في انتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية وقواعد القانون الدولي، يواصل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين في قطاع غزة وخاصة في مدينة غزة من دفن الشهداء ونقل جرحى العدوان الإسرائيلي الهمجي.

ولليوم الـ38 على التوالي يتواصل العدوان الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون مواطن فلسطيني محاصرين منذ 17 عاما داخل قطاع غزة، حيث واصل استهدف وقتل المدنيين والأطفال داخل بيوتهم، ومنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى ودفن الشهداء الذي قضوا إما بالقصف بالصواريخ أو برصاص القناص الإسرائيلي.



كما يواصل جيش الاحتلال حصاره العسكري المشدد لمجمع الشفاء الطبي الذي تأسس عام 1946 وسط مدينة غزة، ويوجد بدخله الآلاف من النازحين والجرحى والمرض والأطقم الطبية.

وتستهدف طائرات الاحتلال الحربية بالصواريخ أو عبر القناصة كل من يتحرك داخل مجمع الشفاء وتمنع سيارات الإسعاف من التحرك، حتى باتت حياة آلاف المرض والجرحى والنازحين في خطر كبير والموت يتخطفهم واحدا تلو الآخر، وخاصة أيضا مع فقدان الماء والغذاء داخل المجمع.

وسبق أن أعلنت وزارة الصحة انهيار المنظومة الصحية جراء العدوان الإسرائيلي الذي تسبب بانقطاع الكهرباء ونفاد الوقود وفقدان المستلزمات والأدوية الطبية، ما أدى لخروج العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل تماما.

العديد من المناشدات وصلت "عربي21" ونشرت على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، تطلب بسرعة وصول الإسعافات في وسط مدينة غزة لانتشال شهداء ونقل الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، لكن الاحتلال يمنع أي تحرك لسيارات الإسعاف ويطلق النار على كل من يتحرك وسط المدينة التي تشهد اشتباكات مستمرة بين رجال المقاومة وجيش الاحتلال.

وعن أوضاع الشهداء داخل مجمع الشفاء الطبي في ظل الحصار المشدد والعدوان العسكري الإسرائيلي المباشر، أكد مدير عام وزارة الصحة بغزة، الدكتور منير البرش، أن هناك العشرات من جثامين الشهداء في ساحة مجمع الشفاء الطبي، لم نتمكن من دفنهم بعد، لأن الاحتلال يطلق النار على كل من تحرك داخل المجمع.


ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21" إلى أن "جيش الاحتلال يواصل إطلاق النار بكثافة في محيط وداخل مجمع الشفاء عبر القناصة التي تعتلي بعض المباني المحيطة، نحن بمجرد أن نتحرك يتم القنص علينا

وأفاد البرش الذي تحدث معنا بالتزامن استمرار إطلاق جيش الاحتلال النار، أنه "جرى التواصل مع الصليب الأحمر لدفن الشهداء أمس، لكن حتى الآن لا جديد في هذا الشأن"، مضيفا: "نحن ننظر إلى جثامين الشهداء وقلوبنا تحترق ولا نستطيع دفنهم".

وسبق أن قامت وزارة الصحة بدف العديد من الشهداء من "مجهولي الهوية" في مقبرة الطوارئ بغزة عقب اتخاذ الإجراءات اللازمة.

بدورها، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أنها "تتابع بعناية جميع النداءات التي وصلت إلينا في اليومين الماضيين، ندرك الإحباط الشديد ونراقب الوضع في غزة بقل بالغ".

وزعمت في بيانها الذي وصل "عربي21" نسخة عنه، أن طواقم الصليب الأحمر "تبذل كل الجهود الممكنة في الميدان"، داعية "بشكل عاجل إلى حماية المدنيين المحاصرين وسط القتال في غزة، سواء كانوا يحاولون الإخلاء أو البقاء في أماكنهم".

وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل لأكثر من 11180 شهيدا؛ بينهم 4609 أطفال و3100 سيدة والجرحى لأكثر من 28200 إصابة بجروح مختلفة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة وصلت "عربي21"، حيث أكد أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وبلغ عدد المجازر 1142 مجزرة، إضافة إلى وجود أكثر من 2700 بلاغ عن مفقودين في مختلف مناطق القطاع، معظمهم من الأطفال.


ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، كما تواصلت الاشتباكات على الأرض بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية المقتحمة لعدد من المناطق في شمال غرب القطاع وجنوب مدينة غزة، إضافة لاشتباكات كبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع.

واستهدفت صواريخ الاحتلال شديدة التدمير، الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق ومخازن المياه ومولدات الكهرباء واللوحات الشمسية الخاصة بتوليد الكهرباء، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.

وفجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الفلسطينيين دفن الشهداء مجمع الشفاء فلسطين الاحتلال مجمع الشفاء دفن الشهداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی جیش الاحتلال مجمع الشفاء مدینة غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي يُخرج 27 مستشفى و82 مركزا صحيا عن الخدمة في غزة

استُشهد 13 فلسطينياً وأصيب آخرون، أمس، فى قصف طيران الاحتلال الإسرائيلى لمناطق متفرقة بقطاع غزة، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» باستشهاد 10 فلسطينيين ووقوع إصابات جراء قصف منزل بمنطقة معن شرق محافظة خان يونس، كما استُشهد فلسطينى وزوجته فى قصف استهدف شقة سكنية بالقرب من أبراج عين جالوت جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع، تزامناً مع استشهاد الشاب أحمد المنيراوى فى قصف منزل عائلته بدير البلح.

وقال خليل دقران، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى أخرج 27 مستشفى و82 مركزاً صحياً عن الخدمة فى قطاع غزة، وأضاف «دقران» فى تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية»، أمس، أن الاحتلال دمر جميع سيارات الإسعاف شمال قطاع غزة، مؤكداً أنه لا وسيلة حالياً لنقل المصابين والشهداء إلى المستشفيات.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45.338 فلسطينياً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107.764 آخرين، فى حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وفى الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على مخيم طولكرم لليوم الثانى على التوالى ما أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين، وإلحاق دمار واسع بالبنية التحتية وممتلكات المواطنين.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن جرافات الاحتلال جرّفت الشوارع فى حارات المخيم وأزقته، وخربت كل ما يقع فى طريقها من جدران وأسوار منازل ومحلات تجارية ومركبات، ما تسبب فى انقطاع المياه والكهرباء بعد تدمير شبكاتهما، وإحداث تشويش فى شبكات الإنترنت والاتصالات، كما أحرقت منزل الأسير الفلسطينى مصعب عبدربه فى حارة الشهداء بعمليات تفجير داخل الحى تسببت أيضاً فى اندلاع النيران بالشوادر التى تغطى شوارعه.

وأضافت «وفا» أن الاحتلال دفع بمزيد من الآليات إلى المخيم الذى فرضت عليه حصاراً مشدداً، وسط سماع أصوات انفجارات وإطلاق الأعيرة النارية بين الفينة والأخرى، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض جداً.

ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلى المواطنين الفلسطينيين من الخروج للتزود باحتياجاتهم اليومية، خاصة الأطفال والمرضى، ما دفعهم إلى إطلاق مناشدات لمساعدتهم فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها المخيم، فى الوقت الذى تمنع فيه طواقم إسعاف الهلال الأحمر من دخول المخيم، وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى بأن طواقمها تعاملت مع إصابة شظايا فى الظهر داخل المخيم، وتم نقله إلى المستشفى، بحسب «وفا».

وفى وقت سابق، أقدمت قوات الاحتلال على تفجير مخزن يعود لعائلة الأسير الفلسطينى فيصل خليفة فى ضاحية اكتابا شرق طولكرم، والذى اعتقلته قبل 10 أيام، واعتقلت شقيقه فراس خليفة، كما قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلى بتجريف واسع فى البنية التحتية لشوارع مخيم نور شمس شرق المدينة، وتحديداً فى حيى المنشية وأبوبكر الصديق، وتدمير كامل لعدد من المحلات التجارية والمنشآت الموجودة على طول شارع نابلس المحاذى لمداخله، وفى القدس المحتلة، اقتحم مستوطنون، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى، وأفادت مصادر فلسطينية بأن عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية فى باحاته، تزامناً مع عيد «الحانوكا» اليهودى.

من جانبه، أصدر رئيس محكمة العدل الدولية أمراً بتنظيم الإجراءات المتعلقة بطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على فتوى بشأن التزامات إسرائيل تجاه وجود أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الأخرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأفاد بيان المحكمة بأن رئيس المحكمة قرر أن «الأمم المتحدة ودولها الأعضاء، إضافة إلى دولة فلسطين المراقبة، يمكنهم تقديم معلومات حول المسألة للمحكمة فى المهل الزمنية المحددة، وحدد تاريخ 28 فبراير 2025 كآخر موعد لتقديم البيانات المكتوبة».

ومن جهة أخرى، قالت حركة حماس إن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين فى غزة تسير بشكل جدّى، من خلال الوسطاء.

وأضافت، فى بيان نقلته قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تأجيل التوصل لاتفاق كان بسبب شروط الاحتلال الجديدة بشأن الانسحاب ووقف إطلاق النار وعودة النازحين، مؤكدة أن الحركة أبدت مرونة، لكن الاحتلال وضع شروطاً جديدة، مما أدى لتأجيل التوصل للاتفاق. فى سياق آخر، شن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، غارة على البقاع شرق لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأفاد أحمد سنجاب، مراسل «القاهرة الإخبارية» من بيروت، بأن الغارة الإسرائيلية على البقاع تأتى للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الطيران المسيّر الإسرائيلى يحلق فى سماء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية على علو منخفض، مشيراً إلى «تحليق للطيران الإسرائيلى الحربى والمسيّر فى أجواء مناطق بالجنوب اللبنانى».

وشن الطيران الحربى الإسرائيلى فى أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، غارة، الثلاثاء الماضى، على منزل فى سهل بلدة طاريا مجاور لضفاف مجرى نهر الليطانى غرب بعلبك، دون وقوع إصابات، وتقدمت الخارجية اللبنانية بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولى بشأن الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت فى بيان: «الخروقات الإسرائيلية تشمل قصف القرى الحدودية وتفخيخ المنازل وتدمير الأحياء السكنية وقطع الطرق»، مضيفة أن الخروقات الإسرائيلية تقوض مساعى التهدئة وتجنب التصعيد العسكرى، وتمثل تهديداً خطيراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وتعقد جهود لبنان فى تنفيذ بنود القرار 1701 وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش فى الجنوب».

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: نتنياهو هو الذي يمنع صفقة متكاملة مع حماس
  • الصليب الأحمر: قلقون من تأثير التصعيد الأخير بين إسرائيل واليمن على الوضع في المنطقة
  • وزير الصحة يتفقد أحوال الجرحى نتيجة العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي دمر آخر القلاع الصحية بشمال غزة
  • 26 ديسمبر في 9 أعوام.. 148 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب وإبادة إثر غارات العدوان على اليمن
  • موسكو تؤكد عدم تمكنها من المساهمة في ميزانية الصليب الأحمر وتوضح السبب
  • استشهاد 5 صحفيين في قصف للاحتلال الإسرائيلى على مخيم النصيرات
  • استشهاد 5 صحفيين بعد قصف مركبة بث وسط القطاع (شاهد)
  • العدوان الإسرائيلي يُخرج 27 مستشفى و82 مركزا صحيا عن الخدمة في غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يعزل مدينة طولكرم ويمنع وصول الإسعاف