ياسر الشعباني ضجّ الرأي العام السوري على مدى الأيام الماضية بعدما حالتين أو حادثتين أو (ظاهرتين) يوسف زيدان ولسنا هنا بمقام تقييمه وإن كان في العموميات التي ما دون الخط الأحمر اتفهمها والمراسل الفنزويلي (الذي لا يعلم قوانين الدولة!؟) نادرتي الحدوث في بلد ووطن ومجتمع يعتبر إسرائيل عدو ٌ أزلي أبدي مهما كان الثمن هذا ما كان عليه الحال إلى عام 2011 حيث دخل ذلك البلد والوطن والمجتمع نفق طويل مُخيف ٌ في كل شيء إذ نقول بالدارجة السورية: أول الرقص حنجلة … أصبح من المؤكد أن مزاج رجل الشارع السوري بعد عشرية سوداء لم تنته مفاعيلها حتى اللحظة تغير ذلك المزاج تحت وطأة رغيف الخبز ورغيف الخبز يرتبط به كل شيء وهي ثقافة كل هذا الشرق العظيم حيث الخبز يعني الأمن والامان والاستقرار.
بعد عشرية الربيع العربي السوداء كل المزاج العام العربي تغير، بل وأصبح مرغوبا و مطلوبا الحديث عن ضرورة تغيير النبرة تجاه ذلك الكيان المزروع السرطاني بيننا وشكل الاتفاق الإبراهيمي الذي موله واحتضنه وروج له بعضا من عرب الخليج ونجاح الاتفاق وسرعة إعلانه وتفعيلهم من دبي حيث المدينة الفاضلة التي يراد لها أن تكون الجوع والفقر عدوان لا جدال في ذلك وهما عدوان للإنسان لذلك ظهر الله والأنبياء والقديسين والشهداء ليمنحوا التوازن للنفس والروح والجسد التوازن بين القوة والظلم بين القدرة والقهر وهو صراع (يوم الغدي) أبدي مهما حاول ‘ شياطين’ المثلية والتطبيع والتطرف الديني والعنصرية وحرق الكتب السماوية . شكل مُخيم جنين في الساعات الماضية ظاهرة جديدة قديمة فالمكان شهد قبل عقدين من الزمان مواجهة شرسة بين المقاومين الفلسطينيين والصهاينة إلا أنه بعد بضعة سنوات أخذت غزة حظها من شُعلة المقاومة والجهاد من شباب الضفة القوميين اليساريين عموما . لكن على ما يبدو للضفة الغربية وجنين قرار باستعادة الروح والسلاح. وجنين شمال الضفة الغربية لنهر الأردن حيث سُميت ضفة غربية فهل من الممكن أن تحرج جنين ضفتها الشرقية؟! في قاموس اللغة الإنكليزية يرد مصطلح pariah باريا وهو الشخص المرفوض من محيطه و مجتمعه وعلى رأس مفردات الأمثلة يرد اسم Ishmael اشمائيل بالعبرية بالعربية إسماعيل. يدرك الجميع أن اندفاعة الإمارات و تركيا و الأردن و السعودية ومصر نحو دمشق هي لغرض أبعد من انهاء الحرب والصراع في سوريا وعلى سوريا كما كانت اندفاعة قطر وفرنسا ساركوزي في وقت ما و تركيا بعد اغتيال الحريري في 2004 وحرب تموز 2006 و تدمير موقع مفاعل الكُبر النووي على الحدود السورية العراقية في دير الزور حينها جاءت الطائرات الإسرائيلية عبر الحدود الشمالية التركية السورية وبعد اسابيع من الهجوم أعلن أردوغان عن بدء مفاوضات استنبول بين سوريا و إسرائيل حيث تقريبا تم الاتفاق على شيء إلا أن معركة غزة 2008 اوقفت التفاوض . لمرات عديدة نجحت آلية التفاوض السورية في ترحيل الملفات إلا أن القوم كانوا يُعدّون لأمر أكبر وهو الربيع العربي الأسود ‘ الضروري” . في صيف 2009 أو 2010 على ما أذكر أعلن وزير المالية السوري ابن دير الزور- نزار الحسين – عن أن سوريا ولأول مرة منذ عقود قد انتهت تماما من ملف الديون العالقة في ذمتها لجميع دول المجتمع الدولي وبنوكه. الآن. ما قيمة السلام وانت منهك ما قيمته وانت ممزق ما قيمته وانت جائع؟! إذا الجوع مقابل السلام مع إسرائيل فمرحبا بالجوع و إذا كانت الحرب مقابل وهم التصالح مع إسرائيل فمرحبا بالحرب وإذا كان السلام مع إسرائيل مقابل ‘ بقاء التوريث ‘ فمرحبا بالحرب . ربما تكون تلك الصورة الشهيرة على منصة يوم فرنسا الوطني حين ‘ أدرت ظهرك ‘ لأيهود أولمرت و حسني مبارك (الذي تمنى سقوطك فسقط هو) ولم تستجب لأمير قطر الأب حين أشار عليك بتلبية صراخ الصحفيين لتبادر بمصافحة تجاه ذلك اليهودي قد تستعيد شيئا من ‘ إسماعيل ‘ جد العرب فخرج من صُلبه مُحمد الذي قاتل قبائل اليهود بعد أن غدروا به و انتقم لابن مريم بعد أن صلبوه …. واعلم أن تلك الصورة كانت إحدى الأسباب لحصارك المستمر منذ 2011. لا تُصالح ولو منحوك الذهب… لا تصالح. كاتب سوري
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً: