لندن- رأي اليوم- خاص في الوقت الذي تتجه فيه البوصلة الى مزيد من التصعيد  في فلسطين المحتلة الامر الذي ومن زاوية اردنية هذه المرة يجهز ليس فقط على مقررات وثيقتي لقائي العقبة وشرم الشيخ الذين ترنحا مؤخرا تحت وطأة الضربة الاسرائيلية العسكرية ضد اهل مخيم جنين والتداعيات التي اعقبتها.  ولكن على اساس ايضا ان القوى التي لا يرغب الاردن الرسمي ومعه طبعا السلطة الفلسطينية في وجودها في صدارة المشهد اصبحت في عمق المشهد الان.

وهي طرف لاعب على الطاولة والحديث هنا عن قوى المقاومة الفلسطينية حتى في مساراتها الاقليمية، الأمر الذي كان الاردن يحذر منه طوال الوقت وهو يتعاطى مع ما يسميه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن بخفض التوتر والتصعيد. عمليا وفي الميدان وسياسيا القراءة الاردنية كما ذكر يوما رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لا تتعامل مع الاوهام فما تخطط له وتفكر به حكومة اليمين الاسرائيلي حاد الملامح وواضح ويتحول بحماقة هذه الحكومة الى وقائع ميدانية على الارض.  واحدة من أهم مخاطرها عمليا هو انها تفرز بدورها وقائع فلسطينية جديدة على الأرض. وبالتالي قراءة ما حصل في مدينة جنين ومخيمها مؤخرا من زاوية المؤسسات الاردنية ابعد عن الاوهام وتنطوي على تداعيات ونتائج من الصنف الذي لا تقف عمان عند التحذير منه خلف الستارة والكواليس الدبلوماسية لكنه ايضا من الصنف الذي يربك خطط المناولة الاردنية و يعيد انتاج المشهد ومن الصنف الذي لا تملك عمان عمليا اي خبرة حتى الان للتعامل معه. وعدم توفر الخبرة هناى إلا في سياق التعاطي مع المنظومة الرسمية الفلسطينية وتلك الإسرائيلية تصبح عملية تأسيس مصالح الأردن في الإتصالات صعبة جدا ومعقدة وقد تخذل الأولويات الأردنية. العجز  التكتيكي عن مواجهة  قراءة جديدة للمشهد الفلسطيني في حوض نهر الأردن بدأ عمليا وبإجماع سياسيين يشكل خطرا على مسار وبوصلة المصالح الحيوية الأردنية خصوصا وان مستوى إستجابة العمق الإسرائيلي للإحتياجات الأردنية أقل من اي وقت مضى ويتأثر سلبا بتدخلات وإحاطات اليمين الإسرائيلي .  كشف مسئول دبلوماسي أردني يعمل في الأراضي المحتلة لرأي اليوم النقاب عن معلومة مثيرة وجديدة قوامها ان “أصدقاء العلاقات مع الأردن” والمؤمنين بالشراكة معه في المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين بدأوا يكثرون من الإعتذار والشروحات ويتحدثون عن”رقابة” تفرض على أشغالهم من جهة  اللجان الوزارية في الإئتلاف الحكومي مما عرقل وعطل لاحقا مساحات صداقة وخبرات قديمة بصورة غير مسبوقة. واغلب التقدير ان الحكومة الأردنية تتعامل مع تلك النتائج الأن فوزارة الخارجية الإسرائيلية يقودها متطرف ولا رتبطه أي علاقات إيجابية مع الأردن وحلقة الإتصالات العميقة بين الجانبين تدار بصعوبة بالغة هذه الأيام وقد ظهر ذلك مع قضية تهريب الأسلحة بالأغوار قبل نحر شهرين.  البيئة في العمق الإسرائيلي لم تعد صديقة والجزء المؤمن بالسلام مع الأردن فيها لم يعد مؤثرا بل عاجز احيانا وذلك تحدي كبير لا تعلم السلطات الأردنية كيف تتجاوزه ويعيق منظومة الإتصالات وهو ايضا ما تشتكي منه أجهزة التنسيق الأمني الفلسطينية.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

وزير التجارة يُدشّن “مبادرة مهارات المستقبل” ضمن أعمال مجلس الشراكة الإستراتيجي السعودي – البريطاني

بالتزامن مع أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية المقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية -حفظه الله-, دشّن معالي وزير التجارة رئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية بمجلس الشراكة الإستراتيجي السعودي – البريطاني الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي أعمال مبادرة “مهارات المستقبل” التي تهدف إلى تبادل الخبرات النوعية لتطوير مهارات المستقبل في 13 قطاعًا واعدًا، وذلك بمشاركة 40 مسؤولًا من الجانبين و100 قيادي من قطاعي الأعمال في البلدين.

ورأس القصبي خلال التدشين لقاءً سعوديًا بريطانيًا رفيع المستوى شارك فيه معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، ومعالي نائب وزير الرياضة الأستاذ بدر بن عبدالرحمن القاضي، ومن الجانب البريطاني وزير التعليم المبكر في وزارة التعليم النائب ستيفن مورغان، وممثلي الحكومة البريطانية لدى المملكة في التعليم والرعاية الصحية السير ستيف سميث، والبروفيسور ستيف فيلد، والسفير البريطاني لدى المملكة نيل كرومبتون.

وتناول اللقاء الفرص الواعدة في القطاعات ذات الأولوية، ومخرجات ورش عمل المبادرة التي ناقشت فجوات المهارات، وآليات التعاون بين الجامعات وقطاع الأعمال لتوفير فرص التعلم التجريبي في مجالات التجارة، الاستثمار، الخدمات المالية، الطاقة، التعليم، الرعاية الصحية، الابتكار، النقل، الصناعة، البيئة، الرياضة، الثقافة، السياحة.

وشملت أنشطة المبادرة إقامة جلسة حوارية رفيعة المستوى أشار القصبي خلالها إلى أن 67% من السعوديين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، ما يجعل الاستثمار في التعلم مدى الحياة وإعادة صقل المهارات بشكل مستمر ليس اختياريًا، بل ضرورة، وشهدت أعمال الجلسة الإعلان عن اتفاقية بين كلية فقيه للعلوم الطبية وكليات التمريض البريطانية في كل من جامعة Queen’s University وجامعة Coventry University؛ لإعداد برنامج بكالوريوس التمريض المسرع، بما يدعم التعليم العالي في تخصص التمريض، في إطار عمل المملكة على نقل خبرات الجانب البريطاني النوعية في مجال التعليم والتدريب والاستفادة منها في تطوير مهارات العاملين في القطاعات عالية النمو، بما يعزز تنافسية المملكة عالميًا.

اقرأ أيضاًالمملكةدرجات الحرارة والطقس المتوقع ليوم الأربعاء 9 أبريل 2025

ورعى معاليه توقيع اتفاقية بين مؤسسة محمد بن سلمان “مسك” وكلية لندن للأعمال تهدف لإيجاد شراكات في تنمية المهارات القيادية، والشراكات الأكاديمية، والبحث، والتعليم التنفيذي، وسلم الكلية سجلها التجاري تمهيدًا لافتتاح مقرها في الرياض.

وجرى خلال أعمال تدشين مبادرة “مهارات المستقبل” توقيع 5 اتفاقيات بين الجانبين السعودي والبريطاني تضمنت شراكة بين مدرسة شيربورن البريطانية وشركة معارف للتعليم، إلى جانب إقامة برنامج تنفيذي مشترك في مجال التدريب التقني والمهني بين وزارة التجارة والأعمال البريطانية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ووُقعت مذكرات تعاون بين المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي في المملكة مع كلية لندن الجامعية، ووزارة الخارجية في المملكة مع المجلس الثقافي البريطاني، وإمبريال كوليدج لندن مع شركة سين لتنمية القدرات وحلول التعلم، إضافة إلى مشاركة 15 شركة تعليمية وجامعة بريطانية في معرض “EDGex”.

يشار إلى أن أعمال مبادرة “مهارات المستقبل” شهدت مشاركة 24 جهة حكومية هي وزارات التجارة، الطاقة، التعليم، السياحة، الاستثمار، المالية، الصناعة والثروة المعدنية، الرياضة، الثقافة، الصحة، البيئة والمياه والزراعة، الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والنقل والخدمات اللوجستية، وصندوق الاستثمارات العامة، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، الهيئة العامة للنقل، الهيئة العامة للموانئ، الهيئة العامة للطرق، الهيئة العامة للطيران المدني، هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، والبنك المركزي السعودي، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومجلس شؤون الجامعات.

مقالات مشابهة

  • ضمن حملة “حمص بلدنا”… تأهيل مبنى عطا الله “المتنبي” في مركز المدينة
  • سلطان عُمان يرجو من ترامب تحقيق “نتائج إيجابية” في المفاوضات مع إيران
  • خطيبة حسام حبيب ترضخ لرغبة عائلتها: “كل شي قسمة ونصيب”
  • تجسد محطات من ذاكرة الثورة السورية… توقيع رواية “بين ساعتين” في مديرية الثقافة بحمص
  • خيسوس كاساس يودع العراق: “أحمل ذكريات لا تُنسى… ولا أخفي خيبة أملي”
  • “عام المجتمع ” ..المجالس ” منصات حية لترسيخ منظومة القيم الإماراتية
  • أوتشا”: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء الكيان الإسرائيلي الحرب
  • قانونيون في لندن يواصلون ملاحقة بريطانيين خدموا بجيش إسرائيل
  • تركيا… النعامة “هدهد التركية” تعود إلى صاحبها بسبب “الوحدة والاكتئاب”
  • وزير التجارة يُدشّن “مبادرة مهارات المستقبل” ضمن أعمال مجلس الشراكة الإستراتيجي السعودي – البريطاني