رأي اليوم:
2024-11-26@14:06:18 GMT

محمد البطيوي: المغرب: عودة إلياس!

تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT

محمد البطيوي: المغرب: عودة إلياس!

محمد البطيوي في الأدبيات الإسلامية هناك نقاش كبير حول عدد من الشخصيات التي يزعم طرف في النزاع أنها حية أو ستعود للحياة من أشهرها عيسى بن مريم والخضر ، كذلك الشأن بحق النبي إلياس / إيليا، وقد تحدثت عن عودته الأدبيات المسيحية واليهودية كذلك، و كنت في فترة سابقة أنكر كل هذه القصص، لكن مع التطور العلمي والتكنولوجي وطموح البشرية بالسفر عبر الزمن، أعتقد أنه قد تنجح البشرية يوما ما فتسافر بمركبات إلى عهد المسيح عيسى فتنقذه من الصلب وتجلبه معها إلى هذا الزمن رفقة بعض الحواريين أو رفقة إلياس أو غيره، وإذا كان هذا الأمر ضربا من الخيال العلمي والصناعة السينيمائية الهوليودية فإن التاريخ العلمي أثبت أن المستحيل ليس مفهوما علميا، بل يعبر عنه ب : لم نتوصل بعد إلى فهم الأمر.

– ومن هنا أدلف الى حديثي اليوم عن عودة إلياس ابن الريف الرئيس السابق لجهة  طنجة وأحد الشخصيات السياسية البارزة في عهد الملك محمد السادس، والذي ظهر في لقاء مع إحدى الجرائد الالكترونية مؤخرا، وأثارت عودته الرأي العام  بالمغرب وتناسلت التأويلات وعله كما لاحظ متتبعون قد سافر عبر الزمن أيضا وأوقف زحف الصلع بشعر رأسه في تحدٍ لعوامل الطبيعة وآثارها على الإنسان، وهذا يعطينا انطباعات أخرى حول شخصية إلياس العماري الذي واجه خلال فترة بروزه تحديات كبرى سواء إبان حركة 20 فبراير أو حراك الريف.. الذي فضل فيه الابتعاد عن الحياة السياسية والتواري عن الأنظار. لكن المحللين للشأن العام بالمغرب قد غيبوا أو لم ينتبهوا لقضية مهمة متعلقة بإلياس العماري وهو ما لاحظته سنة 2017 حينما كنت في فترة نقاهة وكتبت بشأنه حينها؛ إذ بعد الخطاب الملكي بتطوان بمناسبة عيد العرش، تحدث عاهل البلاد عما يحدث بالحسيمة، وأشار إلى مكامن الخلل ووعد بمعالجتها، لكنه في ذات الصدد تحدث عن حربائية السياسيين المغاربة وخيّر الملكُ المسؤولين المغاربةَ بين ممارسة صلاحياتهم أو الاستقالة، وقال في ذات الصدد: “عوض أن يبرر المسؤول عجزه بترديد أسطوانة “يمنعونني من القيام بعملي”، فالأجدر به أن يقدم استقالته، التي لا يمنعه منها أحد”، مؤكدا أن “المغرب يجب أن يبقى فوق الجميع، فوق الأحزاب، وفوق الانتخابات، وفوق المناصب الإدارية”. واعتبر الملك محمد السادس أن مسؤولية وشرف خدمة المواطن تمتد من الاستجابة لمطالبه البسيطة إلى إنجاز المشاريع، صغيرة كانت أو متوسطة أو كبرى، متسائلا: “ما معنى المسؤولية، إذا غاب عن صاحبها أبسط شروطها، وهو الإنصات إلى انشغالات المواطنين؟”. وأردف الملك محمد السادس: “أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون بأنه ليس له ضمير، ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم؟ رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله والوطن والملك، ولا يقومون بواجبهم؟ ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه؟”. وشدد العاهل المغربي في الخطاب ذاته على ضرورة التطبيق الصارم لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل الأول من الدستور، التي تنص على ربط المسؤولية بالمحاسبة، وقال بهذا الخصوص: “لقد حان الوقت للتفعيل الكامل لهذا المبدإ. فكما يطبق القانون على جميع المغاربة، يجب أن يطبق أولا على كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز، وبكافة مناطق المملكة”. وزاد: “إننا في مرحلة جديدة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة، ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو الإفلات من العقاب”، يورد الملك محمد السادس في خطاب الذكرى الـ18 لعيد العرش بتاريخ 29 يوليوز 2017. ..وبعد هذا الخطاب الملكي بأسبوع قدم إلياس العماري استقالته من رئاسة حزب الأصالة والمعاصرة ثم استقالته من رئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو المسؤول الوحيد الذي تفاعل مع الخطاب الملكي حينها رغم أنه برأ ساحته مما وقع فيه مسؤولون آخرون تورطوا حينها في مشاريع الحسيمة منارة المتوسط وتمت اقالتهم. وكتبت حينها أن إستقالة إلياس هي تفاعل مع الخطاب الملكي ليس إلا، وهي شجاعة تحسب له ونفتقدها في جل المسؤولين، لأنه يدرك أنه معني بشكل مباشر بالحديث الملكي عن غياب مسؤولين وعدم نزولهم للشارع للقيام بواجبهم بالحسيمة، وهذا عكس ما كان يفعله الوالي اليعقوبي حينها، رغم ما تعرض له من اتهامات من طرف بعض النشطاء. لقد علمتنا تجربتنا البسيطة أن الممارسة السياسة في بلادنا منزّلة، وليست فعلا حرا يصدر عبر التراكم النضالي والرغبة في خدمة الصالح العام إلا ما رحم الله، وهنا نريد أن تكون في عودة إلياس هذه الدينامية السياسية التي يفتقدها المغاربة، ويصحح أعطاب الماضي، فأبناء الريف يصطفون تاريخيا مع بعضهم البعض، وقد حن كثير منهم في هذه السنوات العجاف إلى زمن إلياس ودعو أن يعود لينقذهم من هذا الانحدار السياسي، ولما لا أن يساهم من نشطاء المنطقة في حلحلة القضايا العالقة..، لكن هل سيعود إلياس من الباب هذه المرة ليلتف حوله الشباب الصادقون الحاملين لهم المنطقة عبر الممارسة الديمقراطية التشاركية التي نص عليها الدستور أم سنجتر نفس الأخطاء والخييات مرة أخرى عبر استغلال النفوذ والنقود. مرحبا بعودتك إلياس العماري لكن كما قال سيدنا انشتاين : تكرار نفس التجربة بنفس الوسائل وانتظار نتيجة مغايرة هو ضرب من الجنون.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدولي للذكر والسماع

تحت شعار "روحانية مغربية بأفق كوني"، استضافت مدينة وزان في المغرب أمسيات للذكر والسماع طوال 3 أيام خلال النسخة الرابعة من ملتقى دار الضمانة الدولي من تنظيم جميعة الصفا لمدح المصطفى، وبرعاية من ملك المغرب محمد السادس.

وشهدت نسخة هذا العام حضورا جماهيريا استثنائيا ومشاركة مجموعات وفرق معروفة على الصعيد العربي والدولي، وعلى رأسها المجموعة الوطنية التيجانية ومجموعة رياض الأندلس من إسبانيا والجمعية العباسية للأمداح، فضلا عن المنشد السوري المعروف المعتصم بالله العسلي.

المنشد السوري المعتصم بالله العسلي شارك في الملتقى الدولي للذكر والسماع المقام في مدينة وزان المغربية (الجزيرة)

كما عقدت عدة ندوات علمية وفكرية وحوارات روحانية شارك فيها ثلة من الأساتذة والعلماء البارزين، بمن فيهم سفيرة المغرب لدى الفاتيكان الدكتورة رجاء الناجي مكاوي، والمشرف على البيت المحمدي بالقاهرة الشيخ الدكتور محمد عبد الصمد مهنا.

ملتقى كوني

ويهدف هذا الملتقى إلى إبراز البعد الروحي والوهج الصوفي الذي تمتاز به مدينة وزان العريقة، وهي طريقة صوفية جزولية زروقية شاذلية، نسبة إلى المتصوف المعروف أبي الحسن الشاذلي، وهو تلميذ العالم المغربي مولاي عبد السلام بن مشيش العلمي.

من مداخلة المشرف على البيت المحمدي بالقاهرة الشيخ الدكتور محمد عبد الصمد مهنا (الجزيرة)

ويعتبر الدكتور محمد التهامي الحراق أن النسخة الرابعة للملتقى تساهم في إبراز الأبعاد الروحانية والجمالية والمعرفية للتصوف، "وهو المؤسس الرئيسي للقيم الأخلاقية والاختيارات الروحية التي أصبحت تربة مدينة وزان تنطق بها وتنعكس على لغة وحياة أهلها".

وأضاف الحراق -في حديث للجزيرة نت- أن هذه الروحانية لا تحمل بعدا محليا أو إسلاميا فقط، وإنما ذات بعد كوني يتمثل في الثقافة الإسلامية، لأنها تنشر قيم المحبة والسلام ومناهضة العنصرية والقبول بالمختلف العقائدي، وتُرجمت جميعها من خلال الجمال والإنشاد.

المجموعة الوطنية البودشيشية تحت إشراف معاد القادري شاركت في الملتقى الدولي للذكر والسماع (الجزيرة)

ولتبسيط هذه المعاني والحِكم للناس، تُنسج من خيوط أحرف الكلمات أشعار باللهجة العامية يتغنى بها أهل وزان بشكل يومي عن ثقافة حسن الجوار والصدقة والكرم في ظل تميز تربتها بشجرة الزيتون المباركة والتين والجلابة (اللباس التقليدي المغربي) التي تعد رمزا للباس التقوى، وفق المتحدث.

وعن اختيار عنوان هذه النسخة "روحانية مغربية بأفق كوني"، أوضح الدكتور أنها تمثل "الروحانية التي تشكلت في أرض المغرب من خلال الأولياء والزوايا والأعلام الذين كتبوا في العرفان وأنشدوا الأشعار وخطوا نصوصا روحانية حمالة لقيم تحتاجها الإنسانية اليوم".

أرض السماع والأولياء المجموعة الشرقاوية برئاسة الحاج محمد الغرفي قدمت عدة عروض في مدينة وزان المغربية (الجزيرة)

وفي إحدى ندوات الملتقى، ناقش الباحث في الفكر الإسلامي الدكتور محمد المهدي منصور سيرة الإمام العربي الدرقاوي الذي يعد من الأسماء البارزة التي ساهمت في ترسيخ الروحانية المغربية وشيخ الطريقة الدرقاوية الشهيرة ومؤسسها، والذي وُلد في بلاد جبالة عام 1737 وينتمي إلى الشرفاء الأدارسة.

وفي حديثه للجزيرة نت، وصف الدكتور منصور هذا الإمام الصوفي بـ"المجدد الكبير للمدرسة الشاذلية"، لأنه جدّد ملامح علم التصوف ومقام الإحسان الذي قال عنه عمر بن الخطاب: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

من مشاركة المجموعة الوطنية التيجانية برئاسة محسن نورش في الملتقى الدولي للذكر والسماع (الجزيرة)

وأضاف الباحث في الفكر الإسلامي أن التصوف "كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق، زاد عليك بالتصوف. فجاء الإمام الدرقاوي ليؤكد أن التخلق بالراقي من الأخلاق يصب في معنى وأهداف التصوف. وقد ذكرت المصادر أن من ثمار المدرسة الروحية التربوية التي أسسها تخرُّج أزيد من 40 ألف من الطلاب والعلماء وأهل الدلالة على الله".

ويعتقد الدكتور منصور أن المغرب يتمتع بريادة كبيرة في باب الروحانيات، مستدلا بذلك على أقوال أهل التصوف والعلم "المشرق بلد الأنبياء، والمغرب بلد الأولياء" و"على قدر بعد المغاربة عن روضة رسول الله جغرافيا، على قدر قربهم منه روحانيا"، معتبرا أن ذلك "سبب قدري عجيب وعدل كوني لإيجاد توازن نوراني بين المشرق والمغرب".

المجموعة الوطنية البودشيشية رفقة سفيرة المغرب في الفاتيكان الدكتورة رجاء الناجي مكاوي (الجزيرة)

وأوضح أن أعلام التصوف الذين توجد مراقدهم في المشرق هم من أصول مغربية، بمن فيهم الإمام أبو الحسن الشاذلي والإمام أحمد البدوي في مصر.

من جانبه، ذكر الدكتور الحراق مقولة الصوفيين الشهيرة "السماع مصيدة النفوس"، قائلا إن "السماع يعد وسيلة من وسائل فتح القلوب لتلقي هذه القيم المبثوثة في النصوص والأشعار".

وهو ما يتناغم بدقة مع أبيات قصيدة أبو الحسن الششتري:

وشمس ذاتي لا تغيب عن العيان                  أنظُر جمالي شاهدا في كل إنسان

كالماء يجري نافذا في أُسِّ الأغصان              يُسقى بماء واحد والزهر ألوان

أسجد لهيبة الجلال عند التّداني               ولتقرأ آيات الكمال سبعا مثاني

دار الضمانة

وتشتهر مدينة وزان المغربية بالحقول الوفيرة لأشجار الزيتون وباحتضانها التصوف وزوايا شرفاء شمال المملكة، فضلا عن معالم تاريخية شاهدة على إرث عريق صمد في وجه قرون عديدة، مثل "مسجد الزاوية" الذي يتميز عن باقي المساجد المغربية الصوفية بصومعته المصنوعة من الفسيفساء والمتكونة من 8 أضلاع.

وفي هذا الإطار، أكد محمد التهامي الحراق أن الزاوية الوزانية لا تقتصر على مكان معين تُجرى فيه الأذكار والعبادات لأن "كل أرض وزان زاوية، ومن هنا جاءت تسميتها بدار الضمانة".

سفيرة المغرب في الفاتيكان الدكتورة رجاء الناجي مكاوي حضرت الملتقى الدولي للذكر والسماع المقام في وزان (الجزيرة)

وهي كلمات ومعانٍ يتوارثها أبناء هذه المنطقة من جيل إلى آخر ويرددونها في كل المناسبات، في إشارة إلى البيتين الزجليين للشيخ مولاي التهامي بالعامية المغربية يقول فيهما:

من جا لحضرتنا يبرا                      يمشي بقلبو مستأمن

يجينا نحاس يرجع نقرا                   رسول الله هو الضامن

ويشرح الدكتور الحراق معنى البيتين "من جاء لحضرتنا يُشفى من كل ألوان العلل النفسية لأنه يدخل إلى حضرة التزكية والتربية الصوفية، ويطمئن قلبه من خلال الذكر -لقوله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}- ليتحول من نحاس إلى فضة".

وختم المتحدث "لقب دار الضمانة الذي تشتهر به هذه المدينة يعود إلى اتباع سنة رسول الله والاقتداء به، لأن وزان تضمن لمن يزورها ويتخلق بأخلاق المصطفى -الذي هو جد الأشراف الوزانيين- تحقق الطهارة الباطنية والضمانة الروحية له".

مقالات مشابهة

  • قائمة مسلسلات رمضان 2025.. عودة محمد هنيدي وجودر يواصل المغامرات
  • شراكة بين "مركز الملك سلمان للإغاثة" و"مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية"
  • الوالد القائد الملك سلمان وولي العهد يعزّيان أمير الكويت بوفاة الشيخ محمد عبدالعزيز
  • موعد مباراة الرجاء الرياضي ضد الجيش الملكي بأبطال أفريقيا والقنوات الناقلة
  • في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدولي للذكر والسماع
  • "محمد بن راشد للمعرفة" تحصد جائزة مجمع الملك سلمان للغة العربية
  • الموت يفجع الديوان الملكي السعودي
  • عودة محمد صبحى لتدريبات الزمالك
  • بين الخطاب والممارسة.. هل تتخلى المقاومة عن غزة؟
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد