ياسر غليون: هل يوجد مشغلّون عن بعد في الجريمة السويدية
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
ياسر غليون بعيدا عن الأسطوانة الغربية التي تتبجح بأن دولة المؤسسات تأخذ مجراها وأن الاستئناف القضائي وحرية التعبير هما المدانان في سماحهما لذلك القزم النكرة بأن يرتكب فعلته الشنيعة، فإنه ليس بإمكان أحد ما اختطاف توجهات الشعب السويدي المسالم، وإظهار الحرق كما لو كان حدثا فرديًا منعزلًا فإن السؤال الذي يفرض نفسه: ألا توجد مصلحة عليا للسويد تتطلب على أقل تقدير تجنّب استفزاز المسلمين وبالأخص الأتراك، وتتطلب في الوقت نفسه السعي الحثيث لاستمالتهم في مسألة الانضمام لحلف الناتو.
كل هذا يظهر ماهية الاستهداف السياسي الغربي لأردوغان، فوراء هذه الفعلة جوقة من عديمي الإنسانية ممن يؤرقهم الانتشار المتزايد للإسلام وفق ما أورده مركز بيو الأمريكي للأبحاث والدراسات (Pew Research Center)؛ لذا يمكن فهم خلفيات جملة أفكار عرضت في لقاء مع المجرم المسمّى سلوان موميكا الهارب من بلاده والبالغ من العمر 37 عامًا، ، وسط تجمع ضم مئتي شخص، بأن يوم الفعلة لم يكن اعتباطيًّا بل مقصودًا، علاوة على رغبته في تكرار ذلك في المستقبل، وما أظهره من احتقار للحكومات العربية وذم لمنهجها الذي يعتمد سياسات اعتدالية وسطية تنتهج حيلة من لا حيلة له من خلال الشجب والاستنكار وهذا ليس دفاعًا عنها، وختم أقواله واصفًا العرب بأنهم ظاهرة صوتية. والسؤال هل كل هذا يحدث مصادفة؟! حقيقة الأمر إن هذه الفعلة أمام المسجد الكبير في ستوكهولم صباح الأربعاء أول أيام العيد، ليست من باب الحوادث الفردية المعزولة، ثم هل تجرؤ السويد على السماح من باب الجدل بحرق التوراة أو الإنجيل (وهو أمر مرفوض لدى المسلمين) إن مما شجع السويد على موقفها الرسمي العدائي في هذه المسألة ما حدث في فرنسا سابقًا من اعتداء على مقدسات المسلمين، فالغرب لا يهمه أمر البوذية ولا الهندوسية وإنما الإسلام ووحده الإسلام، لذا فازدواجية المعايير يعرفها القاصي والداني، واليمين المتطرف المحَّمل بمشاعر “الإسلاموفوبيا” يهدد التعايش ولا يردعه إلا المقاطعة الفورية لأكبر شركات السويد وهي فولفو وسكانيا. يبدو للعيان بأن وراء الفعلة أيد تتحكم بالمشهد عن بعد، في حين اجتهد آخرون بالقول بأن الغاية عرقلة الصفقة التركية السويدية لتسليم المتهمين من كوادر الحزب الكردستاني وإيقاف أنشطتهم كمقايضة مع الأتراك لقاء تسهيل انضمام السويد لحلف الناتو. وهذا ما يدفع مرة أخرى للتساؤل: كيف يمكن تفهّم أن الأمن القومي لدولة مثل السويد يترك لتقديرات ضباط صغار في الشرطة السويدية علاوة على سوء إدارة الموقف مع اللاجئ المتجنس حديثًا، والذي عمل على إهانة المصحف وحرقه وركله وتدنيسه وتمزيقه تحت أعين وسائل الإعلام والحكومة، فكيف يكون هذا الأمر مفاجئا للحكومة إن لم يكن بإعدادها، ثم لماذا تتكرر تلك الجرائم ضد المصحف الشريف في السويد؟! ومن المعلوم أن حوادث الإساءة للقرآن الكريم على مدار السنين كانت على الدوام ترقى إلى مستوى الجرائم الإنسانية، فهي تهدف إلى إحداث دوامة من الكراهية والعنف، ونتذكر في هذا السياق تعرض المصحف للتدنيس على أيدي محققين أميركيين في معتقل غوانتانامو في كوبا، وما قامت به المجموعة النرويجية المتطرفة المسماة: “أوقفوا أسلمة النرويج” (SIAN وهذا يفرض على الهيئات الإسلامية رفع دعاوى قضائية ضد السويد بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية. ختامًا من المحزن أن محاسبة هذا القزم قضائيًا ستكون على تهمتين، الأولى هي التحريض والثانية إشعال النار في مكان عام، بإقدامه على حرق المصحف قريبًا من المسجد في عملية متعمدة مستفزة لمشاعر المسلمين.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف
زارت الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة لعام 1446هـ اليوم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وذلك ضمن البرنامج الثقافي الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية خلال إقامتهم في المدينة المنورة.
وتجول المستضافون البالغ عددهم 250 معتمرًا ومعتمرة، يمثلون 14 دولة من قارة أوروبا، داخل أقسام المجمع، واطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف وآليات الطباعة الحديثة والمراجعة، مستمعين إلى شرح من المسؤولين عن الجهود المبذولة للعناية بالمصحف الشريف عبر المجمع الذي يعد أكبر مطبعة تتقن طباعة المصاحف وتدقيقها.
كما اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى عددٍ من لغات العالم، وكيفية اكتمال المراجعة والتدقيق النهائي للمصحف الشريف.
وفي ختام الزيارة قدم المسؤولون في المجمع نسخًا من إصدارات المجمع من المصحف الشريف هدية لضيوف المجموعة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة.