ربما تم إحباط زحف يفغيني بريغوجين إلى موسكو، لكن الكرملين -بعد أسبوعين من هذا الانقلاب القصير- لا يزال يترنح من تحدي رئيس مجموعة فاغنر العلني لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب مقال نشرته صحيفة "ذا تلغراف" (The Telegraph) البريطانية. ووفقا للتقارير، فقد ذهبت وزارة الداخلية الروسية إلى حد إجراء تحقيق أولي في مستويات الدعم العام لبريغوجين تم قياسه من خلال مراقبة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وعمليات البحث على الإنترنت التي قام بها الروس العاديون.

وتشير النتائج -التي اعترضتها المخابرات الأوكرانية- إلى أن 17 من أصل 46 منطقة روسية انحازت إلى بريغوجين. وحصل بوتين على دعم من 21 منطقة فقط، بينما ظلت المناطق الثماني المتبقية منقسمة. ويبدو أن موسكو دعمت الرئيس الروسي لكن مدينته سان بطرسبرغ كانت مستعدة لتقديم دعمها لرئيس مجموعة فاغنر. وحسب ما ورد، فإن الدعم العام لبريغوجين في جمهورية داغستان بلغ 97%.

مع وجود بريغوجين طليقا في روسيا، كما يُزعم، وإعادة تنظيم فاغنر لنفسها، فربما كان الانقلاب مجرد محاولة أولى وأن الضربة القاضية لم تأت بعد

في هذا السياق، كتبت ليزا هازيلداين -في مقالها بصحيفة ذا تلغراف- أنه إذا كان التقرير دقيقا، فمن المؤكد أن الاستنتاج الوحيد هو أنه ليس بوتين فقط في موقف محفوف بالمخاطر، بل البلد قد يكون على حافة حرب أهلية.

وعلقت بأن الأمر ليس مجرد تمني، لأن البلد لديه تاريخ من الانقلابات الفاشلة التي أدت إلى اضطرابات سياسية. وربما يكون بوتين قد استيقظ أخيرا، مدركا أن الأمة التي كان يعتقد أنها ستكون في قبضته قد تتشتت قريبا.

وألمحت الكاتبة إلى قول الكرملين إنه لا يعرف مكان بريغوجين أو يهتم، وأنه ليست لديه الإمكانات لتعقبه. وأشارت إلى أن البعض قد يجادل بأنها محاولة لتجنب شرعنته، وأردفت بأن الفشل في معاقبته يكشف عن ضعف بوتين وهشاشة سلطته.

وخلصت الكاتبة إلى أنه مع وجود بريغوجين طليقا في روسيا، كما يُزعم، وإعادة تنظيم فاغنر لنفسها، فربما كان الانقلاب مجرد محاولة أولى وأن الضربة القاضية لم تأت بعد.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: سفير جهنم

في حي شعبي بمصر، كان هناك شاب يُدعى مصطفى، يحب كرة القدم حتى النخاع. كان يتمنى أن يصبح لاعبًا محترفًا، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه.. في أحد الأيام، اكتشف مصطفى عالم المراهنات الرياضية.. في البداية كان الأمر مجرد ترفيه! يراهن بمبالغ صغيرة على نتائج المباريات.. لكن مع مرور الوقت، بدأ يزداد تعلقه بالأمر.

مؤمن الجندي يكتب: بين الثواني والسراب.. موعد مع المجهول مؤمن الجندي يكتب: رهبة الضوء الأخير

كلما فاز، شعر بنشوة سريعة، وظن أن الحظ يقف إلى جانبه.. ومع كل فوز، أصبح أكثر إدمانًا على المراهنات، بدأ يراهن بمبالغ أكبر، وتدهورت حياته تدريجيًا. لا شيء كان يشغله سوى الرهان، حتى بدأ يفقد اهتمامه بالرياضة نفسها.. كرة القدم لم تعد مصدر إلهام، بل أداة للربح السريع.

ومع مرور الوقت، بدأ مصطفى يخسر! فقد الأموال التي جمعها، ووقع في فخ الديون. بدأت علاقاته تتدهور مع عائلته وأصدقائه.. لم يعد يراهن فقط على المباريات، بل على حياته بأكملها! وفي النهاية، أدرك مصطفى أنه كان يضيع نفسه في عالم وهمي، وأن المراهنات لم تكن سوى سراب.

في إحدى الأيام، أثناء تصفحه الإنترنت، صادف مصطفى إعلانًا لموقع مراهنات رياضية يروج له محمد زيدان، لاعب المنتخب المصري السابق.. أصبح زيدان سفيرًا للموقع، وكان الإعلان منتشرًا بشكل كبير، مصطفى شعر بغضب وحزن في نفس الوقت.. كيف لنجم رياضي كان يمثل الأمل والطموح للشباب أن يصبح جزءًا من هذا العالم المدمر؟

الحقيقة ما دفعني للكتابة اليوم، أنني رأيت منشورًا مع صورة إعلان ترويج زيدان على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لشخص كتب جملة استوقفتني: "محمد زيدان سفير جهنم مش سفير موقع مراهنات.. الرهان حرام".. لم تكن تلك الجملة مجرد نقد، بل كانت تعبيرًا عن مرارة وحزن! في لحظة واحدة، تحول شخص كان يُحتفى به إلى شخص يروج لشيء يضر بمستقبل الشباب ويهدد القيم التي نشأت عليها الرياضة.

الرهانات ليست مجرد لعبة حظ

ما يفعله زيدان قد يكون غير مدرك للضرر الذي يسببه، لكنه بلا شك يساهم في نشر ثقافة المراهنات في مجتمعنا.. شبابنا الذين ينظرون إلى نجومهم كقدوة سيجدون أنفسهم ضحايا لهذا النظام، المراهنات تأخذهم بعيدًا عن هدف الرياضة الحقيقي: الإلهام، والشجاعة، والصبر، والتفاني.

الرهانات ليست مجرد لعبة حظ، بل هي مفسدة للقيم، تدمر الطموحات والأحلام.. والرياضة يجب أن تبقى مكانًا للتنافس الشريف والتضحية، لا أن تكون أداة ربح سريعة تخدع عقول الشباب، إن الرياضة الحقيقية تعلمنا كيف نتغلب على التحديات في حياتنا، بينما المراهنات تعلمنا كيف نخسر كل شيء.

في النهاية، يجب أن نتوقف عن تقديم الرياضة كسلعة تجارية ترتبط بالربح السريع.. فكلما دخلنا في عالم المراهنات، كلما فقدنا جوهر الرياضة، المراهنات تأخذنا بعيدًا عن ما يهم حقًا: طاعة الله، العمل الجاد، والإصرار، والروح الرياضية الحقيقية.. فاغيثونا!

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • ردا على طعن ”الأهنومي” بأعراض اليمنيين.. الإرياني: الحوثيون يسعون لتدمير هوية اليمن وإحلال الثقافة الإيرانية
  • الألماني فاغنر يتألق لماجيك ويسقط ليكرز لأول مرة على أرضه
  • مؤمن الجندي يكتب: سفير جهنم
  • بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.. الباليستي رد أولي
  • بوتين: موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها
  • بوتين:لنا الحق بضرب الدول التي تستخدم كييف أسلحتها لمهاجمتنا
  • بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
  • الشرطة البرازيلية توجه أتهامات للرئيس السابق بولسونارو ومساعديه بمحاولة الانقلاب المزعومة في عام 2022
  • بوشكيان: إسرائيل تستهدف المصانع اللبنانية لتدمير الاقتصاد
  • 17نوفمبر 1958 وبروش البكا: ثورة الجهادية على الملكية (3-3)