يشهد قطاع غزة اضطرابات ودمارا لم يسبق لهما مثيل جراء الهجوم الذي تشنه إسرائيل برا وبحرا وجوا عليه ردا على هجمات حركة حماس على بلدات إسرائيلية عبر الحدود في السابع من أكتوبر.

وفيما يلي أحدث التقديرات الصادرة عن المنظمات الدولية بشأن التأثير الاجتماعي والاقتصادي للصراع.

السكن

ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نقلا عن بيانات من وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية أن الهجمات الإسرائيلية دمرت أكثر من 41 ألف وحدة سكنية وألحقت أضرارا بأكثر من 222 ألف وحدة أخرى.

وإجمالا، قال المكتب إن 45 بالمئة على الأقل من الوحدات السكنية في غزة قد تعرضت لأضرار أو دُمرت.

ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة، لكن صحفيين من وكالة رويترز في غزة يقولون إن الدمار على نطاق واسع.

وذكر صحفي إسرائيلي أخذه الجيش لرؤية بلدة بيت حانون في غزة، الأحد، أنه "لم يبق مبنى واحد صالحا للسكن". وكان يعيش هناك أكثر من 52 ألف شخص قبل الحرب.

المستشفيات والمدارس

قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صدر يوم الجمعة إن 279 منشأة تعليمية تضررت، أي أكثر من 51 بالمئة من إجمالي عدد المنشآت التعليمية، مع عدم تمكن أي من طلاب غزة البالغ عددهم 625 ألفا من الاستفادة من الخدمات التعليمية.

وأضاف المكتب أن أكثر من نصف مستشفيات غزة ونحو ثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية أصبحت خارج الخدمة وأن 53 سيارة إسعاف تعرضت لأضرار. وأمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جميع المستشفيات الواقعة في مدينة غزة وشمال القطاع، وعددها 13 مستشفى.

المياه والصرف الصحي

قال المكتب إن استهلاك المياه انخفض 90 بالمئة منذ بدء الحرب. ويعمل خطان فقط من خطوط أنابيب المياه الثلاثة القادمة من إسرائيل، ولكن يوجد تسريب بنسبة 50 بالمئة في خط الأنابيب الرئيسي بين رفح، على الحدود المصرية، ومدينة خان يونس الجنوبية، حيث فر العديد من اللاجئين من الشمال. وأشار المكتب إلى أن معظم مضخات الصرف الصحي في غزة، وعددها 65 مضخة، أصبحت خارج الخدمة.

الأمن الغذائي

ذكر المكتب أن إمدادات القمح في غزة تكفي لمدة 12 يوما، مشيرا إلى أن المطحنة الوحيدة العاملة في القطاع لا تستطيع تحويل القمح إلى طحين (دقيق) بسبب انقطاع الكهرباء.

وقال إنه لم يعد هناك مخزون من الزيت النباتي والبقول والسكر والأرز.

ويصطف السكان ​​لمدة تتراوح من أربع إلى ست ساعات في المتوسط للحصول على نصف حصة الخبز التي كانوا يحصلون عليها في الأيام العادية.

المساعدات الإنسانية

كان يدخل قطاع غزة في المتوسط ​​500 شاحنة محملة بالأغذية والسلع يوميا قبل اندلاع الصراع. وتوقفت جميع الواردات بعد السابع من أكتوبر ولم تُستأنف إلا في 21 من الشهر ذاته. وعبرت 861 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 21 أكتوبر حتى يوم الجمعة الماضي.

الأثر الاقتصادي

قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير مشترك يوم الأحد الماضي إن نحو 390 ألفا فقدوا وظائفهم منذ بداية الحرب.

وكان الوضع الاجتماعي والاقتصادي في غزة يئن بالفعل قبل الحرب، وتشير التقديرات إلى أن معدل الفقر وصل إلى 61 بالمئة في عام 2020.

وفي تقدير أولي، قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إنه من المتوقع أن يرتفع معدل الفقر بين 20 بالمئة و45 بالمئة على حسب المدة التي ستستغرقها الحرب. كما توقعت الوكالات انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في غزة بين أربعة و12 بالمئة في العام الجاري بسبب الحرب.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات غزة إسرائيل حرب غزة فلسطين إسرائيل غزة إسرائيل أخبار فلسطين أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

تكاليف خيالية تكبدتها روسيا بعد 1000 يوم من الحرب في أوكرانيا

سلط تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية الضوء عن الخسائر التي تكبدتها روسيا خلال ألف يوم من الحرب مقابل تحقيق مكاسب إقليمية طفيفة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العملية العسكرية الخاصة، التي أطلقها فلاديمير بوتين في 24 شباط/فبراير 2022 تحرز تقدمًا. فبعد الصمود أمام الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023، أعادت القوات المسلحة الروسية إطلاق هجومها منذ تشرين الأول/أكتوبر.

وأضافت المجلة أن القوات الروسية تتقدم بشكل منهجي في منطقة دونباس، وقد سيطرت على مدن حولتها إلى حصون حقيقية وهي باخموت وأفدييفكا وفوهليدار.

ووفق المجلة؛ فقد شكل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية في آب/ أغسطس 2024 عاملًا مفاجئًا بالنسبة الجميع، بيد أنه لم يغير الديناميكية الأساسية لصالح روسيا.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تستأنف روسيا إطلاق رشقات نارية من الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف المدن والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 102 صاروخ و42 طائرة مُسيّرة منذ 26 آب/ أغسطس الماضي.



التكلفة البشرية والمادية
وذكرت المجلة أن انتخاب دونالد ترامب من شأنه إضعاف الدعم العسكري لكييف، فقد وعد الرئيس الأمريكي المستقبلي في حملته الانتخابية باعادة السلام إلى أوروبا، معبّرًا عن عدم رغبته في تقديم دعم كبير لأوكرانيا.

وقال ترامب حينها، "نحن مستمرون في منح مليارات الدولارات للرجل الذي يرفض إبرام اتفاق". ووفقا لمعهد كيل تعتبر الولايات المتحدة أكبر مقدم للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث ناهزت قيمة المساعدات 570 مليار دولار.

ويستطيع ترامب عند تسلمه السلطة، وفق المجلة، لوي ذراع كييف لإجبارها على التفاوض مع موسكو، مما يجعل الكرملين في موقع قوة أثناء المفاوضات. و

في انتظار حفل التنصيب في 20 كانون الثاني/ يناير 2025، زاد جو بايدن شحنات المعدات العسكرية وسمح لأوكرانيا بضرب  أهداف روسية باستخدام صواريخ أتاكمز.

وأوضح تقرير المجلة الفرنسية، أن هذه الحرب كلفت روسيا ثمنًا باهظًا، فمنذ إطلاقها خسرت روسيا 700 ألف جندي، وفي حين قُدر عدد الخسائر اليومية بـ 200 جندي في سنة 2022، فإن العدد يراوح اليوم بين 1500 و2000 جندي. وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، بلغ عدد القتلى والجرحى من الجنود الروس 1950.



ويكلف تقدم الجيش الروسي على مسافة واحد كيلومتر مربع داخل التراب الأوكراني  خسارة 10.5 جندي، كما يكشف وصول 10 آلاف جندي كوري شمالي الصعوبات التي تواجهها روسيا في التجنيد.

وقد استغرق الاستحواذ على 65840 كيلومترًا مربعًا ألف يوم. في المجمل، منذ شباط /فبراير 2022 استولت روسيا على 10.82 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، النسبة التي ترتفع لتصل  18 بالمئة عند حساب شبه جزيرة القرم والأجزاء التي تم ضمها من إقليمي دونيتسك ولوغانسك.

كما شملت الخسائر بحسب التقرير، أيضا الموارد المالية بعد تدمير حوالي 20 ألف وحدة من المركبات والطائرات. وبحسب موقع أوريكس الذي أحصى الخسائر المرئية للمعسكرين، خسرت القوات المسلحة الروسية 3569 دبابة قتالية و5008 مركبة مشاة قتالية.

وقدرت خسائر القوات الجوية الروسية بـ132 طائرة و147 مروحية. وقد شهد أسطول البحر الأسود غرق حوالي عشرين من سفينة. ونتيجة لذلك، غادرت السفن المتبقية إلى الموانئ البعيدة عن الجبهة. 

وفي المقابل، تستطيع أوكرانيا الاستمرار في بيع إنتاجها من القمح، الذي يمثل 40 بالمئة من جملة صادراتها.

ضغوط ما بعد الصدمة والتضخم
وأوردت المجلة أنه على الرغم من عدم تأثر المجتمع الروسي بالتعبئة العامة في الوقت الحالي، غير أنه يعاني أيضًا من التكاليف الإنسانية للحرب. وعليه من المتوقع انخفاض عدد السكان في روسيا خلال السنوات المقبلة، من 146 مليون نسمة إلى 142 سنة 2030، ثم 138 مليونا سنة 2040، ومقارنة بفرنسا التي يبلغ معدل المواليد 1.79 لكل امرأة فيبلغ هذا الرقم في روسيا 1.5 لكل امرأة.

وبحسب النائب الأول لإدارة الرئيس سيرغي كيرينكو، يعاني حوالي 100 ألف من المحاربين القدامى العائدين من الجبهة من ضغوط ما بعد الصدمة غير المعالجة فضلا عن مشاكل الإدمان مما يزيد من عدوانيتهم ويشكل "مخاطر سياسية واجتماعية".



وتابعت المجلة قائلة إنه على المستوى الاقتصادي، أنفقت روسيا ما يعادل 320 مليار دولار منذ 24 شباط /فبراير 2022، بمعدل 320 مليون دولار يوميًّا. وقد أجبر ارتفاع معدلات التضخم التي تجاوزت 9 بالمئة في سنة واحدة، البنك المركزي الروسي على رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21 بالمئة.

كما سُجل نقص في اليد العاملة، فوفقًا لمسح أجرته خدمة بي بي سي الروسية، تم نشر 90 ألف عرض عمل لسد شغورات  في شركات الدفاع أو المجمع الصناعي العسكري في الفترة ما بين 15 آب/ أغسطس و15 أيلول/ سبتمبر.

وفي ختام التقرير نوهت المجلة بأن 2025 قد يشكل سنة المفاوضات بالنسبة لأوكرانيا، ولكنه أيضاً سنة الصدمات الاقتصادية والسياسية الكبرى بالنسبة لروسيا.

مقالات مشابهة

  • المساعدات .. الحرب تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي
  • لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً 
  • كارثية.. خالد الغندور يعلق على تصريحات أحمد سليمان
  • دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال
  • الرشق: قرار "الجنائية الدولية" يُعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية
  • أسهم أوروبا ترتفع لتنهي أطول سلسلة خسائر في أكثر من شهرين
  • بيان من المكتب السياسي للحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي)
  • الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية
  • تكاليف خيالية تكبدتها روسيا بعد 1000 يوم من الحرب في أوكرانيا