الجيش الأردني في مواجهة الإسرائيلي.. تفاصيل معركة انتصر فيها "النشامة"
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
قبل 57 عاما، خاض الجيش الأردني معركة قصيرة وحامية لم تتجاوز عدة ساعات ضد الجيش الإسرائيلي وأجبره على العودة خائبا.
إقرأ المزيد ماذا يعني أن تولد في غزة؟إنها معركة "السموع" التي جرت في 13 نوفمبر 1966، وتوصف بأنها أكبر عملية عسكرية إسرائيلية منذ أزمة السويس عام 1956، علاوة على شيوع اعتقاد بأنها كانت خطوة في الطريق إلى حرب الأيام الستة في عام 1967.
حينها شن الجيش الإسرائيلي هجوما كبيرا على بلدة السموع الواقعة على بعد 18 كيلو مترا جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وكانت في ذلك الوقت تحت السيطرة الأردنية.
الإسرائيليون تذرعوا بمقتل ثلاثة جنود لهم، وإصابة ستة آخرين بانفجار لغم أرضي تحت سيارة لحرس الحدود على تخوم الضفة الغربية في 11 نوفمبر عام 1966، وأعلنوا وجود خلايا من الفدائيين في المنطقة، وقرروا على ما يبدو، اختبار قدرة الأردن على الرد.
تفاصيل الهجوم على بلدة السموع:
في صباح يوم 13 نوفمبر 1966 الباكر، حشد الجيش الإسرائيلي قوة يتراوح تعدادها بين 3000 إلى 4000 عسكري، معززة بالطائرات وبـ60 مركبة نصف مجنزرة و11 دبابة.
أطلق الإسرائيليون على تلك العملية العسكرية اسم "التقطيع" وقاموا بإرسال حوالي 600 جندي من مجموع القوة التي تم حشدها قرب الحدود إلى الصفة الغربية لتنفيذ تلك العملية "الانتقامية".
دخلت القوة البرية الإسرائيلية المعززة بالدبابات إلى قرية رجم المدفع، الواقعة جنوب غرب الخليل، ودمرت المخفر هناك، ومنها توجهت قوة أكبر من ثماني دبابات طراز "سنتوريون"، برفقة 400 مظلي في عدة مسارات نحو بلد السموع.
في نفس الوقت، توجهت قوة أصغر من ثلاث دبابات و 100 مظلي ومهندس على متن 10 مركبات نصف مجنزرة إلى قريتين صغيرتين، هما خربة المركز وخربة جمبا.
حين دخلت القوات الأكبر بلدة السموع، جمع الجيش الإسرائيلي سكان المدينة في ساحة البلدة، ثم قام خبراء المتفجرات من اللواء 35 المحمول جوا بتفجير العديد من المباني في القرية وبالقرب منها. يتراوح العدد الإجمالي للمنازل تم تدميرها في البلدة بحسب الأمم المتحدة 125، فيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن أربعين فقط.
علاوة على كل ذلك، أفادت الأمم المتحدة بأن الجيش الإسرائيلي دمر عيادة طبية في القرية، ومدرسة بها 6 فصول وورشة عمل، فضلا عن إلحاق أضرار بأحد المساجد وبـ 28 منزلا.
الجيش الأردني تحرك على الفور لحماية البلدة، واشتبكت كتيبة المشاة 48 في الجيش الأردني بقيادة الرائد أسد غانمة مع القوات الإسرائيلية شمال غرب السموع، فيما اقتربت سريتان من لواء المشاة حطين من الشمال الشرقي وكانتا تتكونان من حوالي 100 شخص و 20 مركبة، وكان يقودهم العميد الركن بهجت المحيسن.
العقيد المحيسن يقول في مقابلة أجرتها معه مجلة الأقصى التابعة للقوات المسلحة الأردنية، إن الاستخبارات الأردنية أبلغته أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي هو قرية السموع، ولذلك أمر قواته بالتحرك نحوها من اتجاهين، أحدهما يمر عبر قرية الظاهرية والآخر عبر يطا.
بالتزامن مع ذلك، انطلقت 8 طائرات أردنية من طراز " هوكر هنتر" في الجو من قاعدة المفرق الجوية وقامت بالهجوم على القوات الإسرائيلية لتخفيف الضغط على قواتهم البرية، واشتبكت تلك الطائرات في قتال جوي مع أربع طائرات إسرائيلية من طراز ميراج 3.
علاوة على ذلك، دخلت مفرزة أخرى من القوات الأردنية، معززة بمدفعي عيار 106 ملم، إلى بلدة السموع، وشاركت في المعركة ضد الجيش الإسرائيلي.
في تلك المعركة الملحمية كان بين المصابين في القوات الأردنية، العقيد المحيسن، قائد لواء حطين، فيما قتل من الجانب الإسرائيلي قائد الكتيبة البرمائية، العقيد يواف شهام، إضافة إلى إصابة العديد من الجنود الإسرائيليين، كما قتل خلال تلك المعركة ثلاثة مدنيين وأصيب 96 آخرين.
المصادر الأردنية تؤكد أن الجيش الأردني تمكن في تصديه للهجوم الإسرائيلي من إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية، كما قتل العشرات من الجنود الإسرائيليين، من بينهم العقيد يواف شهام، ولم يجد الإسرائيليون أمامهم من مخرج إلا التراجع "تاركين العديد من الأسلحة".
من الجانب الأردني ضحى بحياته أيضا في معركة "السموع" كل من "الرائد محمد ضيف الله الهباهبة والملازم الطيار موفق السلطي".
الصحفي والمؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف، يرجع الدافع إلى الهجوم الإسرائيلي عبر الحدود في "الرغبة في الانتقام لثلاثة إسرائيليين لقوا حتفهم في حادث بألغام أرضية. وكان الهدف الآخر للعملية هو تدمير المنازل في القرى الفلسطينية الواقعة جنوب الخليل، كاستعراض للقوة (لإخماد المقاومة) الفلسطينية في المستقبل".
أما بشأن الذرائع الإسرائيلية التي كانت وراء ذلك الهجوم على بلدة السموع، يقول العقيد الهولندي يان مورين، وكان عمل مراقبا للأمم المتحدة في الضفة الغربية، في تصريح بعد تقاعده بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب الأيام السنة: "هل كان للناس من هذه القرية أي علاقة بالهجوم على إسرائيل؟ حسنا، لا. ليس فقط من هذه القرية، ولكن أيضا من الضفة الغربية بأكملها... كان الضباط الغربيون فقط يعملون هنا، وكنا نقوم بدوريات. كان الوضع هادئا تماما".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الضفة الغربية الجیش الإسرائیلی الجیش الأردنی الهجوم على
إقرأ أيضاً:
مداهمات واعتقالات بالضفة الغربية وكتيبة طولكرم تفجر عبوات ناسفة في قوات العدو
فجّرت “سرايا القدس- كتيبة طولكرم”، فجر اليوم الخميس، عبوة ناسفة بآلية عسكرية تابعة لقوات العدو الصهيوني، خلال اقتحام بلدة عنبتا، شرقي مدينة طولكرم، فيما نفذت قوات العدو حملة مداهمات واعتقالات بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت “كتيبة طولكرم” في بلاغ عسكري لها: إنها فجّرت عبوة ناسفة “معدة مُسبقاً”، بآلية عسكرية إسرائيلية من نوع “بوز نمر”. مؤكدة “إعطابها”، قرب مشاوي وادي الشعير في بلدة عنبتا.
ونوهت “الكتيبة” إلى أنها “حقّقت إصابات مؤكدة في صفوف قوات الاحتلال”.
والليلة الماضية، اقتحمت قوات العدو بلدة عنبتا، شرقي طولكرم، بعدد من الآليات ترافقها جرافة عسكرية من جهة حاجز “عناب” العسكري على المدخل الشرقي لمدينة طولكرم.
وجرّفت آليات العدو الممتلكات العامة والخاصة للفلسطينيين، وتحديدًا في الشارع الرئيسي المحاذي لمبنى بلدية عنبتا، وشملت أعمدة إنارة ومحلات تجارية وبسطات، واقتلعت شجرة زيتون معمرة كانت مزروعة أمام مبنى البلدية.
وفي سياق متصل، دهمت آليات العدو ترافقها جرافتان عسكريتان، بلدة بلعا شرقي مدينة طولكرم، وجابت شوارعها الرئيسة، قبل أن تتوجه صوب الحي الغربي.
كما اقتحمت قوات العدو الصهيوني، فجر اليوم الخميس، عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة، ودهمت منازل المواطنين وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، تزامنًا مع اعتقال عددًا من الفلسطينيين؛ بينهم طفل جريح.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات العدو أعادت اعتقال أسير محرر، عقب اقتحام وتفتيش منزل عائلته في مدينة قلقيلية.
كما اعتقلت قوات العدو مواطنا بعد تكسير محتويات منزله في منطقة “شارع الشلالدة” بالبلدة القديمة.
من جانبه، نوه مكتب “إعلام الأسرى” الحقوقي، إلى أن قوات العدو دهمت منزل مواطن في منطقة “باب الزاوية” بمدينة الخليل، واعتقلت نجله الطفل الجريح نسيم جابر (16 عاما)، بعد أن اعتدت عليه بالضرب، علما أنه أصيب برصاص العدو في قدمه قبل نحو أسبوع.
كما اعتقلت قوات العدو 3 شبان من مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية؛ بعد دهم وتفتيش منازل ذويهم.
وطالت الاعتقالات الإسرائيلية، والد ووالدة منفذ عملية الدهس (لم تعرف هويته بعد وهو جريح) قرب بلدة دير قديس، غربي مدينة رام الله، من منزلهما في قرية المدية غربي المدينة.