مضطرة للدخول في حرب شاملة مع الغرب.

مقالات مشابهة

  • تقليل زمن تقاطر مترو الأنفاق غدا بسبب مباراة الأهلي وأبيدجان
  • مجلس القضاء يقر إنشاء محكمتي الميناء والضحي في محافظة الحديدة
  • كازاخستان تؤكد التزامها بالوصول الى الحياد الكربوني بحلول 2060
  • ليبيا تستفيد من تقنية كندية لخفض الانبعاثات وتعزيز الطاقات النظيفة
  • أمطار غزيرة تضرب بورسعيد ووقف حركة الصيد في الميناء
  • توصيل الغاز الطبيعي للمنازل: تقليل التكلفة وتعزيز الاعتماد المحلي
  • «ديوا» تكرم خريجي الدفعة الرابعة في برنامج «شباب الطاقة النظيفة»
  • روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب
  • وزيرة البيئة تعقد لقاء مع وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية
  • وزيرة البيئة تستكمل لقاءاتها الثنائية بعقد لقاء مع وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية