لبنان ٢٤:
2024-07-01@17:38:59 GMT

أهمّ ما في قمة الرياض

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

أهمّ ما في قمة الرياض

يعتقد كثيرون أن ما نتج عن القمة الإسلامية-العربية الاستثنائية، التي عُقدت في الرياض، لم يكن في مستوى ما يتعرّض له الفلسطينيون من اعتداءات وحشية مستمرة منذ أكثر من 37 يومًا. ومن بين هؤلاء الذين رأوا في البيان النهائي للقمة ما لا يتناسب مع حجم وقوة 57 دولة، مَن طالب بإلغاء جامعة الدول العربية لأنها بحسب تعبيرهم "لزوم ما لا يلزم".

فإذا لم تكن هذه الجامعة، في رأي هؤلاء، اسمًا على مسمّى بما تعنيه هذه الكلمة من مضامين وحدوية في الرؤية والقرار فلا حاجة إليها بعد اليوم. فأي صرخة ستطلق بعد "خراب غزة" ستكون كتلك الصرخة التي يتردّد صداها في وادٍ ولا أحد يسمعها.  
أمّا الذين رأوا في بيان قمة الرياض ما يمكن التأسيس عليه لممارسة أقصى أنواع الضغط على المجتمع الدولي والغربي للقيام بما عليه القيام به لوقف ما ترتكبه إسرائيل من مجازر يومية ضد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، فلاحظوا أن لجمّ التهديدات الإسرائيلية لا يتحقّق إلا بما يمكن اللجوء إليه من وسائل ضغط متوافرة لدى معظم الدول الإسلامية والعربية، التي شاركت في هذه القمة الاستثنائية، ومن بينها إيران، التي لم يذكر أحد أنها اعترضت أو تحفظت أو عارضت ما تضمّنه البيان الختامي للقمة، أي أنها موافقة على كل كلمة فيه. وهذا ما يفسّر نوعًا ما عدم لجوء البعض في لبنان إلى التصعيد الكلامي والميداني. 
وفي رأي بعض المحللين أن قمة الرياض انعقدت تحت عنوانين أساسيين، الأول مشاركة أغلبية قادة الدول الإسلامية والعربية، ومن بينها لبنان بشخص ريس حكومته نجيب ميقاتي، الذي كانت لكلمته وقع خاص لدى قادة هذه الدول، والثاني مشاركة الرئيس الإيراني بما تعنيه هذه المشاركة في السياسة الإقليمية. وقد "سرق" اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس إبراهيم  رئيسي بعض الأضواء، إذ اعتبر البعض أن هذا اللقاء هو في كفّة ولقاء القمة في كفّة أخرى، مع ما لهذا التشبيه من واقعية لم تعد مجرد تكهنات أو توقعّات، بل أصبح جزءًا من منظومة قواعد يُعمل عليها من ضمن مجموعة ضوابط جديدة يفرضها واقع المنطقة الجغرافي. وقد يكون ما يحصل في غزة، على رغم بشاعته، من ضمن ما يُرسم من مخطّطات مستقبلية لواقع قد يكون مغايرًا لما هو قائم اليوم على أرض الواقع. 
فما بين المتفائلين بنصر قريب والمغالين في الإصرار على عدم رؤية إلاّ السواد، ثمة مجموعة كبيرة من الواقعيين، الذين ينظرون إلى كل ما يجري في المنطقة من متغيّرات بعين الواقع، من دون أن يعني ذلك التسليم كليًا بمنطق الاختباء وراء الأصابع. فوراء الأكمة ما وراءها من أمور قد يصعب على الناظر إليها بالعين المجرّدة رؤية ما يجب رؤيته. من هنا، فإن ما تمّ بحثه بين ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني ليس مجرد تفصيل، بل هو نتيجة طبيعية لتفاهمات سابقة قد تتطورّ في مراحل لاحقة عبر سلسلة من التفاهمات على مستقبل المنطقة، وما يمكن أن تشكّله حرب غزة من أولوية في رسم خارطة طريق لهذه السياسة، التي تعتمد على الواقعية كأساس متين للانتقال في ما بعد إلى مرحلة التنفيذ. 
فالغبار المتصاعد من قطاع غزة يحجب الرؤية عن واقع قد يكون الحديث عنه في هذا الوقت بالذات، وإن كان صحيحًا، كمن يعصب عينيه لكي لا يرى بشاعة ما يحصل على أرض الواقع. ولكن هذا التهرّب من رؤية ما يرتكبه العدو من مجازر لا يلغي حقيقة ما يتعرض له "الغزاويون" الذين يموتون ألف مرّة كل يوم، وهم لا يزالون يجالدون، على رغم ما يصيبهم من خيبات أمل قد تكون "أشدّ مضاضة من وقع الحسام المهنّد".   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!

 

تبدو الإمبريالية في ذروة توحشها، بعد أن تجاوزة مرحلة الليبرالية والنيوليبرالية، واسقطت بالتالي كل القيم والمفاهيم الليبرالية وداست عليها إعمالا لقانون التوحش الذي انتهجته أمريكا منذ اللحظة الأولى لانهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي واختفاء حلف وارسو، لتنتهي بعدها التداعيات الدرامية ومرحلة التوازن القطبي والحرب الباردة.
كان انهيار الاتحاد السوفييتي قد أيقظ بعض المفكرين الغربيين من فلاسفة الليبرالية الذين أدركوا أن انهيار الاتحاد السوفييتي والنظام الاشتراكي يتطلب إحداث ثورة فكرية تجديدية للقيم الليبرالية وتجنب الانزلاق نحو قوانين التطور والتحولات العلمية وثورة المعلومات دون تطوير قيم الثقافة الليبرالية وتحديث أفكارها بما يتسق والتحولات الحضارية الجديدة، وكان أبرز من دق جرس الانذار في هذا الاتجاه هو المفكر الأمريكي نعوم تشونسكي- الذي توفي قبل أيام، لتفقد الإنسانية برحيله أعظم وانبل المفكرين الغربيين الرافضين لكل قيم التوحش الإمبريالي الذي تبنته أمريكا – وآخرون من المفكرين الليبرالين في أمريكا والغرب، غير أن ثمة ترويكا ثقافية وفكرية في أوروبا وخاصة في ألمانيا الذين سايروا أمريكا بفكرة انتصارها وتفوقها على النظام الاشتراكي الذي انهار بعد أن عجز عن مجاراة الليبرالية ودفع الرئيس الأمريكي جورج بوش ( الأب)  أن يلقي خطابا تاريخيا في البيت الأبيض وحوله يلتف زعماء أوروبا أبرزهم السيدة مارجريت تاتشر أو -المرأة الحديدية – وأكد في خطابه (أن القيم  الليبرالية انتصرت على النظام الاشتراكي وأثبتت أنها طريق  الخلاص للبشرية، لما تحمل من قيم أخلاقية وإنسانية وإيمان بحرية الفرد وحقوق الإنسان، وفرص لتفجير الطاقات الفردية وتحقيق الرفاهية للبشرية)، معلنا (أن أمريكا أصبحت عاصمة وقبلة العالم الحر ويشرفها قيادة هذا العالم نحو أحلامه ورفاهيته وديمقراطيته وان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أهداف نبيلة يجب على العالم أن يؤمن بها)، مشيرا إلى أن زمن الديكتاتورية قد انتهى بانهيار النظام الاشتراكي الذي وقف عائقا أمام تقدم البشرية)..!
كان أول من انتقد خطاب بوش الأب  هو المفكر الأمريكي نعوم تشونسكي، غير أن ثمة نخبة من مفكري ومثقفي ألمانيا الذين  كانوا يصفون أنفسهم (التروتسكيين) نسبة للمفكر السوفييتي (تروتسكي) الذي اختلف مع لينين في مفهوم الثورة وقيمها، وقاد عام 1905م ثورة ضد القيصر ولكنه فشل، فهرب مع بعض جماعته ومنهم من أعدمهم القيصر واعتبر لينين هزيمة (تروتسكي) فعلاً طبيعياً ( لفقدان تروتسكي واتباعه  الروح الإيمانية بالثورة ليصنف من قبل لينين وأتباعه بالانتهازي)، هذه النخبة التروتسكية تبنت لاحقا القيم الليبرالية الغربية وكانت خلف ثقافة التوحش الإمبريالي التي يشهدها العالم اليوم.
عام 1989م وفيما كانت (البروسترويكا تنهش في الذاكرة السوفيتية) بقيادة جورباتشوف، كان نخبة من التروتسكيين المتحولين يقدمون رؤيتهم لتطوير الليبرالية وتحديثها تحت مسمى (النيو ليبرالية) أي -الليبرالية الجديدة -التي تسعى للسيطرة على العالم وقيادته، كانت السيدة مارجربت تاتشر ومستشاروها من ابرز المتحمسين لهذه الرؤية، التي استكثرها مفكرو أمريكا الذين اقتبسوا الفكرة ومفاهيمها من النخبة الألمانية، فقدموها بمسمى آخر هو (المحافظين الجدد) مازجين بين فكرة التروتسكيين وتعاليم تلمودية، عززوا من خلالها تحالف (المسيحية -الصهيونية) كثنائي بهما يمكن السيطرة على العالم، لتبدأ هذه المرحلة مع وصول بوش -الأبن -للبيت الأبيض، فقدم بوش الابن لنجله نصيحة بالجلوس مع هنري كيسنجر- ثعلب السياسية الأمريكية وأحد رموز الصهيونية العالمية، وفعلا حدث وتأثر بوش الابن بأفكار كيسنجر وانطلق في تجسيد الأفكار الجديدة برفقة وول ولفوز، وديك تشيني ورموز من أباطرة الشركات النفطية والمجمع الصناعي العسكري ورجال “وول ستريت”، وابرزهم عائلة روتشيلد، وروكفلر، الذين التفوا حول بوش الأبن  وتسلموا مفاصل الدولة الأمريكية..!
كانت المهمة الأولى تعزيز علاقة البيت الأبيض مع الكيان الصهيوني، فيما الخطوة الثانية كانت نقل سطوة وهيمنة واشنطن كقائد للعالم الحر، وبما أن أمريكا كانت ترتبط بعلاقات تقليدية رتيبة مع حلفائها في العالم، كانت ثورة المعلومات تشهد تطورا مذهلا في (وادي السيلكون) الأمريكي، ولاستثمار ثورة المعلومات والتقنية كان لا بد أن تقدم أمريكا نفسها بقيادة المحافظين الجدد بصورة أخرى لم يعتدها العالم بما في ذلك حلفاؤها التقليديون..!
ولإحداث هذا الفعل كان خبراء البنتاحون قد توصلوا لنظريتين الأولى اطلق عليها بـ(نظرية الصدمة والرعب) والثانية اطلق عليها بـ (الفوضى الخلاقة)، وهما النظريتان التي ابتكرهما خبراء البنتاجون الأمريكي عام 1993م، وقد اعتمدهما تيار المحافظين الجدد، حكام أمريكا الجدد بمجرد وصولهم للبيت الأبيض، وكانت أولى خطوات تكريس هاتين النظريتين وتدشينهما واقعيا قد تمثلت بغزو وتقسيم جمهورية يوغسلافيا، ثم بأحداث 11 سبتمبر 2001م التي تم الإعداد لها بدقة وعناية لدرجة ان المتهمين فيها وابرزهم “تنظيم القاعدة” وزعيمه وكوادره توهموا أو صدقوا أنهم فعلا هم من قام بهذا الفعل، مع أنهم لم يكونوا أكثر من ضيوف شرف في فيلم من بطولة آخرين..!

مقالات مشابهة

  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • ملفات سوداء .. لعلاقة الرياض بصنعاء ! (1)
  • عادل عسوم: إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • باحث في العلاقات الدولية: المملكة وضعت الأمور في نصابها الصحيح للضغط على الدول الصديقة للقيام بواجباتها تجاه فلسطين
  • لماذا كل هذا التهويل؟
  • حظك اليوم.. توقعات برج الثور 30 يونيو 2024
  • الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!
  • عبد العال: أطالب بإعادة لقاء القمة حال إعادة مباراة بيراميدز وسموحة
  • حظك اليوم.. توقعات برج الأسد 29 يونيو 2024
  • حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 29 يونيو 2024