أزمة القيادة الأمريكية تنعكس في انتخابات 2024.. ما مصير بايدن؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطورات مهمة على صعيد السباق الرئاسي، نحو البيت الأبيض، وسط أزمة قيادة مستمرة في كلا الحزبين؛ الديمقراطي والجمهوري.
وأظهرت نتائج الانتخابات التي أجريت في ولايات فرجينيا وأوهايو وكنتاكي الثلاثاء، أنه على الرغم من أن شعبية بايدن في أدنى مستوياتها، فإن مهمة الجمهوريين لن تكون سهلة على الإطلاق.
وتظهر استطلاعات الرأي أن شيخوخة بايدن هي أكبر عيوبه وأن الناخبين يرون أن ترامب أكثر قوة. وفي حين أن أداء بايدن، وخاصة فيما يتعلق بدعم إسرائيل، جعل تصوره أكثر سلبية بين الناخبين الشباب والسود، فإن فشل الجمهوريين في إنتاج بديل لترامب لا يخلق الإثارة بين الناخبين المستقلين.
ميزة الإجهاض للديمقراطيين
ونشرت صحيفة "يني شفق" تقريرًا، ترجمته "عربي 21"، قالت فيه إن الانقسام المستمر داخل الحزب الجمهوري ونفوذ ترامب يعيق سلامة الرسالة، مما يخلق عيبًا؛ حيث يظهر الناخبون أنهم يريدون مرشحًا غير المرشحين الرئاسيين المحتمليْن بايدن وترامب، لكن يبدو أن الجدل حول الحد من الإجهاض جعل الجمهوريين يخسرون. وفي هذه المعادلة، قد تتزايد الدعوات المطالبة بانسحاب بايدن في الفترة التي تسبق انتخابات 2024، لكن لا يبدو من المرجح أن تكون ناجحة.
وأصبح ترشيح ترامب، الذي يواجه معضلة دعاوى قضائية مختلفة، أمرًا حتميًّا يومًا بعد يوم، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس السابق يتقدم بنسبة تصل إلى 30 بالمئة على المرشحين الجمهوريين الآخرين. وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب، وهو الاختيار الواضح لقاعدة الحزب، يتفوق على بايدن من حيث طاقته وديناميكيته، لكن يبدو أن الديمقراطيين لديهم أفضلية من حيث السياسات التي يجب اتباعها. لذلك؛ قد يكون من المفيد لترامب أن يقترح سياسات أقرب إلى الوسط عند تأكيد ترشحه، لكن من الصعب عليه أن ينسى الفوضى التي شهدتها فترته كرئيس.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن نتائج انتخابات الثلاثاء مليئة بالأخبار الجيدة للديمقراطيين، إلا أنها تشير إلى أن البحث عن بديل لترامب غير مجدٍ بالنسبة للحزب الجمهوري. فمن ناحية؛ تبين أن قرار الإجهاض الذي اتخذته الأغلبية المحافظة في المحكمة الدستورية، والذي كان نتاجًا لعهد ترامب، أفاد الديمقراطيين.
ومن ناحية أخرى؛ تحطمت أحلام حاكم فرجينيا، جلين يونجكين، الذي اقترح تحديد مدة الإجهاض بـ 15 أسبوعا، كبديل لترامب؛ حيث خسر يونغكين، الذي كان يأمل في الترشح ضد ترامب من خلال إظهار أنه وجد الصيغة التي يمكن أن تقنع النساء في الضواحي، أغلبية مجلس النواب ومجلس الشيوخ في ولاية فرجينيا لصالح الديمقراطيين، وأظهرت خيبة أمل الحاكم يونجكين، الذي أراد بعض المانحين المليارديرات الجمهوريين إدخاله في السباق من خلال تلميعه كبديل لترامب، أنه غير قادر على تحقيق النصر السياسي الذي سيحاول الإطاحة بترامب في السباق الرئاسي.
المرشحون غير ترامب في السباق على المركز الثاني
وأفادت الصحيفة أنه كما رأينا مرة أخرى في برنامج المناظرة الثالثة للحزب الجمهوري مساء الأربعاء، لا يستطيع المرشحون بخلاف ترامب تقديم رسالة ملفتة للنظر أو جذب قاعدة الحزب، ومع انسحاب نائب الرئيس السابق مايك بنس من السباق، تحول السباق ليكون بديلًا لترامب داخل الحزب إلى سباق بين ديسانتيس وهيلي للعب في المركز الثاني بعد ترامب؛ حيث بدأ ديسانتيس، الذي اتُهم بفقدان الزخم لفترة، بداية جيدة للأسبوع بحصوله على دعم كيم رينولدز، حاكم ولاية أيوا الذي يتمتع بشعبية كبيرة، حيث ستبدأ الانتخابات التمهيدية، ولن نتمكن ما إذا كانت رسالة رينولدز "لا يمكننا الفوز مع ترامب" ستكون كافية لتوحيد معارضي ترامب داخل الحزب إلا من رؤية خلال الانتخابات التمهيدية. ومن الواضح أن ديسانتيس، الذي لم يختلف أداؤه في المناظرة كثيرًا عن أدائه السابق، يعاني من مشكلة الكاريزما. ومع ذلك؛ في معادلة تتم فيها إدانة ترامب وتجمع جبهة مناهضة لترامب داخل الحزب، فإن فرصه ستكون عالية.
في ليلة تم فيها الحديث عن السياسة الخارجية أكثر من غيرها مقارنة بالمناظرات الأخرى، ظهرت هيلي، المرشحة الأكثر خبرة في هذه القضية، إلى الواجهة بطبيعة الحال. وقد رأينا هيلي، التي تدعو إلى تقديم دعم أكبر وغير مشروط لإسرائيل مما يفعل بايدن، تكرر بنجاح مواقفها مثل الاستمرار في دعم أوكرانيا وأن العدو الحقيقي هو الصين. وتوفر هيلي، التي كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة خلال عهد ترامب، ميزة لأن معرفتها بالسياسة الخارجية وإلمامها بالتفاصيل أكبر بكثير من المرشحين الآخرين.
وبينت الصحيفة أن الناخبين الأميركيين توقفوا منذ فترة طويلة عن انتخاب رؤساء وفقًا للسياسة الخارجية؛ حيث إن دعم إسرائيل ليس قضية صعبة بالنسبة للحزب الجمهوري على أي حال. وعلى الرغم من أن ترامب قام في بعض الأحيان بعروض خطيرة للقوة يمكن أن تؤدي إلى حرب في السياسة الخارجية (مثل التوتر مع كوريا الشمالية، واغتيال سليماني)، فإن حقيقة أن الولايات المتحدة لم تدخل حربًا جديدة لها قيمة كبيرة بالنسبة للناخبين الأمريكيين. وفي هذا السياق؛ من الصعب على هيلي تطوير حجج مفصلة ودقيقة حول السياسة الخارجية لتوفير ميزة كبيرة ضد ترامب.
وقبل عام من انتخابات 2024، حقق ترامب تقدمًا على مرشحي الحزب الجمهوري رغم تعامله مع قضايا مختلفة، ويبدو أنه يتقدم على بايدن في معظم الولايات الحاسمة. في المقابل؛ ورغم أن الديمقراطيين يتمتعون بأفضلية في العديد من القضايا، إلا أنه يبدو أنهم قد يواجهون أزمة قيادية بسبب شيخوخة بايدن وافتقاره إلى الديناميكية.
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن سياسة بايدن تجاه القضية الإسرائيلية، حيث لم يتمكن من وقف جرائم الحرب التي يرتكبها نتنياهو وأصبح شريكه في توفير التمويل؛ أثارت ردود فعل من شرائح اليسار والشباب والسود في الحزب. ومن الواضح أن هذه الجماعات تريد مرشحًا آخر غير بايدن، لكن مع ازدياد يقين ترشيح ترامب، يصبح ترشيح بايدن، الذي ينظر إليه على أنه المرشح الوحيد القادر على هزيمته، أكثر يقينًا أيضًا، وهناك احتمال كبير بأن لا يتم التغلب على أزمة القيادة هذه التي يعيشها الطرفان حتى نوفمبر 2024.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الانتخابات بايدن امريكا بايدن الانتخابات ترامب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة داخل الحزب یبدو أن
إقرأ أيضاً:
هل تتعاون الصين سراً مع الحوثيين؟ وما المقابل الذي تحصل عليه؟ الإستخبارات الأمريكية تكشف معلومات خطيرة
كشفت تقارير إعلامية عن تعاون سري بين الصين وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، يتضمن شبكة واسعة لتوريد أسلحة متطورة تهدد أمن البحر الأحمر واستقراره.
ووفقًا لمصادر استخباراتية أمريكية نقلتها قناة i24NEWS، تستخدم الجماعة أسلحة صينية الصنع في هجماتها مقابل ضمان سلامة السفن التي ترفع العلم الصيني.
وأفادت الاستخبارات الأمريكية بأن الحوثيين أنشأوا شبكة إمداد معقدة في الصين منذ بدء الهجمات في البحر الأحمر، مما يتيح لهم الحصول على مكونات متطورة ومعدات توجيه لصواريخهم الباليستية وصواريخ كروز. الأخطر من ذلك أن الجماعة تخطط لتصنيع مئات صواريخ كروز قادرة على ضرب دول الخليج العربي باستخدام المكونات الصينية.
وأوضحت التقارير أن واشنطن أبلغت الصين مرارًا، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، بمعلومات تفصيلية عن الشركات الصينية المتورطة في هذه العمليات، ولكنها لم تتلقَّ استجابة حاسمة، مع استمرار بكين في عدم اتخاذ إجراءات لعزل هذه الشبكات التجارية عن النظام المالي العالمي.
وصرّح مصدر دبلوماسي بأن مسؤولين حوثيين زاروا الصين عدة مرات في الصيف والخريف الماضيين، على الأرجح للقاء مسؤولين بارزين.
وتأتي هذه التطورات في وقت يسعى فيه الحوثيون لتعزيز سيطرتهم على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، مما يشكل خطرًا مباشرًا على التجارة الدولية والأمن الإقليمي.