يعتقد كثيرون أن ما نتج عن القمة الإسلامية-العربية الاستثنائية، التي عُقدت في الرياض، لم يكن في مستوى ما يتعرّض له الفلسطينيون من اعتداءات وحشية مستمرة منذ أكثر من 37 يومًا. ومن بين هؤلاء الذين رأوا في البيان النهائي للقمة ما لا يتناسب مع حجم وقوة 57 دولة، مَن طالب بإلغاء جامعة الدول العربية لأنها بحسب تعبيرهم "لزوم ما لا يلزم".
أمّا الذين رأوا في بيان قمة الرياض ما يمكن التأسيس عليه لممارسة أقصى أنواع الضغط على المجتمع الدولي والغربي للقيام بما عليه القيام به لوقف ما ترتكبه إسرائيل من مجازر يومية ضد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، فلاحظوا أن لجمّ التهديدات الإسرائيلية لا يتحقّق إلا بما يمكن اللجوء إليه من وسائل ضغط متوافرة لدى معظم الدول الإسلامية والعربية، التي شاركت في هذه القمة الاستثنائية، ومن بينها إيران، التي لم يذكر أحد أنها اعترضت أو تحفظت أو عارضت ما تضمّنه البيان الختامي للقمة، أي أنها موافقة على كل كلمة فيه. وهذا ما يفسّر نوعًا ما عدم لجوء البعض في لبنان إلى التصعيد الكلامي والميداني.
وفي رأي بعض المحللين أن قمة الرياض انعقدت تحت عنوانين أساسيين، الأول مشاركة أغلبية قادة الدول الإسلامية والعربية، ومن بينها لبنان بشخص ريس حكومته نجيب ميقاتي، الذي كانت لكلمته وقع خاص لدى قادة هذه الدول، والثاني مشاركة الرئيس الإيراني بما تعنيه هذه المشاركة في السياسة الإقليمية. وقد "سرق" اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس إبراهيم رئيسي بعض الأضواء، إذ اعتبر البعض أن هذا اللقاء هو في كفّة ولقاء القمة في كفّة أخرى، مع ما لهذا التشبيه من واقعية لم تعد مجرد تكهنات أو توقعّات، بل أصبح جزءًا من منظومة قواعد يُعمل عليها من ضمن مجموعة ضوابط جديدة يفرضها واقع المنطقة الجغرافي. وقد يكون ما يحصل في غزة، على رغم بشاعته، من ضمن ما يُرسم من مخطّطات مستقبلية لواقع قد يكون مغايرًا لما هو قائم اليوم على أرض الواقع.
فما بين المتفائلين بنصر قريب والمغالين في الإصرار على عدم رؤية إلاّ السواد، ثمة مجموعة كبيرة من الواقعيين، الذين ينظرون إلى كل ما يجري في المنطقة من متغيّرات بعين الواقع، من دون أن يعني ذلك التسليم كليًا بمنطق الاختباء وراء الأصابع. فوراء الأكمة ما وراءها من أمور قد يصعب على الناظر إليها بالعين المجرّدة رؤية ما يجب رؤيته. من هنا، فإن ما تمّ بحثه بين ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني ليس مجرد تفصيل، بل هو نتيجة طبيعية لتفاهمات سابقة قد تتطورّ في مراحل لاحقة عبر سلسلة من التفاهمات على مستقبل المنطقة، وما يمكن أن تشكّله حرب غزة من أولوية في رسم خارطة طريق لهذه السياسة، التي تعتمد على الواقعية كأساس متين للانتقال في ما بعد إلى مرحلة التنفيذ.
فالغبار المتصاعد من قطاع غزة يحجب الرؤية عن واقع قد يكون الحديث عنه في هذا الوقت بالذات، وإن كان صحيحًا، كمن يعصب عينيه لكي لا يرى بشاعة ما يحصل على أرض الواقع. ولكن هذا التهرّب من رؤية ما يرتكبه العدو من مجازر لا يلغي حقيقة ما يتعرض له "الغزاويون" الذين يموتون ألف مرّة كل يوم، وهم لا يزالون يجالدون، على رغم ما يصيبهم من خيبات أمل قد تكون "أشدّ مضاضة من وقع الحسام المهنّد". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بوتين: موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها
قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الخميس، إن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت كييف العمق الروسي مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية.
بيسكوف: بوتين لا يزال منفتحًا للوصول لتسوية سلمية للنزاع الأوكراني بوتين: لا يوجد أحد لديه وسائل لمواجهة صاروخ"أوريشنك"وقال بوتين في خطاب إلى الأمة "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا. في حال تصاعد الأفعال العدوانية، سنردّ بقوة موازية".
وأكد بوتين أن بلاده "مستعدة لكل" السينريوهات في النزاع مع اوكرانيا وحلفائها الغربيين.
وأضاف: "كنا دائما مستعدين ولا نزال لمعالجة كل المشاكل بسبل سلمية، لكننا أيضا مستعدون لمواجهة أي تطور. إذا كان أحد ما لا يزال يشك، فذلك غير مفيد. سيكون هناك رد دائما".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن حرب أوكرانيا تتصاعد إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بقصف روسيا بأسلحتهما.
وأوضح بوتين أن روسيا ردت على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية بشن هجوم بنوع جديد من الصواريخ الباليستية فرط الصوتية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية.
وشدد على أنه سيجري تحذير المدنيين قبل الهجمات المقبلة بمثل هذه الأسلحة.
وتابع بوتين قائلا إن أوكرانيا هاجمت روسيا بستة صواريخ أتاكمز أميركية الصنع في 19 نوفمبر وبصواريخ ستورم شادو البريطانية وصواريخ هيمارس الأميركية في 21 من الشهر نفسه، وذلك بعد موافقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
واعتبر بوتين أن الضربات الصاروخية التي نفّذتها أوكرانيا في الأيام الأخيرة باستخدام أسلحة غربية باءت بالفشل، مضيفا: "صدّت أنظمتنا الدفاعيية الجوية هذه الهجمات. الأهداف التي حددها العدو بوضوح لم تتحقق".
واختتم الرئيس الروسي حديثه قائلا: "من تلك اللحظة، ومثلما أكدنا مرارا من قبل، يكتسب الصراع الإقليمي في أوكرانيا، والذي كان الغرب قد حرض عليه سابقا، عناصر الصراعات الدولية.