تصاعدت حدة المواجهات في جنوب لبنان، خلال الأيام القليلة الماضية، بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في غزة، وسط تقديرات إسرائيلية بأن الحرب في مع حزب الله في شمال دولة الاحتلال "أمر لا مفر منه"، وتخوفات وتحذيرات أمريكية لتجنب هذا التصعيد.

وبعد ساعات من إعلان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، ارتقاء العمليات عبر جنوب لبنان "كمّاً ونوعاً وعمقاً"، وتشديده على أن "الميدان هو الذي يفعل ويتكلم"، شنّ مسلحو الجماعة اللبنانية و"كتائب القسام- فرع لبنان"، سلسلة هجمات على إسرائيل، أدت إلى وقوع عدد من الإصابات، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد وتحميل الحكومة اللبنانية واللبنانيين المسؤولية عن أفعال الحزب.

وشكّل استهداف حزب الله "لقوة لوجستية تابعة للجيش الاسرائيلي كانت في صدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس في تجمع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف"، الحدث الأبرز، الأحد، عبر الجبهة الجنوبية للبنان.

كما استهدف حزب الله جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي، قرب ثكنة دوفيف بالصواريخ الموجهة، مما أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها، ووقوع عددٍ من الإصابات المؤكدة بين الجنود المتواجدين حولها ، وكذلك أعلن عن استهداف ثكنة زرعيت، وتجمعاً لمشاة الجيش الإسرائيلي في بركة ريشا، ومستوطنة يفتاح قبالة بليدا وميس الجبل، وأفراداً إسرائيليين في مثلث الطيحات رويسة العاصي.

وكذلك أعلنت "كتائب القسام- لبنان"، مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا وشلومي ونهاريا، بعدة رشقات صاروخية مركزة.

وتعليقا على هذا، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن حزب الله "جماعة إرهابية تخاطر بلبنان كدولة".

اقرأ أيضاً

بنيران حزب الله والقسام.. إصابة 23 إسرائيليا بينهم 7 جنود

كما حمّل المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري، الحكومة اللبنانية واللبنانيين المسؤولية عن أفعال حزب الله"، وشدد على أن حزب الله هو المسؤول عن جميع الصواريخ التي تطلق من لبنان، مؤكدا أن "الجيش الإسرائيلي يركز على غزة لكننا في حالة استعداد عالية جداً في الشمال".

وترجم جيش الاحتلال ذلك على الارض، عندما وسّع من دائرة قصفه على مناطق الجنوب اللبناني، والتي يضعها في سياق الرد على الهجمات التي تستهدفه.

وبحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية (رسمية)، قصف الجيش الإسرائيلي "أطراف بلدات شيحين وأم التوت ورامية وطير حرفا وبيت ليف والطيبة وعيتا الشعب والخيام وتلة الطهرة الشرقية والمطلة".

كما استهدف "بلدات كفررمان وكفرتبنيت ومحيط كنيسة الجرمق ومجرى الجردلي ورميا، ومنطقة زريقون والحمامص، وأغار على بلدة تل النحاس وعلى المنطقة الواقعة ما بين طرييخا ومروحين، ومنطقتي المشيرفة واللبونة وقصف الضهيرة والبستان، وخراج البويضة".

وقام كذلك الجيش الإسرائيلي بتمشيط وادي قطمون في خراج بلدة رميش بالأسلحة المتوسطة، واستهدف بحسب الوكالة الوطنية أطراف بلدة ميس الجبل وبلدة حولا بالقذائف الفوسفورية.

وحلّق الطيران الإسرائيلي في أجواء قضاء صور والساحل البحري وقرى القطاعين الغربي والأوسط على مستوى منخفض جداً، وألقى قنابل مضيئة في أجواء بلدتي عيتا الشعب ورميش.

اقرأ أيضاً

رفع الحصيلة إلى 71.. استشهاد أحد مقاتلي حزب الله على حدود لبنان الجنوبية

رغم تصعيد حزب الله لهجماته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تمسك لبنان بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وقال: "لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة".

وفي حديث تلفزيوني، شدد على أن "الحذر موجود، ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف إسرائيل إطلاق النار على جنوب لبنان.. ما يهمني أن يبقى بلدنا بعيداً من الحرب.. نتطلع دائما إلى الاستقرار".

ورغم التحذيرات اللبنانية من اتساع رقعة الحرب، إلا أن ميقاتي كشف عن وضع حكومته خطة طوارئ لـ3 أشهر، إذا حصلت أي حرب على لبنان".

ولمواجهة التحديات ومخاطر توسّع رقعة النار، استكملت وزارة الصحة اللبنانية، تعزيز جهوزية المستشفيات الحكومية والخاصة، خاصة "في المناطق الأكثر خطراً"، حيث قامت الدوائر المعنية في الوزارة بتوزيع كميات كبيرة من المستلزمات الطبية (حوالي 50 طنا) مخصصة لمعالجة جرحى الحرب على 20 مستشفى حكومياً وخاصاً، موزعين على 6 محافظات جنوبية.

ومع ارتفاع سخونة الميدان، يخشى اللبنانيون من انفلات الوضع وغرق بلدهم أكثر في طوفان النار، لاسيما بعد حديث وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، السبت، حيث قال إن "حزب الله يرتكب أخطاء، وهو يقترب من ارتكاب خطأ فادح، وقد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى نفس وضع غزة، حيث بدأوا بالفعل يرفعون الراية البيضاء ويهربون من منازلهم".

وحسب قول غالانت، فإن "طيارونا يجلسون في قمرة القيادة، وأنوف الطائرات تتجه نحو الشمال.. لدينا ما يكفي للقيام بكل ما نحتاجه في الجنوب".

اقرأ أيضاً

وزير دفاع إيطاليا: نصر الله أوهمنا ببقاء لبنان خارج دائرة الحرب

حديث الوزير الإسرائيلي، كشف عن تضاعف التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي بأن الحرب في الشمال هي أمر لا مفر منه.

ووفق القناة "13" العبرية، فإن تصريحات غالانت جاءت بعد زيارة إلى شمال دولة الاحتلال، حيث أبلغه القادة العسكريون في المنطقة، بأنه يتعين على الجيش الإسرائيلي الانتقال إلى مرحلة الهجوم.

وأشارت القناة، إلى أن "فاعلية هجمات الجيش الإسرائيلي ضد خلايا حزب الله آخذه بالتراجع، حيث تعلم عناصر الحزب طرق التحصن والدفاع عن أنفسهم، ودرسوا تكتيكات سلاح الجو الإسرائيلي، إذ أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح باستهداف الأسلحة المضادة للدبابات كما نجح في الماضي".

ولفتت القناة، إلى أن "السؤال المطروح هو هل ستعطي إسرائيل نصرالله الحق في كتابة السيناريو، لتستيقظ ذات صباح على وابل من الصواريخ تجاه حيفا، أم ستبادر إلى أمر ما؟، في حين أن التقديرات هي أنه بعد استكمال مرحلة مهمة في داخل مدينة غزة ستفكر إسرائيل مجددا في صورة المعركة".

وأمام ذلك التصعيد، وتقديراته إسرائيل بالمواحجهة، أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اتصالا هاتفيا الأحد، مع غالانت، معربا عن قلقه بشأن دور إسرائيل في تصعيد التوترات على طول الحدود مع لبنان.

ووفق تقرير لموقع "أكسيوس"، وترجمه "الخليج الجديد"، نقلا عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة على المكالمة، فقد عكست رسالة أوستن إلى غالانت القلق المتزايد في البيت الأبيض من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان "يؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية".

اقرأ أيضاً

معهد واشنطن: سلم تصعيد ثلاثي لحزب الله بمواجهة إسرائيل

ويقول تقرير "أكسيوس"، إن ‏البعض في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يشعر بالقلق من أن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله وخلق ذريعة لحرب أوسع في لبنان، يمكن أن تجر الولايات المتحدة ودول أخرى إلى مزيد من الصراع.

‏وقال مصدر أمريكي، إن البيت الأبيض طلب من أوستن التعبير عن قلقه لغالانت بشأن تصاعد العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.

‏وقال "البنتاجون"، في بيان بشأن المكالمة، إن أوستن "شدد على ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي"، دون ذكر لبنان على وجه التحديد.

‏لكن مصدرين أمريكيين وإسرائيليين مطلعين على المكالمة، قالا إنها كانت محادثة مباشرة وصريحة للغاية، وذكر أوستن على وجه التحديد المخاوف بشأن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.

‏وقال مصدر إسرائيلي، إن أوستن طلب من غالانت توضيحات بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وطلب من إسرائيل تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

وأضاف أن غالانت أبلغ أوستن أن السياسة الإسرائيلية تقضي بعدم فتح جبهة ثانية في لبنان، وأكد أنه لا يعتقد أن مثل هذا السيناريو سيحدث.

‏كما أخبر غالانت نظيره أوستن، أن حزب الله يصعد هجماته، بما في ذلك هجوم بطائرة بدون طيار من سوريا على مدينة إيلات على بعد 350 ميلاً، وصافا ما يجري بأنه "لعب بالنار".

اقرأ أيضاً

حزب الله يصعد هجماته قبيل يوم من خطاب حسن نصر الله المرتقب.. لماذا؟

‏ولم يرد البنتاجون على الفور على الأسئلة المتعلقة بمكالمة أوستن-غالانت، كما رفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق.

‏وتضغط إدارة بايدن على الحكومة اللبنانية والقوى الإقليمية الأخرى لفعل ما في وسعها لمنع حزب الله من الانضمام إلى الحرب.

ونقلت "أكسيوس"، عن مصدر مطلع على القضية، القول إن كبير مستشاري البيت الأبيض عاموس هوشستاين، سافر إلى لبنان الأسبوع الماضي، ووجه تحذيرًا قويًا لحزب الله عبر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ومسؤولين لبنانيين آخرين، بعدم تصعيد الوضع.

‏وأكد هوشستاين خلال الزيارة أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يمتد إلى لبنان، وأن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل، حسبما ذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي.

‏فيما قال مصدران مطلعان على الوضع، إن الانطباع الذي حصلت عليه إدارة بايدن أثناء وبعد زيارة هوشستاين، هو أن الحكومة اللبنانية والرأي العام وكذلك حزب الله غير مهتمين بحرب مع إسرائيل.

‏وقال أحد المصادر، إن مسؤولي إدارة بايدن مقتنعون بأن خطابات نصرالله خلال الأسبوع الماضي، لم يتضمن دعوة لمزيد من التصعيد، ورأوا في ذلك علامة على أن رسائلهم تصل إلى حزب الله.

إلا أن مصدر إسرائيلي قال إن مسؤولي إدارة بايدن يشعرون بالقلق أيضًا من تهديدات غالانت العلنية ضد حزب الله، ويعتقدون أن هذه التهديدات لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات.

‏وذكرت الصحافة الإسرائيلية أنه بعد عدة أيام من اندلاع الحرب، أراد غالانت وعدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي توجيه ضربة استباقية واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نقض قرار غالانت.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: دخول حزب الله للحرب سيؤدي إلى دمار لا يمكن تخيله بلبنان

المصدر | أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان حزب الله إسرائيل غالانت أوستن أمريكا نتنياهو نصرالله العسکری الإسرائیلی الحکومة اللبنانیة الجیش الإسرائیلی الإسرائیلی فی إدارة بایدن اقرأ أیضا حزب الله فی لبنان على أن

إقرأ أيضاً:

قائد الحرس الثوري: العدو منهك وحزب الله فرض إرادته على إسرائيل

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم الاثنين، أن حزب الله اللبناني فرض إرادته على الاحتلال الإسرائيلي.

وقال سلامي بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد قاسم سليماني، إن "العدو أصبح منهكاً ولا يعرف ماذا يفعل، ولم يعد هناك مكان للهرب بالنسبة له"، مضيفا أن "جبهة المقاومة اليوم في أوج قوتها، بينما الأعداء أصبحوا مكروهين ومرعوبين، وهذه القضية لا تزال مستمرة".

وتابع: "حزب الله، الذي يثبت وجوده في وجه التحديات الكبرى، يستمد قوته من سيد المقاومة السيد حسن نصرالله، والشهيد صفي الدين، والشهيد سليماني الذين غرسوا جذور الجهاد وروح التضحية في نفوس الشباب اللبناني. وهذا النهج مستمر".

وأشار سلامي في كلمته إلى أن "العدو المنهزم واليائس يرفع صوته بالتهديد ويقتل الأبرياء"، معتبراً أن "هذا ليس نصراً بل هزيمة".

وشدد على أن "العدو أكثر انعداماً للأمن من أي وقت مضى، ومنبوذ سياسياً في العالم. ومع ذلك، فإن دماء الشهداء لن تذهب هباءً، وطريقهم مستمر".



ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية، تحليلا إسرائيليا لحجم الأسلحة والوسائل القتالية التي جمعها حزب الله اللبناني خلال السنوات الماضية، متطرقة إلى مصدر هذه الأسلحة.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب آفي أشكنازي: "بحث جديد يحلل حجم وسائل القتال التي جمعها حزب الله، ويكشف أن نحو سبعين بالمئة من هذه الوسائل التي وصلت إلى الحزب، مصدرها الصناعة الروسية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "أول بحث حول بيانات القتال في لبنان خلال السنة والشهور الثلاثة الماضية، يبرز الحجم الكبير لقوة حزب الله التي تم بناؤها على مدار سنوات من قبل إيران، التي اعتبرت الحزب قوة عسكرية مهمة من المفترض أن تقاتل ضد إسرائيل على الجبهة الشمالية".

وأوضحت أن البحث الجديد أعده مركز المعلومات للاستخبارات باسم اللواء مئير عاميت في مركز التراث الاستخباراتي الإسرائيلي، ويحلل حجم وسائل القتال التي جمعها حزب الله.

ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن من مصادرة حوالي 85 ألف وسيلة قتال لحزب الله، من بينها نحو 6840 قذيفة "أر بي جي"، وصواريخ، ومنصات إطلاق، وصواريخ مضادة للدبابات، وحوالي 2250 قذيفة وصاروخا موجها، وحوالي 2700 سلاح خفيف، و60 صاروخا مضادا للطائرات.

ووفقا للبحث الإسرائيلي، "الغالبية العظمى من وسائل القتال تم إنتاجها في إيران وروسيا وتم تهريبها إلى حزب الله عبر رحلات جوية مباشرة من إيران أو عبر قوافل مرت عبر الأراضي السورية، إلى جانب اعتماد الحزب على إنتاج أسلحة محلية".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يغير إستراتيجياته الإعلامية لتجنب ملاحقة جنوده دوليا
  • مسؤولون: الجيش الإسرائيلي سيبقى في مناطق بلبنان لأشهر أو سنوات
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن تفعيل الإنذارات في معبر كرم أبو سالم
  • خبير عسكري: الجيش اللبناني يستعد لدخول منطقة الناقورة بعد انسحاب إسرائيل
  • بشير عبدالفتاح: إسرائيل تبرر انتهاكاتها باستخدام ضعف الجيش اللبناني وحزب الله
  • قائد الحرس الثوري: العدو منهك وحزب الله فرض إرادته على إسرائيل
  • بعد انسحاب إسرائيل منها..الجيش اللبناني ينتشر في الناقورة الحدودية
  • الجيش اللبناني يدخل بلدة الناقورة عقب انسحاب إسرائيل منها  
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • ‏الجيش الإسرائيلي: مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخرين بإطلاق نار في قلقيلية بالضفة الغربية