DW عربية:
2024-07-06@16:43:24 GMT

مخاوف من تحول "مظاهرات غزة" إلى احتجاجات مناهضة للحكومات العربية

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

مظاهرات داعمة للفلسطينيين في مصر

في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، سمحت الحكومة المصرية بأمر طالما اعتبرته من قبيل المحرمات على مدار سنوات: التظاهر. أعطت السلطات الضوء الأخضر لتنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، لكن تحت شروط صارمة وفي أماكن معينة.

مختارات القمة العربية الإسلامية تدعو لقرار ملزم من مجلس الأمن لوقف الحرب المجلس الأعلى للمسلمين يعلن تضامنه مع اليهود الألمان بهذه الأسلحة بعيدة المدى يهدد الحوثيون إسرائيل

وقال مراقبون إن بعض تلك الاحتجاجات كانت برعاية الدولة بشكل واضح، حيث جرى نقل المتظاهرين على متن حافلات مع ترديد هتافات متضامنة مع غزة ومؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

لكن بعض المظاهرات كانت عفوية وبعيدة عن الترتيبات الحكومية؛ إذ شهد ميدان التحرير وسط القاهرة، الذي كان بؤرة احتجاجات عام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك إبان موجة الربيع العربي، مظاهرات داعمة لغزة. هناك جرى ترديد شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" الذي يعد أيقونة ثورة يناير قبل 12 عاماً.

"لعبة تنفيسية"

وقال حسام الحملاوي، الناشط المصري المتخصص في العلوم السياسية والمقيم في ألمانيا، إن "القضية الفلسطينية كانت دائماً عاملاً سياسياً محفزاً للشباب المصري عبر الأجيال".

وفي مقابلة مع DW، أضاف: "مثلت القضية الفلسطينية البوابة السياسية للعديد من النشطاء السياسيين المصريين سواء من قاد ثورة يناير أو من شارك في احتجاجات سابقة. وكانت انتفاضة 2011 في مصر حرفياً بمثابة ذروة عملية بدأت مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عقد من الزمن آنذاك".

وقال حسام الحملاوي إن السلطات أقدمت على قمع المعارضة بشكل أكثر صرامة بما في ذلك اعتقال أكثر من مئة شخص وتعزيز التواجد الأمني في الميادين العامة في محاولة للحيلولة دون تحول مظاهرات دعم غزة إلى احتجاجات مناهضة للحكومة.

ولم تكن الحكومة المصرية الاستثناء الوحيد من حكومات المنطقة التي يساورها قلق بالغ من أن تهدد القضية الفلسطينية الوضع السياسي الراهن في البلاد خاصة أن هذه القضية مازالت تحظى بتعاطف شعبي كبير في الشرق الأوسط.

بدوره، يرى جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مجموعة الأزمات الدولية"، أن قادة المنطقة "لطالما نظروا إلى القضية الفلسطينية كوسيلة يمكن استغلالها لتنفيس الغضب الشعبي". لكنه شدد في مقابلة مع DW أن الأمر يحمل في طياته مخاطر: "إنه سلاح ذي حدين. فعندما تكون الظروف في بلد ما سيئة للغاية، يمكن أن تأخذ الاحتجاجات منحى يسلط الضوء على الوضع الداخلي لتنقلب الاحتجاجات ضد النظام الحاكم". وأشار إلى خطورة هذه اللعبة: "هناك خطر من فقدان القادة الاستبداديين السيطرة على الاحتجاجات لتتحول ضدهم".

تفاقم المخاوف الصحية للنازحين في غزة

البحرين وتونس

ورغم أن البحرين حظرت الاحتجاجات منذ عام 2011، إلا أنها سمحت بتنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين الشهر الماضي في واحدة من أكبر الاحتجاجات منذ مظاهرات الربيع العربي في الدولة الخليجية قبل 12 عاماً. وأفادت تقارير بأن بعض المتظاهرين حملوا لافتات تصور عاهل البلاد، الملك حمج بن عيسى آل خليفة، وهو يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما جرى استدعاء شرطة مكافحة الشغب لتفريق الاحتجاجات.

ولم يتوقف الأمر على مصر والبحرين؛ إذ شهدت تونس هي الأخرى احتجاجات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين. وقال مراقبون إن الرئيس التونسي قيس سعيد طالما استغل في السابق القضية الفلسطينية لكسب التعاطف الشعبي في البلاد بما يسهم في تعزيز شعبيته.

وفي هذا السياق، كتب خبراء في مجموعة الأزمات: "أحد دوافع سعيد لاتخاذ موقف رنان وإثارة الغضب الشعبي (ضد قصف غزة) ربما يتمثل في محاولة منه لصرف الانتباه بعيداً عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات".

وكان قيس سعيد قد أبدى دعماً لمشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، لكنه تراجع في الآونة الأخيرة عن ذلك حيث قال إن التشريع ربما سيضر بآفاق تونس الاقتصادية والدبلوماسية المستقبلية.

ردد متظاهرون هتافات ضد الحكومة خلال مظاهرات داعمة لغزة في القاهرة

استياء شعبي

وفي ذلك، قال الحملاوي إن الوضع "يكشف مدى ضعف الأنظمة العربية بما فيها مصر وفشلها في التأثير في مجريات الاحداث في غزة خاصة حماية الفلسطينيين أو التوصل إلى وقف لإطلاق النار". وأضاف: "هذا الأمر يثير استياءً شعبياً واسع النطاق وهو ما يمكن رصده جلياً في منصات التواصل الاجتماعي حيث يشارك كثيرون بحماسة آخر مستجدات الصراع، لكنهم ينشرون أيضاً صوراً ورسوم كاريكاتورية ونكات ساخرة من السيسي وغيره من الحكام العرب".

لكن الحملاوي أشار إلى أن الأمر لا يعني بالضرورة أن تفضي الاحتجاجات الحالية المؤيدة للفلسطينيين إلى موجة احتجاجية جديدة مؤيدة للديمقراطية على الأقل بشكل مباشر، مضيفاً: "لسنا على وشك رؤية موجة احتجاجية على غرار مظاهرات ثورة يناير، ويعود ذلك إلى الفرق الكبير بين المعارضين في الوقت الراهن من جهة وبين معارضي عام 2011 من جهة أخرى".

وعزا الأمر كذلك إلى قيام السيسي بقمع كافة الأصوات المعارضة تقريباً رغم وجود مؤشرات ضئيلة يشير إلى وجود معارضة، قائلاً: "لذا يمكن القول بأنه كلما طال أمد الحرب [في غزة]، كلما زاد احتمال حدوث شيء ما".

وبحسب مراقبين، يتزامن هذا مع مساعي دول الشرق الأوسط التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل أو الأخرى التي هي في طور التطبيع إلى تحقيق توازن بين التصريحات العلنية الغاضبة إزاء الأحداث في غزة وبين السياسة الواقعية التي تدور خلف الكواليس والأبواب المغلقة.

وذكرت مجلة الإيكونوميست في تقرير أنه "في محادثات غير رسمية، تحدث بعض المسؤولين العرب عن  حماس  وغزة بنبرة يُتوقع أن تصدر من اليمين الإسرائيلي". وأضاف التقرير "إنهم لا يتعاطفون مع جماعة إسلامية تدعمها إيران. لكنهم لا يجرؤون على التصريح بذلك علناً".

يذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

عجزت القمة العربية-الإسلامية عن اتخاذ قرارات مباشرة ضد إسرائيل

قمة عربية-إسلامية

ورفضت قمة مشتركة لقادة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض توصيف حرب إسرائيل في غزة بأنها تأتي "دفاعاً عن النفس"، واصفين تلك الحرب بأنها "انتقامية". كما طالبوا مجلس الأمن الدوليّ بقرار "حاسم ملزم يفرض وقف"، ما وصفوه بـ"العدوان" الإسرائيلي في غزة.

وجاء في الإعلان النهائي أيضاً: "مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر" إلى إسرائيل. كما دعوا إلى "كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري".

لكن مثل طرد السفراء أو قطع النفط لتعكس الغضب الشعبي الكبير في العالمين العربي والإسلامي تجاه استمرار الحرب الدامية.

مخرجات القمة لم تكذب ما كان قد توقعه مراقبون قبل انعقادها من أن القرارات لن تلب التوقعات الشعبية.

وفي ذلك، قال جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مجموعة الأزمات الدولية"، إن "الانظمة (العربية والإسلامية) ترغب في بعث رسالة مفادها أنها تفعل شيئاً ما، حتى لو لم تفعل الكثير". وأضاف أن حكومات الشرق الأوسط ربما تحاول الضغط على الولايات المتحدة لكبح جماح إسرائيل أو ربما التلويح بسحب السفراء، أو حتى سحبهم بالفعل. وأكدت القمة صدق توقع الخبير: "لن يتم تقطع العلاقات مع إسرائيل لأن تلك العلاقات تصب في صالح الأنظمة. والأمر برمته لا يتعدى التشدق بالقضية الفلسطينية على غرار ما تفعله تلك الحكومات منذ عقود".

ويتفق في هذا الرأي حسام الحملاوي، الناشط المصري المتخصص في العلوم السياسية والمقيم في ألمانيا، قائلاً: "تلك القمم نوع من حملات العلاقات العامة. ولن تخرج بأي شيء جوهري، ناهيك عن إعلان أي طرف الحرب (على إسرائيل)".

كاثرين شاير/ م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة مظاهرات احتجاجات حماس إسرائيل مصر تونس البحرين الربيع العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس التونسي قيس سعيد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو غضب شعبي غزة مظاهرات احتجاجات حماس إسرائيل مصر تونس البحرين الربيع العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس التونسي قيس سعيد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو غضب شعبي مؤیدة للفلسطینیین القضیة الفلسطینیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل

في كتابه “فلسطين وحروب التضليل الإعلامي”، الصادر حديثاً عن “مجمع الأطرش للكتاب المختص”، يبحث الكاتب والصحافي التونسي الصحراوي قمعون في مظاهر وأساليب التضليل الإعلامي التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي ووسائل الإعلام الغربية المتواطئة معه بهدف تشويه الحقائق التاريخية، من خلال مستويات متعدّدة تتراوح بين بثّ الأخبار الزائفة وتوجيه الإعلام، وممارسة التعتيم والرقابة على الأخبار المتعلّقة بالقضية الفلسطينية.

يتضمّن الكتاب أربعة فصول يُحاول فيها المؤلّف، حسب ما ورد في المقدّمة، تفكيك السردية الإعلامية والدعائية التي قامت عليها “إسرائيل” منذ عام 1948 غداة الحرب العالمية الثانية، وكيف استغلّت تعرُّض اليهود إلى المحرقة النازية لتتحوّل إلى جلّاد للشعب الفلسطيني الذي هجّرته من وطنه وعرّضته إلى “هولوكوست” جديد يتجلّى حالياً في حرب الإبادة التي تشنّها على غزّة منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي.

يُضيء العمل، أيضاً، سقوط السردية الإسرائيلية القائمة على دور الضحية، وحدوث تحوّلات في اتجاهات الرأي العام العالمي الذي أصبح متعاطفاً بشكل غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني وقضيته، بفضل ظهور وسائط الإعلام الجديد، ومن تجلّيات هذا التحوُّل المظاهرات التضامنية المستمرّة للطلبة في عددٍ من بلدان العالم، وخصوصاً في الولايات المتّحدة وأوروبا، ومحاكمة “إسرائيل” في “محكمة العدل الدولية”، إضافةً إلى تكشّف حجم التضليل والتعتيم في الإعلامي الغربي الذي يتغنّى بقيَم التعدُّدية والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، لكنّه يضرب بها جميعاً عرض الحائط حين يتعلّق الأمر بالإنسان الفلسطيني وما يتعرّض له من إبادة صهيونية.

يُوضّح الصحراوي قمعون أنّه اعتمد في تأليف الكتاب على مستجدات الحرب الإسرائيلية الحالية على غزّة، والتي يصفها بغير المسبوقة على الأصعدة السياسية والعسكرية والإعلامية، مُشيراً إلى إفادته من تجربته الطويلة في العمل صحافياً بقسم الأخبار الدولية في “وكالة تونس أفريقيا للأنباء”، والتي غطّى، خلالها، أنشطة “منظّمة التحرير الفلسطينية” التي استقرّت في تونس منذ مغادرتها بيروت عام 1982 وحتى عودتها إلى فلسطين عام 1994.

ويكتب قمعون في مقدّمته: “يرمي هذا الكتاب التوثيقي التحليلي، الذي انطلق إعداده مع حرب غزّة الأخيرة لعام 2023، إلى تحقيق هدفَين وهُما: أوّلاً التصدّي للتضليل الإعلامي الغربي المساند لإسرائيل ولسرديتها حول ‘الهولوكوست’ والمحرقة اليهودية التي قامت عليها، وثانياً شحذ همّة المقاومة للاحتلال عبر نشر ثقافة الاعتزاز والانتصار في النفوس، من أجل أن تبقى جذوة النضال والصمود والمقاومة للمحتلّ حيّةً متوهّجة في ذهن وسلوك الأجيال، حتى تحرير فلسطين بكلّ الوسائل الممكنة والمتاحة بالمقاومة السلمية أو السلاح، وتحقيق السلام العادل والشامل، ولو بعد عقود، كما تحرّرت الجزائر عام 1962 من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي الذي تواصل ليلُه الطويل الحافل بالجرائم ضدّ الإنسانية، مئةً وثلاثين سنة، وكما تحرّرت القدس من جحافل الصليبيّين المتعصّبين عام 1187 في معركة حطّين، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، بعد ثمان وثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي، وكما انتهى نظام المَيز العنصري و’الأبارتهيد’ في جنوب أفريقيا، حليف إسرائيل العنصرية”.

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • بعد الاحتجاجات.. كينيا تسعى لخفض الإنفاق
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • بولتيكو: "كوربين" سيقود انتفاضة "يسار بريطانيا" ضد حزب العمال لدعم القضية الفلسطينية
  • الأردن يحذر من عدم حل القضية الفلسطينية: تداعيات الأزمة ستصل إلى أوروبا
  • الصفدي يؤكد خطورة عدم حل القضية الفلسطينية على الإقليم والدول الغربية (فيديو)
  • وزير خارجية الأردن يؤكد خطورة عدم حل القضية الفلسطينية على الدول الغربية
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار للسلطة من مخصصاتها المحتجزة
  • مخرج فلسطيني: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليوود بعد 7 أكتوبر
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار لفلسطين من عائدات الضرائب