حرب غزة تعيد الباتريوت الأمريكية إلى المنطقة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
كان يفترض بالجيش الأمريكي أن يعرض نماذج من منظومة باتريوت الرائدة للدفاع الجوي في معرض دبي للطيران هذا الأسبوع، الذي يعتبر واحداً من هم معارض السلاح في العالم، ولكن اندلاع حرب إسرائيل وحماس أبرز الحاجة إلى بطاريات الصواريخ التي تكلف الواحدة منها مليار دولار وتركّب على ثلاث شاحنات، من أجل الدفاع عن القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة من هجمات ميليشيات موالية لإيران.
تملك الولايات المتحدة 60 بطارية صواريخ باتريوت
وكان قادة عسكريون حذروا منذ سنوات من عدم وجود ما يكفي من هذه الأنظمة، التي تطلق صواريخ اعتراضية لإسقاط الطائرات والصواريخ والمسيّرات، وذلك من أجل تلبية مروحة واسعة من التحديات التي يواجهها الأمن القومي الأمريكي، في سياق التنافس الاستراتيجي مع الصين والحرب في أوكرانيا والقتال في الشرق الأوسط.
وكتب دوغ كاميرون في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن القلق يساور بعض المشرعين. وقال النائب الجمهوري عن ولاية كولورادو دوغ لامبورن رئيس اللجنة الفرعية للخدمات المسلحة في مجلس النواب: "أشعر بالقلق حيال القدرة على توفير دفاعات جوية في مناطق أخرى". وأضاف أن التهديدات التي تواجهها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تبرر نشر منظومة الباتريوت، وجادل بضرورة تمويل انتاج المزيد من الصواريخ.
The U.S. military was set to display one of its prized Patriot missile-defense systems at the Dubai Airshow this week, part of the American showcase at one of the world’s biggest arms fairs. Then war broke out in the Middle East. https://t.co/hDkQlnAfZL https://t.co/hDkQlnAfZL
— The Wall Street Journal (@WSJ) November 12, 2023
وأرسل البنتاغون بطارية باتريوت إلى أوكرانيا الربيع الماضي، لمساعدة كييف على التصدي لصواريخ كروز الروسية. وبعد سلسلة من الهجمات بالمسيّرات والصواريخ على القوات الأمريكية في سوريا والعراق التي يقول البنتاغون إن مصدرها ميليشيات مدعومة من إيران، ضاعفت القوات من أعداد بطاريات الباتريوت في المنطقة لتبلغ 12 بطارية على الأقل، وفقاً لأشخاص على اطلاع على هذه العملية.
وشكل التحول في وجهة انتشار الباتريوت في الأسبوعين الماضيين، تراجعاً عن مسار سلكته الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ويقضي بنقل المعدات والأفراد من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادئ من أجل ردع تحدٍ محتملٍ من الصين.
وهذا التحول يهدد بترك مناطق أخرى في العالم أكثر عرضة لصواريخ كروز وباليستية وتهديدات أخرى، خصوصاً في المحيط الهادئ.
وتم ادخال الباتريوت إلى الخدمة عام 1980 للتصدي وقتذاك للمقاتلات ومن ثم لصواريخ كروز سوفياتية. وبعد مشاكل في الاختبارات الأولية وتجاوز التكاليف التي كادت تؤدي إلى إلغاء الانتاج، تطور الباتريوت ليصير ركيزة أساسية من الدفاعات ضد تهديد صاروخي عالمي متزايد.
وفي الأيام التي تلت الحرب في غزة، نقل الجيش الأمريكي ست بطاريات باتريوت من الولايات المتحدة إلى المنطقة، لتنضم إلى ست بطاريات موجودة أصلاً على مسرح العمليات، استناداً إلى أشخاص تم اطلاعهم على عملية الانتشار. وتتمركز منصات الباتريوت في البحرين والكويت والسعودية، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بـ12 منشأة.
Threat from #Iran-backed militia groups prompts Pentagon to pivot back to the #MiddleEast https://t.co/O7XdfTrCNv
— Hossein Ghazanfari (@TehranWatcher) November 13, 2023
كما أن صواريخ الباتريوت منتشرة أيضاً في أوروبا، بما فيها ألمانيا، وكان من المقرر نشر بطارية في غوام وواحدة في هاواي، وفق خطط للبنتاغون قبل تفجر الحرب في الشرق الأوسط.
ورفض الجيش الأمريكي التعليق على عدد البطاريات التي كانت منتشرة في المنطقة وفي أية أماكن سيجري نشر البطاريات الجديدة، لكنه أكد أن "الخطط والالتزامات للدفاع عن الوطن لم تتغير.
12 بطارية سنوياً
وتملك الولايات المتحدة 60 بطارية صواريخ باتريوت، بينما هناك 17 دولة في العالم قد ابتاعت هذا النوع من الصواريخ. ولا تكشف شركة ريثون الأمريكية المنتجة عن معدل الانتاج باستشناء القول إنها تعمل على زيادته. ويقول مسؤولون تنفيذيون في الشركة أنهم يقدرون الانتاج بمعدل 12 بطارية في السنة، في تغيير طفيف عما كان سائداً منذ 30 عاماً.
ولا تزال هناك بطارية في كوريا الجنوبية و بطاريات أخرى من أجل التدريب والتحديث في الولايات المتحدة، وفقاً لمسؤولين في البنتاغون والشركة المصنعة. وتركت عمليات الانتشار في أوكرانيا والشرق الأوسط، نصف هذا النوع من الأنظمة الصاروخية من أجل حماية القوات الأمريكية في ما تبقى من مناطق في العالم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی العالم من أجل
إقرأ أيضاً:
على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!
ربما آن الأوان للإعلان عن تحالف «مصرى سعودى إيرانى تركى» صريح ينقذ الشرق الأوسط من تقلبات صانع القرار فى البيت الأبيض ونفاق الحسابات الدولية.مرة أخرى ينبغى التأكيد أن السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لم يحرك فقط مياه القضية الفلسطينية الراكدة، وإنما أعاد تشكيل رؤية قادة الشرق الأوسط لخريطة تحالفاتهم.
بل يمكن الذهاب بعيداً بالقول إن التداعيات السياسية لطوفان الأقصى وصلت بتأثيراتها غير المباشرة إلى استراتيجية الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إزاء إيران ومن ثم الشرق الأوسط.قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ كان الحديث السائد فى المنطقة يدور حول إمكانية المضى فى مسار التطبيع مع الكيان الصهيونى بمجرد اعترافه بحق الفلسطينيين فى إقامة دولة مستقلة، والشروع فى بدء عملية سياسية بهذا الشأن، وهو ما كان ولا يزال مرفوضاً من قبَل الكيان الصهيونى.
وكان الخطاب الطائفى يروج إلى أن الصراع فى الشرق الأوسط مذهبى بين الدول السنية وإيران الشيعية، إضافة إلى حلفائها فى المنطقة، لكن «طوفان الأقصى»، علاوة على تاريخ ترامب مع المنطقة أثناء ولايته الأولى وسياساته غير الموثوقة، دفع الجميع إلى إعادة قراءة المشهد فى ظل استمرار جرائم الإبادة الصهيونية التى تستهدف تهجير سكان غزة والضفة الغربية، ما يدفع المنطقة حتماً إلى فوضى عارمة ستطول الجميع.
من نتائج هذه القراءة الجديدة زيارة رئيس هيئة أركان الجيش السعودى طهران ولقاء نظيره الإيرانى لتوقيع اتفاقات دفاعية وأمنية، ثم تأكيد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة العربية الإسلامية، رفض العدوان على إيران والمساس بسيادتها.
فى السياق ذاته يأتى تأكيد زعماء الدول المشاركة فى القمة على أن إقامة الدولة الفلسطينية هى السبيل الوحيد للسلام والاستقرار فى المنطقة وليس مجرد البدء فى مسار مائع نحوها.
بالتوازى مع الخطوة السعودية الإيرانية غير المسبوقة كان «إلون ماسك»، صديق ترامب المفضل، والذى أعلنه وزيراً للكفاءة الحكومية، يلتقى سراً بمندوب إيران لدى الأمم المتحدة السفير «أمير سعيد كرفان».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» جرى اللقاء بناء على طلب من إلون ماسك، وتناول سبل نزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين إيرانيين إيجابية اللقاء الذى قد يسفر عن تغير فى سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران على عكس المتوقع.
فور إفصاح ترامب عن الأسماء المرشحة لتولى حقائب وزارية فى إدارته الجديدة ساد التشاؤم أوساط غالبية المراقبين بسبب ما عُرف عن تشدد وتطرف غالبية المرشحين المصنفين كصقور فى الحزب الجمهورى، خاصة وزيرى الدفاع والخارجية ومستشاره للأمن القومى؛ فجميعهم من أشد الداعمين للكيان الصهيونى والمؤيدين لمساعيه بشأن ضم الضفة الغربية، والمعادين لإيران ومشروعها النووى.
بالطبع من حق الجميع الشعور بالقلق والتشاؤم، لكن لقاء إلون ماسك مع الدبلوماسى الإيرانى رفيع المستوى يؤشر إلى تغيير لا يمكن تجاهله فى رؤية الرئيس الأمريكى الجديد تجاه الصراع فى الشرق الأوسط.
وصحيح أن «ترامب» لن يسعى إلى تحقيق حل الدولتين بحسب تصريح سفيره المرشح لدى الكيان الصهيونى، ومع ذلك هناك ما يمكن عمله على الأقل لمنعه من دعم أى مسعى صهيونى لضم الضفة الغربية، أو تقنين احتلال قطاع غزة.
قد نرى قفزات متعددة ومتناقضة فى سياسة ترامب تجاه المنطقة، لكن تجاوزها غير مستحيل بإظهار صلابة فى الإرادة السياسية لدى دولها تُكمل ما بدأته المقاومة، وذلك بإعلان تحالف صريح يضم السعودية ومصر وإيران وتركيا عبر اتفاقات ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية ودفاعية وثقافية وعلمية.
تحالف يستثمر رغبة ترامب فى إنهاء الحرب ويقنعه بأن ضم الضفة الغربية يُنهى اتفاقات أوسلو ويدفع الأجهزة الأمنية التابع للسلطة الفلسطينية إلى الانضمام لصفوف المقاومة وأن تقنين أى مشروع استيطانى فى غزة لا مستقبل له وتهديد لاتفاق كامب ديفيد للسلام مع مصر، خاصة إذا أصر الكيان على استمرار احتلاله لمحور فيلادلفيا.
من شأن هذا التحالف تخفيض وتيرة الصراع ودفع الاحتلال الصهيونى للتراجع عن مخططاته التوسعية تحت وطأة خسائره الناجمة عن حرب استنزاف طويلة دخلها بالفعل.