سمير جبوّر: العدوان الصهيوني ألأخير على جنين يعكس حقائق تاريخية ومعاصرة!
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
سمير جبوّر إن الهجوم الوحشي وألإجتياح البربري الذي شنته حكومة نتنياهو وشلّته العنصرية لمخيم جنين خلال الأيام الأخيرة، والذي خلف الكثيرين من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والمنشآت والبنى التحتية في المخيم ، وزرع الرعب في نفوس السكان من شيوخ وأطفال ،انما هو نسخة مكررة لجميع الإجتياحات الوحشية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، وألإعتدءات المتكررة على سوريا.
ومهما تنوعت هذه الأعمال العدوانية اسلوبا ونهجا وتوقيتا وموقعا يبقى لها ثلاثة اهداف رئيسية: 1- القضاء على مقاومة ألإحتلال على طول الجبهة الفلسطينية ;2- تثبيت الإحتلال وإفرازاته وإرغام العرب على التسليم بحقائق الأمر الواقع المتمثلة في انشاء المستعمرات غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة والمصادرة 3- محاولة تبرير الأعمال الحربية الوحشية بحجة ان لـ”اسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها “، وهي التي تملك الرؤوس النووية وسائر اسلحة الدمار الشامل وتملك ثالث جيش في العالم، في حين ان الفلسطينيين العزل الذين يرزحون تحت نير الإحتلال هم من لهم الحق في الدفاع عن انفسهم ضد ممارسات الإحتلال القمعية. وفي حقيقة ألأمر أن العربدة الصهيونية والبطش بجنين امام سمع العالم وبصره يعكس بعض الحقائق التاريخية والمعاصرة ألأساسية ،كان صاحب هذه السطور شاهدا عليها كلها منذ نعومة أظفاره وحتى يومنا هذا. أولا : منذ قيام الكيان الصهيوني في سنة 1948 وقبلها لم يحدث اي تغيير في طبيعة هذا الكيان وخططه وممارساته واساليبه ومناوراته .ولم يغير هذا الكيان طبيعته العدوانية المارقة . فقد بدأ كيانا محتلا واستمر يحتل المزيد من ألأراضي الفلسطينية وألعربية مستخدما القوة العسكرية منذ وقوع النكبة ومرورا بالعدوان الثلاثي وانتهاء بعدوان 1967، وما تلاه من اعمال حربية واجتياحات في الأراضي اللبنانية والسورية . ثانيا – تنتهج الحركة الصهيونية تطبيق مخطط توسعي ٍوضع اساسه ثيودور هرتسل في سنة 1904 لم تحد عنه على ألإطلاق. فكانت جميع الحروب وألأعمال العدوانية ومخالفة القرارات الدولية تسخرها من اجل تحقيق هذه الهدف .ولا نقصد التوسع على حساب الأرض الفلسطينية وحسب ، بل ما تيسر من ألأراضي العربية إما بألإحتلال العسكري جهارا او وسائل اخرى مثل التطبيع الخانع ستارا. ثالثا – قامت اسرائيل خلافا لقرار التقسيم اللذي صدر عن ألأمم المتحدة رقم 181 (29 /11 /1947، بحجة ان العرب رفضوه . وحتى وإن رفضه العرب لإنه لم يكن منصفا بل كان مجحفا بحق الفلسطينيين كما هو معروف (أعطى 55% من فلسطين للدولة اليهودية – ألأقليّة )- فاتخذت الجماعات الصهيونية المسلحة رفض العرب للقرار ذريعة لإحتلال اجزاء من فلسطين تجاوزت حدود التقسيم.وحتى لو ادعت قيادة الهاغاناه ان الذنب يقع على العرب برفضهم التقسيم ، فهل هذا يبرر احتلالهم إراضي فلسطينية خارجة عن التقسيم؟ لماذا لم يكتفوا بما خصص لهم وترك الفلسطينيين يتحملون نتائج رفضهم للقرار؟ رابعا – لجأت الجماعات الصهيونية بقيادة الهاغاناه إلى استخدام وسائل العنف والتدمير (لإكثر من 400 قرية فلسطينية ) وارتكاب عشرات المذابح الرئيسية (دير ياسين والطنطورة وقبية وغيرها) وتهجير ولإقتلاع اكثر من 700 ألف فلسطيني (1948).فكانت هذه نية مبيّتة لإحتلال ما تيسّر من فلسطين في ذلك الوقت،والا ماذا كانت الحاجة الى تلك الإستعدادات العسكرية والتسلح بالوسائل القتالية المختلفة؟ . خامسا – مارست اسرائيل منذ اليوم الأول من تأسيسها سياسة تممييز عنصري تميزت بفرض حكم عسكري جائر على الأقلية العربية التي بقيت في البلاد ، استمر 18 عاما راحت القيادة الإسرائيلية بقيادة بن –غوريون والقيادات اللاحقة تمنع بواسطته عودة النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا نتيجة لإعمال العنف الى بيوتهم ، وأخذت تصادر الأراضي الفلسطينية ، المتروكة وغير المتروكة لصالح مستعمراتها ،وتفرض القيود على اي نشاط سياسي يقوم به الفلسطينيون وتنمعهم من تنظيم انفسهم في حركات سياسية تدافع عن حقوقهم . وهذه السياسة العنصرية لم تكن وليدة الساعة بل تتشبث بها القيادة اليمينية الحالية لأ بل كانت ولا تزال الهدف الرئيسي للقيادة الصهيونية منذ مئة عام . سادسا- لم يكن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خيارا استراتيجيا اسرائيليا في يوم من ألأيام،بل كان ولا يزال تكتيكا استطاعت بواسطته ان تخدع الراي العام العالمي ،من اجل افشال جميع مبادرات السلام من دون استثناء ، بل كانت جميع المبادرات التي وافقت عليها اسرائيل مجرد مناورات لإفشالها .إ ذ ان هدف الصهيونية محصورافي تنفيذ مشروعها التوسعي. سابعا ا- تمسكت القيادات الإسرائيلية بمختلف اتجاهاتها السياسية ومشاربها ألإإيديولوجية بموقفها الرافض لحل الدولتين الذي تؤيده معظم دول العالم ،كما أنها تقاوم حل الدولة الواحدة واضعة امام الشعب الفلسطيني سواء في الداخل او في مناطق القدس والضفة الغربية وغزة ثلاثة بدائل او خيارات : 1 الرحيل تحت وطأة الإضطهاد والملاحقة والمصادرة وهدم المنازل; 2- البقاء كسكان عاديين لا يتمتعون بحقوق المواطنة ; 3- اذا “اخترتم ايها الفلسطينيون خيار المقاومة سوف نسحقكم ونبطش بكم من دون هوادة وندمر بيوتكم على رؤوسكم” . ثامنا – تتحول اسرائيل الى دولة عنصرية سافرة في نظر الراي العام العالمي ومؤسسات حقوق الإنسان . ووما يعجّل في تبلور هذه الصورة ممارسات وتصريحات بنيامين نتنياهو واعضاء حكومته اليمينيين الفاشيين المتعصّبين الذين لا يتركون فرصة إلاّ وإلإدلاء بتصريحات تتهدد الفلسطينيين او تحرّض المستوطنين المشحونين بكراهية العرب للإعتداء على القرى والتجمعات العربية .وكلما انتشرت صورة اسرائيل العنصرية ترافقها اعمال المقاومة ضد الإحتلال ، إزدادت إسرائيل عزلة وتنديدا على غرار جنوب افريقيا ، ولا سيما في ضوء تطور وتعدد وسائل التواصل الإجتماعي . تاسعا – ستبقى إسرائيل تعتمد على الدعم الأميركي سلما ام حربا ، واصبح هذا الدعم معطى ثابتا في جميع تحركات اسرائيل العسكرية والسياسية والدبلوماسية . وستبقى بحاجة الى هذا الدعم في مستقبل غامض مرهون بانصياعها الى استراتيجيات ولي نعمتها . وهذا ما يفقدها استقلاليتها ومبرر وجودها . عاشرا- في ضوء فشل الهجوم ألأخير على جنين رغم ان الجيش الإسرائيلي استخدم في هذا الهجوم اكثر ألأسلحة تطورا من العربات المصفحة والمسيّرات والصواريخ والقنّاصين ، إلا انه لم يستطع كسر شوكة المقاومة لا في جنين ولا في الحروب الماضية .ولا بد الا ان يقود ذلك الى طريق مسدود ،يضع أمام اسرائيل خيارين : مواصلة تنفيذ مخطط الضم ألإستيطاني التوسعي ببناء المستعمرات ومحاولات فاشلة لحمايتها بالقوة العسكرية ،واستمرار الإنتفاضات ضد الإحتلال ،او ألأنسحاب من المناطق المحتلة والتسليم بحل الدولتين والتمتع بالهدوء والسلام وإلإستقرار. والخلاصة ، ان نتائج عملية اجتياح جنين وخروج جيش ألإحتلال عاجزا عن الحاق الهزيمة بالمقاومة وغير قادر على تحقيق الأهداف الإسنراتيجية والسياسية التي رسمها لذلك العدوان ، حطمت الكثير من ألأساطير .ولعل ابرز هذه ألأساطير ان الجيش الصهيوني مجرّد من اية صفة أخلاقية إنسانية إذ لا يتردد في قتل الأطفال والمسنين. وثاني هذه الأساطير ان الدولة الصهيونية ليست دولة ديموقراطية وانما دولة عنصرية تفرق بين مواطنيها . وثالثها ان اسرائيل لا تريد السلام ولا التصالح مع الفلسطينيين وانما تبغي استعمارهم وقهرهم والتخلص منهم ، ورابعها ، ان مسيرة التطبيع ما هي إلا وهم واسطورة ليس ليست لها جذور في الواقع وسوف تسحقها الشعوب ، كما نلاحظ البدايات في أماكن متعددة.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد
يستمر العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية بوسائل وأساليب متنوّعة.وتشمل هذه الاعتداءات غارات جوية واستهدافات بالقذائف المدفعية، إلى جانب إطلاق الرصاص على المدنيين الذين يقتربون من مواقع العدو أو المناطق العازلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن مواصلة التجريف والحفر وبناء التحصينات العسكرية، سواء من خلال الإنشاءات أو عبر زراعة الألغام وتمديد الأسلاك الشائكة.
وفي سياق المعالجات الديبلوماسية للوضع التصعيدي على الحدود الجنوبية بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن 1701.
وأفادت المعلومات أنه "تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701".
ميدانيا، وفي تصعيد جديد ولافت، أقدم العدو في منطقة سهل الخيام وسردا في القطاع الشرقي على حفر خنادق داخل الأراضي اللبنانية، بعضها يبعد كيلومتراً عن السياج الحدودي، فيما لا يتجاوز البعض الآخر مئات الأمتار، ويمتدّ طول هذه الخنادق إلى نحو سبعة كيلومترات، وفق ما اوردت صحيفة"الاخبار".
اضافت"ويبدو واضحاً أن العدو، مستفيداً من المتغيّرات الكبرى التي تلت انتهاء الحرب وإعلان وقف إطلاق النار، ولا سيما سقوط النظام الحاكم في سوريا وتسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البيت الأبيض، وجدَ فرصة سانحة لإحداث تغييرات جوهرية في اتفاق وقف إطلاق النار بشكل أحادي، مستفيداً من دعم وتواطؤ الإدارة الأميركية.
وقد ظهر خلال المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار أن الأميركيين كانوا حريصين على منح إسرائيل «حرية العمل» في لبنان، بهدف عرقلة تعافي المقاومة ومنعها من إعادة بناء قدراتها، وهو ما حُكي عنه تحت عنوان «ورقة ضمانات» جانبية أميركية لإسرائيل.
إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ عمد العدو، بعد إعلان الاتفاق، إلى احتلال مواقع جديدة وإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية، متّكئاً على الواقع السياسي والعسكري المستجدّ الذي صبّ في مصلحته، ولا سيما بعد انهيار الحكم في دمشق. ولم يقتصر هذا التوجه الإسرائيلي على لبنان فحسب، بل انسحب أيضاً على ساحتي سوريا وقطاع غزة.
أقامت إسرائيل خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أربع مناطق عازلة، وليس اثنتين كما ادّعت في الخرائط التي زوّدت بها القوات الدولية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أطلقت تسمية «درع» على مواقعها داخل لبنان، بحيث يكون الموقع درعاً مزعوماً للمستوطنة التي يطلّ عليها، فحملت المواقع تسمية دروع شلومي وشوميرا وأفيفيم والمنارة والمطلّة. وقد بلغت مساحة الأراضي اللبنانية المحتلة نحو 13.25 كيلومتراً مربعاً (13250 دونماً)، وهو ما يمثّل أقل بقليل من 1% من إجمالي مساحة جنوب لبنان.
اللافت أن هذه الاعتداءات المتواصلة والمتصاعدة في المواقع المحتلة والمناطق العازلة المذكورة، لا تُدرَج ضمن الخروقات المسجّلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بات يُتعامل معها على أنها تقع ضمن «التوافق غير المعلن». وليس ذلك فقط، بل يقوم العدو بتثبيت براميل مطليّة باللون الأبيض، في نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتحديداً في المناطق التي حدّدها العدو عازلة وممنوعة على اللبنانيين. وبذلك، أصبح في جنوب لبنان خطّان، الخطّ الأزرق الذي يمثّل خط انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، والخطّ الأبيض الذي يحدّد المناطق اللبنانية الجديدة التي احتلّها العدو خلال الأشهر الماضية.
وكتبت" اللواء": لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس ، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار الجاهزية لعمليات التسلل في القواعد والمواقع في الشمال".
وسجل ظهر أمس تحليق لمسيّرة اسرائيليّة في اجواء مدينة الهرمل على علو منخفض. وأفيد بعد الظهر عن استهداف الجيش الإسرائيلي أحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن "أن إطلاق العدو الإسرائيلي النار على مواطن في بلدة كفركلا أدى إلى إصابته بجروح وحالته حرجة". وكانت بلدة كفركلا شيعت أمس 24 شهيداً في موكب جماعي. ولاحقاً، أفيد بأن جندياً في الجيش اللبناني قد توفي جراء أزمة قلبية بعد أن اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم بمراسم تشييع 24 شهيداً في بلدة كفركلا، وهو من بلدة زوطر.
وأمس، كانت للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "المنار" سلسلة مواقف ، ومما قاله: "للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم"
ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ "إسرائيل" وليس نحن.
وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق "حروب الآخرين" فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن "المقاومة شأن آخر".