نوفمبر 13, 2023آخر تحديث: نوفمبر 13, 2023

المستقلة/- تتفاوت المبالغ المالية التي تمنحها الأحزاب والتحالفات السياسية في العراق لمرشحيها المشاركين في الانتخابات المحلية (مجالس المحافظات)، المقررة في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو ما يؤثر على النتائج. وباتت واضحةً قلة الدعم للمرشحين المدنيين المنبثقين من الحراك الشعبي بالمقارنة مع مرشحي الأحزاب التقليدية، التي تمسك بالسلطة، وتدير الهيئات الحكومية والوزارات والمؤسسات المهمة.

ويؤكد ناشطون عراقيون أن المال السياسي يؤدي دوراً حاسماً في إدارة العملية الانتخابية في المرحلة الحالية، فقد منحت بعض الأحزاب التقليدية مرشحيها من الدرجة الأولى، أو “السوبر” كما يطلق عليهم محلياً، مبالغ تجاوزت 200 مليون دينار عراقي (حوالي 130 ألف دولار) للمرشح الواحد.

في المقابل، اكتفت بعض الأحزاب المدنية بالتكفل بطباعة الصور واليافطات، بينما أشار الناشطون إلى أن هذا الإنفاق الكبير على الانتخابات المحلية سيؤدي إلى صناعة حكومات محلية حزبية، أول أعمالها سيكون استعادة هذه الأموال عبر المناصب الجديدة.

وسبق أن أكدت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي أن “مجلس المفوضين صادق على تعليمات الإنفاق على الحملات الانتخابية، بأن يكون للمرشح الفرد 250 دينارا (0.19 دولار) مضروبة في عدد الناخبين، أما بالنسبة للأحزاب والتحالفات فيكون لها 250 دينارا مضروبة في عدد الناخبين”. واعتبرت أن تجاوز هذه الضوابط يعني الدخول في المحظورات والوقوع تحت طائلة “العقوبات والغرامات”.

تحذيرات السوداني لـ”الفاسدين”
كما حذر رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، في وقت سابق، من غايات “الفاسدين” لغرض الحصول على مزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة، قائلاً إن “الفاسدين يتربصون لسرقة المال العام ويجب التصدي لهم، وأن هذه المجموعة تنتظر الانقضاض على التخصيصات المالية كما فعلت مع الموازنات الانفجارية للدولة سابقاً، وهم من يتحدثون عن العفة ومكافحة الفساد لكنهم فاسدون”. ولم يكشف السوداني عن هؤلاء “الفاسدين” بحسب وصفه.

حزب “تقدم” وحركة “دولة القانون” هما الأكثر إنفاقاً على مرشحيهما

وقال عضو تحالف “الإطار التنسيقي” علي الفتلاوي، لصحيفة”العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة ، إن “الإنفاق على الانتخابات المحلية يشهد تفاوتاً كبيراً، وهناك أحزاب عراقية لا تلتزم بضوابط مفوضية الانتخابات، بسبب صراعها الكبير والمُبالغ فيه للسيطرة على المحافظات”.

واعتبر أن “التنافس السياسي واضح، وتوظيف المالي السياسي لخدمة الانتصارات موجود أيضاً، وبصراحة فإن جميع الأحزاب تمارس هذا الوضع، لكن بنسب متفاوتة”.

وبحسب مصادر سياسية قريبة من “ائتلاف إدارة الدولة” الحاكم في العراق، فإن “أحزاباً مثل (تقدم) الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ودولة القانون برئاسة نوري المالكي، هي الأكثر إنفاقاً على مرشحيها”، مبينة لـ”العربي الجديد” أن “أحزاباً جديدة مدعومة من تجار وآخرين مقربين من الفصائل المسلحة، تنفق هي الأخرى بشكلٍ كبير على المرشحين”.

وأضافت المصادر أن “المبالغ التي منحتها الأحزاب النافذة تجاوزت 200 مليون دينار عراقي، في حين ذهبت أحزاب أخرى إلى منح مبلغ 100 مليون دينار، وأخرى 50 مليونا، وبعض التحالفات مثل تحالف الأساس الذي يقوده نائب رئيس البرلمان العراقي محسن المندلاوي، فقد منحت مرشحيها نحو 25 مليون دينار”.

خطر المال السياسي
من جهته، لفت رئيس حراك “البيت العراقي” (انسحب من الانتخابات المحلية) محيي الأنصاري إلى أن “المال السياسي يعد الأخطر على البيئة الديمقراطية في أي بلد في العالم بعد السلاح، فانعدام التكافؤ في الفرص يهدد جوهر التنافس الانتخابي ويؤثر على سلامة الانتخابات ونزاهتها، والمشاكل تبدأ بشراء المرشحين وتفكيك القوائم، ولا تنتهي بإغراق الشارع بالمنافع التي تقوض ما تبقى من الديمقراطية الهشة في البلاد”.

وأكد الأنصاري، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “هذه الممارسات غير القانونية، الهادفة إلى السيطرة على الدولة من بوابة مجالس المحافظات، تدفع المدنيين الحقيقيين إلى إعادة تموضعهم، والاستعداد لمرحلة جديدة من الرفض”.

علي الفتلاوي: هناك أحزاب لا تلتزم بضوابط مفوضية الانتخابات

من جهته، أشار الناشط السياسي من بغداد وائل البارود إلى أن “المشكلة في الانتخابات المحلية المرتقبة تتلخص في أن الناخب يعتبرها موسماً للفائدة المالية على المستوى الشخصي، بمعنى أن المنافسة في هذا الوقت وبنفس المعطيات وبنفس العزوف، كما انتخابات 2021، لن تستقطب الناخب الواعي لأنه مؤمن بأن التغيير مستحيل في ظل هذه الأجواء”، مشيراً في حديثٍ لـ”العربي الجديد” إلى أن “الأحزاب تعرف أن المال هو السبيل الوحيد للحصول على الأصوات، وهذا ما يجعلها تغدق بالإنفاق”.

وأضاف البارود أن “كل الأحزاب لديها مرشحيها التي تعول عليهم، وهؤلاء يحظون بدعمٍ مختلف عن بقية المرشحين، إذ يتمتع كل مرشح بامتيازات النائب في البرلمان، ويقدم الوعود الخاصة بالتعيينات في الدولة”، موضحاً أن “مقاعد مجالس المحافظات المقبلة مقسمة وموزعة وفقاً للاتفاقات السياسية، وأن الانتخابات في العراق بهذا الوضع عبارة عن كذبة”.

وستُجرى انتخابات مجالس المحافظات في 18 ديسمبر المقبل، للمرة الأولى منذ إبريل/نيسان 2013. وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور.

وبحسب بيانات مفوضية الانتخابات العراقية، فإن أكثر من 23 مليون مواطن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات، لكن الذين حدّثوا سجلاتهم الانتخابية هم أقل من 10 ملايين عراقي.

وأكدت المفوضية، في وقتٍ سابق، أن 296 حزباً سياسياً انتظمت في 50 تحالفاً ستشارك في الانتخابات، ويتنافس المرشحون على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات بشكل عام، وجرى تخصيص 75 منها ضمن كوتا للنساء و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الانتخابات المحلیة مفوضیة الانتخابات مجالس المحافظات فی الانتخابات ملیون دینار فی العراق إلى أن

إقرأ أيضاً:

فتح الترشح لانتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة الإسكندرية

أعلنت جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس الجامعة، إنهاء جميع الاستعدادات لبدء انتخابات الاتحادات الطلابية للعام الدراسي 2025/2024، والتي تنطلق اليوم الخميس، وفقاً للجدول المعتمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وأعلن الدكتور على عبد المحسن القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، ان "طلاب من أجل مصر- جامعة الاسكندرية" قد أطلقت فاعلية صباح اليوم من امام مبنى إدارة الجامعة لتشجيع كل طلاب جامعة الاسكندرية علي المشاركة في الانتخابات الطلابية، موضحاً أنه تم تشكيل لجنة مركزية لمتابعة سير إنتخابات الاتحادات الطلابية بمراحلها المختلفة، ولجان فرعية بالكليات للمتابعة والإشراف على الانتخابات وتذليل العقبات التي تواجه الطلاب،

وأشار نائب رئيس الجامعة أنه سيتم إعلان الكشوف المبدئية يوم 17 نوفمبر، وتلقي طلبات الطعون يوم 18 نوفمبر، وفحص الطعون يوم 19 نوفمبر، ويتم إعلان الكشوف النهائية يوم 20 نوفمبر، وتبدأ الدعاية الانتخابية يوم 21 نوفمبر، وتقام انتخابات الجولة الأولى بالكليات والفرز وإعلان النتائج يوم 24 نوفمبر، وتقام جولة الإعادة يوم 25 نوفمبر، ثم تقام انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم على مستوى الكليات يوم 26 نوفمبر، وتقام انتخابات رئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الكليات يوم 27 نوفمبر، على أن تنتهي الانتخابات الطلابية بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس ونائب رئيس اتحاد الجامعة يوم 28 نوفمبر القادم.

وأكد نائب رئيس الجامعة على قيام الكليات بعقد عدة لقاءات وندوات توعوية لحث الطلاب على المشاركة فى الانتخابات الطلابية، سواء بالترشح أو الإدلاء بأصواتهم، وإعلان الأوراق المطلوبة للترشح، وشرح مفصل لطريقة التقدم، وشرح الدور الذي تقوم به كل لجنة من لجان الاتحاد الطلابي سواء كانت جوالة او اجتماعية او فنية او علمية او رياضية أو أسر طلابية تسهيلاً على الطلاب لاختيار ما يناسبهم للترشح اليه مشيراً إلى ضرورة قيام الكليات بحث الطلاب على التفاعل الإيجابي وزيادة الوعى الثقافي وترسيخ قيم الديمقراطية والشعور بالولاء والانتماء للوطن.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة: على الليبيين المشاركة الفعالة في انتخابات المجالس البلدية واختيار الأفضل
  • تعرفوا إلى معايير الترشح لعضوية مجالس الشباب 2025-2027
  • مليون عامل أجنبي: فرص العمل المحلية تحت الضغوط
  • فتح الترشح لانتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة الإسكندرية
  • المجالس المحلية.. اختصاصات منقوصة (9)
  • المفوضية تعقد اجتماعا مع الأجهزة الأمنية حول تأمين الانتخابات
  • جلسات مجالس الوزراء في المحافظات . . !
  • الشعاب: مفوضية الانتخابات لا علاقة لها بأي تجاذبات واختلافات سياسية
  • تقرير عالمي: مليون شخص عبروا العراق في شبكة تهريب دولية
  • الأهالي في سريلانكا يصوتون لانتخابات برلمان جديد الخميس المقبل